أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مازن فيصل البلداوي - ماذا نريد؟!















المزيد.....

ماذا نريد؟!


مازن فيصل البلداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3626 - 2012 / 2 / 2 - 17:46
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


في خضم التحولات التي تعرضت لها المنطقة المحصورة بين الجمهورية الأسلامية في أيران والخليج المختلف على تسميته شرقا،المحيط الأطلسي والبحر المتوسط(غير مختلف على تسميته) غربا،تركيا والبحر المتوسط ايضا شمالا،ومجموعة من الدول الأفريقية وبحر العرب(غير مختلف على تسميته) جنوبا،نرى ان هنالك الكثير من التحولات التي حدثت على الأرض أدت الى الكشف عن الكثير مما كان يختبىء تحت مسميات مختلفة ابتداءا من عباءة الوطنية وليس انتهاءا بمفهوم عباءة الدين.......هذه التحولات التي نستطيع وصفها بالسياسية في أساسيتها الا انها ادت الى تأثير واضح وضع بصماته الواضحة على الحقول المرتبطة بتلكم الأساسيات وأقصد بها الحقول الأقتصادية والأجتماعية والثقافية،أدت في مجملها الى أعادة رسم خارطة توزيع المفاهيم التي كانت تستعمل ويتم تداولها بين الناس بشكل عام.

لاريب ان ماحدث في العراق كان أشبه بزلزال هزّ البنية التحتية لمجموعة من المفاهيم القيمية التي تأسس عليها العقل الجمعي لقطاعات واسعة من الناس تعيش على الأرض التي حددناها جغرافيا اعلاه من مثل ، البطولة ،الأوحد،القائد،الرمز،النصر،الأيمان،الحق،الباطل،أحتلال،تحرير،مقاومة،سلطة،خذلان،الدعاء،الثأر،الغطرسة، الغباء،الذكاء،المصلحة،الوطن،المواطن،الأنسان،حقوق،واجبات......................والى قائمة طويلة من الكلمات التي تشكل بمجموعها منظومة المفهوم القيمي لهؤلاء الناس الذين كانوا تحت تأثير الصدمة مما حدث في 2003 وكأنه مقدمة لفلم سينمائي تأخذ بالأبصار والأفئدة وتبقي الأفواه مفتوحة امام هذا الفلم الذي تجري احداثه بصورة حقيقية على أرض الواقع وان الضحايا الذين يتساقطون قتلى بين نساء وأطفال وشباب وكهول هم أصدقاء وأهل وأقارب لهذا الشخص او ذاك أثرت في نفوسهم مؤديا الى تشكيل ردود فعل مختلفة بين أطياف الناس وتشكيلاتهم الأثنية والعرقية وبمختلف انتماءاتهم الفكرية مما أدى الى صياغة ردود الفعل تلك بأشكال مختلفة منها مافتح على العراق احد أبواب جهنم كما توصف، تمثلت بقيام العديد من الجهات الداخلية والخارجية الى توظيف كل مالديها في سبيل الحيلولة دون استمرار الأمور في العراق على الأتجاه الجديد وتفعيل التغيير الذي تسبب فيه غباء القائد الرمز الضرورة بنفسه ولست بصدد بحث مجموعة المفاهيم المرتبطة بهذا الحدث هنا لأنها تحتاج الى وقت طويل وحوارات كثيرة بين الفرقاء لأن كل منهم ينطلق من ذاتية فهمه لتلكم المفاهيم.

