ماريا خليفة
الحوار المتمدن-العدد: 3609 - 2012 / 1 / 16 - 17:49
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
"ما من شيء حسن أو سيء لكن التفكير يجعله كذلك."
ويليام شكسبير
عندما تدرك أن الحياة تجربة تعلّم رائعة، وأن كل ما تختبره يتأتى عن طريقة تفكيرك، وأنك تستطيع أن تحسّن تجربتك ومستوى ما تفكر فيه، تصبح عندئذ مسترخياً، وفي حالة تناغم وسلام في حياتك. يمكنك أيضاً أن تشعر بالسعادة بكل شيء بسبب إدراكك الواعي لما يحدث من حولك. وهذا أمر على أصحاب الشخصيات المتحكمة أن يتعلّموه.
من دون هذا الفهم والإدراك، ستعيش حياةً مليئة بالخوف، والعمل الشاق لكسب الأمان والتناغم والراحة من خلال محاولة التحكّم بكل تفاصيل حياتك. ستعمل جاهداً للحفاظ على هذا التحكّم وهذه السيطرة. ستمارس هذا التحكّم على المال الذي تكسبه، على العلاقات في حياتك، على الوضع الاجتماعي الذي تجده مناسباً.
بعض الأشخاص يحتاجون للتحكّم "بالأمور الخارجية" لأنهم لا يعرفون أن أفكارهم هي التي تتحكّم بكل ما يختبرونه ويعيشونه. قد يبدو هؤلاء أثرياء وبصحة جيدة وسعداء، لكني أعلم أنهم يعيشون في خوف دائم من فقدان السيطرة على الأمور. تهدر الشخصيات الميّالة للتحكم الكثير الكثير من الوقت والطاقة وراحة البال في الكفاح لأجل المحافظة على قدرتها على التحكّم بكافة أشيائها، لأنها تظن أن سلامها وحريتها ونجاحها ينجم عن هذه الأشياء التي يمكن التحكّم بها.
ثمة عالم جديد من الإمكانيات خارج سجن التحكّم هذا لكن علينا أن ندرّب أنفسنا على رؤيته.
كتب كريشنا مورتي عن سجن التحكّم قائلاً:
" الإنسان مسجون ضمن جدران لا تحصى، جدران الحدود الدينية والاجتماعية والسياسية والوطنية، جدران أوجدتها طموحاته الخاصة ومخاوفه وآماله وأحكامه المسبقة. من ينجح في أن يؤمن لنفسه الراحة ضمن السجن نسميه ناجحاً ومن يستسلم نعتبره فاشلاً".
تبدو الحرية الفعلية، بالنسبة للشخص الذي يفكر من داخل سجن التحكّم، أشبه بفقدان السيطرة وهذا يخيفه.
#ماريا_خليفة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