أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - ما بين نهر الرقيق ونهر الجوع ...














المزيد.....

ما بين نهر الرقيق ونهر الجوع ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3602 - 2012 / 1 / 9 - 19:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما بين نهر الرقيق ونهر الجوع ...
كتب مروان صباح / كأن العالم توقف عن الحركة أمام حراك أوحد لا ينافسه أي مكان أخر مهما علا شأنه وتعاظمت مكانته ، فمنذ أشهر يبدو المشهد جامداً بإستثناء الأراضي العربية ، شباب يثور بكل عزم متخلصاً من جدار الخوف التى تنامى شأنه مع نمو الإنسان ، ليُسقِط بفطريته أنظمة بأكملها رغم أن المشهد يصعب تصديقه خصوصاً في أكثر البلاد إستبداداً وقوةً ، إلا أن الزلزال الذي خرج من أعماق وعي الشعب حطم بلا هوادة أسوار حصينة أتضحت أنها صنعت من كرتون .
هذا التوقف والجمود بالتأكيد له مغزى المتربص لمن يحمل إستراتيجيات الدببة التى ترقد بعين واحدة والعين الأخرى تنتظر لِأن تستكين الثورات كي تلتهم ما تستطيع من غنائم وتحول المناطق الأكبر حجماً جغرافيةً وديمغرافيةً ونفطيةً إلى بؤر صراع بحيث تعالت في داخلها حالات التوتر إلى فائض وباتت مهيئة من مدة طويلة ، والتى تمكنة الأنظمة المتدحرجة أو التى مازالت في غرف الإنعاش تحت ذرائع كثيرة ومنها وهي الأهم محاربة الإرهاب وإطلاق اليد الكبرى في إنتهاك حقوق الناس والعزف على أوتار الفتن والأثنية وتفاقمت إلى حد تعاظمت الفجوة بين فئات المجتمع لتتقلص إلى فئتين الأغلبية المعدومة الفقيرة وبعض أصحاب المال الإحتكاريين الذين لا يعرفوا أخلاقيات التجارة وقوانينها بل تورطوا في دائرة الولاءات والتفانن في تقديم التنازلات ، ما يقلقنا هو التقصير في معرفة الأخر وما ينصب من أفخاخ في طريق مستقبلنا وندرك أيضاً حجم محاولات الإحباط النفسي التى يرغبون في أيقاعنا فيه جراء إحباطات محاولاتنا .
هذا النجاح الكبير التى حققته الشعوب العربية لم يأتي نتاج شعارات رنانة أطربة مسامعنا عبر أربع عقود وإنما جاءت نتاج جهد لامس غالبية الشعب وقد بذل لتحقيقه بثبات وإبداع أدى في نهاية المطاف إلى إسقاط نهج التبعية المطلقة للقوى العظمى ، في حين ينتظر الشعب من الثورة أن تكون لديها عصى سحرية كي تفعل المعجزات فذلك يعود إلى أنهم طال إنتظارهم وحلموا بها لعقود طويلة التى أدى إلى فائض الحرمان وجعلهم كالظمأن للماء في قلب الصحراء الذي إستثقى ربه فأمطره بحبات الشتاء فصبح يجمع كفيه لكي يحصل على أكبر قدر ممكن منها .
تلك الحالة الفوضوية التى تشكلت بعد سقوط الأنظمة الديكتاتورية ولو مؤقتاً تدلل بأن الهدم شيىء سهل أما البناء صعب ويحتاج إلى تروي قبل البدء بأي بناء ، فالمرحلة بحاجة إلى رجال صادقين يعترفون بالإنسانية قبل أي إعتبار ويستطيعون أن يمشوا في ظلام بلا تعرقل لأن المرحلة ما تزال قيد التشكل وأن الجرح آخذ بالتعافي ومحاولات حجب وعرقلة تضميمه متواصلة على قدم وساق وقد يطول ويقصر تباعاً للمتغيرات الناجمة عن حالة من الإنتقال الشبه مفاجىء من مرحلة كانت مستغرقة بالإستنقاع إلى التسلق من جديد ، لكن المطلوب أن لا يغيب عن مراقبتنا الخط البياني الأخذ بالصعود إلى الأعلى حتى لو أصابه البطىء السلحفائي بقوة المؤامرة .
