الإسلام في مصر باقِ ....للإعادة

عدلي جندي

الحوار المتمدن-العدد: 3625 - 2012 / 2 / 1 - 21:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

عندما أشاهد برلمان مصر اليوم أتذكر حواديت الغزو البدوي وبعيدا عن صدق تلك الروايات من عدمها في حقيقة وكيفية روايات عبور جيش عمر بن العاص صحراء الجزيرة ومصر وحاجة خيولهم للماء أو في كذبة ترحيب أقباط مصر بالجيش الغازي كي يدافع عن عقيدة الغالبية القبطية في مواجهة الهرطقة البيزنطية بقيادة المقوقس وتروي الحدوتة أن مصر كانت مخزن غلال الدولة البيزنطية وأن الضرائب الباهظة جعلت شعب مصر في ضيق عظيم ولذا رحب المصريون بجيوش الغزاة العرب عندما عرفوا أن النبي قد أوصي خيرا بقبط مصر وهناك من يقول عكس تلك الرواية مثل -منقول-«أن عمرو بن العاص قبض على القضاة الرومانيين وقيد أيديهم وأرجلهم بالسلاسل والأطواق الخشبية، ونهب أموالا كثيرة وضاعف ضريبة المال على الفلاحين وأجبرهم على تقديم علف الخيول، وقام بأعمال فظيعة عديدة. وحدث الرعب في كل المدن المصرية وأخذ الأهالي في الهرب إلى مدينة الإسكندرية تاركين أملاكهم وأموالهم وحيواناتهم. وانضم إلى الغزاة الكثيرون من سكان مصر الأجانب -اليوم أنضم كثيرون من المصريين نفسهم لجماعات الإسلام الوهابي-الذين أتوا من الأقطار المجاورة واعتنقوا دينهم، ودخل الغزاة المدن واستولوا على أموال كل المصريين الذين هربوا". وفي الفصل (121) يقول يوحنا النقيوسي: "ويستحيل على الإنسان أن يصف حزن وأوجاع المصريون ...إنتهي .
ظلت مصر ولاية إسلامية تحت ظل الخلافة من راشدة إلي أموية إلي عباسية وكلها فرق سنية وكانت لها مطامعها وفي عصورهم كانت مصر مخازن للغلال ومورد للأموال وحتي تحولت إلي المذهب الفاطمي الشيعي وكيف لشعب سني يعد بالملايين أن يتحول إلس مذهب مخالف .....-كما حدث مؤخرا ويحدث اليوم من تحول مسلمي مصر عن إسلامهم الوسطي إلي إسلام وهابي صحراوي منغلق ومتخلف - ومن بعد مرة أخري تحت الخلافة العثمانية السنية .....؟؟ثم تحت حكم المماليك إلي أن تمكن محمد علي من القضاء علي المماليك في مذبحة القلعة يتمكن بعدها من الإستئثار بحكم مصر والذي إستطاع في وقت قياسي وبعيدا عن مذاهب الإسلام المتواطئة مع الحكام السلاطين عندها تمكن محمد علي من تحديث مصر وإنقاذها من التخلف بعيدا عن تحكم متاجري الأديان وخاصة دين الإسلام الذي توالت فرق شتي ومختلفة علي حكم مصر ولم تحقق عدل أو رخاء أو نمو أو حداثة تذكر اللهم سوي معارك من أجل السلطة أو الثروة وكله كان علي حساب الشعب المصري المغلوب علي أمره والتيار الوحيد الذي إستطاع النهوض بمصر كان في فترة حكم محمد علي الذي إهتم بالنهضة المصرية وقام بإرسال البعثات وبالتبادل الثقافي والتجاري كما وأدخل زراعة القطن طويل التيلة المشهور إلي وقت قصير بعالميته في مصر وقام محمد علي بحملات علي أرض الحجاز لمنع الإسلام الوهابي من غزو مصر مرة أخري وعودة للبرلمان المصري المتابع لجلسات البرلمان يشعر حقيقة أن الإسلام باق في مصر مرة أخري حتي يحقق نجاح بعد أن رسب في كل البلدان الإسلامية من تحقيق نجاح يذكر علي الصعيد الإقتصادي أو الثقافي أو الحقوقي أو حتي الأمني ولا زال يعاني من فشل الحفاظ علي وحدة الشعوب ورخائها وتوفير لقمة العيش الكريمة والإرتفاع بكرامة الشعوب والدول لتتنافس مع العالم الحر والمتقدم وتحقيق العدالة والمساواة كما وتظهر تجربة الإسلام في السودان وقد تمزق ويعاني من الأزمات والعراق والتناحر الطائفي والصومال وقد تحول إلي عصابات تمتهن مهنة بداية الدعوة الإسلامية في القرصنة والهجوم علي رحلات التجارة البحرية بعدما أصبحت القوافل الصحراوية في ذمة تاريخ الدعوة المحمدية
الإسلام باق ولو كره الكارهون ....؟؟؟باق للإعادة مرة أخري بعد مرور ما يقرب من 1400 عام من الفشل الإيدولوجي والفروض والإضطهادات والسرقة والإنتهاكات -رغم أنها تتكرر مرة أخري في مصر اليوم بخطف القاصرات وحرق منازل الأقباط لأتفه الأسباب وسجن من ينقد الإسلام بحجة إزدراء الأديان ولا يسجن من ينتقد أي دين آخر ولا نعرف السبب ......؟؟؟
الإسلام باق في مصر ولربما يسعده الحظ ويعبر من خلال مصر إلي آفاق العالمية والإنسانية فيحقق المساواة و الحرية والعدل والكرامة ..هل ينجح...... !!!؟؟؟؟

#عدلي_جندي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل