أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سنان أحمد حقّي - هل تلعب الجامعة العربية دورا جديدا .. !؟















المزيد.....

هل تلعب الجامعة العربية دورا جديدا .. !؟


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 3562 - 2011 / 11 / 30 - 12:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لاشكّ أن الجامعة العربيّة قد دخلت طورا جديدا يتّسم بالتفاعل مع الأحداث العربيّة لا سيما بعد ما يُدعى بالربيع العربي، وياتي هذا الدور بعد كثير من المواقف المتناقضة فمن الدول العربيّة من لا يرغب بالتدخّل بالشؤون الداخليّة ويعتبر مثل هذا الدور يتّسم بهذه الصفة ومنها من يجده ضروريا لكي لا تبقى الجامعة في سباتها وسلبيتها التي اتّسمت بها على طول عقودها الستّة تقريبا وترتكز عموم الدول التي ترفض دور الجامعة العربيّة على مبدأ السيادة وتُعطيه حرمة وقدسيّة مفرطة في الوقت الذي تنادي بالوحدة العربيّة ووحدة المصير وتنشد وتنادي بالدفاع المشترك والتكامل الإقتصادي وسوى ذلك من أسس التعاون والتكامل في الميادين المختلفة باتجاه الوحدة العربيّة المنشودة تدريجيا وهو هدف لم ترفضه أيّة دولة بل ولا حتّى مكون سياسي عربي ما عدا تحفظات الأقليات القوميّة والعرقيّة التي تعيش ضمن الفضاء العربي ومعه وهذا تحفّظ مفهوم و لا بدّ من حدوثه أو وجوده بشكل أو بآخرويجب أن تكون له اعتباراته
إن مشروع الوحدة أو مشروع التعاون العربي بأي شكل كان تعرّض لشتّى أنواع التقاطع منها الداخلي ومنها ما هو خارجي ونحن نفهم التقاطع مع المشروع الإسرائيلي ولا شك ولكن هناك تقاطعات أكبر وأكثر فعاليّة من قبل عدد من القوى الداخليّة فالحكام العرب في الغالب فئة من الأفراد غير المتخصصين الحقيقيين بالسياسة ولا الإقتصاد وهما أدوات التفاعل الحاليّة في العالم ومؤهلات الكثير منهم أدنى بكثير مما تتطلّبه الظروف وها هو قرن كامل يكاد ينفرط ونحن تحت قيادات معظمها من العسكريين الذين هم دون ريب غير مؤهلين لقيادة شعوبنا المتطلّعة لفجر جديد من الحريّة والتقدّم والنظام والقانون واللحاق بركب البشريّة الطالع إلى عصر العلم والتكنولوجيا وعصر الكفاية والرفاه والتطوّر الإجتماعي
إن العسكريين قد يكونون مؤهلين لحسم الصراعات المسلّحة في الميدان ولكنّهم أقلّ الناس قدرة على حسم الصراعات السياسيّة أو التناقضات الإجتماعيّة والإقتصاديّة وقد تبيّن لنا هذا مرارا بعد تولّي الجماعات العسكريّة دفّة القيادة السياسيّة والفرق بينهما كبير جداجدا وقد حدث للأسف أن فقد بعضهم القدرة على حسم أي صراع في كلا الميدانين أي كما يُقال ( ضيّعوا المشيتين)
كم تفكّرنا طويلا في شؤون بلداننا المبتلاة بالتخلّف والفقر والجهل والمرض وتشرذم الحياة السياسية والإجتماعيّة وبالفوارق الإجتماعيّة الهائلة والمؤسفة
كل فئة تستلم الحكم تتصوّر أن البلد والشعب قطيعا تملّكته واغتنمته بوسائل الفرصة والقدرة التي يتيحها السلاح لحامله وتبقى إرادة غالبيّة الشعب وهو صاحب القرار والأمر الحقيقي بعيدة عن مجريات الأمور
جميع من حكموا بلداننا تصرّفوا مع القضايا الكبرى التي تمسّ مصالح أوسع الجماهير وكأنها هي انعكاس لمصالحهم الجديدة في حريّة التحكّم وإصدار مختلف القرارات وضرب الأسس الدستوريّة والقانونيّة والحقوق الأساسيّة والحريات عرض الحائط ما دامت تتعارض ولو قليلا مع استمرار بقائهم في الحكم ومهما كانت النتائج حتّى أصبح هذا الأمر هو هدف الحكم ولا قيمة لكل أمرٍ سواه وازداد التخلف تخلفا.
وعندما تأسست الجامعة العربيّة حاول عدد كبير من الحكام في حينه أن يجعلوا مسؤولي الجامعة ودعاتها يفهموا أن أمين الجامعة ليس سوى منصب دبلوماسي أصغر من أي وزير خارجيّة وأنه ليس له صلاحيات وأن من يقرر هو الوزراء ورؤساء الوزراء والحكومات فلم يدعوا ولو هامشا بسيطا للشعوب ولا لمؤسسات المجتمع العربي المختلفة غير الحكوميّة وهذا نجده مرارا يتكرر على لسان رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري السعيد مثلا وهكذا نشأت الجامعة العربيّة وهي عبارة عن منظمة حكوميّة لم تمد لها أيّة جذور بين مكونات المجتمعات العربيّة صاحبة المصلحة الحقيقيّة في قراراتها
وسادت فترة من الخمول والسلبيّة تفتّتت فيها جميع مشاريع التكامل الإقتصادي والدفاع المشترك والتعاون الأمني والتقني والأمور البسيطة والكبيرة التي تم إنجازها في الماضي وضربت الفرقة جوانب العمل العربي المشترك وأصبحت اجتماعات القمّة العربيّة تثير الكثير من التندّر وموسما خصبا لتنشيط رسوم الكاريكاتير
لقد شعر جميع أبناء هذه البلاد المؤتلفة والمجتمعة في هذه الجامعة أنها في الرمق الأخير رغم اشتداد الحاجة لبث الروح فيها ولكنّ الحكام على اختلاف مشاربهم ما إن يتسلموا مقاليد الحكم حتّى يتمسّكوا بمبدأ السيادة الوطنيّة تمسّك الغريق بطوق النجاة
والحقيقة هي أنه لا هم وشغل لهم بالسيادة وليس هناك من هو حريص على السيادة لأنهم عندما يتطلب الأمر البقاء في الحكم فإنهم ينسون تلك السيادة تماما
