خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
الحوار المتمدن-العدد: 3627 - 2012 / 2 / 3 - 22:37
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
صفعة سخونة تنضاف إلى وجه الأمازيغ اللذين استيقظوا على بنود دستور فاتر ، لا يعير انتباها للشكاوي التي امتلأت بها أفواههم بعد قرون من الإستبداد و التنكيل حتّى بعد استسلامهم ومن ثمة إسلامهم ، إذ ظلّ التنكيل يلاحق الشعب الأمازيغي الأصيل وفي عقر داره بعد أن لم تعد تنفع مع الضيوف "العرب "الورقة الدينية في شئ ، إذ لم يبق هناك أيّ داع للبطش بسكان شمال إفريقيا وهم مسلمون و ذلك حسب القانون القرآني الذي يضع مبدئيا المسلمين ك "أسنان مشط واحد " !؟؟
للوضوح فإن نضالات الأمازيغ تصبّ كلها في خانة واحدة ،ألا و هي الإعتراف باللغة المحّلية ( للتذكير و ليست الغريبة ) كلغة رسمية شاملة ، قائمة بذاتها ، لها خصوصيتها كونها نابعة منذ آلاف السنين من تربة و أهواء و طبيعة و شمس أمازيغية ، هذا إن كان "الضيوف" يؤمنون بأن خالقهم ، ربّ الجنود ، خالق السموات و الأرض هو أيضا خالق اللّغات ، فما العيب في أن تكون اللغة الأمازيغية لغة رسمية تماما كما هوالشأن بالنسبة للّغة العربية ، دون تحقير أودسّ الاستراتيجيات الخفيّة لكسر المزيد من أنفة الأمازيغي النّبيل و الطعن في شخصه و هويته المتمثلة في لغته.وللتذكير فقط فإن اللّغة الأمازيغية هي الشئ المتبقيّ في الجسد الأمازيغي ، فلقد تمّ مسخ اللباس الأمازيغي والفكر الأمازيغي والتراث الأمازيغي وعلم اللاّهوت الأمازيغي ومن حسن الحظ تمكن الأحفاد من لملمة ما تبقى من معالم ديمقراطية القوانين الأمازيغية القديمة المعروفة بالتسامح تجاه جميع الأديان و مختلف الإتجاهات ، وإن كان العالم يردّد بالمحافل الدولية اتخاذ المغرب كنموذج رائد و ناذر في التسامح الديني و التعايش السلمي ،فإنما هذا من نتاج التفتّح الذهنى لأجدادنا الأمازيغ الذين قدّروا قيمة الحياة و ابتهلوا بجمال الطبيعة ، فاخترعوا أشياء تسمّى مهرجانات فصلية و احتفلوا بمباهج الحياة مكرّسين فكرة "السعادة للجميع " تلك التي لا تقتصر فقط على الأغنياء كما هو حال مغربنا اليوم الذي بنى يوما عن يوم حواجز وأسلاك بين المجموعة ذاتها وبين المجموعات الأخرى ،ضاربا بعرض الحائط حقّ اللغة في الحياة .ثم لقد مرّ الدستورالجديد ـ القديم مرور الكرام على لغة يتحدثها أكثر من 75% من المغاربة اليوم مركزا وعده على المزيد من الأهتمام بلغة الحكم المقدس أي اللغة العربية ، أفلا يكفي هذا الإهتمام الزائد الذي توليه الحكومة للغة القرآن والتي وللتذكيرلا أحد يتحدث بها سواء بالشارع و كذلك البيت .
عن أي شئ تتحدثون ؟؟؟
عن أي دستور تتحدثون ؟؟؟
عن أي شعب تتحدثون ؟؟؟
الأمازيغي ؟؟؟ لا أعتقد .
#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)
Khadija_Ait_Ammi#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