حول بابل ومسار التاريخ ومقال الأستاذ وليد مهدي !

سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 3579 - 2011 / 12 / 17 - 21:47
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

حول بابل ومسار التاريخ ومقال الأستاذ وليد مهدي
فيما بلغني عن العالم فردريك أنجلز أنه قال إن التاريخ يعمل كحلزون مقلوب يرتفع بين كل دورة وأخرى مسافة محسوبة رأس الحلزون في أسفله وكلما ارتفع توسّعت حلقته ، ويبدو لي منذ أن علمت بهذا القول أنه صادقٌ إلى حد بعيد حيث أنه يستوفي صفة عودة التاريخ كل دورة ولكن على مرتبة أعلى فهو كأنه لا يعيد نفسه تماما بل بشكل أكثر توسّعا وشمولا، ربما يكون للتاريخ تصرّف مختلف عن الطبيعة وهذا مؤكّد ولكن النظرية الماركسيّة والماديّة الجدليّة ربطت تصرّف الطبيعة بتصرّف المجتمع بواسطة ما دعته بالماديّة التاريخيّة ولهذا فإن إعادة التاريخ نفسه مؤشّر يتيح إمكانيّة الإعادة كمفهوم تقريبي ولكن بأطوار جديدة ومتوسّعة كما ذكرنا ولهذا فإن كل ما تقدّم في مقال الأستاذ وليد لا نستبعد شيئا منه ولكن بشرط أن لا نحاول أن نستنسخ ما حدث في الماضي بل أن نبتدع أشكالا جديدة من السعي إلى أمام في سلّم التقدّم والرقيّ الحضاري أمّا محاكاة سلوك ارتقاء الحضارة الغربيّة فهذا يجعلنا ندور في فلكها الذي لن يسمح لنا بالإنطلاق خارج جاذبيتها فيدركنا ما يُدركها من تداعي وتفكك
إن من يدرس الحضارة الغربيّة يجد أنها تقترب بسرعة من مرحلة السقوط الحضاري كما حصل لروما ولكن بالطبع فإن الأمر يسير أيضا كما ذكرنا من أطوار جديدة حتّى في السقوط وقد توصّل كثير من المفكرين الغربيين إلى نتائج تقترب من استنتاجنا هذا ووجدوا أن منطقتنا الشرق أوسطيّة هي المؤهّلة لدور جديد في التاريخ وهذا ربما يكون سرّ هذا الوطيس الحامي فيها
ومما يُستدلّ به حول بعض المؤشرات بهذا الصدد هو انعقاد مؤتمر قبل بضعة سنوات برعاية الأمم المتحدة وحضره الأمين العام كوفي أنان في أخريات أيّام ولايته وكان المؤتمر مكرّس حول موضوع السكان في أوربا وكانت الأبحاث تشير إلى قرب تناقص سكان أوربا وتناقص الولادات مع طول أعمار الأفراد حيث سيحتاج الفرد الأوربي إلى من يرعاه في كبره دون أن يجد ما يسدّ الحاجة لأن المواليد تتناقص وأن السكان في تناقص مستمرّ حتّى أن سكان أوربا مجتمعة قد لا يبلغون سوى مائة مليونا فقط بحلول عام 2050 تقريبا ولذلك أوصى المؤتمر بضرورة استقبال مهاجرين من الشرق الأوسط وليس من الحكمة رفضهم بسبب كونهم مسلمين أو محاولة استقدام مهاجرين من آسيا أو جنوب شرق آسيا لأن الأمر سيحدث هناك أيضا من حيث تناقص عدد السكان بل أن المؤتمر أوصى بمعاملة المهاجرين من منطقة الشرق الأوسط معاملة حسنةلأنهم على حد قول أحد الباحثين لا يريدون سوى عمل مناسب ومعاملة طيبة ...وهكذا نجد أن هيكل الحضارة الأوربيّة والغربيّة الحديثة يتداعى ولا يلزمنا سوى الصبر والعمل بالمثل والقيم التي توارثناها على المستوى العالي من الفضيلة والتمسّك بالكرم والشجاعة وقيم العدل والإنصاف ورعاية الضعيف فإن المستقبل هو في صالح من تمسّك بكل هذا فإن الرسول الكريم يقول: لا تقوم الساعة حتّى يقف الرفيع بباب الوضيع فيردّه وقد لا أكون دقيقا في رواية الحديث وأنا أستغفر ربّي ولكن أنا متأكّد من جوهر معناه
فعندما نجد أن العلم يقدّم لنا معطيات تتوافق مع ما جاء به المرسلون ولا أقول هي نفسها فإنه يصبح نداءً وهاتفا يوحي بملامح المستقبل !

#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل