أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - هل للانسان أكثر من خمسة أطراف ؟














المزيد.....

هل للانسان أكثر من خمسة أطراف ؟


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1058 - 2004 / 12 / 25 - 05:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل للإنسان أكثر من خمسة أطراف ؟
وقعت خصومة بين شخصين ,أحدهم مسالم والآخر شرس للغاية , وفجأة وجد المسالم نفسه مغميا عليه , وحين صحا من غيبوبته القصيرة , تبعه ليعرف منه , فقط , بم ضربه , لأنه لم يبصر قبل إغمائه, طابوقة أو فخارة ..
أجاب الشرس : لقد ضربتك برأسي .
قال المسالم معنفا وعاتبا :
حرام عليك , وأنت إنسان أن تضرب برأسك , لقد أعطاك الله رأسا لتفكر به , لا لتحارب به .
وفي الحقيقة فان كثيرا من الحيوانات تستخدم رؤوسها للنطح ,
ليست التيوس وحدها التي تتناطح بالرؤوس .
الثعابين أيضا تزحف على بطونها ...
ومع كل التقدير للرؤوس التي سجلت أهدافا في شباك لعبة كرة القدم , فان الضرب بالرؤوس وضرب الرؤوس كذلك , هي رسالة فاضحة وتنم عن موقف عدائي للعقل , بل وتراجع فظ نحو مركز الجذب الحيواني , الذي يشكل البنية التحتية لكرامة الإنسان , وحرب شعواء على الفكر بكل أشكاله .
الإنسان المفكر هو إنسان حر , ولا حرية ذات معنى دون صعود على سلالم التفكير ,العالية , وقد جرت العادة في تاريخ التطور الفكري الاجتماعي والسياسي , أن يجد المفكر نفسه محاطا بأصوات التخويف :
جاءك الذئب .. جاءك الواوي .
لا تكفير للفكر إلا إذا كان كافرا , وهو أمر نسبي للغاية وهومن نوع الليالي الزرقاء ...
حين تضرب الرؤوس , ينطفئ نور العقل , ليمتلئ المكان بالثعابين الزاحفة على بطونها , وهي حالة يسود فيها نوع من الحياة الغريزية , وفيها نجد الإنسان غير السياسي من وزن : حشيشة لا تطلب سوى المعيشة , والآخر السياسي الذي يلزم نفسه لمن يدفع أكثر , ولمن يضمن له استمرار مكاسبه الأنانية الضيقة , حتى لو كان ذلك على حساب المستقبل الأفضل له ولعموم مجتمعه الوثيق الصلة به , ولذا فهو يتخيل الغيرية الإنسانية مجرد وهم وحلم, لاصلة لهما بواقعه , بل وغالبا ما يوظف طاقته النفسية في معاداة عملية البحث عن واقع أفضل .
أراد ثري أن يهدي الى رفيقين أعطية : على أن يعطي للثاني ضعف ما يطلبه الأول ,
فطلب الأول بعد تفكير :
اقلع لي عينا واحدة ..؟؟؟
من مساوئ العهود الحشاشية , والتي ينسب الغرب إليها مصدر مفردة ( assassin ) , أن وجد هناك من يقطع طريق الذاهب نحو الحج سائرا على قدميه , ثم يقوم باستفتائه وتخييره بشكل ديمقراطي بحت قائلا :
سأقتلك ولكن بالطريقة التي تقررها أنت , فهذا من حقك وهو من واجبي .
من محاسن تلك الفترة نفسها أن يجد الحشاش من يقتله بنفس الطريقة وذلك بعد أن يقرر التوبة , والذهاب الى الحج طلبا للصفح والغفران .
تظاهر عدد من الموظفين ( المسلمين ) على مديرهم بصفته أجنبيا , والمدير لم يكن أجنبيا من حيث قانون الجنسية , فهو مثلهم عربي ومسلم أقام في بلادهم ما يزيد عن أربعين عاما , وزوجته وأولاده من لحمهم ودمهم ,وقد حمل جنسيتهم الرفيعة من قبل عشرين سنة .
حين دخلت الى المؤسسة وصادفت زملائي في العمل , استغربت مظاهرتهم , وسمعت أحدهم وكان ملتحيا , يقول : قمنا بإضراب ضد هذا المدير الأجنبي لنطالب بطرده .
سألته بكل بلاهة , يافلان , هل نحتكم الى الإسلام , قال نعم وبكل سرور .
قلت لهم : إذا جاءنا ( كافر ) وأعلن الشهادة أمامنا في هذه اللحظة , فماذا نسميه ؟
أجاب على الفور : مسلم يا أخي .
وحين سألته وماذا تقول عن هذا المسلم الذي تجنس بجنسيتكم لأكثر من عشرين عاما .
وبدأ الأخوة ينسحبون الواحد تلو الآخر .
هاجر أحدهم الى كندا , وجاءنا في زيارة وكانت مشكلته , تتمثل في عدم حيازته على الجنسية الأولى خلال شهور أقامته الستة .
العزلة والانغلاق , وسذاجة العلاقة مع الموروث التاريخي , وصدمة الاغتراب مع واقع الآخر , وبدون سلطة رحيمة , تبذل جهودا مخلصة لتسهيل خروج المجتمع السياسي والمدني والحضاري نحو عالم أفضل , ساهم وبشكل معقد للغاية الى خلق الانفصام لأكبر فئة من المجتمع .
وحدة القياس صغيرة للغاية , وهي لا تكفي لمقايسة الواقع , والدهشة والاستغراب ليست موقفا نهائيا بل نتيجة وتحصيل حاصل لضعف وسوء نية السلطات الحاكمة في الشرق الأوسط الكبير .
انقلب أمير على آخر , ومن وحي ابن خلدون , وسجن الأمير المتهاوي مع صغيره في نفس الجحر , وكأن أرض الله ليست واسعة , وحين تفتح وعي صغيره الذي لم يشاهد سوى الفأر والنملة , ولذلك فانه كان يسأله وكلما حدثه عن الحصان : كم يبلغ قياسه بالنسبة للفأر , وماذا عن الفيل ؟
كل منا في واد , ولكن ثمة روح صاعدة في الشرق تنادي , هل في الدار من أحد ؟
لقد أجاب الشحاذ على الصوت القائل : لا أحد , بالقول : انك أحد لوجعل الله فيك بركة .
والأسوأ من هذا وذاك أن يكون للإنسان أكثر من خمسة أطراف ...!!
احمد مصارع
الرقه -2004



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصلوا لنا دكتاتورا على مقاسنا ؟
- سياسة حسن الجوار
- ؟هل يمتلك الانسان سبع حواس
- البيئة العربية ليست عربية
- الرئيس بل كلينتون يحاضر استراتيجية العرب 2020 قبل الميلاد
- هل أنت مسلم أم شيوعي ؟ الأثنان معا ياسيدي
- الحكومة السعودية تسعود الوظائف ولاتسعود الوظيفة الدينية !
- نظيف في ذاتي وقذر في محيطي ؟
- الارهاب الفكري , والطرق السريعة لابادة الرأي الاخر
- باقون على العهد العصملي
- الدين والسياسة المعاصرة وتديين السياسة
- حقيرة سجون الحرية
- قطاع طرق ولكن على خلق
- الانتخاب تحت الحراب وبدون خطاب
- عبادة السلطة والدين الجديد
- تحية للحوار المتمدن في قرنها الثالث
- التركيز
- نعم لسياسة فرق تسد
- قانون التسامح الصفري والبند السلبع
- هل أنت فيلسوف أم رئيس الدولة ؟


المزيد.....




- المصارف الإسلامية تحقق نجاحات كبيرة على حساب نظيراتها التقلي ...
- -الأقصر ولكن الأفضل-.. الرئيس الأوكراني يعلق على اجتماعه مع ...
- مصر.. فتاة ترفع الأذان داخل مسجد أثري يشعل  نقاشا دينيا
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 TOYOUE EL-JANAH ...
- برازيليون يحولون نبات يستخدم في الاحتفالات الدينية إلى علاج ...
- TOYOUR EL-JANAH KIDES TV .. تردد قناة طيور الجنة على القمر ا ...
- الحسيني والقسام في مواجهة تسريب العقارات لليهود قبل النكبة
- مجانية.. نزل تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سات الان
- ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد على الأقمار الصناعية مجانًا ...
- ترامب ينشر صورة -مثيرة للجدل- بزي بابا الفاتيكان


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - هل للانسان أكثر من خمسة أطراف ؟