أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد حران السعيدي - لست بحاجة لشهادتك














المزيد.....

لست بحاجة لشهادتك


حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3581 - 2011 / 12 / 19 - 20:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن في وارد تفكيري ان ياتي يوم احتاج فيه لتزكية شخص مثلك بعد ان قبرت الدكتاتورية ( كما يقال ) و بعد ان اصبحنا نتفيأ ( كما يقال ايضاً ) بظلال شجرة الديمقراطية و بعد ان من الله على من عانوا من ويلات النظام السابق ( كما يقال ) بأن ينعموا بحقوقهم , و يأخذوا فرصتهم في الحياة الحرة الكريمة بعيداً عن اعتماد المحسوبية و المنسوبية كما معايير في زيادة حضوة هذا و ابعاد ذاك لأن هذا من اقرباء المسؤول (س) او من اصدقائه و ذاك ليس له من يسنده ... لقد ادهشتني قدرتك (الحرباوية) العجيبة على التلون و انت تذكر لي ما لا ادعيه لنفسي عندما قلت للسيد المسؤول (ان هذا الشخص يستحق المساعدة فهو ممن وقفوا ضد النظام السابق بقوة)؟ فمن انت يا رجل لتشهد بهذا...؟ أن لم تكن انت من ركائز النظام السابق فمن هم ازلامه...؟ و ما الذي اوجب عليك هذه الشهادة...؟ هل استعنت بك او طلبت منك ان تحضر معي بين يدي السيد المسؤول...؟ انها مجرد صدفة ان اجدك اثناء مراجعتي جالساً في غرفته تتجاذبان اطراف الحديث و تحتسيان الشاي كحميمين , و لم يكن الطلب الذي تقدمت به الا من قبيل الطلبات الكثيرة الروتينية بالعمل اليومي بدوائر الدولة و التي لا يتوجب تنفيذ مضامنيها ان يكون المتقدم بأحداها ممن وقفوا بوجه النظام السابق.
كيف تجرؤ على تزكية من كان يخشى مقدمك عندما كنت تأتينا زائراً مرتدياً بزتك ( الزيتوني ) و تجلس على كرسي الادارة و تعيد على مسامعنا اكثر من مرة مفاخرتك بمناصبك الرسمية ( مسؤولاً ادارياً) و الاجتماعية ( شيخ عشيرة ) تستلم من صدام الهبات المقدمة للشيوخ ز تحضر في مجالسه مع مشايخ المحافظة لتعود محملاً بهبات القائد الضرورة و مناصبك الحزبية ( عضو فرقة ) و مسؤولياتك العسكرية حيث كنت قيادياً في احد افواج الطوارئ التي انيطت بها مهام عدة انذاك ... هذا هو انت .... اما انا فلست ممن يدعون الوقوف بوجه النظام السابقق بقوة كما ورد في شهادتك التي لا تشرفني و الدليل ان رأسي ما زال فوق كتفي ... بلا لقد عانيت السجن و ضرب ( الكيبلات ) الذي ما زلت اتحسس مواقعها في جلدي و اول الغيث بدأ معي عندما كنت طالباص في المدرسة الاعدادية حيث أستدعيا من قبل ثلاثة اشخاص اجلسوني في ذلك القبو الصغير الواقع تحت سلم المدرسة لنيهالوا علي بالضرب و السباب بعد كتفوا يدي , و بصق احدهم في جبهتي فيما يبدو مقارباً لما يظهر على جبهتك الان من سيماء السجود التي اتمنى ان لا تكون زائفة و بعد ان سال البصاق فوق انفي شممت فيه خليط رائحة الخمر و السمك حتى اذا ما وصل فمي اعدت بصقه في وجه صاحبه و كان لك مبرراً لاعادة ضربي بقسوة حتى اغمى علي و منذ ذلك اليوم اصبحت متردداً على دوائر الامن و الاستخبارات و غيرها من اجهزة النظام ( معميل ) نعم لقد كنت حاقداً على نظام صدام , كارهاً له و لأجهزته القمعية و كتاب التقارير و الوكلاء الذين يعملون كمصادر للامن الاستخبارات , فقد كانوا يتابعوني كظلي , و يعدون علي الانفاس لكني لا ادعي الوقوف بوجه النظام بقوة ... فهذا الشرف لا يحق لغير الشهيد ان يدعيه .