لا بد من استيقاظ الذاكرة وإستحضارها بقوة في هذه الأيام التى في رأينا تُبنى أهم مراحلها على ركام الإستبداد بحاضرها ومستقبلها ، بينما من كان صامتاً متوقف عن الحركة يترقب كالتمساح الذي تُسنن الطيور له اسنانه ، فبدأ بالمسير إلى ما كان يتربص به بأعلى درجات القلق واللعابه يسيل ، بحيث قد تعافى من الشلل الكلي والخرس ليشعر بأنه جاء وقت الإستحقاق لقضم ما يمكنه قضمه ، مما أستدعى عندنا أن نراجع مواقفنا وننظر بعين الشك والريبة إلى نوايا من تقدم بقفزة جهنمية إلى أول الطابور وتجاسر على الجهد بفرض أفكار قد تأكلت منذ زمن ولم يعد لها مكان بين البشر إلا بحالة واحدة فقط هو إعادة الحاضر بكل ما يحمل إلى الماضي ليصبح المستقبل الذي إنهزم به الإنسان لفترات زُهق بها الأرواح بلا رحمة بأسم الأثنية والطائفية والمنابت واللهجات .
المعركة بعد التغيير ستكون مصيرية بالغة الخطورة وتتطلب وعياً وثقافة متحررة من سجن الماضي ، لأن إنتهى زمن القطبيات المختصرة على بعض الدول وتراجعت إلى حد الإفلاس المالي والفكري وأصبح العالم فيه مكان لكل مجتهد ومصمم وراغب في التقدم والإستقلال الحقيقي الذي يتيح لمن يرغب بترتيب أوضاعه خصوصاً بعد ما ظهرت قدرات الشعوب العربية على مباغتة حكامها المستبدين .
ممنوع الفشل لأنه لا يعلم غير الله وحده كم عانوا هؤلاء الأحياء أو من غادر الحياة الذين تشققت أقدامهم من السير حفات بعد شفاتهم وراء سراب كاد لا ينتهي مما جعلهم أن يرفضوا بكل قوة جميع محاولات إسقائهم من نهر الرقيق وهو أردأ بكثير من نهر الجوع .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إختلط حابل السخط بنابل الغضب
- عند الإمتحان يكرم المرء أو يهان
- بين المكتنزة والمتفجرة
- طواف الباحث عمن يشتري حريته
- الحمّلّ المؤكد
- ممر إجباري للإنتقال
- إختار القِصابَة على طبِّ العيون
- بين المباغت المجهول وطريق نتحسس خطاه
- إفتقار الرؤية
- تَعثُر يؤدي إلى إجهاض في المهد
- نحتاج قدر لو بيسير من البراءة
- الديون المفجعة
- بُكاء من فرط الضحك
- التورط في التقليد
- إحتراف الخديعة
- كسر الجِرار هو تعبير عصري عن رجم الشيطان
- الضحية تبحث عن جلادها
- فيتو يحلل القتل ويؤخر الحرية ...
- من لا يؤتمن على أبيه لا يؤتمن على تراب بلاده
- التحالف بلغ ذروته بين الشقاء والشعور بحرقة القلب


المزيد.....




- لغز يحيّر المحققين.. رضيعة تنجو من مجزرة عائلية مروعة والقات ...
- حماس ترد على تصريح ويتكوف حول استعدادها لنزع سلاحها
- أكسيوس تجذب الجمهور بأسلوب تحريري فريد
- تقرير بريطاني: إسرائيل تفعل في غزة ما لم تفعله ألمانيا بالحر ...
- بسبب -صوت مصر-.. شيرين عبد الوهاب تلجأ إلى القضاء ردا على تص ...
- إعلام إسرائيلي: العالم يتكتل ضدنا بعد أن اتحد لدعمنا في 7 أك ...
- 4 أسئلة تشرح سبب الأزمة الحدودية بين أوغندا وجنوب السودان
- كاتب أميركي: على ترامب إدراك ألا أحد يفوز في حرب تجارية
- -أحفر قبري بيدي-.. أسير إسرائيلي بغزة يوجه رسالة لنتنياهو
- الإخفاء القسري.. الانتظار القاتل لأسر الضحايا في عدن


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - ما بين نهر الرقيق ونهر الجوع ...