أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد سامي نادر - الطائفيون وازدواجية المعايير الوطنية !














المزيد.....

الطائفيون وازدواجية المعايير الوطنية !


سعد سامي نادر

الحوار المتمدن-العدد: 3593 - 2011 / 12 / 31 - 10:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" قد يتعذر عليّ قول أشياء اعتقد بصحتها، لكن يستحيل ان اكتب ما لا اعتقد بصحته" –عمانوئيل كانت- .
لا غرابة، فالأشياء والأفكار التي اعتقد الفيلسوف "كانت" بحقيقة صحتها ولم يقلها حينها، لا تتعدى تابوات لاهوت الكنيسة. انه الخوف من سيوف رجال الدين الناطقة زوراً باسم الرب، والملطخة بدم ملايين الضحايا.. حينها كانت الكنيسة هي من تحكم وتمارس القتل والسياسة بابشع صورها خدمة لمصالحها. حينها، بلا خوف ودون حياء ، لم تبالي بخرقها أول شرائع تفصل الدين عن الدولة، المتمثل بحديث يسوع (ع): ما لله، لله . وما لقيصر، لقيصر.
وحين نتحدث عن عراقنا المنكوب، لماذا نستغرب من تجاوزات ساستنا الطائفيين وهم يمارسون الدين والسياسة معا بابشع صورهما.؟ فهم من جهة، منتخبين سياسيا وبمباركة امريكية معلنة. وكونهم هواة سياسة، فليس من ضرورة أو أهمية لممارستهم السياسة بسذاجة سياسة ربما لا تطاق ولا تصدق، ما داموا قد حصلوا على الأهم: مباركة مرجعياتنا الدينية، الناطقة والصامتة معاً. وعلى حد زعمهم، إنه أمر مفروض عليهم من فوق، فوظيفتهم "تكليف شرعي !" هذا ما قاله الخزاعي -نائب رئيس جمهوريتنا الديمقراطية. أكيد انه لا يقصد بالتكليف، من الولي الفقيه- خامنئي.! فهو لم يتعود تجاوز تابونا الوطني بتاتاً!

معظم ساستنا مولعون بإطلاق التصريحات النارية التي تثير الشبهات والجدل، وهي بذات الوقت ، تتحدث عن وحدة الدم الوطني العراقي . فمقصدها الاول، ابتزاز ضعف المواطن بتخويفه وتذكيره دوما بعودة حياته للمربع الطائفي الاول. فهم سادة مربعات ومثلثات الرعب الدموية.
وبفضل سياسة التهديد من تلكم النُخب المباركة، لم تتردد حكومتنا الديمقراطية ! من استخدام سياسة انتقائية طائفية مفضوحة في تعاملها مع كل الملفات السياسية وبالاخص الامنية منها. فازدواجية معاييرها السياسية التي تتبناها ،نتيجة غباء فهمها الضيق لمفهوم الوطن السياسي والوطنية، وصولا الى تمييزها لنوع الدم العراقي المراق. فتبين هناك " دم سني ودم شيعي". وبمجرد أن نقرأ سذاجة تصريح خزاعي آخر ونرى تماديه بمغالطات مخجلة، سنستطيع بسهولة تمييز نوع الدم العراقي باستعمال الطيف الطائفي! فهناك "قواعد واستثناء" حتى بين سفاحي دمنا المهدور بالمجان، لنقرأ:

أكد مستشار رئيس الوزراء لشؤون المصالحة الوطنية عامر الخزاعي، الخميس، أن المصالحة الوطنية تستثني القاعدة وحزب البعث الذين تلطخت أيديهم بدماء الشعب العراقي، مبينا أن الكثير من الفصائل المسلحة أدركت أن العملية السياسية ماضية بشكل طبيعي".
خلافا لتداعيات أحداث الهاشمي والتفجيرات الأخيرة، نلاحظ ان الخزاعي يدخل اصبعة في عين المواطن وجعبنا ليؤكد لنا كذبة يدركها حتى حمير السياسة: "ان العملية السياسية ماضية وتسير بشكل طبيعي !! " صفاقة بلا حدود، يريد منا تصديق نوايا الحكومة المفضوحة لما بعد هذا الإعلان.. عدا الاكاذيب، يكفينا من التصريح توقيته إعلانه غير الوطني، ومنه سنعرف موقف الحكومة من الوحدة الوطنية! والمصالحة وموقفها من الاحداث، وخفايا نواياها المسبفقة االمفضوحة. وايضا، سنشم رائحة الدم من خلال نفس طائفي معلن وتهديد سافر لا يخفي وراءه المقاصد ..
فازدواجية المعايير الوطنية، نفس طائفي يتكرر في كل مفصل وأزمة سياسيية ولا يحتاج الى روحة للقاضي!. أما مقاييس الخزاعي لدخول العملية السياسية، فهي تقنية وطنية! جديدة من آخر ابتكارات دولة القانون لعام 2011. فهي تفسر لنا معرفة درجة قياس المشهد الدموي، ومداه في "التلطيخ بدم الشعب " :هل وصل الدم للساعد أم للركبة أو حد الانف .؟ ذات الانف الذي أبى أن يشم رائحة فساد دولة يأكلها العفن. يا للمهانة. يا لبلوى الوطن !
تعلم ساستنا ازدواجية المعايير من مؤسسها، راعينا الامريكي البطل! لكن كل ما يهمنا من هذه المهانة السياسية والاستهانة بالدم والمشاعر، توقيت التصريح وتزامنه مع احداث تنذر بالشؤم:

