أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - عرب يهزمون أنفسهم إن لم يجدوا من يهزمهم














المزيد.....

عرب يهزمون أنفسهم إن لم يجدوا من يهزمهم


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 3593 - 2011 / 12 / 31 - 18:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من يعود إلى تاريخ المنطقة قبل مائة عام، وهي اللحظة التي شهدت ولادة وعد بلفور واتفاقية سايكس بيكو وهزيمة العرب في حرب لم يكن لهم فيها دور سوى تعميق هزيمتهم وإلغاء مكانتهم، يكتشف أن البلاهة السياسية والخبل يمكن أن يتحولا إلى جينة وراثية لدى كثير من الزعماء العرب. في تلك الفترة كان العرب أمام مفترق طريق يمكن أن يؤدي إلى ظهور زعامة من نوع كمال أتاتورك الذي استطاع المحافظة على وحدة الدولة التركية والسير بها نحو الحداثة وتأسيس المواطنة مع ضم بعض الأجزاء من دول أخرى أو استمرارالولايات والإمارات العربية الموروثة عن الامبراطورية العثمانية الزائلة بالتزاحم عبر معظم زعاماتها على التمسك بحصتها من أمراض " الرجل المريض" من دون أن تسعى إلى تكوين هويتها الحديثة الخاصة بها بعيدا عن الوقوع إما في حضن المستعمر الجديد أو التخلص من أمراض المستعمر القديم.
وهكذا كان الانقسام حادا بين من يندبون حظهم لسقوط الخلافة العثمانية التي لم تكن تفكر بهم حتى مجرد التفكير إلا على أنهم غنيمة يمكن أن تقع بأيدي أعدائهم، وبين من رأوا في المستعمر الجديد مخلصا لا هم له إلا خدمتهم وتوفير الرفاه لهم. وبذلك استمروا في أداء دور التابع والضحية عبر القصور السياسي أو السعي لتأمين مصالح عائلات معينة على حساب شعوب المصلحة وقضاياها، وعلى رأسها تقديم الوعود بأن يكونوا كرماء باستضافة اليهود على أرض فلسطين. ومن هنا لم يكن غريبا أن يقودهم شخص مثل لورنس العرب أو الجنرال غلوب باشا. فهل من ضمانة للهزيمة الذاتية أقوى من أن تضع جيوشك بإمرة ألد أعدائك طواعية وعن سوء نية أو حسن غباء؟
شكلت تلك الفترة لحظة حاسمة تحدد على أساسها مستقبل المنطقة لمدة قرن كامل. وقد بات معروفا أن اتفاقيات أَبرمت مع عائلات حاكمة لضمان بقاء هذه العائلات مقابل تصرف القوى الغربية بكل شيء في المنطقة، سواء كان تحت الأرض أو فوقها. وهذا يدعو للتساؤل عن سبب هزيمة كل من حاولوا الدفاع عن هوية المنطقة ومصالح شعوبها، وعن كثير من الثوار الذين غاب ذكرهم ولم يتمكنوا من الاستمرار في حين أن بلدانا عدة في مناطق أخرى من العالم استطاع أبناؤها تحقيق الكثير من أهدافهم الوطنية بمواجهة القوى الغربية ذاتها وفي ظروف مماثلة.
من يتتبع ما يجري في المنطقة حاليا يدرك أن الدوران حول الذات والتمسك بالأسباب ذاتها التي أدت إلى الحالة البائسة التي نحن فيها ما يزال قائما. فلا يزال هؤلاء الزعماء يتمسكون بالتحالف مع أعداء شعوبهم ومصالح بلدانهم تماما كما كان الحال قبل مائة سنة. والمنطقة تعيش الآن تحولات ستؤدي إلى ما هو أسوأ من الماضي بكثير. ففي القرن الماضي كان الصراع على تقاسم الثروات مع شعوب المنطقة، أما الآن فيبدو الصراع على أخذ كل ما في المنطقة من دون أن يحسب حساب شعوبها لأن ما بقي لم يعد يكفي الطرفين، ولأن الأزمة الاقتصادية في بلدان الغرب وضعته أمام خيارات صعبة صار معها مطالبا إما بالتخلي عن رفاه شعوبه أو الانقضاض على لقمة طعام الشعوب الفقيرة والضعيفة. لقد وصل جشع القوى الغربية الحاكمة إلى الذروة وبتنا نسمع ونرى من يقولون في هذا الغرب إن 99% من هذه الشعوب يحصلون على 1% من الثروة بينما يستأثر 1% بال 99% الباقية. فكم نتوقع أن يبقي هذا الوحش الرأسمالي لأبناء المنطقة وحكامها؟
في ظل مثل هذه الحالة من عملية النهب الداخلي والخارجي الذي تمارسه فئة ال1% على شعوبها وشعوب العالم، وفي ظل الحروب غير المبررة التي تستخدم فيها كل أسلحة الإبادة وعلى رأسها اليورانيوم المنضب، لم نلاحظ أي تغير لدى حكام المنطقة في مواقفهم من التحالف مع هذه القوى التي أذلت شعوبهم وقسمت أرضهم وجاءت بالغزاة الصهاينة إلى منطقتهم. على العكس تماما نراهم أكثر استلابا وانقيادا لهذه القوى. وهم الآن أكثر حماسا واندفاعا باتجاههم مما كانوا عليه بعد الحرب العالمية الأولى. وربما كان مفهوما آنذاك أن ينجذبوا إلى القوة المنتصرة لمجرد أنها قوة منتصرة على الرغم من كل الإذلال الذي مارسته ضدهم. أما الآن وبعد قرن من الكذب والإذلال كان يجب في الحد الأدنى أن ينتبهوا إلى أن هذه القوة ذاتها بدأت بالتراجع بعد الهزائم العسكرية في العراق وأفغانستان وبعد الأزمات الاقتصادية التي وصلت حد الانهيار والإفلاس. في الحد الأدنى كان على هؤلاء الزعماء أن ينتبهوا أن هناك قوى إقليمية وعالمية جديدة بدأت بالظهور. وهي قوى لم تمارس الإذلال والنهب والكذب على شعوب المنطقة كما فعل الغرب.
من الواضح أن هؤلاء الحكام لا يريدون اختيار سوى الهزيمة والوقوف إلى جانب من يثقون أنه سوف يستمر في إذلالهم ونهبهم وظلم شعوبهم. إنهم يصرون على عدم الاستفادة من هذه اللحظة التاريخية المناسبة مثلما يصرون على السير وراء عدوهم المجرب في وجه من يمد لهم يد الصداقة، وقد يساعدهم في استرداد بعض حقوق شعوبهم. فهل نحن شعوب محكومة بمازوخية حكامها؟



