التفجيرات في سوريا هي عمل اجرامي

محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 3600 - 2012 / 1 / 7 - 14:42
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

ذكرت في مقالتين سابقتين ان التفجيرات الانتحارية خصوصا والتفجيرات في اوساط الجماهير عموما هي من صنع التيارات الدينية الاسلامية بامتياز لا ينافسها فيها أحد, على اعتبار انها اجندة غربية استعمارية ,ولذلك يقوم بها اناس على صلة بالامريكان كما هو الحال في العراق وكما حل في اكثر من بلد عربي .
وعمليات التفجير تتكون من العناصر التالية :
1-السياسة التي توجه والتي تتطلب مثل هذه الاعمال الاجرامية وهي تشتمل على الاهداف والخطط والافكار الداعمة والتمويل والتحريض واتخاذ القرارات .
2-المقاولون من الباطن :وهؤلاء في حالنا الحاضر هم من الحركات الدينية التي يسميها الناس القاعدة وفروعها او أي شبيه بها من التيارات الدينية المختلفة والتي ارتضت ان تكون اداة مجرمة بيد الاجنبي ووفقا لمصالحه.
3-الشيوخ المباشرين للمريدين والذين يقومون باعدادهم نفسيا وروحيا ويبشرونهم بقرب خلاصهم ويرسلون المكلفين منهم الى الجنة محملين بالحزام المتفجر وارواح العشرات من الناس ليس على التحديد
4- المنفذون من المريدين الذين امكن تعبأتهم ليكونوا صناع التفجيرات ومعديها او من حملة الاحزمة المتفجرة التصعيدية (التي تصعد المريد الى السماء)
5-الجمهور المستهدف والذي يتكون من عابري السبيل في الطرقات والاسواق واماكن التجمع ,او المصلين في الجوامع ..على اعتبار انهم (المصلين في الجوامع)اشد كفرا ونفاقا وفسقا مما يوجب ان يكونوا اولوية في اقامة حد القتل عليهم قبل بقية الناس عابري السبيل بوصفهم كذلك كفارا ومرتدين ومنافقين ومارقين.
ما علاقة ذلك بسوريا :
كذلك ما علاقة ذلك بالجزائر او المغرب او افغانستان او أي بلد آخر؟
ان الغرب يسعى الى تفجير سوريا من الداخل ومن الخارج ,وهو يستعد بشكل حثيث للقيام بالعملية التدميرية بالطائرات والصواريخ الاجنبية,وفي ذات الوقت وبالتعاون مع قوى رجعية ,وقوى جاهلة ,وقوى ترى نفسها تزحف نحو الكراسي ولا يهمها ان تزحف على دماء الضحايا السوريين لقصف الناتو والقوى الاجنبية وعلى الدمار الذي سيحدثه هذا القصف بالتعاون مع هذه القوى من الداخل والغرب يحيك الدسائس والمؤامرات التي تستهدف :
اولا :ضرب سوريا من الداخل .
ثانيا :الوصول الى مرحلة وجوب القصف من الخارج.
ترتيب قيادات للحراك الجماهيري في سوريا من الاعوان والمريدين للغرب كي يطلبوا هذا التدخل ثم وبعد ذبح سوريا يسلمون لهم المقاولة كما الحال في ليبيا مثلا.
اين تقع هذه التفجيرات؟
في سوريا حراك شعبي ثوري ,انضمت له كل القوى السياسية في سوريا بما فيها الاحزاب غير الثورية والتيارات اليمينية والمحافظة كما حصل في مصر بعد انطلاقة الحراك الشعبي المصري وبعد ثباته وتجذره في الشارع .
أي بعد انطلاقة الثورة في الميادين ,انضمت لها الاحزاب من ذات قصة الاحزاب الحاكمة و التي كانت قد
اقصيت في السابق من قبل انظمة الحكم في مصروغيرها سواء كانت مصرحة ام غير مصرحة.
في سوريا انضمت جماعات الNGOs والاحزاب الدينية والقوى المطرودة من سوريا انضمت الى الحراك الشبابي والشعبي الذي انطلق في سوريا بعد احداث درعا والذي استهدف التغيير الثوري بواسطة النظام في البداية ولما عجز النظام عن تنفيذ الاصلاحات التي اعلن القبول بها توسعت الاحركة وكما ذكرنا انضم لها من هب ودب لتصبح حركة شاملة .
قلنا لتصبح حركة شاملة تجمع على اسقاط الاسد.
ولكن بداخلها وبفعل القوى الرجعية السورية ومن يقف ورائها بواسطة العرابين العرب والاتراك جرت وتجري محاولات تجيير الحراك الشعبي ليس لصالح التغيير الثوري ومزيدا من التقدم بل من اجل تدمير سوريا وامكاناتها ودورها الاقليمي بانقلاب نحو الغرب الاستعماري وليس من اجل التحرر منه .
هنا نجح العرابون مع العملاء والرجعيون في تنظيم اجتماع اسطانبول ووضع غليون طربوشا عليالمجلس الوطني السوري وليكون اداة في حرف الثورة واحداث الانعطافة الرجعية اليمينية نحو امريكا والغرب الاستعماري .
وفي مقابل هذه القوى لا زالت القوى الجماهيرية السورية من خلال ممثليها الشباب لا زالوا يرفضون المشاركة الغربية مما يعيق تنفيذ السياسات الغربية والرجعية ومما يعيق استعمال جامعة الدول العربية الى حد طلب الحماية من الناتو, ولذلك يتعرضون للضغوطات والاغراءات من قبل العرابين مثل قطر وبعض الشخصيات الاسلامية المأجورة للغرب
في ظل هذا الواقع تجري محاولات لشق الجيش السوري واستخدام المجندين الذين يتم جمعهم لاحداث بلبلة اضافية في صفوف الجماهير التي تواجه الرصاص من جهة النظام كما من جهة العناصر المدسوسة في الحراك الشعبي .
اذن هناك قوى اضافت نفسها للحراك الشعبي وتمارس ممارسات ارهابية لا ضد النظام بل ضد الجماهير الغفيرة من الشعب السوري وتعمل فيها القتل بالرصاص والتفجيرات وبكل الاشكال من اجل تعميق الازمة ,تعميقها لا من اجل حلها بل من اجل التمهيد لطلب التدخل الاجنبي وتدويل الازمة في سوريا وتدميرها , وربما تدمير حزب الله معها, وربما يتم كل هذا في سياق المجابهة مع ايران بعد استكمال الاستعدادات لتدمير مقدرات ايران المدنية والعسكرية كما حل في العراق عام 2003م وان حصل هذا سيكون للشعب الفلسطيني نصيبه من الثمن الذي سيدفعه.
ان العرابين اشد كفرا ونفاقا,ةاشد كرها لانفسهم واشد حبا والاا لقاهريهم من مستعبدي الشعوب

#محمود_فنون (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات