ابراهيم هيبة
الحوار المتمدن-العدد: 3619 - 2012 / 1 / 26 - 02:12
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
من منظور خارجي، أدير حياتي بنفس الطريقة التي يدير بها الآخرون حياتهم؛ لكن في العمق لست مقتنعا بأي شيء. فيما مضى كنت أقوم بالأشياء على نحو غريزي؛ الآن، كل حركاتي هي مجرد تمثيل فقط، ابتداءً من عمليتي الشهيق والزفير إلى انشراح الوجه. عندما أتأمل في الناس و في علاقتهم بالحياة ،أراهم دائما إمّا في حالة تماهِ أو في حالة انغماس ؛أمّا أنا فلم تعد لي أية رغبة في تجاوز المستويات السطحية للأشياء. ما الذي أوصلني إلى وضع هكذا ؟هل هو اليأس، أم العياء، أم الوعي الحاد بوهمية الأشياء ؟ لا يمكنني أن أحدد سببا بعينه، لكن ما هو مؤكد هو أنني نتاج هذه الأمور مجتمعة— أي أنني حصيلة كوارث سيكولوجية و كشوفات ميتا فيزيقية .
ليس هناك إلا يوم واحد يشكل علامة فارقة في حياتنا، إنه ذلك اليوم الذي نكتشف فيه بأن الحياة وصلت إلى مرحلة النضوب— مرحلة لم تعد فيها الحياة قادرة على العطاء و التجدد. وفي الواقع، وحدهم الأطفال و المراهقون من يتذوقون نكهة العالم؛ أما الكبار فقد قتلتهم بلادة الاعتياد. كل ما يقومون به يكون قد تكرر للمرة المائة أو الألف. سن الكهولة هو بداية موت العالم. في عيون الطفل فقط تكون كل وردة وردة، و كل عصفور عصفورا. و حاصل القول هو أن كل ما يحصل للكبار من ضجر و سأم هو ضريبة على تغلغلهم المفرط في الأشياء، وعلى شربهم الغير معتدل من معين الحياة .
#ابراهيم_هيبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