احدى مظاهر هذا التغيير في العراق ادى الى ظهور شخصيات ومفاهيم جديدة على السطح وأدى الى بروز قطاع الأعلام والصحافة بشكل استثنائي مصحوبا بظهور عدد غير قليل من القنوات الفضائية والصحف وأشخاص جدد ممن يمتلكون الموهبة الصحفية او ممن لايملكونها، ناهيك عمن أخذ علوم الصحافة أكاديميا وهي عنده كمنطلق الى هذا المجال الواسع الرحب ساهم في اسقاط الكثير من القيود او الخطوط الحمراء التي كان معمول بها قبل 2003 ،مما أدى الى أنكشاف الكثير من الحقائق التي غابت عن أعين الناس وعلمهم على الرغم من ان الكثير منهم كذبوا كثيرا مما ظهر مدفوعين بذلك نتيجة منظومتهم الفهمية السابقة والتي أثرت بشكل مبالغ فيه في كثير من الأحيان لتكريس واقع الظلم والأذى الذي كان يتعرض له الشعب العراقي بعمومه خارج مفهوم الأستثنائية الفرقية او الشرائحية،وحتى ابتعد عن هذا المضمار لأنه ليس مثار البحث هنا ولكني وودت ان أشير اليه بنسبية معينة تربط ما بودي طرحه مع هذه الأمور التي شكلت عائقا اساسيا في صيرورة استقرار حالة مابعد ذلك الحدث في العراق وما تشابه معه بعد حين في دول أخرى مثل تونس ومصر بالذات.

نحن كشعوب تعيش في هذه المنطقة عاشت لفترة طويلة تحت حكم الأخرين،قوى جبارة أخرى،فرضت أجنداتها التي كانت تتعرض للقبول والأنكار جزءا او كلاّ من قبل المجتمعات التي تعيش في هذه المنطقة المعنية،الا انها عموما يمكن وصفها(المجتمعات) بأنها عانت من الجهل والفقر والتخلف والمرض والتهميش لأطياف على حساب أطياف اخرى،اذ ان اغلبها او لنقل أهمها استراتيجية تتكون من غير واحد من الأثنيات العرقية والدينية لم تمهلها تلكم القوى الوقت الكافي لتوحد صفوفها وتنشىء لها مفهوما وطنيا مشتركا له من الأساسيات المشتركة ما يعد أيجابا لصالحها،على الرغم من ظهور الكثير من الشخصيات التي نادت بوحدة المشتركات وتشكيل هذا الأساس ليكون منطلقا صوب التحرر والأستقلال،الا ان اكثر هذه الشخصيات لم تستطع ان تستنهض مشروعها الوحدوي لتلكم الأسس فقد كان غالبا ما يأخذ منحى يبتعد عن روح الوطنية المشتركة ليجيّر لصالح احدى التوجهات المميزة في المنظومة القيمة للناس،فكانت صيرورتها اما ان تكون دينية او قومية الأتجاه لتبدأ بتكوين شروخها بنفسها وتحافظ عليها داخل بنيتها التركيبية ليسهل فيما بعد أسقاطها نتيجة ضعفها التكويني،وهذا ما شاهدناه في مصر عبد الناصر وعراق البعث ونشاهده اليوم في سوريا البعث،هذه الدعوات التي ارتكزت على المفهوم القيمي القومي المتعاضد مع الأسناد الديني المترابط معه منذ مايقارب على 1400 عاما،هذا التعاضد الذي شكّل مفهوما قيميا لدى أجيال عاشت في هذه المنطقة جعلته مرتكزا لأمجاد مشتركة حققتها قوات المقاتلين على الأرض من خلال نتائج صراعها مع القوى الأخرى التي كانت موجودة حينذاك وأخضعتها لقوة السلاح بموجب عناصر الفهم التي كانت سائدة حينها وهي مفاهيم متعارف عليها لدى الجميع،الا ان هذه الأمجاد التي نشأت تحديدا في العهد العباسي وفي المجالاات العلمية والفلسفية والثقافية والفنية منها كانت حينها الدولة الجديدة(الأسلامية) قد حولت مركزها(عاصمتها) من المدينة المنورة الى بغداد وامتدت مساحتها الى الشرق والغرب وضمت ثقافات جديدة لشعوب اخرى دخلت طوعا او كرها الى الدين الجديد،وبقيت في مراكزها وبقيت تنتج ثقافتها التي كانت موجودة لديها قبل الفتح المقدس،اضافة الى النهج الذي انتهجه الحكام العباسيون الجدد والذي قضى بالأهتمام بالعلم والثقافة(منها الموسيقى والغناء والفلسفة) ادى الى بروز طبقة ان لم يكن طبقات من الشخصيات غير العربية على سطح المسمى والمفهوم الأسلامي الذي كان قوميا عروبيا في أساسه،مما ادى بروزها الى ردود فعل داخل النفوس بقيت في كثير من الأحيان حبيسة العقول والأرث المنقول من جيل الى جيل وتمت ترجمتها على ارض الواقع في عدة مناسبات موجودة على صفحات التاريخ مما احدث تشققات كبرى في الجسد الناشىء زادت اعماقها بعدما آلت الدولة بمساحتها الأكبر الى العنصر العثماني وتحت المسمى الأسلامي ذاته،أدت الى صراعات داخلية تمثلت بتعميق المفهوم الطائفي والقبلي والعشائري ممثلا بارزا لخوف الناس وحاجتها للألتفاف بين من يشابهها ضد ممارسات الظلم والتفريق والأستبداد الذي تمارسه السلطة الحاكمة،ليبقى معشعشا داخل النفوس تتناقله الأجيال الى يومنا هذا.

