أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - ويلتقي الهلالان ليصنعا البدر السني الشيعي














المزيد.....

ويلتقي الهلالان ليصنعا البدر السني الشيعي


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 3028 - 2010 / 6 / 8 - 09:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بعد سنوات من الجدل حول طبيعة المشروع الأمريكي في منطقتنا، وانقسام الرأي حول إن كان خيّرا أو شريرا، وبعدما دُفعت أثمان باهظة قبل أن يكشف عن أنيابه وتظهر صورته الوحشية القذرة على شكل "ديمقراطية" قاتلة فتكت بشعوب بكاملها، وأُطلِقت وحوش التاريخ المدفونة من طائفية وعشائرية وعرقية في محاولة للقضاء على ما بقي من أمل بالمستقبل، تبدو صورة الصراع في المنطقة أمام مشهد جديد. ولكن قبل ذلك كنا نقف مشدوهين أمام ما يمتلكه عرافو " كتاب المارينز" العرب من معرفة وقدرة على الشعوذة وقراءة المستقبل بناء على حقائق مقلوبة تسمي الاحتلال تحريرا والتدمير بناء والسجون السرية والتعذيب ديمقراطية. كادوا ببراعاتهم وبهلوانياتهم اللفظية وخبراتهم في النصب والاحتيال والتزوير والتزييف أن يقنعونا أن الذئب يريد أن يقوم بدور الحمَل، وأن العم سام تحوّل إلى زاهد ورع يوزع وجبات الطعام بطائراته العسكرية على من بقي من الشعوب التي يدمرها، وأنه لا يريد من ذلك إلا مرضاة الله. لكن تبين أنه أراد إرضاء إلهه الأخضر ومصاصي الدماء في شركات صناعة الأسلحة والنفط.
وخلال ذلك أخذ كتّاب المارينز وأسيادهم من الأبواق المعتمدة يخوّفون المنطقة من الدمار الذي سيحمله الهلال الشيعي، وكرروا ما لقنهم إياه سيدهم الأمريكي والإسرائيلي عن أخطار هذا الهلال. ولم يكن من الصعب الاستنتاج أن المقصود من ذلك تأليب شعوب المنطقة على سوريا واتهامها بالتبعية لإيران، اعتمادا على إثارة الغرائز الطائفية الأكثر تخلفا، في محاولة لعرقلة الدور السوري الذي أثبت مع مرور الأيام أنه كان ناجحا وقويا في مواجهة المشروع الأمريكي والمحافظة على الدور الإيراني مثلما أثبت نجاحه في استمالة تركيا والاستفادة من وزنها الإقليمي لنشهد ما شهدناه في الفترة الأخيرة من دعم تركي للقضية الفلسطينية.
وبذلك يجد هؤلاء أنفسهم في وجه هلال سني يلتقي مع الهلال الشيعي ليشكل البدر الذي يحجب قبح مشروعهم الأمريكي الصهيوني، ويظهر خطأ غبطتهم واحتفائهم باستمرار حفلات المفاوضات المباشرة وغير المباشرة بين سلطة عباس والعدو الصهيوني إلى ما لانهاية ومن دون أن تحفظ للفلسطينيين أي شيء مما بقي لديهم فكيف تعيد لهم ما فقدوه؟ . فمن المؤكد أن ظهور هذا البدر الجديد في سماء المنطقة يبعث روحا جديدة في قوى المقاومة التي كانوا يحاصرونها ويتهمونها بالخروج عما أسموه "الإجماع" العربي في كنف تل أبيب وواشنطن في مواجهة ما اعتبروه خروجا لسوريا وحلفائها عن إجماعهم الذي ذهب بالعروبة إلى حد التحالف مع أعدائها بقيادة إسرائيل والولايات المتحدة بحجة مواجهة إيران والهلال الشيعي.
ولكن مع ظهور الهلال السني واقترانه بالهلال الشيعي، تبدو لعبة من اختلقوا الحديث عن أخطار إيران مكشوفة الآن، وخصوصا أن هناك أصواتا بدأت تشكك بالدور التركي وأهدافه. وأخذت تنبش الماضي السلبي للعثمانيين في بعض الفترات والمناطق العربية. ونسي هؤلاء أن بروز الدورين التركي والإيراني في المنطقة لم يكن إلا بسبب الفراغ الذي نتج عن غياب دور عربي سببه أن هؤلاء الحكام اختاروا أن يكونوا في الصف المعادي لشعوبهم ومصالح بلدانهم. ووضعوا كل أوراقهم في يد اللاعب الأمريكي فأخذوا يراهنون على عدو اعتقدوا أنه يشكل ضمانتهم الوحيدة في البقاء بغض النظر عن الثمن الذي تدفعه بلدانهم وشعوبهم. ولذلك استمرأوا لعبة المفاوضات التي يعرفون أنها على مدى عشرين سنة لم تكن أكثر من غطاء لسلب آخر ما بقي من الأرض الفلسطينية. ومن هنا يشعرون بالخوف لمجرد الحديث عن سحب المبادرة العربية على الرغم من أن الإسرائيليين قالوا إنها لا تساوي الحبر الذي كتُبت به. وعلى الرغم من أنهم لم يعترفوا بها.
مع بروز الدور التركي يزداد شعورهم من انكشاف دورهم الذي لم يكن سوى التخويف من العدو الصهيوني وتبرير الهروب أمامه باعتباره قوة لا تقهر وقدرا لا يُرد. وكان هذا الانكشاف قد بدأ مع نهاية حرب تموز 2006 التي وصفوها بالمغامرة غير المحسوبة في بدايتها، لكن تبين في النهاية أنها كشفت خزيهم وبطلان ادعاءاتهم باستحالة الوقوف في وجه هذا العدو. ومن بعدها جاءت حرب غزة لتنسف مبررات انهزامهم المطلق، وتبين أن الشعوب قادرة على التصدي لهذا العدو المغتصب وأنه لا مبرر للتسليم بكل ما يريده ويفرضه. ومع ظهور الهلال التركي سقطت كل مبررات التخويف من الهلال الشيعي والدور الإيراني الذي يريد ابتلاع المنطقة ليبرروا الارتماء بحضن الوحشين الأمريكي والإسرائيلي. من خلال الموقف التركي الجديد يبدو واضحا أن أبناء المنطقة يظلون الأولى بإدارة صراعاتها وحمايتها من دون أن ننسى أن هذه الدول لها مصالحها الخاصة وأننا أقرب إليها في كل الأحوال من الغزاة القادمين من وراء البحار.



