عودة الى سلسلة علماء الدين ام اعمياء الدين -6- اسلامنا ليس عورة نخشى كشفها – (( بسبب تعليق العزيز ابو علي ))

نهاد كامل محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3624 - 2012 / 1 / 31 - 09:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

عودة الى سلسلة علماء الدين ام اعمياء الدين -6- اسلامنا ليس عورة نخشى كشفها – (( بسبب تعليق العزيز ابو علي ))

لقد وردني تعليق على بريدي الخاص من العزيز المحترم ابو علي وساناقش تعليقه فقرة بفقرة امامكم ياقرائي الاكارم .. وكذلك ساعيد نشر مقالي المذكور اعلاه مع مقالي هذا .

لقد تفضلت ياسيدي الكريم ابو علي في مطلع تعليقك بما يلي :-

(( يقول الله تعالى – اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا – فهل من الممكن ان يكمل الدين كله ويترك القران دون كتابته او جمعه ))

وانا اجيبك ياسيدي ابو علي فاقول :-
نعم ياسيدي العزيز ابو علي .. ممكن جدا ان يكمل الدين كله ويترك القران دون كتابة وهذا هو الواقع الذي حدث فعلا .. فقد اكتمل الدين الذي نطق به الرسول (ص) عندما قرأ هذه الاية الكريمة على الناس .. وكل ما نقل لنا من سامعين .. وكاتبين .. وجامعين لكلام الله .. فهو عبر بشر مثلنا عرضة للخطا والخطيئة .. وبهذا يجب على كل عاقل ان يضع احتمال تسرب اخطاء بشرية بين كلمات الله سبحانه وتعالى امرا وارد جدا .

ثم قلت في تعليقك ياسيدي ابو علي (( كانوا يحفظون القران واحاديث النبي الاكرم .. وقول النبي (عليّ ) القران الناطق ))

وانا اجيبك قائلا ياسيدي ابو علي ان الرسول قد قال (( لا تكتبوا عني غير القران )) (( وهذا متفق عليه )) .. وعليه فان الاحاديث النبوية جميعها مشكوك بسلامة صحتها .. ليس فقط لكون الرسول (ص) قد قال لا تكتبوا عني غير القران .. انما لو دققت النظر في ادبيات ديننا الاسلامي لوجدت ان الوفا من الاحاديث النبوية التي تعتمدها الطائفة الشيعية تكذبها الطائفة السنية .. وكذلك لدى الطائفة السنية الوفا من الاحاديث النبوية تكذبها الطائفة الشيعية .. مما يدل ان الرسول (ص) كان على حق حين قال (( لا تكتبوا عني غير القران )) .. ولعلمك ياسيدي ابو علي فان الاحاديث النبوية قد كتبت بعد وفاة الرسول بحوالي قرنين من الزمن .. وهي قد كتبت لاسباب سياسية والا لكان كتبها المسلمون في حياة الرسول وحال مماته واكثرهم صحابة الرسول ومن اهل بيته .. ومنذ بدء كتابتها بعد قرنين من وفاة الرسول لاسباب سياسية لحد الان والتناقض بين ما اوردت الشيعة وما اوردت السنة من احاديث نبوية يزداد حدة وشدة وكثرة وغرابة .. واستنادا الى هذا فلا يمكن الاعتماد على اي حديث نبوي ما لم يكن مطابقا تماما لكلام الله سبحانه وتعالى (( وما ينطق عن الهوى الا وحي يوحى )) .

وقد ورد في تعليقك الكريم يا ابو علي المحترم النص التالي (( ممكن ان يخطأ الصحابة في كتابة القران .. ولكن محمد واهل بيته لا يخطئون وهم معصومون بقوله تعالى )) --- انما يريد الله ان يذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا ---

