أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - دلور ميقري - سيادته يوجّه الإعلامَ للإصلاح















المزيد.....

سيادته يوجّه الإعلامَ للإصلاح


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 3341 - 2011 / 4 / 19 - 23:15
المحور: كتابات ساخرة
    




أيها الرفاق..
أواصلُ كلمتي هذه، التوجيهية، وتواصلون بدوركم تسجيلها على الدفاتر التي أمامكم؛ يعني مثل المعلم وتلاميذ الابتدائي. وبمناسبة ذكري للمعلم، فإنّ وزير خارجيتنا، وبسبب مداومته في مطعم شقيقه، صار بحجم الفيل ذكاءً ومقدرة.. ما شاء الله، وعين الحاسد تبلى بالعمى ولا تجد طبيباً للعيون، ماهراً، مثل فخامتنا.
واليوم السابع عشر من نيسان، كما تعلمون ربما، هو ذكرى عيد الجلاء. إنه يوم مشئوم، طالما أنه سيشهد مزيداً من الإحتجاجات في هذه المناسبة. على ذلك، سأقترح على القيادة القطرية للحزب القائد، وبعد موافقة قادة الأجهزة الأمنية طبعاً، أن نلغي عطلة السابع عشر من نيسان وأن نستبدلها بالأول من نيسان: عيد الكذب. وسيكون هذا عيداً للإعلام في سورية الأسد؛ إعلامنا المعروف بمهنيته ومصداقيته العالية. أحم أحم أحم
وبهذه المناسبة، أيضاً، أودّ الإشادة بجهود وزير إعلامنا السابق، متمنياً له التوفيق في تقاعده والشفاء العاجل من خرفه المبكر. إنّ اختيارنا لذاك الوزير، للحقيقة، هو حكاية شبيهة بحكايات العشق العذري. نعم. كانَ الرجلُ أولاً سفيراً في مدريد، وهناك التقى بشقيقتنا المصون؛ التي لم تكن قد صارت بعد برتبة عقيد ركن في جيش النهب المشروع. قلنا أنهما التقيا، ثمّ تفاهما وتواعدا و.. الخ
ألا تقول أنّ القدرَ كان ظالماً، فالتقت هي بعد عودتها للوطن مع شخص آخر، أكثر جاذبية على ما يبدو؛ شخص له شارب أسود ويشبه العفريت. هذا الأخير، كما تعلمون، صار صهرنا وارتقى سريعاً، وقفزاً، درجات السلّم الأمني. أما الخطيب السابق، الملول، فإنه بقي يبكي الحبّ الضائع حتى لحظة تعيينه وزيراً للإعلام. وبفضل شقيقتنا، أيضاً، حصلَ طبيب لبناني على منصب وزير في حكومة عمر كرامي. هذا الطبيب، لعلمكم، كانَ بالصدفة مناوباً في مشفى الجامعة الأمريكية في بيروت عندما وصلت طائرة هليكوبتر حربية مع عشرات من سيارات الأمن والجيش. عندما علم الطبيبُ جلية الأمر، تساءل باستغراب: " ابنة الرئيس السوري، ما غيره، ويحضرونها على عجل إلى بيروت؟ فلماذا لا يتمّ توليدها في دمشق؟ "
" ولاه، هل تريدها أن تموت على أيدي الأطباء السوريين؛ وأغلبهم من قريتنا وحصلوا على شهاداتهم بعد تخرجهم من دورة مظليين تابعة لحزب البعث؟ "، أجابه بغضب أحد الضباط المرافقين لشقيقتنا. المهم، أنّ ذلك الطبيب الجراح منحَ والدنا، القائد الخالد، ثلاثة أحفاد، فكوفيء فوراً بتعيينه وزيراً للصحة في الحكومة اللبنانية. حكومة مقاومة، فعلاً، لا مثل حكومة فيلتمان الحريرية.
أيها الرفاق.. ربما تتساءلون، لماذا يجب أن نجعل من الأول من نيسان عيداً للإعلام لدينا؟ وجوابي بسيط وعميق في آن: لأننا كحزب عقائدي، قومي اشتراكي، استلهمنا مباديء النازية فكراً وتطبيقا. وبهذه الحالة، فإنّ إعلامنا يسير على هدي منهج وزير إعلام هتلر؛ الذي قال " أكذب وأكذب، حتى تصدق كذبتك ويصدقها الناس ". ومنذ عهد أبينا، القائد الخالد، طبقنا هذا القول البليغ، المأثور، وعممناه على مختلف وسائل الإعلام لدينا. ولكن، ما هي وسائل الإعلام السورية، في آخر الأمر؟ إنها ثلاث صحف حكومية، مؤبدة، وفضائية يتيمة.. أعانها الله وأحسن إليها. وقد صدق الشاعر الراحل، ممدوح عدوان، عندما قال عن التلفزيون السوري: " إنه يكذب حتى في النشرة الجوية ". قول رائع، بليغ، وطريف أيضاً. هاهاها
وبما أن عهدنا اتسم بالسلاسة والشفافية، منذ ترقيتي الأسرع من الصوت لمنصب رئيس الدولة، فقد اهتممنا بأداء الإعلام ومصداقيته. يا سيدي، ولحقنا حتى بالثورة الالكترونية وأسسنا موقعاً، مستقلاً، تابعاً للأجهزة الأمنية ومموّلاً من ابن خالنا، الملياردير، تحت شعار " صوت الحرية والديمقراطية ". وكذلك أضفنا صحيفة جديدة، مستقلة، ارتباطها وتمويلها من نفس المصادر سيئة الذكر.. أقصد، آنفة الذكر.