#محمد_جمول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويسألون لماذا نكرههم
- الغرائزية الدينية في خطاب القنوات الفضائية
- وعرفت الصين كيف تكسب ود العرب
- ردا على منظري التزييف والاعتدال العاجز
- حرام يا أمريكا ضرب الميت حرام
- ماذا تنتظرون من ميتشل والشهور الأربعة؟
- لم يعد الطغاة طغاة بعد انضمام بوش إليهم
- إرهاب الديمقراطية إغلاق القنوات الفضائية نموذجا
- مشايخ الأزهر وفتوى- الحق في خنق الخلق-
- التسامح...القيمة المنسية في قراءة - عزازيل-
- عباس نموذج لعقم النظام العربي
- يكاد عباس يقول خدوني
- نأمل أن ترتفع منارة التسامح السعودية
- يكذبون وعلينا أن نصدقهم
- البناء مقابل البناء وأحلام الأطفال
- وشهد شاهد أيها -المعتدلون- العرب
- مايكل جاكسون الوجه الاخر للعالم
- ليت أوباما يصدق
- من الأرض مقابل السلام إلى الوقت مقابل السلام
- هل نبكي على العلمانية والديمقراطية


المزيد.....




- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال 24 سا ...
- طبيبة تبدد الأوهام الأساسية الشائعة عن التطعيم
- نتنياهو يعيد نشر كلمة له ردا على بايدن (فيديو)
- ترامب: انحياز بايدن إلى حماس يقود العالم مباشرة إلى حرب عالم ...
- إكسير الحياة وطارد الأمراض.. هذا ما تفعله ملعقة واحدة من زيت ...
- المبادرة المصرية تدين الحكم بحبس المحامي محمد أبو الديار مدي ...
- مقابل إلغاء سياسات بيئية.. ترامب يطلب تمويلا من الشركات النف ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف آثار تعليق شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إ ...
- -حماس- تعلن مغادرة وفدها القاهرة إلى الدوحة
- الملوثات الكيميائية.. القاتل الصامت في سوريا والعراق


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - ويلتقي الهلالان ليصنعا البدر السني الشيعي