أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - كردستان العراق: مافيا الثقافة














المزيد.....

كردستان العراق: مافيا الثقافة


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 3579 - 2011 / 12 / 17 - 12:28
المحور: الادب والفن
    


كردستان العراق: مافيا الثقافة
دلور ميقري

1
إغلاق بوابة إقليم كردستان العراق بوَجه ضيفٍ كبير، بحجم الدكتور عبد الرزاق عيد، لهوَ حدَث يتجاوز في دلالته البعدَ الأخلاقيّ، إلى بعدٍ آخر؛ يتمثل في واقع الثقافة هناك. هذا دونما غض الطرف، أيضاً، عن عدَم وجود أيّ مبرر للتعامل الجلِف، المُغرق بالتخلف، مع هذا الكاتب القدير، مثلما ألمَمنا بتفاصيله من وسائل الإعلام.
لم يكن بلا مغزى، والحالة تلك، ألا يأخذ الحدثُ شكلَ قضيةٍ؛ على الأقل، لدى أولئك المهتمين بواقع الثقافة في الإقليم. فلم يَصلنا أيّ ردّ فعل، ذي قيمة، من لدُن جمهرة الأدباء أو الصحفيين، اللهمّ سوى تصريح، مُقتضبٍ، صادر عن وزارة الثقافة. ذاك التصريح، من ناحية أخرى، هوَ بحدّ ذاته فضيحة مُدوّية، طالما أنه يُبرر بحجج واهية، مُستهترة، ما جرى مع الدكتور عيد في مطار أربيل.
هذا الضيفُ، المَرفوض، فندَ من جانبه مُبررات أولئك البيروقراطيين، البليدين، مُبيّناً أن الموضوع لا يتعلق بإشكالية جواز سفره. وإذ أعربَ الرجلُ، في الآن نفسه، عن الريبة بالسبب المُحتمل، الحقّ، لعدم استقباله من جانب سلطات الإقليم، إلا أن الحرصَ على الصداقة العميقة للكرد، بدا دافعاً أكيداً له حينما لم يشأ الخوضَ في ذلك. بيْدَ أنّ عدَم تعليق السلطات الكردستانية على الموضوع، وخصوصاً ما جرى على لسان ضيفها المُفترض، يؤكدُ بلا لبس مدى لا مبالاتها بصداقة هكذا شخصيات ثقافية، رفيعة المستوى؛ أو ربما، وهذا أشدّ سوءاً، جهلها بقيمتهم الفكرية والسياسية.

2
على المنقلب الآخر، من المُلاحظ أن أقلاماً كردية، سورية، هيَ من بادرت للتعقيب على القضية، مُرتدية ً كالعادة ثوبَ المحامي المُوكّل من سلطات الإقليم. هؤلاء الكتاب، ( هكذا نَصِفهُم تجاوزاً )، لا يهمّهم الحرص على سُمعة الإقليم، بقدَر الاهتمام بمصالحهم الشخصية ثمة. وكم يُثير السخرية، محاولة بعضهم التبجّح بكونه مصدراً موثوقا ـ كذا ـ لأخبار الإقليم، عن طريق العلاقة الخاصّة مع هذا المسئول أو ذاك.
" اتصلتُ بوزير الثقافة، وهوَ صديق قديم لي، لأستفهم منه عن مزاعم طرد عبد الرزاق عيد من مطار هولير، فأجابني بكذا وكذا ": على هذا المنوال من الكتابات المجانية، البائسة، كانت تترى كتاباتُ أولئك الرهط من الكتاب، المَوْسومين. على أن ذلك، في نهاية الأمر، يكشف مستور حقيقةٍ أخرى، لا تقلّ بؤساً؛ وهيَ استمرار الثقافة البعثية، للنظام الصدّامي البائد، في فكر ومَسلك الكثير من المُتنفذين، القائمين على شؤون كردستان العراق حالياً. هذه الثقافة، كان من أوضح ممارساتها المُشينة في العهد المُنقضي، هوَ محاولة كبت أصحاب الكلمة داخلياً بالترهيب أو الترغيب، وبالمقابل، السعي لشراء أندادهم في الخارج من الدول العربية والمهجر.