انا لست عليك بحاقد و لست حاسداً لك ان تنعم بما انت متنعم به الان من بحبوحة العيس و كثر الامتيازات و الايفادات لأنها لم تكن في يوم من الايام هدفاً لي و لم اسعَ لها قط حتى شهادتي الماجستير و الدكتوراه اللتين حصلت عليهما انت بعد سقوط النظام كانتا من طموحاتي التي حرمت منها و ما زلت محروماً ولكن لا يستفزني نيلك اياهما , فهذا قد يحسب لك لا عليك أن كانت وسائلك نظيفة و طرقك مشروعة في الوصول الى هذه الدرجة العلمية لكن ما لا ارضاه منك و ارده عليك بقوة ان تدليَ انت و انت من انت بما قلته عني لأني ببساطة أريد شهودي على ذلك سجني و عنائي و تعذيبي اجهزة النظام و تجويعي المتعمد و حرماني المقصود و معالمتي الاستثنائية و تنقلي بين الوحدات العسكرية خلال فترة تجنيدي الاجباري في حروب الطاغية... حيث اوضع دائماً تحت أعين حضائر الامن و مباعي الضمائر من المندسين الذين يشاطرونا العيش نهاراص ليحملوا اخبارنا لأسيادهم في وهدة الظلام ... يا رجل انا ممن يسخر من صنائع الاقدار اكثر مما يستفز بها ... لكني الان مستفز حد التوتر مما اتيته انت تجاه العبد لله المدعو انا .
لدي اكثر من دليل على ذلك تستطيع و من خلال موقعك المسؤول- و يبدو انك ستكون دائماً مسؤول- ان تتأكد من صحة ادعائي , فلست ممن يطيقون الوقوف امام ابواب السلطين و هذا ما يمكنك ان تعرفه عني اذا ما تابعت ملف (أيفادات) داخل و خارج العراق في دائرتنا العتيدة و التي حصل عليها الكثير من الزملاء و استثنيت من ذلك لسبب لا اعرفه , و لم أعدها مشكلة تستوجب المراجعة و طرق الابواب , لذا اثرتُ السكوت , و اتشرف بكوني قد دعيت لعقد مؤتمر على مستوى البلد لمناقشة واقع عملنا و امكان تطويره و معالجة ثغراته , و عقد هذا الاجتماع و استثنيت من الدعوة لحضوره رغم اني صاحب الاقتراح بعقده فيما كنت انت نجمه اللامع . لست ادعي الزهد الى هذا الحد , لكني اعرف اننا نعيش ظرف استثنائي خلطت فيه الاوراق و تداخلت فيه الرؤى و تغلبت فيه الانانية و النظرات الضيقة و برزت فيه القدرة على التملق و التصنع التي سهلت مهمة المتصيدين بالمياه العكرة و متسلقي السلالم نحو الثروة و الجاه و السلطان , حتى اصبح من الصعب قراءة الخارطة السياسية و الادارية و الاقتصادية لهذا البلد , فقد ضاعت الاليات المعتمدة في التقييم و فقدت المقاييس المطلوبة في التنظيم ... الا ان خير ما في حياتنا الان انها بدون صدام ... و هذا هو مبعث التفاؤل لكل مخلص ليبني امالاً على الاتيات من الايام لتصحيح كل المعادلات المخطوئة و اعادة الامور الى نصابها كي نضمن لأجيالنا القادمة ما افتقدناه نحن من الامن و الحرية و السعادة و الاحساس بالذات الادمية التي هشمها في دواخلنا ركام العذاب المستمر طيلة عقود .
و أسوء ما في حياة ما بعد صدام ان يكون ازلامه و ركائز نظامه هم من يقيم الناس ... و الاكثر سوءاً ان يكون موضع التقييم من كان ضحية



#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات من زمن البسس ميو.....7
- حكايات من زمن البسبس ميو-5-
- حكايات من زمن البسبس ميو (4)
- حكايات من زمن البسبس ميو 3
- حكايات من زمن البسبس ميو -2-
- حكايات من زمن البسبس ميو (1)
- انهيار الاصنام
- مارشال اسلامي
- ارحمونا يرحمكم الله
- دور المثقف في مواجهة الاخطاء
- ولكم في تساقط الدكتاتوريات عبر
- ما الذي قاله الهلالي في حديث الكف
- امال على ابواب الاستحقاق الانتخابي
- اقتلوهم انهم يحلمون
- اقتلوهم أنهم يحلمون
- العراق زراعيا
- جلد الشعب
- نضوب الذاكرة
- أريد...
- مانريده من الديمقراطيه


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد حران السعيدي - لست بحاجة لشهادتك