*طلب عصائب أهل الحق دخول العملية السياسية..* اخبار عن معارك في حي البياع والعامل بين الصدريين و العصائب.. * تصريحات السيد مقتدى الصدر، بان اهل الحق مجموعة قتلة وعشاق كراسي، تزامن مع اعادة تحريك ملف الصدر بمقتل مجيد الخوئي..* لغط التهديد لما احتوته رسالة قادة العراقية للامريكان والمعنونة (كيف ينقذ العراق من حرب أهلية؟)..* ناهيكم عن التاريخ الارهابي ل "قيس الخزعلي زعيم اهل الحق، صاحب اكثر من الف ملف جنائي بالقتل الطائفي عام 2006، عدا عمليات اختطاف حلفاءنا! الابطال.
وأخيرا، وما دامت العملية السياسية تسير بشكلها الطبيعي كما يدعي سيادة المستشار، فما داعي حديث بقية قادة الكتل عن اعادة الانتخابات..؟ وما لزوم حديث دولة القانون عن حكومة اغلبية سياسية..؟
سؤالي : باي المعايير الوطنية ! ستقيس حكومتنا الوحدة والمصالحة الوطنية . ؟ وهل حقا ان العملية السياسي تسير بشكل طبيعي لتستوعب عصائب اهل الحق؟ وكيف ستتعامل مع هذا الفصيل الموغل حد العظم بالارهاب وحتى الساعة؟؟ ولماذا اختارت هذا التوقيت الوطني!؟
من ليس له ارادة سياسية لضرب الفساد، لا يستطيع اتمام صفقة وطنية ! مشبوهة كهذه، وبمعزل عن راعي "هوشنا" الوطني .! أظنه بداية لتفكيك تيار الصدر الذي تمرس بالانزلاق على بار القبان السياسي يمينا ويسارا بامتياز، فشعار حكومة أغلبية سياسية تحتاج الى بيضتي قبان كما هو باين!.. ومن المؤكد، سنبقى نحن المهمشون يائسون محبطون، بانتظار نتائج حقل تجارب مخيفة لساسة سذج وسياسة وطنية خائبة بلهاء.



#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفجيرات بغداد الاخيرة، ارهاب دولة يحكمها الفساد
- -1- ذاكرة الاغتراب والتغييب
- صفقات السيادة الوطنية على بياض!!
- النجيفي: السُنَّه مواطنو الدرجة الثانية.. والمثقفون بعد العر ...
- - حمود المرجعية.! وغلمان بن همّام.!-
- النزاهة بين كلب الصيد وكلب الحراسة!!
- عار الشراكة الوطنية .. حزمة -وطنية- واحدة !!
- نتنياهو والربيع العربي.. آفاق الرهانات لحل الصراع العربي الا ...
- نتنياهو والربيع العربي.. آفاق الرهانات لحل الصراع العربي الا ...
- مخاوف الإئتلاف: وجوود ثلاثة أفواج مسلحة مؤيدة لعلاوي!؟
- النائب محمود عثمان يطالب: الضمير -الالكتروني- بدل الإرادة ال ...
- مهمة مستشار..! أم وظيفة وزير تجارة..!
- هل نقول وداعاً ! لل -الشيوعي الأخير- سعدي يوسف ؟
- -2- -المنامة-.. عروس عروبتنا وقِبلة إسلامنا الجديدة.!
- 1 --المنامة-.. عروس عروبتنا وقبلة إسلامنا الجديدة..!
- شموئيل موريه .. شجون وأحلام وآمال عراقية نقية طيبة
- تظاهرات-1ا- الحظة التأريخية وموقف كتابنا!
- تظاهرات – 2 نار الديمقراطية ولا جنات البعث والاسلام السياسي! ...
- القُمامة والإقامة والهوية الوطنية الهولندية..!!
- علي تكساس و-مرتزقة أبا يعقوب يوسف ابن عَمر-


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد سامي نادر - الطائفيون وازدواجية المعايير الوطنية !