#محمد_جمول (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرة أخرى يفعلها أخوة يوسف
- من الصراع في سورية إلى الصراع على سوريا
- السلطة الفلسطينية وفرصة الضحك الأخيرة
- إلى ناجي العلي:حنظلة يدير وجهه إلينا
- هل نحن أمام تجديد لكامب ديفد؟
- هل هي بداية تآكل النظرية الصهيونية؟ما معنى أن يقول إسرائيلي- ...
- ويلتقي الهلالان ليصنعا البدر السني الشيعي
- ويسألون لماذا نكرههم
- الغرائزية الدينية في خطاب القنوات الفضائية
- وعرفت الصين كيف تكسب ود العرب
- ردا على منظري التزييف والاعتدال العاجز
- حرام يا أمريكا ضرب الميت حرام
- ماذا تنتظرون من ميتشل والشهور الأربعة؟
- لم يعد الطغاة طغاة بعد انضمام بوش إليهم
- إرهاب الديمقراطية إغلاق القنوات الفضائية نموذجا
- مشايخ الأزهر وفتوى- الحق في خنق الخلق-
- التسامح...القيمة المنسية في قراءة - عزازيل-
- عباس نموذج لعقم النظام العربي
- يكاد عباس يقول خدوني
- نأمل أن ترتفع منارة التسامح السعودية


المزيد.....




- ترامب يعترف بتقييم الاستخبارات حول وضع مواقع إيران النووية ب ...
- بعد وقف إطلاق النار.. وزير دفاع إيران يصل الصين في زيارة تست ...
- موجة حر غير مسبوقة تجتاح شرق روسيا: حرارة قياسية وحرائق تهدد ...
- عاجل | حماس: جرائم الاحتلال ومستوطنيه وآخرها في كفر مالك تست ...
- انقسام المخابرات حول فاعلية الضربة يثير الشكوك بشأن مصير نوو ...
- خلاف أميركي سويسري بشأن أسعار -إف 35-
- مجددا.. ويتكوف يحدد -خطوط إيران الحمراء-
- -سي آي إيه-: منشآت إيران النووية الرئيسية -دُمرت-
- هجوم لمستوطنين في الضفة والجيش الإسرائيلي يقتل 3 فلسطينيين
- فيديو منسوب لمشاهد دمار في إسرائيل جراء الصواريخ الإيرانية.. ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - عرب يهزمون أنفسهم إن لم يجدوا من يهزمهم