أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد سامي نادر - صفقات السيادة الوطنية على بياض!!















المزيد.....

صفقات السيادة الوطنية على بياض!!


سعد سامي نادر

الحوار المتمدن-العدد: 3420 - 2011 / 7 / 8 - 21:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل حرب "تحرير" الكويت، وبعد حديث مطول ليفجيني بريماكوف لاقناع صدام بضرورة الانسحاب من الكويت لتجنب الحرب. حينها كان صاحب اكبر لا في التاريخ مستمعاً دون اكتراث أو هزة رأس. كان بالة مشغولا بشعار"إمسكوا الهدف بأسنانكم" على حد تعليماته الاخيرة لعساكر، نعم سيدي. كان غير مباليا البتة لحديث بريماكوف حول الانسحاب وتجنب الهزيمة. لكن غرابة تلك المقابلة تكمن فيما بعد إيصال رسالة التحذير. فرداً على سؤال يقول: بعد حرب ثمان سنوات من أجل إلغاء اتفاقية الجزائر "بخصوص تقاسم مياه شط العرب".. لماذا تراجعت ووافقت على الرجوع لبنود اتفاقية الجزائر ؟.. أجاب القائد الضرورة بكل سذاجة: صار عندي بحر..!!! يقصد سواحل "محافظة" الكويت.! تناسى برطانة طبلوماسية، رسالة بريكاكوف بضرورة الانسحاب لتجنب الحرب والهزيمة.
حينها كان صدام دون ان يدري، يمثل دور الملاكم الغشيم البديل، في معركة غير متكافئة استعرض فيها خصمه المتغطرس كل عضلاته وقمة التكنولوجيا متباهيا، امام صمت متفرج غارق في هموم انهياره- الاتحاد السوفيتي-.
حين تنازل صدام عن انتصار حققه بمساعدة الغرب، منح ايران وتنازل مرة اخرى عن حقنا التاريخي بالسيادة على شط العرب. واستهان بحقوق الوطن بعد خسائر جسيمة. رغم انه حينها، كان اقوي من الزعيم عبد الكريم قاسم في مواجهة الشاه عند تصاعد التوتر عام 1959 . لكن الزعيم حينها طالب بخوزستان. ان التاريخ يؤكد ان للوطنية مواقف شرف ورجال شرفاء، تـُخـَّلد في ذاكرة الشعوب.
سؤال : هل كان صدام في تنازله لايران عميلا للامريكان ؟ أم كان ساذجاً غبياً جاهلاً حتى النخاع.؟ وحين أودع ببلادة كل سلاحه الجوي وأسطوله المدني لدى عدو الأمس ! هل كان عميلا لايران..!؟
مشكلة أوطاننا تكمن بقادتنا العظام ! الذين يدعون العَظمة. فهم أدعياء متوهمون بقدرتهم السياسة والقيادية. مكابرون حين يعتبرون الزعامة مجرد لعبة جطابية باللغة والألفاظ لا غير، متناسين انها لعبة تلدغ ولا ترحم الاغبياء الموغلين بتصديق أوهامهم المريضة كونهم وصلوا السلطة بموهبتهم السياسية الفذة!..
ها وقد ولـّى صدام وبقت مشاكل حروبه معلقة بتعقيد اكبر، لا بل تحتاج لجهابذة السياسة وشرف ونكران ذات عال ينسينا بأحسن الأحوال، زمن الآلهة الرمز. فما بالنا الآن مذهولين أمام حوانيت مزاد اسلامنا السياسي المتخلف؟.
وحين نتكلم عن السيادة الوطنية، ماذا يرتجى مِنْ نخب سياسية تركت صُرّتها وحبلها السري مربوطاً في قُم ومدن الجوار؟ فقادتنا اليوم لا ينقصهم قصر نظر وغباء صدام السياسي فحسب، بل فاقوه فسادا وجهلاً. ولا تعوزهم بفضل الله ورعايته حماقات مراهناته الميتافيزيقية على" راعي غنم أو صَمّة تراب من ارض الأنبياء والرسل تعمي عيون "الشبح" و تحمي الوطن، وابوكم الله يرحمه !". فلهم كصدام، أدعية وسحرة وابتهالات وايقونات أضْربْ مما كان لصدام. أليس تـُربة واحدة منها أوقفت تسونامي بالمحيط الهندي!!( مسجلة - رواها معمم بمسجد )
ان ساستنا لم يقدموا لنا طيلة ثمان سنوات، موقفا سياسيا وطنيا واحدا يفرقهم عن تباكي صدام حسين على سيادتنا الوطنية التي لا تُرى بالمجهر. لا في زمانه ولا في عراقنا الجديد.! تصوروا، حتى الكويت تؤشر بسبابتها غضباً وتـُهدد، تارة بميناء مبارك واخرى بمفاعل نووي على حدود البصرة. في حين إن إصبع ايران الوسطى يبحش في مؤخرتنا ونحن صاغرون مرتاحون لكليهما. بل على العكس، فحكومتنا
تسرِف في عقد صفقات بمليارات الدولارات مع دول الجوار لإرضائهم دون سواء:سوريا الاردن تركيا ايران . واخيرا عقدت صفقة استثمار غاز المنصورية مع شراكة كويتية.
هل هو إستغباء أم غباء ام لفط وشفط وهو ما قادرون عليه لا غير ؟ على اقل تقدير، من واجبها ان تـُسعدنا وتُسمعنا فقط موقفاً وطنيا يخص شرف السيادة.. ورقة ضغط ابتزازية واحدة لتصفية حسابات، ملفات سابقة عالقة أو متعلقات بتقاسم مياه، نقطة حدودية، موقف امني مُسرف، تدخل سياسيسافر، مشكلة بيئية..و و و ؟ لو إنها سترميها جميعاً على خارجيتنا العراقية وتطلع الحكومة منها سالمة غانمة بالعمولات؟؟ لقد مللنا التسويف وخطب الخداع.
اضافة الى ميزان المدفوعات الذي يميل لصالح دول الجوار قاطبة .. نرى صفقات استثمار بمليارات الدولارات تعقد مع الجانب التركي والايراني والسوري دون اهتمام بالمتعلقات فيما بيننا. هل نصدق ان مدرسة ابتزاز عواطف الشعب العراقي الدينية! لا تستطيع ابتزاز دولة يهذه المليارات التي تسجد لها شركات الغرب. مثالنا الأهم ايران، فهي في أحرج أوقات حصار الغرب الاقتصادي والسياسي عليها. لكن حكومتنا لا ترغب الضغط عليها بل تعاملها بشفافية عالية. فهي مبدئية لا تساوم على المذهب !! ولا على حلم وطن الولي الفقيه الفاسد.! وكأنها لا يعنيها أزمة مياه بزل تميت الزرع والضرع. ولا خط التالوك ولا مياه الكارون التي قطعت عن شط العرب. (لا اعرف من قتل الحسين الشهيد (ع) عطشاً !)ولا تسأل عن القصف المدفعي على قرى الشمال، ولا من يُموِّن قاصفي المنطقة الخضراء..؟!
صفقات استثمار بالمليارات وتعاون يتزامن مع أكثر أوقات ايران سفالةً وتدخلا في شؤوننا الداخلية، وعلى كل المستويات: امنيا وسياسيا وثقافيا ونفطيا ومذهبيا وبيئياً وحدوديا. انها توقع عقود في اكثر أيام ايران استهانة برموزنا السياسية والسيادية من اعتداءات وخروقات حدودية وصولا لاستقبالاتهم المشينة لزعمائنا الطيبين.! ( تبين -العيب فيهم مو بحبايبهم- فهم لا يحترمون حتى مناصبهم السيادية . ويكفي للمقارنة، ما حدث لفريقنا الكروي وعَلَمنا العراقي من اهانة، دوت الاكتراث لإسم الجلالة الأكبر!. لمجرد فوز العراق بالمباراة.
في درس لممارسة الضغوط لصالح الوطن ، ناشد السيد أياد جمال الدين يوما ساستنا باستخدام حتى مراقد أئمة اهل بيت الرسول الكرام (ع) كأوراق ضغط على ايران. واستثمار حتى المعارضة الايرانية في معسكر أشرف. وجاء رد حكومتنا عليه، الهجوم على معسكر اشرف وقتل ناس عُزل من السلاح نيابة عن ايران..!
الظاهر ان تأثير ايران السياسي في العراق وضغوطها على نخبنا السياسية تخطى ساستنا الشيعة ورموز مرجعياتهم. بل بات يسيطر على رموزنا الكردية الحرة المستقلة! الطالباني والبارزاني. فهما لا يترددان من إقناع العراقيين دوماً، بان ايران لا تتدخل بالشأن العراقي بل العكس، فهي تلعب دورا ايجابيا لتهدئة الوضع!. هل نصدقهم ؟؟ انهم لا يكذبون !
باستغراب، تساءل النائب المستقل محمود عثمان عن تزامن القصف الايراني مع زيارة نائب الرئيس الايراني، مقابل الصمت الحكومي !. مؤكدا ان الزيارة لا تتعلق بالوفد والصفقات الاقتصادية بقدر الطلب من الحكومة العراقية بعدم تمديد بقاء القوات الامريكية. لكنه لم يتحدث عن أملاءات سيادية !