ولكن منذ بداية حركة العصيان في تونس، ومن ثمّ في مصر، قلتً للرفاق قادة الأجهزة الأمنية : " الله يسترنا ". أما في مقابلتي مع إحدى وسائل الإعلام الأوروبية، فإنني كنت أتصنع الثقة بالنفس: " نحن محصنون في سورية إزاء مثل تلك الحركات؛ فإننا نفهم نبض الشارع.. فمن يقدر على جسّ نبض الشارع السوري سوى طبيب، متخصص في بريطانية؟ "، هكذا أجبتهم. إلا أنّ النارَ بدأت تصل إلى لحيتنا. هنا، اقترح عليّ البعض أن أفتح المجال لفضائية مستقلة، سموها لاحقا " عجائب الدنيا "، وفضائية أخرى إخبارية من غرائب الدنيا أيضاًً. كنا نتوقع أن تستطيع هاتين الفضائيتين، الجديدتين، سدّ ثغرات تلك القديمة، بل ومنافسة الفضائيات العربية. ولكن عبثا. فيا حسرة على الملايين التي صرفت على الفضائيتين من جيب دافع الضرائب السوري، وكانت في سبيلها لتصب في جيب أبن خالي. غير أننا لم نستسلم. لقد قبلنا التحدي وكما فعل والدنا، القائد الخالد، قبل ثلاثين عاماً.
أيها الرفاق.. كان علينا إذن تطوير خطابنا الإعلامي وجعله مواكباً للعصر والحداثة وقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. ستسألونني طبعاً، كيف؟ وسأجيبكم، بأن إكسير حياة نظامنا هو نظرية المؤامرة: أجل، إنها مؤامرة متشعبة الخيوط، داخلية وخارجية؛ مموّلة من الموساد والسي إيه آه. وكان من المحبذ أيضاً حشر أسماء شخصيات معروفة، من لبنان والسعودية، بغية كسب بعض الأوراق الإقليمية لصالحنا.
إعلامنا صار بألف خير. ليس فقط مقدمو البرامج السياسية والصحفيون، بل وكذلك الكثير من الفنانين أسهموا بتأجيج حبكة المؤامرة التي تستهدف سورية الصمود والممانعة والمقاومة. نعم، استطعنا بسلاسة وشفافية نقل الدعارة من الوسط الفني إلى الوسط السياسي: أليس هكذا يكون وفاء الفنانين والفنانات، وخصوصاً من قريتنا والقرى القريبة من قريتنا؟ وبما أن الكثير منهم، ومنهن، قد انتقلوا إلى القاهرة ودبي، فإن ذلك أنفع لدعايتنا وأجدى؛ كي لا يدّعي البعض أنّ ضغوطاً تمارس على رأي هذا أو تلك.
وأخيراً، يا رفاق، أعطيكم مثالاً على حسن أداء إعلامنا. فقبل يومين كنت أتابع برنامج " مساء الخير سورية "، التلفزيوني. منذ البدء، عليّ التنويه بأنّ ما حصل خلال البرنامج ما كان ذنب مقدمته. إذ فتح المخرج ثغرة في الصورة الرئيسية لكي ينقل للمشاهدين أهم التطورات الميدانية: كانت أسهم بلون احمر تتقاطع على صور الاحتجاجات، المفترضة، لفضح التلاعب بالصور من قبل الفضائيات العربية، المعادية. تصوروا معي.. تجمع من خمسة أشخاص، في ريف دمشق، يتحوّل بفضل المونتاج إلى تجمع من خمسة آلاف شخص؛ بحشرهم أطفال غزة في الصور؟؟ تصوروا معي، أيضاً.. عناصر من الشبيحة تهين معتقلين، من المحتجين في بانياس؛ بينما هم في حقيقة الأمر عناصر من البشمركة تهين معتقلين، ناجين من تسونامي اليابان. ويحدثوننا عن مهنية الإعلام في تلك الفضائيات المشبوهة؟؟
قلنا أنه كان ثمة مقابلة، في ذلك البرنامج، مع باحث في التاريخ والآثار. مقدمة البرنامج، وهي تشبه أنثى الضبع شكلاً ومسلكاً، كانت تستمع لكلام ضيفها عن حضارة منطقة أوغاريت، في الساحل، حينما قاطعته فجأة: " هذه هي الحضارة عندنا؛ هذه هي تقاليدنا وتربيتنا وأخلاقنا، وليس التظاهر والاحتجاج والتخريب كما يفعل البعض. فعلينا أن نقـ .. أن نطرد هؤلاء من سورية "، قالتها بحدّة متوجهة إلى الكاميرا وهي تقاقي مثل دجاج قريتنا. حسناً أن الضبعة استدركت، ولم تقل " علينا أن نقتلهم " أو " نقبرهم ".. فنحن نقدّس الدم السوري وعلى العكس من تلك العصابة الإجرامية، الغامضة، التي تقتل الناس متنقلة من محافظة إلى محافظة. نعم، على الإعلام عندنا أن يبرز هذه الحقيقة؛ وهي أنّ الأجهزة الأمنية، وحتى الشبيحة، هم من يحمون المواطن من شرّ تلك العصابة الإجرامية. لا بل على إعلاميينا أن يلاحقوا، لاهثين، تطورات الرواية الأمنية: فهذه العصابة، الخفية، صارت فجأة مكشوفة من ناحية الإمداد والتمويل.. ثم تحولت من جديد إلى مجموعات مسلحة تروّع المواطنين وتقتل وتقنص رجال الجيش.. ثمّ تحوّلت من بعد إلى تمرّد مسلح يقوده أمراء سلفيون. هكذا انتقلت سورية، خلال عقد من أعوام عهدي الميمون، من نظام الجمهورية إلى الملكية إلى الإمارة. آه، من هذه المؤامرة. ألم أقل لكم أنها من تدبير الموساد والسي إي آآآآآآآآآه..؟؟



