أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - طواف الباحث عمن يشتري حريته














المزيد.....

طواف الباحث عمن يشتري حريته


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3587 - 2011 / 12 / 25 - 20:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كتب مروان صباح / سبل النجاح التى تتطلع إليها الجامعة العربية من خلال سلسلة الفرص المتعاقبة بإعطاء النظام السوري المساحة في التحرك التى أبقته إلى يومنا هذا وصولاً لبروتوكول المراقبين ، تحمل في طياتها الكثير من الخفايا والعقبات الإقليمية والدولية رغم أن الجامعة العربية قد إستنفزت في إجتماعاتها الفائتة جميع الأوراق التى يمكن أن تساعد في حل الأزمة المركبة ولم يعد في جعبتها إلا التدويل كي يأخذ النحو الذي سار الملف الليبي ، فيما جاء الصعود الصاروخي إلى الأعلى الشجرة الغير محسوب تماماً كالعادة متجاهلين دبلوماسية النظام الخبيثة التى يتمتع بها والتى تجعله رغم الإفراط بالقتل للعزل أن يستمر بالعيش حتى لو بات يضيق الخناق حول عنقه نتيجة تلطيخ السماء بدماء المتظاهرين .
لقد تعاظم كلاهما في التعنت فالأول مازال لا يرى إلا الحلول الأمنية والأخر بعد أن تسلق القمة لا ينظر إلى الوراء كي يحسب الخطوات التى قطعها خاصةً بعد ان وضع قدمه في طريق الحرية ، لقد أخذت القوى الأمنية منذ البداية على عاتقها بإخماد الثورة بأقل الأثمان دون وضع بدائل أخرى مما جعل وظيفة السيد المعلم وزير خارجية النظام تتضاعف لدرجة اللهثان دون أي مؤشر على ضيق الرؤى ، فيما توسعت حلقة المتظاهرين لتصبح غير قابلة للسيطرة ، الذي صعب الأمر على كلاهما في حسم المعركة لصالحه إلا أن هناك بشكل واضح تراجع أدى إلى مجموعة من التنازلات الفعلية التى لامست الواقع يقدمها النظام بإستمرار حتى لو إنطوت تحت الخديعة والمماطلة ، في بدء الإحتجاجات والتى تسارعت إمتداداتها في المدن والقرى السورية بشكلها العفوي كانوا المتحدثين بأسم النظام ينكرون بشكل قاطع تواجدها على الأرض وتبنت الشاشة الرسمية دوافع تُقدَم من خلالها شوارع المدن الكبرى بعيشها المعتاد ومواطنيها الراضين لحياة أشبه بالكاملة فيما أوقعوا الكثير في رواية المؤامرة وإفتعال الأزمة الغير موجودة لدرجة أعتقد البعض بأن الفضائيات الأخرى تتحدث عن مكان ليس سوريا ، الذي جعل لاحقاً وبفترة زمنية قصيرة أن تعترف بحقيقتها وبحقوق من يتظاهر مشككاً برواياته السابقة ، تماماً كما نعتقد دائماً لقد سقط في عجز حل المسألة الوطنية التى أدى إلى مسلسل الإنحدارات وبشكل كبير لكنه مصحوب بالتعالي والغرور الذي ورطه في دائرة المفرغين أخلاقياً ليحتل الكذب والقمع والنفاق مكان أي شيء أخر بحيث نجحت ورقة الطائفية لديه على جميع الأوراق التى توارى خلفها وبشكل مفضوح .
