أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - هل نقتل زياد العليمى؟!














المزيد.....

هل نقتل زياد العليمى؟!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3646 - 2012 / 2 / 22 - 17:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لست من أنصار "شخصنة" الشأن العام، أو تعليق شماعة خطأ السياسات العامة فى رقبة كبش فداء واحد. أو حتى عدد من "الكباش".
وأنتمي بالمقابل لمدرسة تركز اهتمامها على تحليل مضمون الخطاب، أو الخطابات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتحديد الموقف منها – بالتأييد أو الرفض – بناء على هذا المضمون.
وإذا كنت أستهجن "شخصنة" ما هو "عام" فما بالك إذا اقترنت هذه الشخصنة بالتجريح والسباب؟!
هنا يزداد الطين بله كما يقال، وتتحول السياسة إلى مهاترات وإسفاف رخيص، وفى الأغلب الأعم تغيب الحقيقة وسط هذه "المشتمة"، ويختفى صوت العقل وتحتجب لغة الحوار، وفى الأغلب الأعم أيضاً يتم تمرير أجندات خفية تحت سحب دخان هذه المهاترات الكلامية والهابطة.
وقد تعودنا فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك على هذا النوع من التراشق غير العفيف، وابتلينا بعدد لا بأس به من هذه النوعية من "الشتامين" وبخاصة تحت قبة مجلس الشعب أو فى الصحافة والتليفزيون.
وتصورنا أنه مع سقوط رأس نظام تحالف الاستبداد والفساد ستتلاشى هذه النوعية تلقائياً.
ولكن التجربة المريرة أثبتت لنا أن فصيلة المنافقين التى تعرض خدماتها على كل حاكم فى كل العصور لا تموت بل إنها لها قدرة فائقة على التلون حسب متطلبات كل زمان وكل مكان شأنها شأن الحرباء.
وأمر هذه الفصيلة من "المتحولين" مفهوم، لأنها باختصار فئة انتهازية تضع نفسها فى خدمة أى صاحب سلطان، طالما أنها تتقاضى الثمن.. نقداً أو عيناً.
لكن من المؤسف أن تنتقل عدوى أسلوب هذه الفصيلة الشتامة إلى الضفة الأخرى من النهر، وإلى أشخاص محترمين وحسنى التربية والخلق، من أمثال النائب الشاب زياد العليمى الذى أحترم مسيرته النضالية ومواقفه السياسية قبل وبعد جلوسه تحت القبة.
وأسفت أشد الأسف أن ينزلق "زياد" إلى استخدام ألفاظ غير مهذبة ولغة غير موضوعية فى معرض تناوله للشأن العام. وليست المشكلة هى فقط استخدام هذه النوعية المرفوضة من المفردات ضد شخصية عامة مثل المشير، بل أيضاً استخدامها ضد أى شخص.
وكانت صدمتى أن يأتى استخدام هذا القاموس على لسان "زياد" بالذات، فهو أولاً شخص ناضج سياسيا ويعرف قبل غيره أن الصراع السياسى يجب عدم ابتذاله، وأن الخروج عن الموضوعية فى السجال السياسى يخدم الخصم أولاً وأخيراً.
وهو ثانيا شخص عف اللسان، وأنا أعرفه منذ طفولته وأعرف والدته وهى بدورها مناضلة وزميلة محترمة بالغة التهذيب كما عرفت والده (رحمه الله) مناضلاً وزميلا محترماً، وعرفت جده أيضاً الذى كان قدوة كفاحية وأخلاقية.
فهو إذن شخص حسن التربية، ورغم حداثة سنه فإن له تاريخاً نضالياً مشرفاً.
ومن المؤسف لشخص بهذه الخلفية السياسية والشخصية المحترمة أن يتم استدراجه إلى زلة اللسان المشار إليها.
لكن لا يجب أن يكون ذلك مسوغاً لاغتياله معنوياً، وكأن البعض كان يتربص له منتظراً هذه الهفوة لتقييده والتنكيل به.
والمأمول من مجلس الشعب، وهيئة مكتبه، النظر إلى هذه الاعتبارات، وألا تضع نفسها – بالمقابل – فى موضع التنكيل السياسى بأحد خصوم الأغلبية الإسلامية بالمجلس، وأن تضع فى اعتبارها كذلك أن التجاوز اللفظى تم استخدامه تحت القبة بصورة أكثر حدة ووصل إلى حد اتهام شخصيات مصرية محترمة بـ "العمالة" و "الخيانة".
فلماذا يتم الترصد لزياد العليمى ومحاسبته حساب الملكين لتجاوزه فى حق المشير وغض البصر عن أولئك الذين مارسوا تجاوزا أنكى وأضل سبيلاً ضد شخصيات مصرية كبيرة؟!
أليس من حق الناس ان ينظروا إلى مثل هذه الممارسات على أنها شكل من أشكال سياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير التى نربأ بمجلس الشعب أن ينأى بنفسه عنها؟!

***
وإذا كنا نرفض الاساءة إلى شخص المشير، فلماذا لا يتم أيضاً رفض الاساءات التى وردت على لسان شخصيات تنتمى إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى حق شخصيات وطنية مصرية، وحركات سياسية وطنية، وقد وصلت هذه الاساءات كما هو معروف إلى حد الاتهام بالخيانة الوطنية .. دون سند أو دليل، كما تم تشويه الثوار والخلص المتعمد بينهم وبين البلطجية.

***

فإذا كنتم تريدون محاكمة زياد العليمى.. فحاكموا كل هؤلاء. وإلا فإن الأغلبية الإسلامية فى مجلس الشعب تضع نفسها خارج دائرة العدالة .. والنزاهة .. وهذا مالا نتمناه.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعقلوا.. يا مصريين!
- الكاتب -الجاد جداً- .. جلال عامر
- الترحيل القسرى ل -النهضة- من مصر... إلى القرون الوسطى
- حتى لا يكون رئيس الجمهورية مجرد ظل
- لماذا التمسك بمجلس -لا يهش ولا ينش- ؟!
- مبارك رئيساً لمصر بقرار من الديب !
- مصطفى الحسينى يعود إلى -الساقية-
- رئيس الجمهورية الفاضلة
- إيهاب أشعيا.. تذكروا هذا الاسم
- البيان رقم واحد!
- إنها سياسة -المكايدة-.. يا ذكى!
- الثورة .. مستمرة
- تطبيع العلاقات مع المجلس العسكرى!
- مفيش فايده !
- إمسحى دموعك يا حكومة!
- مرحلة -سيريالية-.. فى تاريخ الوطن
- الجماعة السرية التى تحكم مصر
- تحرير .. العباسية !
- مجلس الشعب .. وبرلمان -التحرير-
- مخاطر كثيرة .. وبوليصة تأمين واحدة


المزيد.....




- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...
- -السداسية العربية- تعقد اجتماعا في السعودية وتحذر من أي هجوم ...
- ماكرون يأمل بتأثير المساعدات العسكرية الغربية على الوضع في أ ...
- خبير بريطاني يتحدث عن غضب قائد القوات الأوكرانية عقب استسلام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لمسيرات أوكرانية في سماء بريان ...
- مقتدى الصدر يعلق على الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريك ...
- ماكرون يدعو لمناقشة عناصر الدفاع الأوروبي بما في ذلك الأسلحة ...
- اللحظات الأخيرة من حياة فلسطيني قتل خنقا بغاز سام أطلقه الجي ...
- بيسكوف: مصير زيلينسكي محدد سلفا بوضوح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - هل نقتل زياد العليمى؟!