وانا اقول لك ياسيدي ان الرسول وحده هو المعصوم والمزكى من قبل الله سبحانه وتعالى .. اما هذه الاية التي تفضلت بها فهي الاية رقم 33 من سورة الاحزاب .. وهي تخص نساء النبي ويقول لهم الله فيها (( انه يريد ان يذهب عنهم الرجس )) .. (( والرجس )) ياسيدي الكريم ابو علي هو (( الخطيئة )) وليس الخطأ .. اضافة الى انك لو رجعت الى الاية رقم 30 من نفس سورة الاحزاب لوجدت ان الله سبحانه يخاطب نساء النبي قائلا (( يانساء النبي من يات منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا )) .. وهذا ياسيدي ابو علي بحد ذاته دليل قاطع على ان اهل البيت ايضا عرضة للخطأ والخطيئة .. وفي متناول يدك القران الكريم ويمكن الاطلاع على نصوص الايات التي ذكرتها لك الان والتي ترينا ان الله سبحانه يحذر اهل البيت من الخطيئة وليس يزكيهم من الخطيئة .. فهل يوجد سند اهم واقوى من كلام الله الذي يبين في هذه الاية ان اهل البيت ايضا عرضة للخطيئة وان عذابهم عليها يكون ضعفين .
وهكذا ياسيدي الجليل ابو علي ستصطدم بالحقيقة القرانية التي تؤكد ان اهل البيت عرضة للخطيئة التي هي بحد ذاتها خطأ ايضا مما يجعل من يدعي بعصمة احد من الخلق غير الرسول هو على خطأ .. واما من يستغل هذا الادعاء بالعصمة ويحرض على الكراهية والعدوان للطائفة الاخرى او لغير المسلمين فهو لا يختلف عن السلفيين او الوهابيين ومن يحرض من الاخوان المسلمين .. فجميعهم بهذا التحريض العدواني يخالفون اوامر الله ويضرون بالاسلام والمسلمين وبقية الخليقة ايضا .
ارجو ان اكون قد وفقت ان ابرهن ان احتمال ما كتبه .. او نقله .. او جمعه احد من البشر من كلام الله محتمل جدا ان يكون قد تسربت بذلك الى كلام الله اخطاء بشرية .. وهذه الاخطاء قد تكون بقصد فتسمى خطيئة .. وقد تكون بغير قصد فتسمى خطأ .
لك شكري ياسيدي العزيز ابو علي ممزوجا بمحبتي واحترامي .
نهاد كامل محمود

نرفق المقال موضوع حوارنا هذا
علماء الدين ام اعمياء الدين – 6- اسلامنا ليس عورة نخشى كشفها

معروف عن علمائنا الافاضل انهم يتسترون على احداث تاريخية او اخطاء بشرية او تفسيرات فقهية او اغلاط نحوية في ديننا الاسلامي وخاصة في قرآننا الكريم .. ويبادرون الى الغضب والتعنيف والتكفير والتهديد لكل من يحاول كشف أخطاء في حقائق تاريخية او اخطاء في فتاوى فقهية خشية ان يحد كشف هذه الاخطاء من الهالة التي خلقها فقهاؤنا لانفسهم او توارثوها عن اسلافهم .

وربما يكون تسترهم هذا حرصا من بعضهم على الاسلام والمسلمين .. ومن البعض الاخر ربما يكون حرصا على مصالح وامتيازات ذاتية فالله وحده يعلم ذلك .

كل دستور رباني او بشري يخدم معتنقيه كحد ادنى .. ودستورنا هو ديننا الاسلامي المتمركز بكلام الله الذي نطق به الرسول (ص) بوحي من الله سبحانه وتعالى .. ثم سمعه الصحابة وهم جميعهم بشر غير معصومين بضمنهم زوجات الرسول واهل بيته .. فلم ينزل باحد منهم أي تزكية من الله سبحانه او من رسوله (ص) .
اذن فالبشر في زمان الرسول والى يومنا الحالي هم من حيث الخطأ والخطيئة سواسية .. ولا يحميهم نسب او حسب او علم او عمامة او طيلسان .

تناقل هؤلاء البشر غير المعصومين مانطق به الرسول (ص) عن الله سبحانه بوسائل شتى منها ذاكراتهم ومنها الاشياء المتاحة التي كتبوا عليها ما نطق به الرسول (ص) .

لماذا يغضب علماؤنا وفقهاؤنا وقادة ديننا المهيمنين على اسلامنا عندما نشير الى تناقض واضح او خطأ بيّن في القرآن الكريم الذي بين ايدينا الان .. والذي تذكـّره وكتبه وجمعه ووحده في كتاب واحد بشر غير معصومين ؟ .

اليس محتملا ان تكون قد تسربت الى قرآننا اخطاء بشرية مقصودة او غير مقصودة .

فالرسول (ص) لم يكتب القرآن في يده .. وكذلك لم تتوفر ما يسجل عليه صوته في حينه .. اذن فالاخطاء البشرية احتمالها موجود .. لان من تداول بكلام الله سبحانه بعد الرسول (ص) هم جميعهم بشر غير معصومين .. ولا تشملهم الاية الكريمة (( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون )) فهذه الاية قد جاءت حصرا بالله سبحانه وتعالى وبكلامه العزيز .. وما الضمير (أنا) والضمير (نحن ) الا توكيدا انها تشمل الله وكلام الله وحده دون غيره بشر او غير بشر .. فهم جميعهم خليقته وهم غير معصومين .