العيب والمشكلة في أنظمة انبثاق الجامعة العربيّة أولا فهي لم تنشأ كما نشأت الأمم المتحدة ولا استفادت من التحولات السياسيّة التي أملتها ظروف العالم ونحن جزء من هذا العالم ولم تستطع أن تكوّن لها تأثيرا على السياسات الإقليميّة التي ظلت ترسمها الدول العظمى وحدها سواء قبل وبعد الحرب العالمية الثانية أو قبل وبعد الحرب الباردة وأصبحنا تابعا يسير في هدى السياسات الكبرى بدلا من أن يكون لنا وجهة نظر ولو جزئيّة في مجريات الأحداث خصوصا بعد انتهاء الحرب الباردة .
فليس هناك فصول قانونيّة رادعة وواضحة كما هو الأمر بالنسبة للأمم المتحدة والقرارات العليا تستوجب الإجماع وهذا أم غير منطقي وأمور كثيرة وعديدة عملت على ما من شانه جعلها منظمة مستلبة فمعظم الدول الأعضاء تدور في فلك إحدى الدول العظمى والتي لا تستطيع الخروج عن إرادتها ولهذا فإن اتخاذ قرارات وسياسات جادّة فعلا يستوجب استمزاج معظم الدول العظمى واستحصال موافقتها جميعا تقريبا
ثم أن واقع تقسيم الثروة بين البلاد العربيّة جعل بل كرّس وعمّق التناقض بين الدول الغنيّة والفقيرة إلى حدٍّ بعيد .
قد يتقبّل كثير من الحكام تدخّل الدول الكبرى في الشؤون الدخليّة للبلدان الأخرى ولكنهم يتوقفون عند مناقشة الأوضاع الداخليّة في بلدانهم من قبل مجلس الجامعة العربيّة!
كم تمنّى عدد من الأكاديميين والمثقفين العرب أن ينهج العرب منهج الدول الأوربيّة في بناء إتحاد عربي على غرار الإتحاد الأوربّي مع أن الإتحاد الأوربّي حصل بين دول متباينة القوميات والعرقيات والديانات والدول العربيّة سبق لها وأن كانت إلى ما قبل أقلّ من قرن تكاد تكون تحت نظام سياسي موحّد تقريبا
ومما لا شكّ فيه أن الدول الكبرى تحاول أن تبث الخوف في الأمم المجاورة بمختلف الأشكال وتروّعهم من انبثاق كيان عربي موحّد أو اتحادي تعاوني لإبقائهم تحت النفوذ الأجنبي وهذا يمكن أن نتفاداه تماما لو انبثقت مؤسساتنا الجديدة عن أسس ديمقراطيّة سليمة وأن يسمح ويتيح الإتحاد الموصوف فرصة الإنتماء للراغبين من الدول المجاورة غير العربيّة بل لا مانع لو تم النظر بأمر انتماء دولة إسرائيل نفسها أيضا لو تمت تسوية النزاعات القائمة على أساس العدل وبناء سلام حقيقي وإعطاء كل ذي حقٍّ حقّه فكل هذا لن يمحو وجود الأمّة العربيّة ولا حضارتها ولا حضورها الإنساني الذي طالما تفاعل مع منجزات الأمم الأخرى بل ساعد على رقيّها أيضا
إن إصلاح نظام الجامعة العربيّة وجعل الجامعة منظمة سياسيّة تعمل على إنجاز مهام المرحلة الديمقراطيّة وإنجاز مرحلة احترام حقوق الإنسان ونبذ التنكيل والتعذيب ووضع حدّ للإنقلابات التي ابتلينا بها ابتلاءٌ مضنيا والمساعدة على التنمية الإقتصاديّة ونشر التعليم والصحة والثقافة والتعليم العالي وكل ما من شأنه تقدّم البلاد العربيّة والتي تروم الإشتراك معها بمصيرها ومستقبلها في البناء الحضاري الإنساني
لقد اصبح واضحا يوما بعد يوم أن من أكبر مهام مثل هذه المنظمة الإقليميّة المهمّة يجب أن يكون هو إنجاز مهام التحولات الديمقراطيّة وتأمين حقوق الإنسان ومنع التعذيب والتنكيل والمساعدة على إنشاء مجتمع خالٍ من كبت الحريّات العامّة وأن تكون الجامعة عونا على تقدّم المجتمعات المنظوية تحت رايتها في جميع المجالات ومنها التنمية الإقتصاديّة والإجتماعيّة وأن تساعد بفعاليّة على إزالة كل الظواهر السلبيّة للحكومات البوليسية والعسكريّة وحكومات التعصّب الديني والمذهبي وتسهّل الإنتقال بين البلاد والإقامة والعمل ووضع سياسات مناسبة تحافظ على الهويّة المحليّة لكل منطقة بما يتناسب ومتطلبات التقدم العالمي وأن تقوم يتعريف مختلف الحكام بأن تسلّم الحكم لا يعني فرصة للإستبداد إذ إننا نعاني منذ قرون من ثقافة الإستبداد ولقد آن الأوان أن نطرحها إلى مزابل التاريخ
ونودّ لو تشكلت محكمة جزائيّة عربيّة تنظر في أي جريمة تؤدّي إلى مقتل إنسان مهما كان وخصوصا إذا حدث بسبب مسؤولين حكوميين لا يطالهم القانون في بلدانهم وتنظر في قضايا التعذيب والإكراه وكذلك جرائم الإبادة
إن واقع الحياة الإجتماعيّة والسياسيّة في عدد كبير من البلدان أصبح لا يطاق وهو أمر مخجل
نعم نريد للجامعة العربيّة دورا فاعلا في إنجاز التحولات الديمقراطيّة وضمان حقوق الإنسان والحريّات الأساسيّة للأفراد والجماعات والأقليات والتنظيمات السياسية والمهنيّة والنقابيّة والجمعيات المختلفة لإغناء الحياة الإجتماعيّة دون أن نشغل بالنا بمن يبادر لهذا..كائنا من كان لأن المهم هو إنجاز هذه المهام المرحليّة الكبرى ونريد لدورها القادم أن يحقّ لها رفض أي دستور لأحد أعضائها لا يضمن الحقوق المذكورة بل أن تطلب من الدول التي تفتعل أو تؤلف أو تبتدع دساتير وقوانين ما أنزل الله بها من سلطان لتعتدي على الحريات العامّة ؛ تطلب منها أن تجري التعديل المطلوب إن كانت تريد الإحتفاظ بعضويتها في الجامعة فليست حياة الأمم والشعوب لعبة من لعب الصبيان، كما ينبغي أن تكون لقراراتها قدر من الإلزاميّة مع تشريع بند للعقوبات على الحكومات والحكام
وللحديث صلة والسلام عليكم



