أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - بين المكتنزة والمتفجرة














المزيد.....

بين المكتنزة والمتفجرة


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3590 - 2011 / 12 / 28 - 21:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين المكتنزة والمتفجرة
كتب مروان صباح / أن يكون للإنسان الجاهزية بالخروج من الأزمات التى يتعرض لها في مسيرته الحياتية شيء طبيعي لكن دون أن تترك بعداً تجعله يتقلب على أطلالها وينزف الدموع بدل الدم كفاتورة يدفعها نتيجة إستحقاقات تربوية تمكنت من المواطن العربي أكثر من غيره التى أدت إلى تعثر في معالجة قضاياه أشبه بالمستحيلاً ، فالمسألة أبعد من التفاؤل أو التشاؤم بل هي أعقد بكثير مما يعتقد الإنسان ، بحيث تتكشف تلك السلسة من الانماط المشتقة من نظريات قد رأها أصحابها بعين واحدة دون اخرى وفي بعض الحالات اُستبدلت العين الطبيعية بعين صناعية لدرجة تدخلت قدرات البشر في التفاني والإبتكارات فأصبحوا مهرَ في الخلع والتركيب فجعلوا أعين من ذهب والأخرى من الماس لتصبح الرؤية عوراء ولكنها أنيقة وتزداد صعوبةً على مريدها للوصول إلى بر الأمان .
زمناً ليس بقليل بل حقبة مليئة بالتراكمات السلبية من أطروحات تقدمت جارفةً من طريقها ما تحمله من مفاهيم وأنماط كي تُستبدل بتلك المغشوشة التى ترسخت في الذهن العام وفي أضعف الأحوال علقت غبارها ودخانها في العقول التى نشك أن لديها القدرة على الأحتمال للزخم التى تعرضت له ، حَقيقَة تؤدي إلى سلسلة لا تتوقف من الإعترافات للكسل والخنوع وأحياناً التورط بالتخاذل اللإرادي وحالة الإدمان للمسموع والمشاهد الذي أصبح المصدران الأهم في إنعكاسهم على ثقافتنا المعيشية وأختيارتنا المستقبلية بحيث يشعر المرء منذ مدة طويلة بأنه يحلق مرتفعاً عن حاضر لا يشبهه إلا أنه يجد بأن لا أحد ناجي من إصابات أوكدمات ، فالعربي منذ مدة زمنية لا بأس بها إرتبط إرتباطاً عميقاً بإنتاجات السينما العربية وخاصةً تلك المصرية التى لعبة دوراً تأسيسياً في تشكيل افكار التى إنعكست بشكل عفوي على السلوك لتصبح تقاليد ملاصقة بالمرء ومن الصعب التنازل عنها ومحصنة من الإعتراضات لأن مع مرور الزمن وكثافة التلقي يُخّتزن في الذاكرة العديد من الصور أُحادية المشهد فتصبح محكومة بما أختزنت من خلال المشاهدة والإستماع الطويلين .
لقد تكون عند الرجل العربي شكل المرأة منذ الصغر لنتنبه لكمية إلحاق الخلل البنيوي في التذوق الناتج من أفلام عادل امام ، كيف لا !!! بحيث حرص على الدوام أن ترافقه في أفلامه إمراة من الحجم المتفجر والتى تتمتع بخلفية قد تحجب ضوء الشمس كما يقال إلا أنها تفشل بذلك وتنجح بالتأكيد من حجب النظر عن زوجها إلى ما هو مختلف في مكان أخر ، فثمة مراهقون فكريون قد تقدموا في المرحلة الأولى ووضعوا كل ما يحملوا من مكبوتات نفسية وجنسية وسياسية في طريق الشعوب مما عزز التشوهات الداخلية ناهيك عن تلك الخارجية بحيث إنقلب المعيار لحد لامس العقول التى في الرؤوس