وبعيدا عن الأستمرار في توضيح الصياغات التي حدثت خلال السنوات الأربعمائة وألف الماضية،أكتفي بهذا التقديم والربط المبسط بين سلسلة التحولات الماضوية وبين ماحدث بعد الحرب العالمية الأولى تحديدا،لأنه كانت القشة التي قصمت ظر البعير(يا لهذا البعير)واعادت توزيع المنطقة جغرافيا،لكن هذه المرة بموجب اتفاقيات ومعاهدات بين الغالب والمغلوب(حامل الأرث الديني أسما والقومي غير العربي فعلا) وبين القوى الجديدة التي فرضت شروطها بموجب نفس المفهوم الذي نشأت به الدولة الأسلامية منذ ذلك الحين......مفهوم القوة والسلاح وسياسة الأمر الواقع.أن ترسيم الوحدات السياسية الجديدة لمنطقة الأرث الأسلامي السابقة على شكل دول وأمصار جرى تثبيتها وتحديدها وانشاء أنظمة سياسية مستقلة بكل واحد منها كان في الحقيقة بداية جديدة لكل شعوب المنطقة بمختلف انتماءاتها الفكرية والدينية والعرقية التي كانت تعيش تحت راية الدولة الواحدة ذات السلطة الأستانية لما يقارب الــ 500 عام لم يكن لعامة الناس اي دور في صياغة السياسات التي تنفعهم ورسم الأستراتيجيات المستقبلية او حتى المشاركة في أبسط جزيئيات تلكم القرارات عدا بعض الأسماء التي كانت ترتبط مصلحيا بالسلطة الحاكمة ومنها على سبيل المثال لا الحصر نذكر (الأقطاع الزراعي)،فالدولة العثمانية كان صاحبة التخطيط والتنفيذ لأرادة الباب العالي العثماني! لاغير! فهي لم تخطأ ولم تغلط! فقد ورثت نظاما شموليا تمتد جذوره بعيدا في تربة القرار الفردي للخليفة او الحاكم..........وماقامت به هو استمرارا لتلكم الفلسفة والفهم القابع في منظومة الفهم القيمي للعقل الجمعي للناس وعلى مدى دهور طويلة!

لذا فأن هذه الشعوب كانت بمعزل عما يجري في العالم من تغييرات اجتماعية كنتائج للثورات والأنتفاضات(فرنسا أنموذجا) الا ماكان يصل من تلكم المستجدات الى نخبة مثقفة مطلعة معدودة الأفراد لايكاد يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة حاولت جاهدة ان تفعّل هذه المفاهيم داخل مجتمعاتها وأنشاء قاعدة انطلاق حديثة عبر تشكيل تنظيمات سرية بشكل جمعيات او أحزاب في مطلع القرن الماضي وامتدت الى ثلثه الأول كانت ترتكز بشكل رئيسي الى المفهوم القومي والديني في اكثر مناهج عملها،فتوجيه الناس بموجب هذين المفهومين كان اسهل عملا وأوقع تأثيرا،لذا فنحن نرى ان الأحزاب الأخرى ذات التوجهات التي تحمل المفاهيم الديمقراطية والعلمانية الجديدة على المنطقة قد انزوت وجرى أهمالها بشكل عام لأنها تحمل منظومة قيمية تتعارض بمفاهيمها مع مايحمله عموم الناس من مفاهيم،واكتفت تلكم الأحزاب بأن تحجز لها مقعدا او مقعدين فيما بعد في البرلمانات التي تشكلت باعتبارها الواجهة الرئيسية لمنظومة السلطة الجديدة بعد(الأستقلال-التقسيم)الذي حدث للرقعة الجغرافية التي كانت تحت سيطرة وارث الأنجازات الفتوحاتية التي ابتدأتها الدولة الأسلامية الأولى.

