أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - دلور ميقري - يوم الأسير السوري














المزيد.....

يوم الأسير السوري


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 3344 - 2011 / 4 / 22 - 01:40
المحور: كتابات ساخرة
    



ـ أخي، هل تريدني أن أحطم شاشة التلفزيون بضربة من هذا الحذاء؟
° جهاز التلفزيون يخصكَ، وأنت حر تفعل به ما تشاء..
ـ إذن رجاءً، انتقل بنا إلى قناة أخرى، غير هذه.
° عجباً، كل مواطن في العالم يفتخر بقناة وطنه، ما عدا المواطن السوري و..
ـ ومن قال لكَ، أصلاً، أنّ هذه قناة وطننا؟
° هذا ما تقوله علامتها.
ـ يا سيدي، علامتها من علامات الساعة.
° فهمت عليك. وحتى إعلامنا الرسمي، مستنفرٌ كأنما هو يوم القيامة.
ـ طبعاً، فإنهم يحتفلون بيوم الأسير السوري في سجون الاحتلال العربي .. أقصد، الاحتلال العبري.
° سجون الدولة العبرية، كما تذكرنا القناة الرسمية، قائمة على الاعتقال التعسفي والتعذيب والتغييب والقتل المنظم وانعدام وجود القضاء المستقل أو حتى الدفاع؛ وخاصة في ذلك السجن الرهيب، القائم في الصحراء.
ـ أعتقد أنك تخلط بين سجون إسرائيل وسجون سورية؟
° لستُ أنا من يفعل ذلك، بل هذه المذيعة الحلوة، الشبيهة ببنات آوى، والتي تقاقي فوق رؤوسنا مع ضيفها الدكتور كذا.
ـ ناس حلوين، فعلاً.
° وهاهيَ تلتفت إلينا، لكي تزف للمشاهدين هذا النبأ العاجل: الأسرى السوريون في سجون الاحتلال الصهيوني يبعثون برقية للرئيس القائد، يؤكدون فيها وقوفهم إلى جانب شعبهم وقيادتهم ضد المؤامرة المستهدفة صمود سورية ومنعتها واستقرارها و..
ـ عظيم. ولكن، عن طريق أي فرع أمن، إسرائيلي، وصلت هذه البرقية؟
° مؤكد أنه فرع أمن بانياس.. أعني بانياس الموجودة في هضبة الجولان.
ـ آه، يا لها من صدفة عجيبة.
° خير، ماذا دهاك حتى قفزتَ من الصوفا؟
ـ يا أخي، لقد وجدنا، بالصدفة المحضة، حلاً للغز ذلك الفيلم المصوّر بكاميرا الخليوي؛ الذي أثارَ موجة واسعة من ردود الأفعال في البلد.
° أنت تعني، الفيلم القصير عن معتقلي منطقة البيضا في بانياس؟
ـ تماماَ. الآن حصحص الحق وحلّ اللغز و..
° عدنا إلى الألغاز؟
ـ يا أخي، بما أننا تذكرنا، صدفة، وجودَ مدينة أخرى في سورية، اسمها " بانياس"؛ فإنّ ذلك يعني بأنّ قوات أمن بانياس المحتلة، الإسرائيليين، هم من كانوا يقومون بإهانة الأسرى السوريين على مرأى من كاميراتهم؛ وهم من كانوا يقهقهون ويقاقون بصوت واضح: " يا علي.. يا بو هادي.. صوّر هالأنذال، هالخونة.. صوّرهن ونحنا عم نعفسهن وندوسهن ".
° ناس حلوين، فعلاً.. أعني المذيعة وضيفها الدكتور كذا.
ـ بهذه الحالة، يجب على التلفزيون المحلي والفضائي، والإخبارية الفضائية، وقناة الدنيا، أن يعتذروا للمشاهدين بسبب التحليلات العميقة، التي قدموها لهم بخصوص هذا الفيلم.
° بماذا تجدّف أنتَ؟ متى كان الاعتذار من تقاليد وزارة الإعلام، أو الداخلية؟ ولماذا سيعتذرون، طالما أنّ أحداً من المواطنين لا يتابع هذه القنوات؟
ـ آه، معك حق. وأصلاً البشمركة، قبل المشاهدين السوريين، من هم أحق بالاعتذار؛ طالما أنّ معظم المحللين الاستراتيجيين في جيش الإعلام السوري كانوا قد أكدوا بأنّ الفيلم مصوّرٌ في شمال العراق وتمّ تسريبه لسورية عبر الحدود في تلك الشاحنة التي أوقفها عناصرُ الأمن واكتشفوا فيها شحنات الأسلحة الموجّهة إلى الشبيحة.. أقصد، إلى الجماعة السلفية المسلحة.
° يا لها من مؤامرة خطيرة، تستهدف سورية الصمود والممانعة والمقاومة.
ـ أتصدّق؟ كنتُ دائماً أعيد رؤية الفيلم وأغلي من الغضب، وأقول في نفسي: لا يمكن، أبداً، لقوى الأمن السورية التي تحمي المواطن، أن ترتكب هذه الأفعال المشينة. نعم. لا يمكن أن يفعل ذلك سوى قوى الأمن الصهيونية، العدوّة.
° الحمد لله، بان الحق. وبالتالي، فإنهم كلهم كانوا ضحية أولئك الهمج المجرمين من قوى الأمن الصهيونية؛ كلهم، كلهم؛ من أطفال درعا، الذين قلعت أظافرهم تحت التعذيب، إلى الشهداء والجرحى والمعتقلين من فتية ورجال حماة وحوران واللاذقية ودوما وحرستا والكسوة والزبداني وبانياس وجبلة وحمص وجسر الشغور والقامشلي وعامودا وكوباني ووو..
ـ نعم، كلن كلن.
° وإذن عليكَ، أنتَ بالذات، أن تقدّم الآن الاعتذارَ لتلفزيوننا المحلي، والفضائي، على سوء ظنك بأدائه المهني، الموضوعي؛ الذي شهدَ له العالمُ أجمع.
ـ يا أخي، إنّ بعضَ الظن إثمُ. وأصلاً نحن بشر وغير معصومين عن الخطأ. وقد أكد سيادة الرئيس هذا في خطابيه الأخيرين.
° نعم، يا لتواضعه وهو يقول أنّ البشرَ يمكن أن يقعوا ببعض الهفوات؛ حتى لو كانوا رؤساء من طينته.
ـ لأنهم خلقوا من طين وإلى جهنم راجعون..



