طريق تل أبيب عبر تل كلخ

دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 3369 - 2011 / 5 / 18 - 03:57
المحور: كتابات ساخرة
    

ـ أخي، لماذا اعتبر سيادة الرئيس المحتجين الذين قتلهم بنفسه شهداءً؟
° قتلهم بنفسه؟؟
ـ أعني، بيد شبيحته ومخابراته وحرسه الجمهوري..
° لأنّ والده، القائد الخالد، له كلمة مأثورة: " الشهداء أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر ".
ـ بحسب ما فهمته منك، فإنّ ابنه، ووريثه، يريدُ بقتله أولاد الناس أن يكرمهم وينبلهم؟
° أعتقد ذلك.
ـ بهذه الحالة، فإنّ سيادته أرادَ إشراك فلسطينيي سورية ولبنان بشرف الشهادة، عندما أرسلَ يوم أمس شبيبتهم إلى الجولان المحتل؟
° ونِعمَ الشهادة على يد الجيش الإسرائيلي.
ـ ولكن، لماذا لم يرسل إلى الجولان شبيحته.. أعني، شبيبته؟؟
° يا عزيزي، شبيبته وشبيحته هم فقط لحماية الجبهة الداخلية؛ من لجان شعبية وحرس جامعي وحرس قروي وغير ذلك من مهام أمنية.
ـ مفهوم، مفهوم. لكن ما لا أستطيع فهمه، هوَ كيفية خروج الفلسطينيين في سورية ولبنان وفلسطين معاً ومباشرة نحو حدود الكيان الصهيوني؟
° لأنّ بشار الأسد ونصر الله والحاج مشعلي شاهدوا معاً حلماً واحداً: انهيار الكيان الصهيوني..
ـ عجيب. ولماذا لم يتنزل عليهم هذا الحلم، المقاوم، في الأعوام الماضية؟
° لأنّ الجيش الإسرائيلي، كما تعلم، زوّدها كثيراً عشية ذكرى النكبة هذا العام: قام بقمع المتظاهرين السلميين وإطلاق الرصاص الحيّ، المتفجّر، في وجوههم وصدورهم، فقتلَ وقنصَ مئات منهم خلال الشهريين الأخيرين، عدا عن آلاف الجرحى والمعتقلين والمفقودين واحتلال المدن ومحاصرتها بالدبابات وتجويعها وتعطيشها و..
ـ كأنما أصابك مسّ من ذاك الحلم نفسه، المقاوم، حتى أنك صرتَ تخلط بين الجيش السوري والجيش الإسرائيلي؟؟
° أنا بكامل قواي العقلية، صدقني. وعلى كل حال، فإنّ تهديد " حرامي مخلوف " بأنّ استقرار سورية هو من استقرار إسرائيل، قد تمت ترجمته على الأرض في يوم النكبة.
ـ يوم النكبة، السورية.. لقد رأى العالم، كله، شريط الفيديو؛ الذي صوّره خلسة أحد أولئك المتظاهرين الفلسطينيين: إذ ظهر خلف المتظاهرين أفراد من الشبيحة بأسلحتهم، وبلباسهم المدني المعروف؛ مما يدلّ على أنهم كانوا على استعداد لقتل أي متظاهر فلسطيني يتراجع للوراء خوفاً من رصاص الجيش الإسرائيلي.
° لا عجب في ذلك. فإنهم المقاومون، أنفسهم، من يؤكدون أن الطريق إلى تل أبيب يمرّ عبر تل كلخ..
ـ آه، ولهذا السبب إذن، فإنّ فضائية نصر الله بثت أمس تقريراً طويلا، يتهم المعارضة السورية بتلقي دعم من الأمريكان وأنها تدعو إسرائيل لإسقاط النظام المقاوم في دمشق؟
° يا لطيف. يبدو أنّ فضائيات المقاومة تعمل في استديو واحد، مشترك. إذ وبالرغم من تبيّن كذب ما جاء في ذلك التقرير، جملة وتفصيلا، فإنه انتقل في اليوم التالي من " المنار " إلى " السورية " و..
ـ وبنفس السلاسة والشفافية التي سينتقل فيها جيشنا السوري، الباسل، من تحرير تل كلخ إلى تحرير تل أبيب.
° نعم، وبلغت الحماسة بصاحب العمامة السوداء واللحية الشمطاء، أنه بشر الشعب الفلسطيني، في رسالة مسجلة، بقرب نهاية الكيان الصهيوني.
ـ رسالة مسجلة من جحره؛ كما هوَ حال أمثاله من المجرمين والإرهابيين، المطلوبين للعدالة الدولية، من أمثال بن لادن وصدّام والقذافي..
° هذا الدجال، المتنكر بملابس الملالي، ليس فقط يتجاهل المجازر المروّعة، المرتكبة في سورية، بل هوَ يبارك المجرم ويمدّه بالدعم العسكري والإعلامي.
ـ لا بل، ويستكثر الديّوس على الدولة اللبنانية الاهتمامَ بالنازحين السوريين، من أهالي تلكلخ والعريضة وبانياس واللاذقية، الهاربين بأرواحهم وأطفالهم وأعراضهم و..
° ونسيَ، ابن الفاعلة، أنّ أهالي نفس هذه المناطق السورية، هم من آووا أهله النازحين من لبنان في أيام حرب صيف 2006؛ التي أشعلها بأمر من سيّده، الأسد ؟؟
ـ أصلاً، حجة تحرير فلسطين، والمقاومة، هي نفسها التي أخذها حزب الله عن البعث، لكي يستولي هو بدوره على السلطة في لبنان بانقلاب عسكري.
° ويحدثونك، بعد ذلك، عن الإمارة السلفية في سورية؟؟
ـ من كثرة ما أسّست الاستخبارات السورية إمارات سلفية، في لبنان وغزة والعراق؛ فإنها لم تجد في قاموسها، الهزيل، سوى هذه التهمة لكي تبرر قمع الثورة في سورية.
° ولا تستغرب، غداً، أن يطلع علينا أحد المحللين السياسيين، من أبواق النظام، لكي يدّعي أنّ مشاهد القمع في تلكلخ ملتقطة في شمال العراق وأن من يرتكبها هم البشمركة، ما غيرهم؛ الذين ظهروا في تسجيل قرية البيضا ببانياس، الشهير.
ـ كيف، لو سمحت؟
° لقد نقلت وكالات الأنباء، العربية والعالمية، عن شهود عيان هربوا من بلدة تلكلخ قولهم، أن قوات الأمن والشبيحة يهاجمون حيّ الأكراد؛ الواقع بالقرب من مركز تلك البلدة.
ـ لا عجب. فاليوم يكرر الإعلام السوري، الكذاب، نفس الإدعاءات فيما يخصّ هذه الثورة: ففي ربيع 2004، عندما انتفض الكرد في سورية ضد النظام، قال عنهم أبواق النظام أنهم " أجانب متسللون من شمال العراق ". وهاهم أبواق النظام، أنفسهم، يقولون أن سكان تلكلخ، النازحين إلى شمال لبنان، هم " من الغجر أو من بدو وادي خالد "..
° الغجر، والبدو، والأجانب، هم أكثر أصالة، على كل حال، من هذه الحثالة، المنبوذة من تاريخ سورية كله؛ والتي لا يعرف أحد قرعة أبيها من أين.
ـ ولكننا نعرف أن قرعته، الأبّ القائد، ستصبح غداً مداساً لأحذية شباب شعبنا، مثلما كان الأمر مع تماثيل أبيه، القائد الخــــــ.. الخالد.

#دلور_ميقري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات