أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - (1) شيخ ويسكي شكرا على حسن انتباهكم














المزيد.....

(1) شيخ ويسكي شكرا على حسن انتباهكم


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1069 - 2005 / 1 / 5 - 10:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(شيخ ويسكي شكرا على حسن انتباهكم (1)
مقالة مفتوحة :
رغم قدرته الفائقة على الظهور بمظهر الإمام الناجح , وغير المقصر في أداء واجباته على أكمل وجه , ورغم حذره الشديد في أداء طقوسه الشخصية في سرية تامة , إلا أن بعض الطائشين من المتطفلين على المشروبات الروحية , وكالعادة فان لكل شريحة اجتماعية أو ثقافية , إلا ويوجد بها مجموعة من الحثالات التي تشوه تلك الفئة التي تنتمي إليها , وهو نوع من الخيانة التي تحملها بعض الأرواح الشريرة , وهي مشكلة العالم الإنساني التي لن يستطيع التخلص منها على مدى التاريخ , ولكي يظهر الانسجام بين البشر على أفضل صورة .
لم يكن عامة الناس يشكون للحظة واحدة بالشيخ المحترم , ويعتبرون سفاهة البعض في الحديث عنه في مجالسهم الخاصة سوى نوع من التراذل عليه , وبخاصة عندما يصدر الكلام عليه من أناس ناقصي عقول ووجدان .
كان الشيخ قد تعايش مع تلك الحالة لسنوات طويلة إلا أنه هجرها أخيرا طائعا مختارا,ومن تلقاء نفسه , ومما يعجبني فيه , هو موازنته العقلانية بين حقيقته الخاصة مع ما يمكن تسميته الحقيقة الاصطلاحية ,وهي حقيقة زائفة كلما ظلت جامدة مثل كتلة ضخمة غير قابلة على البنيان , خارج التجربة , والتاريخية النفسانية والاجتماعية , فهو لا يرى ضرورة للتزمت والصرامة البالغة في التعامل مع الشرط الديني الضروري ضرورة الماء والهواء والجاذبية , وكأني به يعتبره شرطا لازما ولكنه غير كاف , إلا عند الأكابر والسذج , الذين يشكلون نسبة ضئيلة من النسيج الاجتماعي الإسلامي على وجه الخصوص .
الشيخ (ويسكي ) وحين نلتقي صدفة في مناسبة ما , حريص كصديق حميم على موآزرتي , وتبادل عبارات المودة , ويلقي بعضها مازحا :
صحتك أولا .. لا تدع الدنيا تقهرك أبدا , أنت أقوى منها ..
وهي عبارات مشفرة بشكل دقيق , لا يفهمها سوى الخاصة , ولا تثير الانتباه .
وأجد نفسي مضطرا للرد عليه بنفس الطريقة :
شكرا على حسن انتباهكم ..
الشيخ ويسكي أيام زمان , كان يردد باستمرار :
ليس الخمر صرفا بأذهب للعقول من الطبع , ويضيف شارحا : الطبع اللئيم .
المشكلة التي نعيشها في الحياة , هي من نوع قيادة المركبات الآلية , التي يمكن لها أن تدهس الإنسان والحيوان والنبات , وتعيث فسادا فيها , إذا لم يكن سواقها من النوع الحريص , أثناء سيره على قواعد السلامة العامة , ويحدث أن نسبة كبيرة من ذوي الطبع المعتدل والعقلاني في المجتمع ليسوا ممن يمارسون القيادة , وفي إعلاناتنا الأخلاقية المجانية يتحدثون عن الأئرة , ولكنهم يترجمونها عمليا بالاستئثار والاستحواذ بأي فرصة , ولو كان فيها مسؤولية ينبغي الهروب منها , نوع من الجوع العميق , والذي يصعب الشفاء منه , ولأناس بدون كفاءات ,
وهو تنظيم راسخ يعمل على إدامة نفسه , لسوق منحط لا يتشرف به حتى السوق السوداء , وتتمثل كل مواهبهم في خلق العراقيل , وطرد كل عملة جيدة من السوق , ولتبقى العملة الرديئة لوحدها هي السائدة ,وهو نوع من الدفاع الذاتي عن مصالحهم الخاصة , والأنانية ,بقصد إدامة الوضع غير الطبيعي ,وإضفاء الصفة القدرية عليه ,وإشاعة حالة يأس من إمكانية تغييره , وتصطدم كل محاولة إصلاح بمقاومة فظيعة , وأقل مظاهرها إدارة الظهر وتجنب المبادرة الذاتية , والانتظار بشكل سلبي وإخفاء مشاعر اللامبالاة الحقيقية .
من الطريف أن تقوم السلطة المسئولة عن الإصلاح باستخدام الشدة على من يصرخ بصوت خفيض محتجا على قدرية التخلف ,في حين تستخدم اللين مع الأدوات المعطلة تاريخيا لكل إصلاح ممكن .
لم تعد التجارة تحمل معنى الشراء بأبخس الأثمان , والبيع بأغلاها, حتى في أقل البلدان اجتماعية , وأضعفها حضارية, وهي أوضاع فاسقة حقا , لقد أصبحت المؤسسات الفردية والخاصة من غير المؤسسات العامة تبحث بصعوبة بالغة عن إحقاق الجدوى الاقتصادية,في فضاء خانق ,وتحاول جاهدة اعتماد المواصفات والمقاييس الحديثة , ومع الأسف في هرم مقلوب تماما , فالبنية التحتية يمكن لها توفير شروط المنافسة , من خارج المنظومة العامة , وبتضحيات غير مفهومة , فمن غير المفهوم بتاتا عدم التوافق بين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة , ففي حين ظهرت الدولة أصوليا بهدف قيادة السياسة والاقتصاد والمجتمع , نجدها قد صارت عقبة كأداء تقف حائلا دون تحقيق أي تقدم يذكر .
الشيخ ( ويسكي ) كان لا يعتبر الخمر حراما , وحين حلف أحد السهارى بحلافة بالغة :
وحق هذا المنكر أو الحرام ..
أجاب أحدنا عليه : لوكنا نعتقد بأن الخمر منكر أو حرام , لما كنا اجتمعنا أصلا !
هتف الشيخ ويسكي : أحسنت , وهذا خير رد على من يكركرون الإسلام من ذيله ..
ولم يعلق الشيخ سوى بعبارة واحدة ولكنها جوهرية للغاية , الإسلام سلام يا أخي , الإسلام كرامة وشجاعة ومروءة وفيض نور الله ,فقط قل يا أخي باسم الله , والباقي ضعه على حسابي .
وحين تحداه جهالة لاعب كرة القدم , وهو لاعب (دولي ) , وهو ما يبعث على الاستياء , شعر بالخيبة الكبرى , فشتان مابين جري الخيول , وبين خير جليس في الأنام كتاب ..!!؟
احمد مصارع
الرقه-2004



