أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد مصارع - زلزال آسيا وتطنولوجيا العصر ؟














المزيد.....

زلزال آسيا وتطنولوجيا العصر ؟


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1063 - 2004 / 12 / 30 - 13:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يدعي أن التطور العلمي والتكنولوجي قد وصل الى حد السيطرة على قوى الطبيعة , سيكون من جملة هؤلاء المصابين بمرض أوهام المسرح أو السينما .
الطبيعة كانت وستبقى تتكلم بكل اللغات وذلك بدءا من العصر الحجري ووصولا الى لغة المنطق الرياضي , وهي حين تدمدم تهزءا من هذا العلق الإنساني برمته .
ومن الغريب في الأمر أن تجد كتابا يصدحون باسطوانة مستحدثة , وبثقة طفولية , نذكر ببعض هيئاتها :
لقد كان الإنسان في الماضي البعيد يقف حائرا أمام الظواهر الطبيعية , فترتعد أوصاله من رؤية البرق وسماع صوت الرعد , ولذلك اخترع بعض الخرافات ,وحين لم يجد الإجابة المناسبة على أسئلته الكبرى ؟!
ويذهب البعض في عرض تفاؤليته الساذجة أكثر من سذاجة الأولين , لماذا ؟
الأولون عبروا عن حيرتهم بملء الفراغات وبحذر شديد , بينما الآخرون يتكلمون بأيقانية لا تخلوا من التهريج الفاضح , وهو تهريج بكل معنى الكلمة , لأن العبرة من نظرياتهم التفاؤلية , وضعت الإرادة الإنسانية كما لو كانت بديلا عن السر الذي يكمن وراء ثوران الطبيعة , ففي حين كان القدماء يحاولون قراءة الكتاب الكوني المفتوح ومن وراء تموضع النجوم , حولها الواهمون الجد د الى تموضع لقوات تكنولوجية للسيطرة على الشعوب , بدون جوع , ولكن إمعانا في العسف البشري والارادوي .
لم نتحرر بعد من ربقة المعطيات الكونية , وكان الأجدر بعلماء الاجتماع والسياسة الالتفات الى خطر الطغيان البشري , الذي يركب على تحديات الطبيعة آلاما إضافية , وما ذلك إلا محاولة للهروب من الدعوة الصادقة للمساواة بين الجنس البشري , بل ومساواة بين الأرواح المأسورة فيها .
الكائنات الحية بأسرها تتحرك على جناح طائرة مجهولة المسار , وهي مختطفة الى ما لانهاية , فمع من يتفاوض البشر ؟ مع الزلازل أم مع البراكين أم مع الأعاصير ؟ أم مع الجفاف والتصحر ؟
الهم كما يبدو من انشغالات العصر الحديث , وبعد غياب الخطاب الجاد بضرورة حماية الكائن الحي , نحو صناعة أمجاد شخصية ولوكان ذلك على حساب الجنس البشري بأسره .
هل استطاع البشر حماية أنفسهم من ثورة الطبيعة حتى يضيفون إليها ثوراتهم البائسة ؟!
النبش والهدم في البيئات جار على قدم وساق , وهو هدم مريع , تخريبي , يجري في سياق مخالف لما تخفيه التطورات الايكولوجية , وهي مجهولة وقراءة مابين سطورها أصعب بكثير من فك رموز أي لغة من اللغات , ونحن سكان بلاد مابين النهرين , وقبل تحديات التكنولوجيان ( المزعومة ) , لم تزل تخوفاتنا بعد من ثوران الأنهار والبحار , وان من يقرأ عن الفيضانات القديمة في الكتب القديمة ولابد أن يدرك حجم المعاناة البشرية , ليس من أنظمة الطغيان فحسب بل من طغيان الطبيعة , ويظل ضحايا النوعين من الطغيان , البشر وأرواحهم البريئة من كافة الأعمار والأجناس , بل وحتى الكائنات الحية الأخرى .
ألم يحن الأوان بعد لإدراك حجم المخاطر التي تتهدد البشرية لالشيء , بل لمجرد وجود الكائن الحي على سطح الحياة ؟‍
هذا يتطلب الاعتراف بضرورة تغيير منحى الجهد البشري محليا ودوليا ,وتغيير بؤر العمل , من الصراع بين الشر أنفسهم الى الاتحاد من أجل حماية ,لا و النوع البشري فحسب , بل ووصولا الى سفينة نوح , ولحماية أكبر قدر ممكن من الكائنات الحية .
السخافة ليست من فكر الأولين بل من سخرية المتطورين جدا , ومن الغرابة أن يكون الأولين وهم لم يعرفوا خراب العولمة في عصر صناعات الفضاء , أن يكونوا دعاة لحماية الحياة أكثر وأفضح مما نحن عليه اليوم ؟
مليارات المليارات تنفق على النزوات اللحظية , وفي حين تتكتف الأيدي أمام لحظات من ثوران الطبيعة ,وهو ما يشير الى بقاء البشرية , ليس بوصفها , صاحبة الإرادة في التخفيف من وطأة المجهول الطبيعي , بل واستخدامها بجرأة لعينة في الاتجاه المعاكس , أي في تدمير البشرية لنفسها بنفسها , ولن ننسى أبدا واجبات البشرية في دفن ضحاياها , ومن مجهول الى آخر
احمد مصارع
الرقه-2004 .



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألم تنتحر الجامعة العربية بعد ؟!
- ماذا لو كانت السعودية تحت الاحتلال ؟
- هل للانسان أكثر من خمسة أطراف ؟
- فصلوا لنا دكتاتورا على مقاسنا ؟
- سياسة حسن الجوار
- ؟هل يمتلك الانسان سبع حواس
- البيئة العربية ليست عربية
- الرئيس بل كلينتون يحاضر استراتيجية العرب 2020 قبل الميلاد
- هل أنت مسلم أم شيوعي ؟ الأثنان معا ياسيدي
- الحكومة السعودية تسعود الوظائف ولاتسعود الوظيفة الدينية !
- نظيف في ذاتي وقذر في محيطي ؟
- الارهاب الفكري , والطرق السريعة لابادة الرأي الاخر
- باقون على العهد العصملي
- الدين والسياسة المعاصرة وتديين السياسة
- حقيرة سجون الحرية
- قطاع طرق ولكن على خلق
- الانتخاب تحت الحراب وبدون خطاب
- عبادة السلطة والدين الجديد
- تحية للحوار المتمدن في قرنها الثالث
- التركيز


المزيد.....




- تحذير أممي من -تداعيات كارثية- بشأن توسيع الهجوم الإسرائيلي ...
- تحذيرات من تسارع تفشي الكوليرا غربي السودان
- مصرع 4 ركاب بتحطم طائرة نقل طبية بولاية أريزونا
- ترامب لـCNN: لم أعلم بنقل غيسلين ماكسويل إلى سجن إجراءاته ال ...
- ما خيارات الحكومة اللبنانية للتعامل مع قضية سلاح حزب الله؟
- الاحتلال يصيب 3 فلسطينيين برام الله ويعتقل صحفية بالخليل
- خبراء أمميون يدعون إلى تفكيك -مؤسسة غزة الإنسانية- فورا
- محللون: نتنياهو يؤجل عملية احتلال غزة أملا في التوصل لاتفاق ...
- ملفات جيفري إبستين.. -النواب- الأمريكي يستدعي مسؤولين سابقين ...
- أول تعليق لترامب على التقارير بشأن -اعتزام إسرائيل احتلال قط ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد مصارع - زلزال آسيا وتطنولوجيا العصر ؟