ان حكومتنا تفوت أعظم فرصة لها لإملاء شروطنا، باستثمار صفقات المليارات المغرية هذه ومقايضتها في حل ملفات الوطن المزمنة العالقة فيما بيننا. ومن خلالها باستطاعتها ان تمنع حتى التدخلات المباشر بشئوننا الداخلية مستقبلا. لكن هل مَن يسمع؟
ربما ان النائب عثمان كما عودنا، لا يتحدث عن الهواء. ربما ورقة انسحاب القوات الامريكية ستقلب كل الموازين وتفكك ائتلافات القوى السياسة النفعية، المترددة منها والخائفة أو الخجولة حتى من التلميح بشأن بقاء الأمريكان من عدمه .. لكن الكل يهلهل بانتظار مجئ عراب التقسيم بايدن. فقد يحقق لهم حلمهم المريضة في عراق كونفدرالي شيعي سني كردي.. . فهل لديهم خياراً آخر بعد ان ثلم طرف الهلال الشيعي باحداث سوريا ؟ وهل سيتحول حزب الله اللبناني الى أممي شيعي يحاربة العدو الصهيوني! بعقر دارنا بمساعدة أخيه بالرضاعة والتمويل، لواء اليوم الموعود ؟ يا لسخرية قدرنا الأمريكي الأرعن!!!



#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النجيفي: السُنَّه مواطنو الدرجة الثانية.. والمثقفون بعد العر ...
- - حمود المرجعية.! وغلمان بن همّام.!-
- النزاهة بين كلب الصيد وكلب الحراسة!!
- عار الشراكة الوطنية .. حزمة -وطنية- واحدة !!
- نتنياهو والربيع العربي.. آفاق الرهانات لحل الصراع العربي الا ...
- نتنياهو والربيع العربي.. آفاق الرهانات لحل الصراع العربي الا ...
- مخاوف الإئتلاف: وجوود ثلاثة أفواج مسلحة مؤيدة لعلاوي!؟
- النائب محمود عثمان يطالب: الضمير -الالكتروني- بدل الإرادة ال ...
- مهمة مستشار..! أم وظيفة وزير تجارة..!
- هل نقول وداعاً ! لل -الشيوعي الأخير- سعدي يوسف ؟
- -2- -المنامة-.. عروس عروبتنا وقِبلة إسلامنا الجديدة.!
- 1 --المنامة-.. عروس عروبتنا وقبلة إسلامنا الجديدة..!
- شموئيل موريه .. شجون وأحلام وآمال عراقية نقية طيبة
- تظاهرات-1ا- الحظة التأريخية وموقف كتابنا!
- تظاهرات – 2 نار الديمقراطية ولا جنات البعث والاسلام السياسي! ...
- القُمامة والإقامة والهوية الوطنية الهولندية..!!
- علي تكساس و-مرتزقة أبا يعقوب يوسف ابن عَمر-
- الحملات الإيمانية ومسخرة تكرار التاريخ..!
- خير وسيلة للدفاع ، تشويه الآخرين..!
- هل يتعلم ساستنا من شيوعيي العراق، تجاوزهم الماضي.؟!-2-


المزيد.....




- كاميرا ترصد مشهدًا طريفًا لأسد جبلي وهو يستريح على أرجوحة شب ...
- فيديو يظهر إعصارا مدمرا يسحق منزلًا في تكساس.. شاهد ما حدث ل ...
- نتنياهو: قررنا إغلاق قناة الجزيرة الإخبارية في إسرائيل
- البطريرك كيريل يهنئ الرئيس بوتين بعيد الفصح
- بحث أكاديمي هولندي: -الملحدون- في المغرب يلجأون إلى أساليب غ ...
- شاهد: الرئيس الروسي بوتين يحضر قداس أحد القيامة في موسكو
- الصين تكشف عن نموذج Vidu للذكاء الاصطناعي
- كيف يؤثر التوتر على صحة الأسنان؟
- الحوثيون: إسرائيل ستواجه إجراءات مؤلمة
- زيلينسكي مهنئا بعيد الفصح: -شيفرون بعلم أوكرانيا على كتف الر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد سامي نادر - صفقات السيادة الوطنية على بياض!!