أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - إختلط حابل السخط بنابل الغضب














المزيد.....

إختلط حابل السخط بنابل الغضب


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3597 - 2012 / 1 / 4 - 20:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكثير يقف ويرمي نظرة المتعالي أو من على الكرسي يتحدث بأن الربيع العربي قد تجاوز جغرافية الصحراء وملامح أصحابها البدوية القاسية لتلامس شارع المال والبورصة ، إلا أن المحزن حين تتأمل لهؤلاء الذين أحتلوا وول ستريت أو في الجهة الآخرى مَنّ هم ساخطين على الحكومة اليونانية والذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها ونزلوا إلى الشوارع في أثينا إحتجاجاً على تفاقم رداءة سياسات الوضع الإقتصادي .
ما تزال تحليلات البعض تفتقر إلى تعريف ما يحصل في الغرب وما يجري في الشرق بحيث يختلط حابل السخط بنابل الغضب ، فلو كانت القضية تتعلق في إسقاط حكومة في الغرب نتيجة تقصير معين أو فساد ظاهر لكان الواقع لا يحتاج إلى تعليق للحياة العامة والنزول إلى الميادين وتعريض حياتهم إلى الشلل الكامل ، إنما كان يتطلب بكل بساطة تقديم موعد الإنتخابات أو الإنتظار لأول إقتراع يتم تغيير الحكومة بآخرى ، لكن واقع الخلاف أعمق ممن يتناوله البعض كأنها عدوى إيجابية لرياح التغيير ، لقد إضطروا أن ينبهوا ويعلقوا الأجراس بأنهم ساخطون على النخب التى تمثل فئات المجتمع بشكل عام والذي أدى تطَاول على العقد الإجتماعي التى إستدعى من المواطنين أن يتحركوا بشكل سريع ليعبروا عن تخوفات تعاظمت إلى درجة السخط بإتجاه مجموعة إنتهكوا القواعد المشتركة من تفاهمات أخلاقية قد ورثوها عن آبائهم الذين بدورهم دفعوا ثمنها مع فوائد مركبة .
قد يغضب الإنسان لكونه يشجع فريق كرة قدم ويتطور الشعور من حيث لا يدري لدرجة الغضب الأعمى الذي يفقده البصر والبصيرة بحيث تقوده عواطفه للتعبير عن ما يمكن أن ينتج عنه من أفعال تضر بالأملاك العامة أو بالآخر بطرق متعددة الأشكال والضرر واحد ، فيما يأتي التعبير عن السخط مختلف الشأن بحيث يحمل في طياته معنى سامياً وتجربة إنسانية عميقة وكثير من الحكمة والمعرفة الدقيقة لكيفية معالجة قضاياهم بالمنطق ويرسلوا إحتجاجات واضحة المطالب ويبعثون قلقهم من خلال تظاهرهم التى ترتكز على إحترام العيش المشترك والخشية من الغوص في نظريات قد تؤدي إلى إتساع الفجوة بين النخب وغالبية الشعب ، فهم يدافعون عن حاضرهم ومستقبل أولادهم الذي بات مهدداً نتيجة الإفراط بالرأسمالية الغير منضبطة والتى قد تعيدهم إلى مربع لا عقد إجتماعي ، فالسخط مشع كحد السيف وواضح الهدف بأن حان الوقت إلى إسقاط النظريات التى أثبتت فشلها وقد تعرض المجتمع برمته إلى الهلاك مما دفع الكثير إلى اللجوء لكنس كل ما تراكم على الخشبة التى تسلق عليها بعض الديمقراطين بالقول ليس الفعل ، فالديمقراطية تُمارس دون التفوه بها وهي نتاج ثقافة عريقة وتأهيل يؤدي إلى تمدن حضاري تحمل خصائص التعايش المشترك السليم الخالي من الكذب والإعتراف بالآخر .
