أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - عند الإمتحان يكرم المرء أو يهان














المزيد.....

عند الإمتحان يكرم المرء أو يهان


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3594 - 2012 / 1 / 1 - 20:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عند الإمتحان يكرم المرء أو يهان
كتب مروان صباح / حالة الضغط المستمرة التى يمارسها شباب ميدان التحرير أدت إلى كشف عجز المجلس العسكري المصري للمرة الثالثة في إدارة الأزمة بحيث تساقطت أوراق التوت لكن هذه المرة دون إمكانية الإختباء من عدسات الكاميرات التى نقلت بكل حياء حالة العِري لأفراد الجيش وهم يقومون بالقوة المفرطة إخلاء التجمعات الدائمة والمستنفرة بهدف تحقيق مطالبهم ، وجاء الإفراط الأخير في تهشيم العظام بعد أن وضعنا ثقتنا بالعمليات الإنتخابية التى جرت بنجاح وسيرها السلس رغم الظروف المتوترة لكن موجات العسكر المتعاقبة لا تصل إلى الشاطىء جميعها مما تتكسر وتعود من حيث إنطلقت لكنها ناقصة .
يبدو أن الجيلان لا يقبلَ كِلاهما الآخر ، فشباب متسلحين بقراءتهم الكونية السريعة التى أسقطت الديكتاتور بأقل من شهر متطلعين للعملية التى تقدمتهم بخطواتها الخفيفة وأدت إلى الإنتقال لمرحلة تدلل على عمق الشعب ومعارضة الأمس حكومة اليوم بأنهم أكثر وعياً وإحتراماً لإرادة الناخب التونسي ، بينما الجيل الأكبر عمراً متشبث بالإستخفافية المطلقة لشباب أقل عمراً وغير قادر على رؤيتهم يمشون على ساقيهم وأنهم قد تخلصوا من الحبو مما يعطي للطرف الثالث أن يتلاعب كما يحلوا له بين المد والجزر بحيث لم نعد بحاجة إلى ثورة مضادة تجهض ما تحقق من إنجاز دفع حقه خيرة شباب مصر بدمائهم الطاهرة ، فذلك يريح بكل تأكيد من أراد شراً بالثورة وتطلعاتها وتَكّبُح الأيادي العابثة من التدخل لأن من غير الحكمة إذا كان المجتمع ذاهب إلى الإنتحار من غير المعقول المساهمة في وصولهم إلى طموحهم بل عليك فقط أن تتحول إلى متفرج .
الناس في مصر متعبون قبل ولادتهم لأن ثالوث الفقر والجهل والمرض يدق بطون آمهاتهم بحيث يولدون رافعين أيديهم لله عزوجل طالبين الإستغاثة ، وقد إستجاب المولى عز وجل بمنحهم صبر أيوب اولاً وثانياً إسقاط من أجرم بحقهم إلا أن جاءت المفاجأة من حيث لا يمكن بعد أن أعتقد الثوار بأنهم كافؤا من وقف إلى جانبهم في ثورتهم ، المسألة أبعد من مرحلة إنتقال يؤدي إلى تعزيز الديمقراطية بعمقها التى تتجاوز مفهوم صناديق الأقتراع والعمليات الإنتخابية بل هو قبول الآخر وتقبل النتائج التى أفرزتها رغبة الشعب بأنها محددة بآليات عمل تتحول من برنامج لفظي إلى واقع ملموس مما يجعلها أشبه بالإمتحان الذي يراقبه الناخب لعملية البناء الشامل وإعادة النظر في التصويت القادم على قاعدة القياس .
تكمن مشكلة الجيش في مصر منذ أن قرر محمد علي ترك المطبخ وتولى زمام القيادة التى أتت بعسكرة النظام إلى يومنا هذا ، فقد إستطاع أن يكرس الشخصية العسكرية في حياة المصريين وبشكل تدريجي تعاظمَ حب الناس لمهنة حارس الديار إلى أن تحولت من حيث لا يدرون إلى أيقونة ممنوع المساس بها وجاءت ثورة 1952م لتأصل ثقافة الجيش ودوره التاريخي في البناء من خلال منشاءاته وحروبه التى دافع عن عمقه القومي ، بالرغم من أن عبد الناصر بعد 1964 حاول إظهار المدنية من حيث الشكل لا المضمون التى تعسرت في تحقيق العدالة وأخفقت في ترسيخ الديمقراطية بحيث أنتجت نظام شمولي ينوب فيها الرئيس عن الناس جميعاً في التفكير والحلم والأخطاء .
لم يتبقى الكثير من مؤسسات الدولة الحديثة التى مازالت تحافظ على هيبتها ولديها الإجماع الوطني ، فالمؤسسة العسكرية واحدة من القليل التى نأت عن نفسها تاريخياً في إثقال كهول الناس والمشاركة في قهرهم ولكن لا بد من قرع الأجراس لإيقاظ بعض النيام بأن اليوم تولد ثورة جديدة قد نجحت في مسار التغيير بدماء شرفائها وقد إرتحلوا إلى العلى بموتهم وحناجرهم تردد نموت كي تعيش الأمّة حرة ، بينما المسارات متعددة والإشكالات مختلفة والحال لم يكن أفضل في الماضي إلا أنه كان لا يحمل أمل ، الشعب يخوض بلا هوادة معركته لإستعادة كل شيء قد نهب من جغرافية وطنه واضعاً على رأس أولوياته كرامته المسلوبة التى لم يعد من الممكن التفريط بها .
الألغام تنفجر واحدة تلو الآخرى ببسب الأهمال الطويل والسكوت عن معالجتها مما أدى إلى بركان شعبي نتج عنه ثورة سلمية لإستحالة الإستمرار في الإنحدار الذي يؤكد عدم إمكانية تعطيل المسارات الشائكة لتصبح لعبة الكراسي هي عنوان المرحلة بإمتياز بدلاً من إفراز بدائل تملىء الفراغ السياسي الذي خلفه سقوط النظام ، فالامتحان للعسكر مع دعوات للتجديد والإبتعاد عن الإدمان للتقليد وإنكار العقل وعند الإمتحان يكرم المرء أويهان .
والسلام
كاتب عربي
عضو اللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين المكتنزة والمتفجرة
- طواف الباحث عمن يشتري حريته
- الحمّلّ المؤكد
- ممر إجباري للإنتقال
- إختار القِصابَة على طبِّ العيون
- بين المباغت المجهول وطريق نتحسس خطاه
- إفتقار الرؤية
- تَعثُر يؤدي إلى إجهاض في المهد
- نحتاج قدر لو بيسير من البراءة
- الديون المفجعة
- بُكاء من فرط الضحك
- التورط في التقليد
- إحتراف الخديعة
- كسر الجِرار هو تعبير عصري عن رجم الشيطان
- الضحية تبحث عن جلادها
- فيتو يحلل القتل ويؤخر الحرية ...
- من لا يؤتمن على أبيه لا يؤتمن على تراب بلاده
- التحالف بلغ ذروته بين الشقاء والشعور بحرقة القلب
- خطاب أسمع من في القبور
- هويات متناحرة


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - عند الإمتحان يكرم المرء أو يهان