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكثرية , وأكثرية مطلقة ولكن على خطأ‍
- لماذا لاتلغى مآذن الجوامع ؟
- أمن وطني أم وطنية أمنية ؟
- لقد ذبحني الغبي لابارك الله فيه ؟
- زلزال آسيا وتطنولوجيا العصر ؟
- ألم تنتحر الجامعة العربية بعد ؟!
- ماذا لو كانت السعودية تحت الاحتلال ؟
- هل للانسان أكثر من خمسة أطراف ؟
- فصلوا لنا دكتاتورا على مقاسنا ؟
- سياسة حسن الجوار
- ؟هل يمتلك الانسان سبع حواس
- البيئة العربية ليست عربية
- الرئيس بل كلينتون يحاضر استراتيجية العرب 2020 قبل الميلاد
- هل أنت مسلم أم شيوعي ؟ الأثنان معا ياسيدي
- الحكومة السعودية تسعود الوظائف ولاتسعود الوظيفة الدينية !
- نظيف في ذاتي وقذر في محيطي ؟
- الارهاب الفكري , والطرق السريعة لابادة الرأي الاخر
- باقون على العهد العصملي
- الدين والسياسة المعاصرة وتديين السياسة
- حقيرة سجون الحرية


المزيد.....




- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟
- خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ...
- الأرجنتين: القضاء يعتزم محاكمة مسؤولين إيرانيين سابقين غيابي ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب
- الجيش الإسرائيلي كان يريد قتل خامنئي خلال الحرب لكن المرشد ا ...
- قائد الثورة: الكيان الصهيوني انهار وسحق تقريباً تحت ضربات ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - (1) شيخ ويسكي شكرا على حسن انتباهكم