أوشكنا أن نصدق بأن ربيعنا قد تخطى المحيط الإطلنطي لتتعاقب أمواجه على شواطىء المدن الأمريكية مما يؤدي بوقوعنا في تصورات قاصرة وتعرضنا إلى تحليل يُبنَى على الإفتراضيات المعلقة بالهواء في حين الواقع يعكس ذلك تماماً ويحتاج عقود لكي يدرك هؤلاء العرافين مثيرين للشفقة في آن واحد بأن ما يحصل عند العرب اليوم قد حصل في الغرب منذ زمن وأنها تتناقض تماماً مع مضمون الترابط الذي أوشك أن يفقدنا ملامسة ما تحت أقدامنا ، فالمساس بالعقد الإجتماعي أو تجاهله على سبيل المثال يُعتبر مسألة غاية في الخطورة ويتطلب الوقوف عنده وإظهار سخطاً بإتجاه مرتكبيه ، فهي بعيدة كل البعد عن النهوض والتقدم إلا أنها تتمحور ضمن المبادىء ومحاكاة المنطق بحيث يتساءلون عن دور النخب التى تجرأت بالعبث في العيش المشترك لأن التنامي الحضاري لا يعرف إنقطاع ولا تقاعس ولا تقاعد وهو أهم من إنزلاقات البعض الضيقة ، إذاً صار من الحتمي إعادة قراءة تلك النظرية القائمة التى أصبحت غير قادرة أو عاجزة على المحافظة ِلإنجازات الماضي والمضى قدماً للمستقبل بذات الوعي ، بل أنها مرتبكة أمام تقليل الفجوة التى سببت خلل يتسع بدفعات متواصلة لا تتوقف في إستقرار الإقتصاد مما جعل المواطنين أن يعبرون عن سخطهم للوظائف التى تتعامل معها النخب وعلاقاتها مع المجتمعات وأدوارهم بحيث يتطلعون أن يرسموا لها أهدافاً متطورة تختلف عن ما هي عليه اليوم .
فالقراءة الأفقية أشبه بالنكته التى ينتهي مفعولها عندما يتوقف المرء عن الضحك لأنها مرتبطة بلحظة القراءة فقط ولا بد لمن يحمل القلم بهدف إضافة للقارىء فكرة جديدة أو تحليل معين عليه أن يُبّعد الممحاة عن رأس القلم لأنها ستجعل الكلمات قاصرة ولن تصل إلى شاطىء المعرفة .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عند الإمتحان يكرم المرء أو يهان
- بين المكتنزة والمتفجرة
- طواف الباحث عمن يشتري حريته
- الحمّلّ المؤكد
- ممر إجباري للإنتقال
- إختار القِصابَة على طبِّ العيون
- بين المباغت المجهول وطريق نتحسس خطاه
- إفتقار الرؤية
- تَعثُر يؤدي إلى إجهاض في المهد
- نحتاج قدر لو بيسير من البراءة
- الديون المفجعة
- بُكاء من فرط الضحك
- التورط في التقليد
- إحتراف الخديعة
- كسر الجِرار هو تعبير عصري عن رجم الشيطان
- الضحية تبحث عن جلادها
- فيتو يحلل القتل ويؤخر الحرية ...
- من لا يؤتمن على أبيه لا يؤتمن على تراب بلاده
- التحالف بلغ ذروته بين الشقاء والشعور بحرقة القلب
- خطاب أسمع من في القبور


المزيد.....




- اقتربت من طائرة ترامب الرئاسية.. اسمع كيف وبّخ برج المراقبة ...
- الأناقة الملكيّة تلتقي باللمسة الأمريكية: إطلالات كيت ميدلتو ...
- -إسرائيل قتلت كيرك-.. نتنياهو ينتقد -الكذبة الكبرى- ويتهم مر ...
- التجارة وأوكرانيا وغزة: ملفات شائكة في محادثات ترامب وستارمر ...
- ميرتس يزور مدريد في ظل أزمة متفاقمة بين إسرائيل وإسبانيا
- إشادة كبيرة بأداء الألماني فلوريان فيرتز!
- بينهم ألماني..أنشيلوتي يعلن أسماء أفضل من لعبوا تحت قيادته! ...
- التصعيد الإسرائيلي متواصل في جنوب سوريا وسط مساعي دمشق لتفاه ...
- الشيباني إلى واشنطن في أول زيارة من نوعها لوزير خارجية سوري ...
- دمشق تفاوض.. وإسرائيل تواصل التوغل


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - إختلط حابل السخط بنابل الغضب