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحكيم المباني ضد الزلازل من الجوانب التصميميّة !
- من سمات القيادة المقتدرة!
- تأملات تقدّميّة في ثورات الربيع العربي
- العيافة والقيافة والفراسة والطيرة...وغيرها من طبائع العرب
- أضواء على زوايا من علم الفلسفة الأساسي ( المنطق)!
- شنو؟.. لعد تردونها طول العمر؟
- من وراء الربيع العربي
- مسافرٌ زادهُ الخيالُ
- الذائقة العروضيّة وبحور بلا حدود!
- أفارسيٌّ أم عربيٌّ هو ؟ أم هو خليج البصرة!
- في الوجود والعدم..فكرة!
- نداء! (في ضوء انعقاد مؤتمر قوى وشخصيات التيار الديمقراطي الع ...
- ردٌّ على ردّ بشان موضوعنا بحور بلا حدود المنشور في الحوار ال ...
- هزّة دهوك الأرضيّة ووصايا وقائيّة مطلوبة!
- أزمة فكريّة أم نضوب فلسفي
- بورتريت سريع للشاعرالراحل عبد الخالق محمود!
- مصالح أوسع الشرائح الإجتماعيّة لها الأولويّة
- غزة ووحدة نضال الشعب الفلسطينيّ!
- قصائد مترجمة عن لغة مجهولة!
- جامعاتنا بين أفكار وخواطرسريعة!


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سنان أحمد حقّي - هل تلعب الجامعة العربية دورا جديدا .. !؟