3
لا غروَ، إذن، أن تغدو الثقافة في هكذا شروط سياسية، واجتماعية، مُرتبطة بشكل وثيق مع الأعمال التجارية؛ أو ما يُختصر بكلمة " بيزنس "، الشائعة. وبالتالي، أن نلاحظ تشكُل فئة من أدعياء الثقافة، من أشباه كتاب ورسامين وسينمائيين، هيَ أقرب إلى تنظيم المافيا عقلية ً وممارسة. وبما أنني أنوّه هنا بدَور بعض الكرد، السوريين، فلكي استطرد بالتأكيد أنهم الأكثر بروزاً في أعمال تلك الفئة من المافيا الثقافية، وتحديداً في الأعوام التي أعقبت انهيار النظام البعثي الصدّامي.
على ذلك، لم يكن غريباً أن تصبح اليومَ كردستان العراق " فردوساً مفقوداً " بالنسبة للمبدعين الكرد، الأصيلين، سواءً بسواء أكانوا من أهلها أو من خارجها. وقلْ الأمرَ نفسه، فيما يتعلق بأصدقاء شعبنا، المخلصين؛ وكما برهنت عليه بكلّ جلاء، مؤخراً، قضية المبدع عبد الرزاق عيد: هنا وهناك، ما عاد المهمّ هوَ ماهيّة المثقف، بقدر ما هيَ قابليته في بيع نفسه، قلماً وموقفاً، لمن يُجزي الدفعَ بالشيكات أو الدفاتر.
وما غابَ عن ذهن مبدعنا، الدكتور عيد، حينما شاء التعقيب على موضوع زيارته للإقليم، أن من عملَ على وأدها بتدبير حاقدٍ، لئيم، هوَ أحد أبرز وجوه تلك المافيا الثقافية: هذا الشخص، دأبَ على الدخول في مجادلاتٍ عقيمة، استفزازية، مع كلّ مثقف عربيّ سوريّ، من خصوم النظام البعثي اللدودين؛ ومن أبرزهم، بطبيعة الحال، الدكتور عبد الرزاق عيد. ثمة، في كردستان العراق، يواصلُ أمثال ذاك الشخص، المافيوي، الإضرارَ بمصالح الإقليم خدمة ً لأجندة معروفة، مشبوهة، تتصلُ بالعلاقة مع ذات الأجهزة الأمنية، الأسدية، التي ما فتأت تلاحق المناضلين المعارضين، الشرفاء، في داخل وخارج سورية.




#دلور_ميقري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأساة الممثل محمد آل رشي
- لا فتى إلا علي فرزات
- حكايتي مع حزب الله واغتيال الحريري
- الجراثيم تتحدّى الطبيب الفاشل
- ديّوس، ولو علقوا بذيله فانوس
- عن العلويين والأخوان المسلمين والراعي الكذاب
- جمعة الحرامي رامي مخلوف
- السلفيون يحملون صورَ سيادته
- جواب السيّد الديّوس على رسالة أدونيس
- من سيدفن الأمة العربية، الميتة ؟
- يا أبا حافظ
- أسد وأفعى وعقرب
- كتائب الإعلام الشبيحي
- جيش الإسلام العلوشي
- طريق بشار إلى الحوار
- أحمد بياسي؛ حكاية كلّ شهيدٍ حيّ
- أحمد البياسي؛ المسيح يصلب مجدداً
- آزادي، هذه المفردة المفقودة
- واحة للحرية اسمها ركن الدين
- طريق تل أبيب عبر تل كلخ


المزيد.....




- رحيل التشكيلي المغترب غالب المنصوري
- جواد الأسدي يحاضر عن (الإنتاج المسرحي بين الإبداع والحاجة) ف ...
- معرض علي شمس الدين في بيروت.. الأمل يشتبك مع العنف في حوار ن ...
- من مصر إلى كوت ديفوار.. رحلة شعب أبوري وأساطيرهم المذهلة
- المؤرخ ناصر الرباط: المقريزي مؤرخ عمراني تفوق على أستاذه ابن ...
- فنانون وشخصيات عامة يطالبون فرنسا وبلجيكا بتوفير حماية دبلوم ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية.. -بين أو بين-... حين يلتقي ال ...
- إبراهيم قالن.. أكاديمي وفنان يقود الاستخبارات التركية
- صناعة النفاق الثقافي في فكر ماركس وروسو
- بين شبرا والمطار


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - كردستان العراق: مافيا الثقافة