وبهذا الأيجاز الذي تقدم نجد ان ما آلت اليه الأمور بعد(ح ع 1 ) قد أبرزت احزابا ومؤسسات اعتمدت على المفهوم القومي العربي المرتبط بالقيمة الدينية بشكل أساس، وكان لها الدور البارز في التأثير على الناس والواقع السياسي في المنطقة وساهمت بشكل غير مباشر على تحييد الناس تجاه الأفكار والمفاهيم الجديدة التي حدثت في العالم اعتمادا على خلاصة التجارب التي خاضتها الشعوب في مختلف بقاع العالم ومنها الشيوعية والماركسية والديمقراطية والعلمانية بشكل خاص مما اسهم في سحب البساط من تحت اقدام تلكم الأحزاب والمؤسسات الجديدة التي استحدثت في المنطقة حتى وبعد انجازاتها التي تحققت في بعض الدول وعلى الرغم من اسهامتها الكبيرة في اعادة بناء المجتمعات ثقافيا وفكريا اذا استنهضت مفهوم الثيمة الوطنية وقيمتها الأساسية باعتبارها حجر الزاوية التي ينطلق منها الجميع من اجل اعادة بناء الأوطان والأنسان خارج مقهوم الأنتماءات الأثنية العرقية والدينية والمذهبية وما شاكلها.الا ان الفترة القصيرة التي نشأت بها هذا الأحزاب الجديدة وبين قيام الأحزاب القومية آنفة الذكر لم يفسح المجال امام هذا الناشىء ليثبت نفسه على الساحة،خاصة وهو كان مطاردا وملاحقا من قبل السلطة الحاكمة التي كانت تثقفه في كل زاوية لحين ما استطاعت القضاء على قياداتها الناشئة وضربته في عقر داره ومن ثم تكملة المشوار من قبل السلطة الجديدة الحاكمة،قلم يبق من هذه الأحزاب الا رسمها لاغير،وفشل من استلم قيادتها بعد ذلك في اعادة بنائها واعادة تفعيلها الا ماكان يمثل تاريخا نضاليا لمجموعة من الذين ضحوا بأرواحهم وشبابهم من أجل أوطانهم،فشلت القيادات الجديدة في اعادة بناء الفكر الذي تطرحه تلكم الأحزاب،فبقيت على ماهي عليه صورا معلقة على جدار متحف الزمن.

كل مادونته اعلاه هو أشارات عمومية تحمل الكثير من الحوارات والنقاشات حول الأسباب والنتائج التي ساهمت في قيام منظومة الفهم لدى مجتمعاتنا التي تعيش في المنطقة،وان هنالك الكثير يكمن بين أسطر صفحات الماضي مما لم نتناوله بالتفصيل او الأشارة على الرغم من انه ساهم بشكل فعال في خلق مفاهيم جديدة اعتمدت على تفصيل الولاءات الخاصة بأفراد او جماعات من المفترض انها تنتمي الى مجتمع يحمل قيما مشتركة يجعل منها اساسا للأنطلاق الى المستقبل،لكن لابد من الأشارة الى السنوات الثلاثين الماضية في العراق وماجرى فيها وما جرّ بموجبها من ويلات على الشعب العراقي بالذات،وأنا شاهد عليها بعيني وأذني وفهمي،عشتها وتأثرت بنتائجها ومازلت،ومن هنا كنت وأسبقى أنادي بضرورة طرح الماضي ومشاكله جانبا،لاأقول أهماله ولكن ليبق تحت مجهر القراءة والتحليل والحوار لأستنتاج مواقع الفشل والأخطاء من اجل طرحها على الناس كي يجعلوها في قاموس اتعاظهم المستقبلي، الا ان الواجب الحاضر يوجب على الجميع التفكير جديا في متطلبات المستقبل من اجل تنقية الحاضر من مداخلات الماضي الملىء بنقاط الأختلاف والخلاف والمطبات التي تقيد العقول وتجعلها حبيسة قيود الأنقياد لمنظومة الفهم القيمية القديمة المحدودة،وتمنعه من الأنطلاق في رحاب المنظومة المتطورة التي تجعل من الأنسان هو القيمة الأولى التي تتبارى حولها القيم الفكرية الحديثة متخذة منه سببا وهدفا لمنهاج الفكر الحالي وتجعل من رفاهيته الحقيقة وحريته مفاصل اساسية يتضمنها منهجه تنظيرا وتطبيقا.