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيادته يوجّه الإعلامَ للإصلاح
- سيادته يأمر الشبيحة بتطبيق الإصلاح
- الواد طالع لأبوه
- طير وفرقع يا بشار
- أنا والرئيس في باريس
- أسكي شام: استهلالٌ، أو اكتشافُ الأسلاف
- أعمالي غير الكاملة في موقع متكامل
- خاتمَة السيرَة: الشام القديمَة
- الأمكنة الكمائنُ 14: المَبغى المُقدّس
- الأمكنة الكمائنُ 13: الجدرانُ الأخرى
- الأمكنة الكمائنُ 12: السّفح المُتسكع
- الأمكنة الكمائنُ 11: المَخطر المَشبوه
- الأمكنة الكمائنُ 10: الجوار المُتأجّج
- الأمكنة الكمائنُ 9: المَحفل المُزدوَج
- الأمكنة الكمائنُ 8: أسطحُ الأصحاب
- الأمكنة الكمائنُ 7: خرائبُ الرّغبة
- الأمكنة الكمائنُ 6: أوابدُ الوَجاهة
- الأمكنة الكمائنُ 5: بيتُ بَديع
- الأمكنة الكمائنُ 4: مَأوى آموجنيْ
- الأمكنة الكمائنُ 3: كهف الفتوّة


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - دلور ميقري - يوم الأسير السوري