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيادته يأمر الشبيحة بتطبيق الإصلاح
- الواد طالع لأبوه
- طير وفرقع يا بشار
- أنا والرئيس في باريس
- أسكي شام: استهلالٌ، أو اكتشافُ الأسلاف
- أعمالي غير الكاملة في موقع متكامل
- خاتمَة السيرَة: الشام القديمَة
- الأمكنة الكمائنُ 14: المَبغى المُقدّس
- الأمكنة الكمائنُ 13: الجدرانُ الأخرى
- الأمكنة الكمائنُ 12: السّفح المُتسكع
- الأمكنة الكمائنُ 11: المَخطر المَشبوه
- الأمكنة الكمائنُ 10: الجوار المُتأجّج
- الأمكنة الكمائنُ 9: المَحفل المُزدوَج
- الأمكنة الكمائنُ 8: أسطحُ الأصحاب
- الأمكنة الكمائنُ 7: خرائبُ الرّغبة
- الأمكنة الكمائنُ 6: أوابدُ الوَجاهة
- الأمكنة الكمائنُ 5: بيتُ بَديع
- الأمكنة الكمائنُ 4: مَأوى آموجنيْ
- الأمكنة الكمائنُ 3: كهف الفتوّة
- الأمكنة الكمائنُ 2: حجرة الحَديقة


المزيد.....




- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - دلور ميقري - سيادته يوجّه الإعلامَ للإصلاح