أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسماء محمد مصطفى - من زحام الطريق الى زحام الكراسي والصراعات !














المزيد.....

من زحام الطريق الى زحام الكراسي والصراعات !


اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 3600 - 2012 / 1 / 7 - 11:32
المحور: حقوق الانسان
    


ها نحن نعود مرة ثانية وثالثة وعاشرة الى موضوع الزحام الذي ابتلينا به ، ليُضيع من كل يوم في حياتنا بضع ساعات ، لو جمعناها لهالنا مايستهلك من أعمارنا في اللاشيء ، ومن غير أن يكون للزمن المستهلك في الطريق أي فائدة ، لأنه يذهب سدى .
إن الزحام يسبب الإرهاق ـ مضافاً اليه الإرهاقات التراكمية ـ مما يؤثر سلباً على أعصابنا ومن ثم يقلل من مقدرتنا على المقاومة وتقديم العطاء على وجه أفضل .
إذ إن الموظف على سبيل المثال تقل طاقته منذ بداية النهار من جراء الضغط النفسي للزحام ومخاوف أن يحدث انفجار يصادر حقه في الحياة ـ وفي الزحام تزداد ضحايا الانفجارات ـ وتحت هذا الضغط يضعف تركيزه ويُشَل بعض طاقاته .
وهو قبل كل شيء إنسان يحق له التمتع بالراحة ، وهو مسؤول عن عائلة يعود اليها بعد انتهاء الدوام الوظيفي منهكاً منزعجاً بسبب زحام العودة ، فيعكس ماتعرض اليه من ضغط على عائلته ويقصر في أداء واجباته الأسرية .
كذلك ينسحب القول على أصحاب الأعمال الحرة الذين يعملون في غير مناطق سكناهم ، او الذين يقطعون المسافات لمتابعة معاملاتهم الرسمية في الدوائر ، وسواهم .
وإذا كان موسم الشتاء فيه شيء من الرحمة لهم ، فإن موسم الحر الطويل الذي ترافقه انقطاعات الكهرباء الطويلة يضاعف من متاعبهم في الطريق والبيت والدوائر .
لنتوقف ، أيضاً ، عند متاعب المرأة الموظفة لاسيما الأم ، تنهض منذ الفجر لتنجز بعض المهام المنزلية وتهيئ أطفالها للذهاب الى المدرسة ، ومن ثم عليها الوصول الى عملها باكراً.
وقد يكون برفقتها طفل في سن الحضانة يتحمل معها متاعب الطريق والانتظار وقد سحبته من فراشه رغماً عنه ، وهو بذلك مبتلى بالتمرن المبكر على مواجهة ضغوط الحياة ، إذ يواجه الزحامات ومشاق الحياة اليومية منذ نعومة أظفاره ، لاسيما أنه يضطر أحياناً الى تكملة الطريق سيراً على قدميه مع أمه في الشوارع المتعرجة والمتخسفة وصولاً الى دائرة العمل . وربما يكون من المناسب أن نطلق عليه تسمية : عراقي متعوب موجوع تحت التمرين !
وقد تجد أمه الموظفة أنها مسجلة في قائمة المتأخرين عن الوصول للدائرة ، كأن القائمين على محاسبة الموظف المتأخر قادمون من كوكب آخر ولاعلم لديهم بما يحصل في بلدنا . وقد يطلبون منها أن تخرج من بيتها في وقت أبكر حتى لاتتأخر ، وهنا هم لايفكرون أن الوقت الأبكر الذي قد يقيها عذابات الزحام يكون ضوء النهار فيه لم يظهر بعد .
ووسط زحام المتاعب مطلوب من هذه الموظفة ـ المتعوبة ـ أن تكون شديدة التركيز على عملها لتبدع ، وأن تتحمل ضغوط مدير العمل الذي ينتظر منها أداءً مثالياً في زمن غير مثالي ، وضغوط المراجعين إذا كان عملها في تماس معهم .
وعليها أن تبتسم وتخفي غيظها في قلبها ، ومن ثم عليها تحمل زحام الظهيرة والعودة الى بيتها بلا أوجاع ! لكي تؤدي مهامها هناك ساهرة حتى أواخر الليل تقوم بهذا العمل وتؤدي ذاك ، ومن ثم تلقي بجسدها المنهك لاحقاً على فراشها علّها تتمتع بساعات قلائل جداً من الراحة المنقوصة ، لأن ثمة يوماً لاحقاً بانتظار جهدها الاستثنائي في رحلة متجددة من المتاعب !
وبين ضغوط البيت والعمل والطريق ، هل يتبقى لديها فسحة لتشعر بأنها إنسانة ، وهي التي تركض وتركض كي ترضي المطالبين بواجباتها في واقع ينتهك حقوقها الإنسانية ويجعلها مسكونة بالمخاوف ؟!
وهذا السؤال ينطبق على الجميع ممن يعانون سعار الزحام اليومي ـ زحام الطريق وزحام الواجبات وزحام التردي في الخدمات ـ الذي حولنا الى مخلوقات أكثر انفعالية ، لأن المسؤولين لم ينظروا الى أسباب الزحام ليعالجوها ، الأمر الذي دفع المواطن لليأس في بلد اللاحلول .
فهل لدى الحكومة علم بكل هذا العناء ، وإن كانت مشغولة بزحام الكراسي والصراعات عليها ؟





#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)       Asmaa_M_Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرادة تصنع الحظ
- الانتظار .. أشرعة بإتجاه المرافئ
- أحلم .. اتمنى .. أريد
- محظورات الفيس بوك .. مثقفون بمستوى جهلة !!
- أسمائيات : من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى
- الغيمة وسادة حلم !
- الهجوم على أغاني التفخيخ خير وسيلة للدفاع !!
- أسمائيات : بشرى سارة للسمان في العراق !!
- أسمائيات : خلجات امرأة منسية في منطقة البرزخ !!
- أعماق الإنسان نوافذ للضوء والأمل والجمال
- أفكار متمردة على دكتاتورية المجتمع والرجال !!
- اللجوء الى جنوب السودان !!
- متى ننتفض على العنف ضد المرأة ؟!
- مجلس الوزراء ووزير التعليم العالي العراقي .. نريد قراراً حاس ...
- مباشر الى وزير التعليم العالي العراقي .. قبل أن تبتلع الخيبة ...
- كيف تتحسن حال العراق ، وأنتم تتناحرون ؟!
- فقدان ذاكرة .. مُتعَمَد
- لكي لاتضيع حقوقكم!
- نريد حكومات تحترم إنسانية المواطن
- نعم للمظاهرات والمطالبة بحق الحياة والكرامة


المزيد.....




- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسماء محمد مصطفى - من زحام الطريق الى زحام الكراسي والصراعات !