لا يمكن لخالقنا العظيم ان يناقض كلامه بكلامه ومن يدعي ذلك فقد كفر .. ومن يسند خطأ او تناقضا واضحا في القران الكريم الى الله تعالى فقد كفر .. ومن يدعي ان هذا التناقض الواضح هو ليس تناقضا فقد كفر .. ومن يدعي ان هذا الخطأ البيّن ليس خطأ فقد كفر .. لانها جميعها اخطاء بشرية وسبحان الله واستغفر الله لو كنت اخطات في تشخيصي حين قلت لمن في هذا قد كفر .

اما كلام الله فهو منزه عن الخطأ .. ومنزه عن التناقض .. ومنزه عن الالتباس .. ومنزه عن الغموض .. فهو كلام الخالق تعالى وليس كلام المخلوق .. وقد انزل الله القرآن عربيا وقال عنه انه قرآنا بيّنا .. أي لا لبس ولا غموض فيه .. فهو بيّن وبلغة عربية صادرة عن نبي عربي .

فان وجدنا في القرآن الكريم الذي بين ايدينا تناقضا في اياته فهذا ليس من عند الله تعالى .. كما انه ليس كفرا ان نشير الى هذا التناقض ونقول ان هذا التناقض خطأ بشري .. فيجب البحث عن الصحيح الذي يخدم الاسلام والمسلمين بدون تناقض او غموض .

ان الكفر هو ان نمنع الاشارة الى هذا التناقض ونتهم من يشير الى هذا التناقض بالكفر وبخلق فتنة وغيرها . واستغفر الله .

ان كلام الله قد جاء رحمة للعالمين (( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين )) .. اذن فكلام الله عز وجل لا يمكن ان يناقض نفسه لانه كلام الخالق وانه كلام بيّن .. كما انه لا يمكن ان يضر بالبشر لانه ارسل رسوله رحمة للعالمين .

وعليه فكل آية فيها ما يناقض آية اخرى .. وكل آية مضرة بالمسلمين او بغير المسلمين فهي من المحتمل ان يكون فيها خطأ بشري .. وعلينا البحث في مصادرها واولياتها التاريخية .. خاصة وان الكتابة في صدر الاسلام والتي كتب بها القرآن الكريم كانت كتابة بدون نقاط او حركات .. أي كانت مجرد خطوط متعرجة صاعدة ونازلة ومائلة ومستديرة واشبه بالرموز .. وهذا مما يزيد احتمال الخطأ عند تداولها بين البشر غير المعصومين .


لقد استمر الحال بتداول القرآن الكريم بهذه الكتابة الخالية من النقاط الى عهد الخليفة علي بن ابي طالب (رض) .. وفي عهد الخليفة علي بن ابي طالب (رض) كان ابو الاسود الدوءلي وهو الذي وضع النقاط على الكتابة المكتوب بها قرآننا الكريم والتي كانت بدون نقاط وتشبه الرموز .. اما الحركات كالفتحة والضمة والكسرة فلم يسعفني بحثي لاكتشاف تاريخ استعمالها .


مم يخاف فقهاؤنا اذا كشفنا خطأ بشريا قد تسرب في قرآنا الكريم الموجود بين ايدينا الان .


على من او على ماذا يتسترون فقهاؤنا الاكارم .. فهل سبحانه وتعالى بحاجة لحماية فقهائنا الاجلاء هداهم الله .. ام هل ديننا الاسلامي الذي نطق به الرسول (ص) بحاجة لحماية من فقهائنا المحترمين .. ام الرسول (ص) الذي لا ينطق الا بوحي يوحى من الله سبحانه ..هل هو بحاجة لحماية فقهائنا المحترمين .. ام هل اسلامنا عورة يخشى كشفها فقهاؤنا الاجلاء .

فهل هم علماء الدين ام اعمياء الدين هداهم الله وهدانا الى صحيح ما يامر به سبحانه وتعالى .

نحن نعبد الله عز وعلا ولا نعبد الفقهاء .. وشعبنا الاسلامي شعب واحد تحت راية رسول الله (ص) .. وليس شراذم اسلامية تحت رايات فقهائنا سنة وشيعة .. فالفقهاء جميعا بشر مثلنا واحتمال الخطأ محتمل عندهم في فتاويهم وتفسيراتهم .. وعلينا كشف ذلك الخطأ ومحاججتهم فهم مثلنا بشر غير معصومين وعرضة للخطأ والخطيئة .

نهاد كامل محمود

#نهاد_كامل_محمود (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات