أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الحمّلّ المؤكد














المزيد.....

الحمّلّ المؤكد


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3580 - 2011 / 12 / 18 - 20:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس هذا بالتأكيد الوقت الذي يجعل من النظام السوري أن يقرأ الواقع وإضطراباته أو يخوض المراجعات التى بدورها تثقل كاهله وأفقدته التحكم بالأزمة الحالية التى تحولت إلى كارثة نزعت عنه قيادة الإجماع الوطني .
منذ تولى البعث حكم البلاد التى كانت تُعرف بتعدديتها الفضفاضة وكثرة إنقلاباتها الهادفة إلا أن الحزب قد احكم سيطرته من خلال المؤسستين العسكرية والأمنية وبفترة زمنية قصيرة التى سمحت أن يؤسس ركائز حكم شمولي ناهي جميع أشكال الديمقراطية والتعددية بحيث إسستطاع أن يبلور نهج قد ترسخ لاحقاً وتفاعل معه المجتمع على مضض إتباعاً للفكر الإشتراكي المضاد للرأسمالية اللذين كانا سائدين في تلك الحقبة من الزمن مما جعله أن ينتقل بالبلاد من عصر الفصل الكامل لطبقات المجتمع إلى عصر التواصل الممنهج لحد التماهي مع النظام ، لقد حدد القائمون على هذا المشروع محدداتهم الإنشائية والتى كانت تفتقر لها المجتمعات بحيث جعل لكل طبقة عنوانها التى تتمثل فيه وتحولت إلى شبكات منتشرة بشكلها الأفقي بين أفراد المجتمع لتصبح الأكثرية منصهرة وتصب في نهاية المطاف عند النظام ولكن لكي لا نبتعد عن الحقيقة فأول الأمر كان يهدف المشروع إلى ترشيد تلك الطبقات من خلال تصحيح شامل يصب في دور النقابات الفاعلة على الأرض بحيث تتطور بقدر إنتاجها النوعي وتتعاظم بفضل مساندة النظام إليها لتصبح حالة ترتقي بفئات الشعب وتعزز قدراتهم وتنصف الأكفأ لكن جاءت معاكسة تماماً ، خصوصاً بعد إعلان الوحدة بين سوريا ومصر لتدخل سوريا في مرحلة الأزمات الغير منقطعة ومن عقدة إلى آخرى وتنتهي بإنقلاب يهيمن الرئيس حافظ الاسد على ركائز النظام بعد أن أنجز إعداد المرحلة الإنتقالية في الغرف السرية بهدوء بحيث لم يتطلب الأمر مهارات من نوع خاص مما يسر لنظام جديد بتركيبته العائلية الطائفية وخطابه القومي الكلاسيكي أن يُحكم قبضته على مناحي الحياة بل تغلغل فيها بشكل دراكولي وبعمق بحيث تدرج في إفراغها من مضامينها وإحالة جميع الإنجازات التاريخية التى هي بالأصل مسجلة لصالح الشعب السوري إلى حلقاته الإخضاعية التى أصبحت من خطابه التقليدي التنموي إيهاماً بأن عامل الإستقرار الذي يوفره من خلال أجهزته الأمنية أتت بأكلها في عجلة الإنتاج .
تراجعت الفكرة إلى حد أصبح كل شيء مفضوح لكن الشعب وفئاته النخبوية أمتعضت بصمت بسبب حجم وطأة القوى الأمنية الشرسة التى جعلته أن يدرك من خلال ذكائه الخبيث بوجوب البدء فوراً على تهجير الأزمات التى يمكن أن تتفاقم وتَخرج عن سيطرته للأسباب التى تتعلق خاصةً بمراكز القوى التى تعاظمت شأنها وباتت شريكاً قوياً في حماية الحكم ، فإندفعَ متوجهاً خارج جغرافيته السورية متسلقاً على أزمة لبنان الجريح والتى أستطاع بدهائه أن يروج نفسه كمخلص لها من خلال بعض الأطراف الإقليمية والدولية بأنه الوحيد القادر على إنهاء دموية الحرب الأهلية مما أضافها إلى حلقاته الأخريات في البحث عن الحاضر بلا مستقبل ، مع مرور الزمن والمتغيرات التى أحدثت تكنولوجيا متطورة تراجع النظام إلى تلك الحدود المتآكلة وبات في حالة إنتظار للحظة الإنفجار مما شكل إنبعاثاً جلياً بعد غياب الرئيس حافظ الذي سهل المستقبل في تولى الأبن لشؤون الحكم وتزامنا مع إنتهاء الحرب الباردة بسقوط الإتحاد السوفيتي فيما مهد ذلك إلى سقوط النظام في العراق بحيث تعرى بشكل كامل من حيث لا يدري معتقداً بأن الأطراف الأخرى قد تقوم بدور العراق التاريخي ، لو تأملنا لحظة واحدة في المشهد يبدو ظاهراً بأنه قد ورث نظاماً تراكمت الحالة الأمنية لدرجة بات يطلق عليه بأنه الانكى من الأعداء والتي إثقلت الكهول ليصبح أكثر ثقلاً على العمود الفقري للنظام الذي جعله يمشي منحنياً لحجم النفاق الإجتماعي مما ولد أتباعاً من نوع القطط المطابخ الذين أدخلوه في مراهقة الأفكار محاولين إعادة إنتاج الماضي كشرط للحاضر فملؤ ثقافة الخوف على الخوف فطفح الكيل ونفذ الصبر .
ليس لدي شخصياً أدنى شك بأن النظام السوري ذاهب في الدفاع عن قلعته إلى اخر رمق أو نبضة تنبض في قلبه المتنتع لكن كلما إقتربت ساعته يكشف مدى جديته في اللجوء إلى التفلت من تحمل المسؤولية ، لِمَ إقترف من أعباء تصل إلى مجازر جماعية بحق الإنسان السوري والتى تدلل مدى الإمكانية في الأيام القادمة من تزايد سفك الدماء ، فالمسألة أبعد من تصريحات تأتي من داخل القصر الجمهوري التى باتت أشبه بمؤشرات البورصة ، ساعة في الصعود والأخرى في الهبوط وأصراره بأن الحمل كاذب لأن الظامىء يبتكر من الرمل ماء بسبب فرط أشواقه للمطر ، فجميع القرائن التى نحتكم إليها وهي عديدة تجزم بأن هذه الثورة الشامية باتت على أبواب الولادة .
والسلام
كاتب عربي
عضو اللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ممر إجباري للإنتقال
- إختار القِصابَة على طبِّ العيون
- بين المباغت المجهول وطريق نتحسس خطاه
- إفتقار الرؤية
- تَعثُر يؤدي إلى إجهاض في المهد
- نحتاج قدر لو بيسير من البراءة
- الديون المفجعة
- بُكاء من فرط الضحك
- التورط في التقليد
- إحتراف الخديعة
- كسر الجِرار هو تعبير عصري عن رجم الشيطان
- الضحية تبحث عن جلادها
- فيتو يحلل القتل ويؤخر الحرية ...
- من لا يؤتمن على أبيه لا يؤتمن على تراب بلاده
- التحالف بلغ ذروته بين الشقاء والشعور بحرقة القلب
- خطاب أسمع من في القبور
- هويات متناحرة
- لا الطفولة ولا الشيخوخة محصنة
- حنيناً إلى الحرية
- ذوي القربى أشد جوعاً


المزيد.....




- التوقيت بعد ساعات على تهديد ترامب.. خامنئي يشعل ضجة بتدوينة: ...
- مصر.. عمرو موسى يشعل ضجة بدعوة عاجلة تفعيل المادة 205 بسبب ص ...
- التقارب بين بيونغ يانغ وموسكو يزعج سيئول
- مكون بسيط في أغذية شائعة قد يقلل خطر النوبات القلبية
- آبل تخطط لإطلاق ساعات ذكية مزودة بمقياس لسكّر الدم
- أطعمة تزداد فائدتها عند تبريدها
- مقتل شخصين وانتشال 5 ناجين حتى الآن إثر انهيار مبنى في منطقة ...
- حلم الشباب الدائم يقترب!.. مركبات بكتيرية في دمائنا تمنحنا ا ...
- اكتشاف بركان مريخي ظل مخفيا عن أعين العلماء 15 عاما!
- إسرائيل بدأت الحرب، فمن سيربح؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الحمّلّ المؤكد