أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سنان أحمد حقّي - شنو؟.. لعد تردونها طول العمر؟














المزيد.....

شنو؟.. لعد تردونها طول العمر؟


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 3544 - 2011 / 11 / 12 - 03:46
المحور: كتابات ساخرة
    


شنو؟.. لعد تردونها طول العمر؟
حكى لي أحد الأصدقاء قصّة أحدى الشخصيات الشعبيّة التي تجدها في كل مكان من بلادنا العزيزة منعها الله من كل شرّ وقد تكون شخصيّة حقيقيّة فيتوجّب عليّ الإعتذار منه وقد تكون خياليّة ويتوجّب عليّ الإعتذار ممن ينطبق عليهم أخذ العبرة والمثل
فقد جرّب هوبي كل الأعمال ولم يفلح في أحدها ذلك لأنه لا يلبث أن يغيّر مهنته إن سمع أن سواها أكبر من حيث الفرص في العمل أو أنها أكثر مردودا ماليا ولهذا فقد تقلّب في مهن شتّى فعمل نجّارا وعمل حدّادا وخيّاطاوعامل نظافة وفرّاشا وكثير من هذا، ولا أخفي عليكم أن قصّة هوبي سمعت بها منذ زمن بعيد وتقدّم بي السنّ ومجريات الأحداث الكثيرة وتداخل الأحداث في ذاكرتي بسبب كثرة التفكير بتدبير لقمة العيش ربما وأقول ربّما تجعلني أخلط بينها وبين شخصيات أخرى مرّت عليّ أو سمعت بها
المهمّ أن هوبي بعد أن عمل عامل تسليك مجاري وحاز على لقب سريدة وهي العصا التي تتخلف من السعف بعد نزع الخوص عنها وقرف من الروائح الكريهة قرر أن يبحث عن عمل يحصل معه على ربح سريع وعندما كان جالسا في مقهى المحلّة سمع بعضهم يتحدّث عن تزوير العملة فتنصّت على حديثهم وهو جاعل نفسه غير مكترث وبعد أن ذهب إلى البيت حلم كثيرا بالفلوس التي لو أفلح في هذا العمل يمكن أن يجنيها وانتهى إلى أنه يجب أن يخوض هذه التجربة فاشترى علبة أقلام ألوان من النوع الرخيص وتحتوي العلبة أعتقد خمسة أقلام فقط ( الألوان الرئيسة) وكان سعرها ثلاثون فلسا فقط، وبحث عن ورقة نظيفة وأخرج ربع دينار واستغرق تقليد تلك الورقة منه ليلة كاملة واعتقدَ أنها تشبه الورقة الأصليّة وذهب بها في اليوم التالي إلى المصرف القريب( شوف الحظ!) وطبعا تعلمون الباقي فقد اُلقي القبض عليه فورا ودفع مقابل عمله ذاك سنتين كاملتين في السجن وقد احتار معارفه بين الضحك على عقله الصغير وبين الألم والتأسّف عليه ولكن السجن كان تلك الأيام ليس سيئا جدا فقد كان يحصل على طعامه اليومي على الأقل وهي حال أفضل من توسّل الأطباء المقيمين أن يدخلوه المستشفى لا لأنه مريض بل لأنه جائع كي يحصل على طعام يومه وكان الأطباء المقيمين في ذلك الحين أناس طيبون ويحبون الفقراء ويسترون عليهم ، نعود إلى هوبي بعد خروجه من السجن وكان قد تعلّم مهنة البناء ..طبعا أوليات المهنة فقط ولكنّه طبعا سبع إذ وجد في نفسه ( أسطى محترم!) وأخبر أهل المحلّة أنّه أصبح بنّاء ماهرا وذاع الخبر في المحلّة وجلس في المقهى القريب ينتظر الزبائن. وحدث أن سقط الجدار بين إحدى سطوح الدور وبين الجيران ( الوارش!) فجاءت أم البيت ترجو هوبي أن يسرع لإصلاح الوارش الموصوف فلم يكذّب خبرا وأسرع هوبي وصعد إلى السطح وسرعان ما جعل من أم البيت عاملا مساعدا له لتأتي له بالجص واللوازم وبدأ في تنظيف الطابوق ثم البناء وعندما أوشك على الإنتهاء شعر أن الوارش متحدّب من الوسط ويسمّيه الناس( ناطي بطن!) وعرف أن الوارش ربما سيسقط ولو حصل هذا فكيف سيحصل على أجرته والنهار يوشك أن ينقضي فقام بإسناد الوارش بظهره وصاح على المرأة صاحبة العمل مطالبا بالأجرة فقالت له : عيني هوبي بعد ساعة يأتي أبو ال( جهال) وينطيك الأجرة فلم يوافق وأصرّ على أن يقبض أجرته حالا لأنه ليس لديه مصروف وكذا وكذا فلم تجد المرأة المسكينة بُدّا من الذهاب للجيران للإقتراض ورجعت وهي تنادي على هوبي: عيني هوبي تعال خذ أجورك فيردّ هوبي : لا ..أصعدي أنتِ فتقول: ليش عيني إنزل ما طول خلص الشغل فيردّ هوبي : لا.. إصعدي لي أنتِ أحسن وتقتنع المرأة فتصعد إلى السطح وتدفع له المبلغ المتفق عليه وتنزل فيترك هوبي الوارش ويجمع فأسه وحاجته وبينما هو ينزل من السطح فإذا صوت انهدام الوارش يدوّي بالبيت فصاحت أم الدار: يبوي ها شنو هوبي هذا الوارش وكع!( وقع) فيردّ هوبي صائحا: لعد شنو تردينه طول العمر؟



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وراء الربيع العربي
- مسافرٌ زادهُ الخيالُ
- الذائقة العروضيّة وبحور بلا حدود!
- أفارسيٌّ أم عربيٌّ هو ؟ أم هو خليج البصرة!
- في الوجود والعدم..فكرة!
- نداء! (في ضوء انعقاد مؤتمر قوى وشخصيات التيار الديمقراطي الع ...
- ردٌّ على ردّ بشان موضوعنا بحور بلا حدود المنشور في الحوار ال ...
- هزّة دهوك الأرضيّة ووصايا وقائيّة مطلوبة!
- أزمة فكريّة أم نضوب فلسفي
- بورتريت سريع للشاعرالراحل عبد الخالق محمود!
- مصالح أوسع الشرائح الإجتماعيّة لها الأولويّة
- غزة ووحدة نضال الشعب الفلسطينيّ!
- قصائد مترجمة عن لغة مجهولة!
- جامعاتنا بين أفكار وخواطرسريعة!
- أي قانون؟
- دكتور جرح الأوّلي عوفه..جرح الجديد عيونك تشوفه!
- غزّة..وخيار السلام!
- وفاءٌ كسر قلوبنا جميعا!
- زها حديد..عبقريّة متعاظمة!
- بلادٌ بظفائر سوداء ..وشرائط حمراء ..وياقات بيضاء منشاة!


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سنان أحمد حقّي - شنو؟.. لعد تردونها طول العمر؟