لقد بدأنا في الشهر العاشر للثورة ولم يتبقى من الذخيرة في خزائنه إلا وقد إستخدمها في الدفاع عن إستمراره محاولاً وضع الهروات في مسيرة الخلاص ، معتقداً بأن القوى الإقليمية والخارجية لديها عصا سحرية أو عزيز وغالي ، متناسياً بسبب الضغط الشعبي والعزلة المتفاقمة بأن تلك الدول لديهم مصالح دائمة لا أصدقاء دائميين بينما إجتهد في مخاصمة العقل التى أغرقته في صب الزيت على النار بعد ما أشعل صبي عود الكبريت معتمداً على الآخر في حل أزماتة الدائمة ، لم يتزحزح عن عليائه ويتنازل لصالح شعبه بل ترجمَ حالة التبعية المطلقة للموقف الصارم التى أخذته روسيا الإتحادية بأن الفرصة التى تمتع بها النظام بدأت تنفذ ولم يقدم حلول جذرية تحد من تدهور الوضع الداخلي الذي يبدو بأنه يتجه إلى صيغة المجهول ، مما إضطر الحكومة التى تُزود رئتين النظام المحتقنتين باؤكسجين الإستمرار برفع نصف يدها وتشير بأصبعها بالذهاب إلى القاهرة كي يوقع على بروتوكول المراقبين.
نعم لقد جاء مؤسس علم الإجتماع بإيجازه الخلدوني حول المهزوم والمنتصر والتحضر والتخلف ، لكن هذا التصحر للعقول نتيجة من إلتفوا حول المهزوم وكوفىء بالتصفيق والحمل على الأعناق لفرط إفتتانه بالمنتصر مما أدى دفعه إلى تلك القمة التى ينتهي بها الجبل كي يسيل اللون الأحمر منتهياً بالأسود الحدادي ، كان من الأولى أن يتنازل النظام إلى من أسكن الرعب والخوب في قلوبهم لسنوات ونكل بحاضرهم ومستقبلهم لكنه لا يفهم غير لغة واحدة هي العنف وتكسير الرؤوس ، رغم أنهم جاؤوا من الشقاء والبؤس الذي تفاقم في عهودهم بعد أن تحولوا جنرالات مغتصبين للأمّة وإستطاعوا حذف الشدة وإستبدالها بالفتحة لتصبح أمَة عبدة فبدل أن يخدموها أصبحت هي في خدمتهم ، هذا النجاح النسبي يستحق التوقف عنده والإشاد به رغم إعتراض البعض وتخوف الكثير من التلاعب على حبال المماطلة والتهرب إلى الأمام لأن سياسة النظام باتت معروفة بين التلكؤ والإنكار في وقت المطاردة للثوار متواصلة على قدم وساق .
لا بد من إعتراف يؤدي إلى التسليم بالمتغيرات التى أصبحت اليوم واقع نلامس إنجازته بالإنتهاء من حقبة الديكتاتورية التى أنتجت الثالوث اللئيم الخوف والفقر والمرض وكان عنوانها الدم والفساد ، هي محاولات توصف بالأخيرة قد نختلف حولها أو نتفق معها وإن كان ليس في جعبة العرب الكثير غير التدويل إلا أن الأهم وقف حمام الدم وتراجع آلة القتل لتعود إلى جحورها مما يعطي مجال للمراقبين نقل ما يجري من سحق وسحل للمواطنين وبذلك يؤدي إلى مساحة أوسع يتحرك من خلالها الشعب الحر بإرتياحية كي يعبر عن مطالبه ، بينما يتطلب في الأيام القليلة القادمة وعياً ويقظة شعبية كي لا يصل الأمر أن يحملوا حريتهم ويطوفون بها في الشوارع بحثاً عمن يشتريها برغيف أو بعض المازوت.
والسلام
كاتب عربي
عضو اللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحمّلّ المؤكد
- ممر إجباري للإنتقال
- إختار القِصابَة على طبِّ العيون
- بين المباغت المجهول وطريق نتحسس خطاه
- إفتقار الرؤية
- تَعثُر يؤدي إلى إجهاض في المهد
- نحتاج قدر لو بيسير من البراءة
- الديون المفجعة
- بُكاء من فرط الضحك
- التورط في التقليد
- إحتراف الخديعة
- كسر الجِرار هو تعبير عصري عن رجم الشيطان
- الضحية تبحث عن جلادها
- فيتو يحلل القتل ويؤخر الحرية ...
- من لا يؤتمن على أبيه لا يؤتمن على تراب بلاده
- التحالف بلغ ذروته بين الشقاء والشعور بحرقة القلب
- خطاب أسمع من في القبور
- هويات متناحرة
- لا الطفولة ولا الشيخوخة محصنة
- حنيناً إلى الحرية


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - طواف الباحث عمن يشتري حريته