أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة رستناوي - نقد الثورة السوريّة : ثورة مقطوعة الرأس














المزيد.....

نقد الثورة السوريّة : ثورة مقطوعة الرأس


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 3668 - 2012 / 3 / 15 - 23:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بمناسبة مرور عام على انطلاق الثورة السوريّة , من الواضح للمراقب أنّ هذه الثورة تواجه صعوبات متعدّدة , و أنّ مستقبل سوريا كدولة و وطن مهدّد.
و قبل الشروع في النقد من الضروري التأكيد عن نقطتين:
النقطة الاولى : النقد هو فعل إيجابي يستهدف إلى دعم الثورة و تحصينها من السلبيات التي تعترضها , و الدافع إليه هو المحبّة و الحرص على مستقبل سوريا الانسان و الوطن , سوريا الحرّية و الكرامة , سوريا ملك لكل السوريين و ليس لفرد و عائلة .
النقطة الثانية : إن النظام الاستبدادي في سوريا هو نظام فاقد الصلاحيّة و المشروعيّة , من غير الممكن عمليّا التعايش معه أو البناء عليه و اصلاحه.
(1)
كنتيجة لشدّة القمع الممارس من قبل السلطة , هذا أدّى إلى تصفية أو اختفاء أو هروب معظم النشطاء الشباب الميدانيين المبادرين و الموجّهين للحراك الثوري في الداخل , لذلك اكتسبت المعارضة السياسية للنظام في الخارج و هي بمعظمها سابقة للثورة السورية أهمية كبيرة , و هذه المعارضة الضعيفة المشرذمة أساسا لم تستطع أن ترتقي بحسّها الوطني و الانساني لمستوى تضحيات و آمال الشعب السوري , لتوجد على الاقل اطار سياسي موحّد يكون بمثابة ممثّل سياسي للثورة السوريّة , و متحدّث باسم الثورة اقليميّا و دوليا بغرض التعاون و التنسيق لإنجاح الثورة السوريّة.
إن معارضة سياسيّة لا تستطيع تحقيق حد أدنى من التعاون و التوحّد في مرحلة تاريخية حاسمة كهذه , هي معارضة لا تصلح لأن تكتسب صفتها كمعارضة وطنيّة ديمقراطيّة للنظام الاستبدادي.
من أسباب تشتّت المعارضة الخارجيّة للسلطة هيمنة التفكير الأحادي الجوهراني سواء أكان جوهر شخصي(حب الزعامة) أو جوهر حزبي أو جوهر فئوي طائفي..الخ.
و لكن ما الذي يمنع على سبيل المثال أن تقوم كل الاحزاب السياسية السورية – و هي أحزاب هشّة و ضعيفة أساساً - بحل نفسها و تشكيل إطار معارض تحت عناوين سياسية وطنيّة ديمقراطيّة جامعة تفرضه متطلّبات المرحلة التاريخية ؟!
ما الذي يمنع تشكيل اطار سياسي يضم أحزاب متعدّدة على غرار التجربة الرائدة للقاء المشترك في اليمن أو تفاهمات المعارضة التونسيّة بشقّيها الاسلامي و العلماني قبل و بعد سقوط حكم زين العابدين بن علي ؟
(2)
المعارضات الديمقراطية هي قبل أن تكون معارضة للنظام الاستبدادي هي معارضات ذات هيكلية و رؤى و سلوك ديمقراطي بالحد الادنى.
التخوين كسلوك و موقف يتنافى مع الموقف الوطني الديمقراطي , و قد شهد الحراك السياسي المعارض مماحكات و اتّهامات متبادلة تصل إلى درجة التخوين بين المجلس الوطني و هيئة التنسيق و الجيش الحر ..الخ.
(3)
في حال وجود هيكل أو اطار سياسي وطني ديمقراطي معارض للسلطة يحظى بدعم شعبي ,عندها كثير من الاشكالات الراهنة و السابقة تأخذ طريقها إلى الحلحلة .فقضايا من قبيل : التدخّل العسكري الخارجي , التحوّل إلى العسكرة , المبادرات السياسية المطروحة , التعامل مع القوى الاقليمية و الدولية ,كلها قضايا يجري بحثها بمسؤولية و في اطار المصلحة الوطنية للشعب السوري , بحيث لا تستقوى أجزاء من المعارضة على بعضها بقوى خارجية , و لا تكون العلاقة مع القوى الاقليمية أو الدولية علاقة تبعية ,بل علاقة طبيعية ضمن حدود المصلحة الوطنية , علنيّة و بحيث يكون القرار
السياسي تمثلي و ليس فردي ارتجالي.
(4)
وجود هيكل أو اطار سياسي وطني ديمقراطي يحصّن الثورة السورية من الانجرار إلى نزاع طائفي يسعى اليه النظام , و هو كذلك يعطي اشارات ايجابية للفئات الغير منخرطة بالثورة أو الخائفة منها خاصة من أبناء الاقليات الدينية و العرقية.
و هذا يمنع نسبيا سيطرة فصيل معارض دون غيره على الثورة و استحواذه عليها , و يسحب البساط من تحت النظام بدعاوى أنها ثورة سلفية أو اخوانيّة . و يضعف التأثيرات السلبية للأصوات الطائفيّة و الغير مسئولة التي تظهر بين حين و آخر.
للأسف لا يلوح في الافق اشارات لتوافق سياسي حول قيادة للثورة السوريّة أو نظام ادارة فاعل و مسئول , مما يعتبر خذلانا لتضحيات الشعب السوري و تطويلا لمعاناته تحت حكم الاستبداد .



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقائد بلون البشر: عن غواية السلطة و -شيطنة العلويين-
- عن سرعة البداهة و الحاشية و رغبة الطاغية
- عقائد بلون البشر – حول اتّهام العقائد بالفساد؟!
- صوت المرأة : من مصالح العورة ..إلى مصالح الثورة
- على هامش مقالة :التعري كفعل احتجاجي
- التعرّي كفعل احتجاجي...و مصالح علياء المهدي
- مؤتمر أسلمة العلوم - مقال ساخر
- مصالح الخطاب الطائفي: مأمون الحمصي نموذجا
- سوريا ......و مصالح مسؤولية القتل
- انقراض المثقف القومجي* - مقال ساخر.
- آخر المذلة.... أول الموت
- ميشيل كيلو ..و حنين الجزء المسيحي إلى الكل.
- صباح منتصف آذار
- المسيرة ............... و شهداء الطاولة المستديرة
- حجر الفلاسفة – مقالة ساخرة
- عن سوريّة ..و عوارض حرب أهلية؟!
- علي الأمين.... و مصالح الفرز الجوهراني, و الاتّهام .
- تبّاً للعقلاء الزواحف ...و يا مرحباً بالأحرار المجانين؟؟!
- رائق النقري : و مصالح فاعل الخير الروسي؟!
- مصالح رائق النقري: و اضطراب برهان الحدوث ؟؟!


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة رستناوي - نقد الثورة السوريّة : ثورة مقطوعة الرأس