ان عدم فسح المجال الكافي لشعوب المنطقة من اجل تواصلها الحقيقي في سبيل توحيد مشتركاتها الأيجابية وجعلها حجر الزاوية المتمثل بالوطنية أدى ال عدم نشوء الوعي والثقافة السياسية التي تتصدى في العادة لمراكز السلطة والقيادة بعيدا عن الأنتماءات الثانوية،وهذا ادى بدوره لقصور واضح في طبيعة تشكيل الأطر السياسية الحقيقية كما نراه اليوم متمثلا في الممارسات السياسية لأحزاب ومؤسسات تمثل مشتركا سلطويا متخبطا يعاني من قصور واضح لرؤية حقيقة حول طبيعة المشاكل التي تعاني منها الشعوب،ونرى هذه التشكيلات الجديدة تبذل مساعي حثيثة من اجل البقاء في السلطة على الرغم من ان ممارساتها توسّع الهوّة مابينها وبين شعوبها،وفي كل الحالات الجديدة التي نتجت عن المتغيرات التي حدثت في المنطقة مما يستدعي استمرار دق ناقوس الخطر لحين الأستيقاظ من غفوة قد تطول اذا ما استطاب اصحابها للظروف التي يعيشونها،ناهيك عن انها فشلت لحد الآن في طرح شخصيات تمثل الرغبة السياسية لدى الجماهير كي تكون متواجدة على خارطة الأنتخابات القادمة،يستطيع المرء بموجب تعددها ان يميز بين الصالح والطالح ليمثله في الأنتخابات التشريعية القادمة او الأنتخابات البلدية،مما سيجعل المواطن امام خيارين لاثالث لهما،فأما يعود لأختيار شخصيات تمثل احزابا ومؤسسات تقبع تحت الخيمة السياسية وسيضطر الى اختيار بعض الشخصيات رغما عنه على الرغم من ايمانه بعدم احقيتها،او العزوف عن المشاركة في الأنتخابات مما سيشكل ضربة قوية الى التجربة الوليدة في العراق على وجه الخصوص.

ان نشوء احزاب سياسية اجتماعية ديمقراطية تأخذ بعين الأعتبار مبدأ الحداثة والتحديث المستمر لفكرها بعيدا عن التقوقع في أصداف صلدة تمثل أوائل النتاجات الفكرية التي نشأت في زمكان مختلف تماهى مع منطلبات عصره،أحزاب حقيقية تبتعد قدر الأمكان عن الأرتكان الى الخطابة المطولة واستهلاك الزمن في الأعتماد على المناوشات الكلامية حول الأخطاء التي تقع بها احزاب أخرى فقط، اصبح أمرا واجبا وليس خيارا امام الجميع من اجل التأسيس على اقل تقدير لمستقبل واضح الرؤية للأجيال القادمة،وعلى الرغم من سوداوية المشهد في كثير من زوايا رؤيته الا هناك زوايا وان كانت اقل عددا تمرر الضياء المتمثل بعدد لابأس به من الشباب الذين يحملون حب وطنهم في صدورهم وينأون بأنفسهم عن كل استلاب للمعنى الوطني من قبل المفاهيم الجزئية التي تحاول في كثير من مناحيها اعادة صياغة مفهوم الوطن والمواطنة حسب ماتحمله من أفكار مرتبطة بجزئية ماضوية تحاول أحيائها على نغمات صوت الثكالى والأيتام ومعاناة الفقراء الذين ينتشرون في كل الطرقات المؤدية الى الحرية الحقّة التي تحترم الأنسان وتؤمن به كوسيلة وهدف بذات الوقت لتحقيق رفاهيته واستقراره،مبتعدة بذات الوقت عن كل مايؤخر تحقيق هذا الهدف الأول من اهتمامات اخرى جانبية تخص بلدانا اخرى او مجتمعات اخرى لم تك يوما مهتمة بواقع العراق والفرد العراقي بالذات.

ان كنّا نريد هذا،اي الأنسان أولا،فعلينا جميعا(ممن يحملون ذات الفكرة) العمل يدا بيد خارج كل مايشوب هذا العمل من تأثيرات ثانوية ايا كان نوعها لتحديد حجر الزاوية المتمثل بالمواطنة واعلان الهدف من وراء هذا العمل والمتمثل بالأنسان وليكن واضحا امام الجميع ان السعي لتحقيق هذا الهدف يتم عبر تطبيقات حيوية على ارض الواقع لن ينفع معها الخطاب والكلام فقط،وهذا ما أشرت اليه في عدة حوارات ونقاشات وتعليقات ومن خلال ما كتبته على مدى الأعوام الثلاث الماضية.


تحياتي



#مازن_فيصل_البلداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنري كيسنجر:اذا كنت لاتسمع طبول الحرب فأنت بالتأكيد تعاني من ...
- في الذكرى العاشرة لأنبثاق الحوار المتمدن......مسيرة ونتائج
- التقدمية الواهمة في المنطقة العربية
- مليونيرات العالم يسيطرون على ٣٩٪من الثروة ...
- كيف سيبدو الأمر لك بعد الموت/مترجم
- العلماء يأخذون خطوتهم الأولى نحو تخليق حياة من أصل غير عضوي
- الأنسان في العصور القديمة كان يقوم بتناسل مختلط
- متحجرة جديدة ربما تعيد ترسيم الأصل الأنساني
- تأثير المعرفة العلمية على صياغة النص المقدس
- منطاد ضخم وأنبوب يماثله بالحجم لضخ الماء الى السماء!
- حوار حول وجود آدم وحواء
- كوكب شبيه بالأرض....هل يصبح قبلة نجاة أهل العلم؟
- المواطنة الحقيقية هي مفتاح الديمقراطية
- لماذا لايلتزم الناس بقواعد الدين في البلدان الأسلامية؟
- السعوديون غزوا البحرين(مقال مترجم عن الأندبندنت)
- المشروع العربي لخنق العراق والأتجار بمقدّراته
- العراق يفتح ابوابه للأعمال والأستثمارات
- صناعة الأعضاء البشرية الطبيعية-قفزة علمية جديدة
- تقرير عن العراق في الواشنطن بوست(مقال مترجم)
- الجامعات العراقية والتصنيف الدولي...مراجعة ضرورية


المزيد.....




- حزب النهج الديمقراطي العمالي: بيان فاتح ماي 2024
- تفريق متظاهرين في -السوربون- أرادوا نصب خيام احتجاجاً على حر ...
- بيان مشترك: الاحزاب والمنظمات تؤكد فخرها بنضالات الحركة الطل ...
- رحل النبيل سامي ميخائيل يا ليتني كنت أمتلك قدرة سحرية على إع ...
- رحل النبيل سامي ميخائيل يا ليتني كنت أمتلك قدرة سحرية على إع ...
- الانتخابات الأوروبية: هل اليمين المتطرف على موعد مع اختراق ت ...
- صدور العدد 82 من جريدة المناضل-ة/الافتتاحية والمحتويات: لا غ ...
- طلاب وأطفال في غزة يوجهون رسائل شكر للمتظاهرين المؤيدين للفل ...
- إندبندنت: حزب العمال يعيد نائبة طردت لاتهامها إسرائيل بالإبا ...
- كيف ترى بعض الفصائل الفلسطينية احتمالية نشر قوات بريطانية لإ ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مازن فيصل البلداوي - ماذا نريد؟!