أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - من يقود قطار حياتك؟














المزيد.....

من يقود قطار حياتك؟


ماريا خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3498 - 2011 / 9 / 26 - 21:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


" عندما تتحمل مسؤولية حياتك لا تعود بحاجة إلى طلب الإذن من الآخرين ومن المجتمع. فحين تطلب الإذن من أحد ما تعطيه حق الفيتو على حياتك"~ ألبرت جوفري
فيما نحن نتقدم باتجاه النضج نبدأ بتكوين تصورات عمّا يجب أن تكون عليه حالنا عندما نبلغ تلك المرحلة. في بعض الأحيان تأتي قراراتنا نتيجة ضغوطات اجتماعية، وأحياناً أخرى بدافع من تعليقات الأهل والأصدقاء. وفي بعض الأوقات قد تدفعنا قراراتنا بقسوة حتى ينتهي بنا الأمر ونحن محمّلين أكثر من طاقتنا على الحمل. ينتهي بنا الأمر كراكب في القطار لا يهدف إلى بلوغ أي محطة بل ينتقل في القطار وحسب. في حين أنه ينبغي بنا أن نقود بأنفسنا قطار حياتنا، بقراراتنا الخاصة فقط، ونوجّه حياتنا ونحن في مقعد القيادة.
نحنن نعيش في عالم يسير بسرعة جنونية. نقفز من السرير صباحاً ونكرر الروتين الصباحي نفسه كل يوم ونهرع إلى أعمالنا ونكثر الحركة خلال نهارنا حتى يظن من حولنا أننا منتجون، ثم نعود مسرعين إلى منازلنا لنتابع أعمالنا المنزلية بسرعة ونهتم بعائلتنا. يمكننا أن نستمرّعلى هذا المنوال لوقت طويل ولكن في مرحلة ما يصبح هذا النمط غير قابل للاحتمال ومرهقاً إلى درجة كبيرة. الأمر الذي يجعل لحظات الراحة في نهاية اليوم خالية من أي إحساس بالمتعة.
لعلّ الوقت قد حان الآن لتقولوا:" لحظة، لنقف قليلاً! لقد أصبحت منهمكاً جداً في حياتي حتى أنني أفقد السيطرة عليها. يجب أن أراجع كيفية اتخاذي للقرارات وأرى أيّاً منها يمكنني أن أستغني عنه."
علينا أن نتوقّف تماماً حتى نراجع ما كنّا نفعله من دون أتفكير بل بانجراف مع التيار. علينا أن نفكر بجدية في ما إذا كنّا حقاً نريد أن نقوم بالنشاطات والأعمال التي علقنا فيها. علينا أن نتأكد من الطرف الذي ترضيه قراراتنا، أهو نحن أم طرف آخر، كأهلنا مثلاً؟ هل نحن حقاً سعداء في حياتنا، ووتيرة عيشنا، ونشاطاتنا؟ هل نجلس في مقعد القيادة أم انتقلنا إلى مقعد من مقاعد الركّاب الذين يسيرون في الطريق دون أن يتحكموا بالوجهة، رغم ما يكلفنا ذلك من تداعيات؟
إن توجيه مسار حياتنا الخاص يتطلب أن نكون نحن وحدنا من يتخذ كلّ القرارات. وتلك القرارات قد لا تكون تلك التي تسعد أصدقاءنا أو أهلنا لكننا لسنا هنا لإسعاد الآخرين على حسابنا. نحن طبعاً نأخذهم في الاعتبار لكن الأهم هو أن نحقق أمنياتنا وطموحاتنا نحن. وقد تتدخل العائلة والأصدقاء إذا لم تعد قراراتنا تشبه تلك القديمة، أو تلك التي ترضيهم. لذلك ينبغي أن تكونوا جاهزين للصمود والوقوف إلى جانب أنفسكم. من الممكن أن تمرّ مرحلة حرج تتفادون فيها الكلام معهم في الموضوع، لكن هذه المرحلة ستمرّ ومن المحتمل ألا يفهموا قراراتكم أبداً. لكن المهم أنكم ستشعرون بالسعادة في النهاية. وأعتقد أنه من الأفضل أن نعاني قليلاً بشكل مؤقت على أن نعيش حياتنا كلها وفقاً لرغبة الآخرين!
عندما تحللون وضعكم، قد تجدون أن أجزاء كثيرة من صورة حياتكم عامة هي أجزاء سعيدة ويمكنها أن تظلّ كما هي. أو قد تجدون أنكم كنتم غارقين في تنفيذ ما يرضي الآخرين إلى درجة أنكم لم تتركوا بعض الوقت للاستمتاع برفقة العائلة أو لممارسة هواياتكم أو حتى لترتاحوا من دون أن تفعلوا شيئاً.
إذاً اركنوا سيارتكم، أو حياتكم، إلى جانب الطريق لترتاحوا قليلاً في ظلّ شجرة وتفكروا بهدوء وتعيدوا الاتصال بذواتكم وتعرفوا ما تريدونه حقاً. عندما تنتهون من هذا التحليل يمكنكم العودة إلى مقعد القيادة لتقودوا حياتكم بثقة إلى حيث تريدون الوصول.
" أحياناً تغيّر أصغر القرارات حياتك إلى الأبد." كيري راسل



#ماريا_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الإدمان إلى برّ الأمان!
- كن كما تحلم بأن تكون!
- اختر الرأفة
- انتبه لكلامك.. أولادك يسمعون
- كيف تغفر الإساءة؟
- حدد أولوياتك.. نظّم حياتك!
- من يعمل لأجل الآخر، الطموح أم الأنا؟
- وعد الحرّ دين!
- خطوات على طريق الحياة
- الخيار الصحيح وجهاز الإنذار!
- أين نجد السلام في بحر الفوضى؟
- تحية للأب في عيده
- خدمة واحدة تصنع الفرق!
- علاقتك بالشريك قيد البناء دائماً!
- أقوى منافس لك هو أنت!
- لماذا تعلمنا الحياة دروسها مراراً وتكراراً؟
- بين التوازن والخلل!
- ! الصلاة ..عبور إلى الفصح
- كيف تتحول أفكارنا إلى واقع
- العلم في الصغر كالنقش في الحجر!


المزيد.....




- من جزيرة سياحية إلى زنزانة مشددة.. ترامب يريد إعادة تشغيل سج ...
- محكمة العدل الدولية ترفض دعوى السودان ضد الإمارات
- وزير إسرائيلي: قد نفكر في ضم غزة ولن ننسحب منها حتى لو أفرجت ...
- الصين تعيد النظر في شراء الغاز المسال من الولايات المتحدة
- بدأوا بتحضير أوكرانيا لحرب جديدة
- تغير المناخ يهدد أوروبا بانتشار فطر قاتل
- لبنان.. القضاء يدعي على 9 عناصر من حماس
- الاستخبارات الروسية: أوروبا وكييف تحاولان إفساد الاحتفالات ب ...
- دول شرق الناتو تخشى من فرض واشنطن قيودا على استخدام الأسلحة ...
- انخفاض قياسي في طلبات اللجوء المقدمة من السوريين إلى الاتحاد ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - من يقود قطار حياتك؟