أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - إلى ناجي العلي:حنظلة يدير وجهه إلينا














المزيد.....

إلى ناجي العلي:حنظلة يدير وجهه إلينا


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 3042 - 2010 / 6 / 23 - 09:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إلى ناجي العلي:
حنظلة يدير وجهه إلينا
لأول مرة سنتعرف على وجه حنظلة الذي أنجبه الفنان ناجي العلي خارج قوانين الطبيعة ورغما عنها، وأراد له أن يظل الفتى الصغير في سن العاشرة من العمر ليظل دائما قادرا على الاحتفاظ بلحظات القهر ومرارة التشريد عند الدرجة التي لا تسمح لطفل فقد بيته ووطنه وأهله بنسيان ما رأى من الأهوال على يد الصهيونية الوحشية، وعند الحد الذي يجعل براءته وعفويته قادرتين على قول الحقيقة في وجه الغرباء وذوي القربى من دون تزييف ولا خوف، والإعلان عن عري الحكام العرب بصوت عال متواصل ومن دون أن يحسب حسابا لسيوفهم الخشبية. وليعيش حالة احتجاج وإدانة مستمرة عبر إدارة ظهره إلينا وإلى كل مخازينا وعارنا الذي سعى إلينا أو ركضنا إليه.
حدد ناجي العلي قبل وفاته هوية حنظلة بالقول " أنا إنسان عربي فقط، اسمي حنظلة، اسم أبي مش ضروري، اسم أمي نكبة، ونمرة رجلي لا أعرف لأنني دائما حافي". لقد أراده ناجي العلي شاهدا رافضا على عصر موبوء بطهارة الأنجاس وخساسة أدعياء البطولة والطهر النضالي. ويضيف ناجي العلي " هذا المخلوق الذي ابتدعته لن ينتهي بالتأكيد، وربما لا أبالغ إذا قلت إنني قد أستمر به بعد موتي".
الإبداع شكل من النبوءة في كثير من الأحيان. لقد استطاع حنظلة تخليد ناجي العلي فعلا. كما تمكن عبر احتجاجه المتواصل وصمته الساخط الصاخب أن يحرك كثيرا من الضمائر ويجبرها على السؤال عن سبب سخط هذا الصبي واحتجاجه الدائم على ظلم عالم قاس مترف لا يهتم ببكاء الأطفال واحتجاجهم على الظلم والحرمان.
ذات يوم عمل ناجي العلي بأقصى طاقته كي يجلب العالم إلى خيمته في مخيم عين الحلوة قرب صيدا ليريه حجم الجريمة التي اقتٌرفت بحق الشعب الفلسطيني. وها هو ذا حنظلة يخرج هذا العالم الآن من الخيمة ليدفعه إلى البحار والشطآن وقد استيقظ ضميره وتخلص من الأكاذيب والحكايات المقلوبة ليحكي القصة كما حدثت، ويتحول إلى أساطيل من الاحتجاج والرفض، وإلى مواكب من المتطوعين للتكفير عن جرائم الوحش الإمبريالي الصهيوني التي ارتٌكبت في لحظات من اعتلال القيم الإنسانية وعماء الضمير العالمي الذي تواطأ ذات يوم وسكت عن جريمة تشريد الشعب الفلسطيني وقتله كي يكفر الأوروبيون عن جرائمهم التي اقترفوها بحق شعوب العالم وبحق اليهود في أوروبا.
ليس مصادفة أن يستعد العالم لمشاهدة وجه حنظلة لأول مرة في مياه البحر المتوسط متوجها إلى قرية الشجرة – مسقط رأس الفنان ناجي العلي_ في الشمال الفلسطيني عبر غزة بكل العناد والإيمان اللذين جعلاه قادرا على إدارة ظهره كل هذه المدة إلى أولئك الذين لم يكونوا يستحقون رؤية وجهه لأنهم لم يكترثوا بقهر الطفولة المشردة وما تعانيه في مخيمات البلدان العربية وشتات العالم.
مرت الأيام وكبر حنظلة على الرغم من بقاء عمره عشر سنوات كما أراد له ناجي العلي ليظل الشاهد والصبي المقهور الذي ازداد معرفة بأسرار العالم. وخلافا لقوانين الطبيعة، وُلد أكثر من حنظلة من أرحام شطآن العالم البعيدة والقريبة، فجاء من يتبناه ويحتضنه ويكفكف دموعه، ثم يتعلم منه كيف يمكن لدمعة الطفولة أن تقهر الدبابة مثلما تستطيع قطرات المطر تفتيت أكثر الصخور صلابة.
كبر عقل حنظلة وتعاظمت تجربته خلال اعتكافه الطويل وصمته البليغ وإذا كبار أحرار العالم، من أمثال الأب هيلاريون كبوتشي والشيخ رائد صلاح وجورج غالواي وهيدي إبشتاين وراشيل كوري، يتعلمون فصاحة الكلمات من صمته ونبل الأفعال من وقفته، ويتقنون ممارسة الحركة والنضال مستفيدين من سكونه وتصميمه على إبلاغ رسالته. وإذا الأمهات الحرائر والراهبات من جميع البلدان يحملن الدواء والزيت المقدس ليمسحن وجه حنظلة قبل أن يتقدمن لمسح دموع أطفال غزة.
آن الأوان ليتقدم حنظلة ماردا كبيرا ويعبر مياه البحر مبتسما هذه المرة وقد أرضاه غضب أحرار العالم الذين بدأوا يعون حجم الكذبة التي جعلتهم يتجاهلون قهر الأطفال وما وقع عليهم من ظلم الصهاينة والإمبريالية كل هذا الزمن الطويل. وحان الوقت الذي يطمئن فيه ناجي العلي أنه لم يمت لأنه أنجب حنظلة الذي جعل أحرار العالم يتقاطرون على سفن الحرية والأخوة ومريم كي يروا وجهه لأول مرة في وجه أطفال غزة الذين ينتظرون من يحمل لهم الدواء والألعاب وقطع الحلوى التي تزيل من أفواههم طعم الحصار ومن عيونهم منظر الفسفور الأبيض .



#محمد_جمول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحن أمام تجديد لكامب ديفد؟
- هل هي بداية تآكل النظرية الصهيونية؟ما معنى أن يقول إسرائيلي- ...
- ويلتقي الهلالان ليصنعا البدر السني الشيعي
- ويسألون لماذا نكرههم
- الغرائزية الدينية في خطاب القنوات الفضائية
- وعرفت الصين كيف تكسب ود العرب
- ردا على منظري التزييف والاعتدال العاجز
- حرام يا أمريكا ضرب الميت حرام
- ماذا تنتظرون من ميتشل والشهور الأربعة؟
- لم يعد الطغاة طغاة بعد انضمام بوش إليهم
- إرهاب الديمقراطية إغلاق القنوات الفضائية نموذجا
- مشايخ الأزهر وفتوى- الحق في خنق الخلق-
- التسامح...القيمة المنسية في قراءة - عزازيل-
- عباس نموذج لعقم النظام العربي
- يكاد عباس يقول خدوني
- نأمل أن ترتفع منارة التسامح السعودية
- يكذبون وعلينا أن نصدقهم
- البناء مقابل البناء وأحلام الأطفال
- وشهد شاهد أيها -المعتدلون- العرب
- مايكل جاكسون الوجه الاخر للعالم


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - إلى ناجي العلي:حنظلة يدير وجهه إلينا