فأصبح القبيح هو الأجمل والقصير هو الأطول والجاهل هو الأعلم والشاطر الذي بنى شطارته على الكذب هو الأصدق مما فُرض على المجتمعات أن يقدموا تنازلات لدرجة الإعتذارات الجماعية من الجاهل كي يرضى وللقصير هناك خيارين للتعامل معه أما الجلوس دون الوقوف أو الإنحناء كي يستريح وعلى الجميل أن يغسل وجه بماء النار كي يستطيع القبيح في ذلك اليوم أن يخلُد إلى النوم والّكاَذب مصدق وما على المستمع إلا أن يهز رأسه مؤكداً صدقية حديثه ، مما تسرب إلى العقول المتصحرة مفاهيم يعاني منها بشكل جماعي وتحولت الحياة إلى سرك وحفلات تنكرية .
هناك فارق شاسع بين من هي مكتنزة التى قالت العرب بحقها قصائد لا تنتهي ، ومن تحالفة مع الطعام كمشروع إستراتيجي إلى يوم القيامة لا يعرف الإنقطاع بحيث يكاد أحياناً المرء ينفجر من الضحك غيظاً لكثرة محاولات التواري خلف الألوان تُستخدم على الوجوه أو مشدات بهدف جمع الفائض من ما نتأ به الجسم ، ناهيك عن تركيب الرموش الإصطناعية والمخفي أعظم إلى أن يدخل الظلام ليُستَغرَق نصفه في خلع ما توارت به تحت الشمس .
هي أشبه بسياسات الخِداع لمسلسل لم تكتب حلقته الأخيرة وشأنها شأن كل شيء داخل جغرافيتنا المستباحة بحيث كل ما في هذا المربع يمكن إصطياده لأن الصياد يعتقد أن كل الأسماك تنتظر أول شبكة في الطريق ولا يوجد في أعماق البحار من يدافع عن ذاته .
والسلام
كاتب عربي
عضو اللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طواف الباحث عمن يشتري حريته
- الحمّلّ المؤكد
- ممر إجباري للإنتقال
- إختار القِصابَة على طبِّ العيون
- بين المباغت المجهول وطريق نتحسس خطاه
- إفتقار الرؤية
- تَعثُر يؤدي إلى إجهاض في المهد
- نحتاج قدر لو بيسير من البراءة
- الديون المفجعة
- بُكاء من فرط الضحك
- التورط في التقليد
- إحتراف الخديعة
- كسر الجِرار هو تعبير عصري عن رجم الشيطان
- الضحية تبحث عن جلادها
- فيتو يحلل القتل ويؤخر الحرية ...
- من لا يؤتمن على أبيه لا يؤتمن على تراب بلاده
- التحالف بلغ ذروته بين الشقاء والشعور بحرقة القلب
- خطاب أسمع من في القبور
- هويات متناحرة
- لا الطفولة ولا الشيخوخة محصنة


المزيد.....




- تواصل معه سرّا دون معرفة ترامب.. هل تسبب نتنياهو بإقالة مايك ...
- السفير الصيني لدى الولايات المتحدة: واشنطن لن تتمكن من ترهيب ...
- الأمن اللبناني يمهل -حماس- يومين لتسليمه 4 أشخاص استهدفوا إس ...
- -اللواء- اللبنانية: السلطات السورية تفرج عن أمين عام الجبهة ...
- مصر.. شاب يقتل شقيقته بوحشية ويمثل بجثمانها 
- محافظ السويداء السورية: الاتفاق الموقع لا يزال ساريا وتعديلا ...
- حماس: ندين العدوان الإسرائيلي الغاشم على سوريا ولبنان
- قديروف: إحباط محاولة تسلل أفراد القوات الأوكرانية إلى أراضي ...
- السودان يتهم كينيا بالتدخل في شؤونه والتصرف كدولة مارقة
- إسفنجة المطبخ قد تحتوي على بكتيريا أكثر من مقعد المرحاض


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - بين المكتنزة والمتفجرة