أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - إختار القِصابَة على طبِّ العيون














المزيد.....

إختار القِصابَة على طبِّ العيون


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3573 - 2011 / 12 / 11 - 21:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



نحن قرأنا منذ لثغنا بهذه الأبتثية بأن لطبيب العيون خاصية لا ينافسها جراح آخر كون المطلوب بالإضافة إلى الدقة العالية الإحساس الإستثنائي الذي يكون شرطاً علمياً للتعامل مع بقعة تريد إنضباطاً وتحكماً في الأعصاب كي يتمكن من معالجتها ، إلا أن تطلعات الرئيس السوري جاءت من الصغر بالغير محسوبة كون إختياره لمهنة الطب إختصاص جراحة العيون بالفنتازية التى تراجعت امام أول فرصة اتاحت له دون مشقة لتنتشله من محيط قد طرأ بالخطأ عليه ويعود إلى مكان يدافع بشكل غريزي عن مخبئه التى لم يكن على البال أو الخاطر توليه الرئاسة إلا بعد غياب المؤسس الأول للحكم العائلي في سوريا .
الشخصنة والإختزالية والتعود على السهل بإدارة الظهر الشبه غريزي للتعامل مع المتغيرات التى في طريقها ان تسقط آخر أوراق التوت التى تغطي عورات النظام الغير شرعي ، مما تفاقم اللجوء لدرجة تعاظم الإحتكام إلى الأصوليين والفهلويين لحد وَصَل الحاكم أن يعلق في آذنيه ببغاءات تحولت إلى مكبرات صوت تملىء الأجواء هتافات بحياة طبيب القتل ، ليتحول من مشروع فاشل جراحياً للعيون إلى رئيس مغتصب قد إستمرءا عمليات الشبح والسحل والتنكيل وإستئصال الحناجر التى بحّ صوتها من الصراخ في مكان آخر ، هؤلاء المنكل بهم الذين إنطلقوا بإحتجاجاتهم العفوية وصولاً إلى أن توسعت لتصبح ثورة تشمل الغالبية العظمى في الداخل والخارج المنفيين دون وجه حق ولإسباب مخجلة لن يخططوا مسبقاً لأي شىء بل تدرجة من واقعة صغيرة لبعض صُبيى في محافظة درعا لتكسر سياج الخوف ويكتشفوا من ذاتهم عناصر قوتهم وتتصاعد دون رموز ولا فكرة ينتمون إليها بل عبرت ومازالت في كل يوم تعبر عن حقيقة مدى الظلم الواقع على كهولهم التى أدى في النهاية للإنفجار .
لا أعلم ما المغزى عندما يكرر الرئيس السوري مؤكداً بأنه باقي ولن يرحل حتى لو لم يبقى احد على أرض الياسمين بل يذهب إلى أبعد من ذلك مهدداً بأن الصورة الوحيدة المتوفرة لدى النظام هو شمشوم الجبار ليظهر في مقدمة الأسئلة ، سؤال أين تبخرت تلك الإبتسامات والكلمات الخجولة التى تصل إلى درجة التأنق رافضةً من خلال الإجابات أن تُترجم على الأرض متجاسراً على من خرج من جحورهم في وطن تحول إلى مهاجع على إمتداد الطول والعرض بينما يدفع فئات المجتمع بكافة أطيافه إلى تلك الحدود التى تفوق الألم بحيث تتوسع في كل لحظة الفجوة التى يقف وراءها من خلال الضغط المستمر على أفراد الجيش الذين خرجوا من ثكناتهم وتفرغوا لمهمة واحدة هي قمع المتظاهرين بشتى الوسائل إلى حد لم يبقى أمامهم إلا خيارين القتل أو الإنشقاق ، ذلك يعكس بالتأكيد حالة الفرقة بين المربعات التى يحاول أن يعززها في الأونة الأخيرة تلك الرواية القاصرة التى إستغرق بها إعتقاداً بأنه يستطيع أن يتحصن خلفها بأن النظام أهم من الدولة كونه الحامي للأقليات ليس تلك في داخل سوريا بل في المنطقة عامةً .
لقد ضاقت الأرض بمن عليها حتى أصبحت كظل رمح مغروز في عراء الصحراء ولم يعد متوفر أمام الناس ممرات كثيرة بل تقلصت إلى درجة الإنسداد الكلي مقابل رهانات سياسية قصيرة النفس في حين يعتقد أن نظامه قادر على الإستمرار بالتلاعب بأحبال مرخية تؤدي إلى إغراق المنطقة في حرب إستنزاف طويلة الأمد مستعيناً بتلك التى خاضها في لبنان ليصبح القتل على الهوية ، مما تتفاقم أكثر الحالة ويصبح المعيش مستحيل وتتعاظم الضغوط على البشر خصوصاً بعد إعدام أربعة ألآف إنسان بريء على الأقل ، يهدف النظام بكل قوة إلى تقزيم الخيارات أمام الثوار بحيث يدفعهم إلى التخلي مكرهين عن سلمية ثورتهم مما يعني ان البلد يراد بها أن تنزلق إلى الإقتتال الداخلي على غرار ما حصل في لبنان سابقا وأفغانستان والعراق لاحقاً .
كُتِبَ على الشعب السوري أن يخوض أعظم ثورة شهدها الإنسان في العصر الحديث لأن ثورتهم تعاملت معها جميع الأطراف المتداخلة بنصف طاقة وبالمد والجزر والدوران حولها وبإرتفاعات بعيدة ترسل بعض البيانات الضعيفة وصولاً إلى عجزهم في إتخاذ المواقف الجدية ، لكن رغم كمية الغبار المتراكمة التى تزداد كثافة وحجماً مع كل دبابة تجول على نباضات من يسكن الأرض إلا أن الرهان الحقيقي يأتي من أصالة الشعب التى يرتكز على سليلته الوطنية بأبعادها القومية الإسلامية ومثقفيه التى تمتلىء ذاكراتهم بالمعرفة وقراءة التاريخ بعمق وليس سياحياً بأنهم عارفون بشعاب قضاياهم ولن ينساقوا إلى رؤية ليست رؤياهم .
والسلام
كاتب عربي
عضواللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني



#مروان_صباح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين المباغت المجهول وطريق نتحسس خطاه
- إفتقار الرؤية
- تَعثُر يؤدي إلى إجهاض في المهد
- نحتاج قدر لو بيسير من البراءة
- الديون المفجعة
- بُكاء من فرط الضحك
- التورط في التقليد
- إحتراف الخديعة
- كسر الجِرار هو تعبير عصري عن رجم الشيطان
- الضحية تبحث عن جلادها
- فيتو يحلل القتل ويؤخر الحرية ...
- من لا يؤتمن على أبيه لا يؤتمن على تراب بلاده
- التحالف بلغ ذروته بين الشقاء والشعور بحرقة القلب
- خطاب أسمع من في القبور
- هويات متناحرة
- لا الطفولة ولا الشيخوخة محصنة
- حنيناً إلى الحرية
- ذوي القربى أشد جوعاً
- أقذام إحتلوا حياتنا
- الديمقراطية الناقصة


المزيد.....




- آلاف العناكب العملاقة على وشك اجتياح بلدات أمريكية عديدة.. و ...
- احتجاجات ساو باولو: الرسوم الأمريكية تُشعل الغضب وتدفع الجما ...
- أردوغان ودبيبة وميلوني يتباحثون في إسطنبول سبل التصدي للهجرة ...
- مئات الإسرائيليين يطالبون بصفقة فورية بعد بث مشاهد لأسرى
- تحولات في العلاقات بين إسرائيل وهولندا بسبب الحرب على غزة
- بالفيديو.. مساعدات -مزعومة- لا تصل إلى سكان غزة
- وفاة طفل جوعا بغزة وإصابة 900 ألف آخرين بسوء التغذية
- جوزيب بوريل: قادة الاتحاد الأوروبي متواطئون مع إسرائيل
- سرايا القدس تبث مشاهد استهداف مقر قيادة للاحتلال بصاروخ موجه ...
- -لا يفهم كيف تعمل-.. شاهد كيف علق بولتون على قرار ترامب تحري ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - إختار القِصابَة على طبِّ العيون