أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - دلور ميقري - الواد طالع لأبوه














المزيد.....

الواد طالع لأبوه


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 3339 - 2011 / 4 / 17 - 19:57
المحور: كتابات ساخرة
    



ـ أخي، هل سبق لك وشاهدتَ المسلسلَ المصري " لن أعيش في جلباب أبي "؟
° سمعت به، ولكنني لم أشاهده. فأنا من زمان لم أعد أتابع الدراما العربية خوفا من أن أصبح متخلفا عقلياً.
ـ صدقني، متابعة الفضائية السورية هي من تجعل الإنسان بالحالة التي ذكرتها..
° قصدكَ، لا تغطيتها لأحداث الثورة السورية؟
ـ بل قصدي، هو تغطيتها الفائقة الذكاء لهذه الأحداث.
° مفهوم، مفهوم.. ذكاء خارق للصوت. ولكن، ماذا عن إشارتك لذاك المسلسل المصري؟
ـ يا سيدي، تذكرتُ المسلسلَ حالما انتهيتُ من متابعة خطاب السيّد الرئيس، الأخير..
° الأخير؟ هل طيّروه، ذلك الديوث؟؟
ـ أنتَ تعني المسلسل، أليس كذلك؟؟ ولكنني أعني آخر خطاب للسيّد الرئيس، الرفيق الأمين العام للحزب والفريق أول القائد العام للجيش والقوات المسلحة و..
° وزعيم عصابات الشبيحة والمافيا، القرداحية.
ـ طبعاً، ألا يقالُ أنّ القرودَ على أشباهها تقعُ: ألم ترَ مجلس الوزراء الجديد / القديم، وهو يضمّ سفاحَ السجون إلى جزار الإعلام؟
° نعم. وأعرفُ أنه يقالُ أيضاً، هذا الجرو من ذاكَ المسعورَ المقبور.. إنما المصيبة أنه خلف للبلد أكثر من جرو.
ـ معلوم، ألم يكن هو الأب القائد وزوج سورية؛ الوطن الأم؟
° يا حسرة على البلد، المورّث مثل مزرعة من الأب إلى الابن إلى آخرته.. أقصد، إلى آخره.
ـ الأب انتقلَ إلى الآخرة، وورّث ابنه الحكمَ بسلاسة وشفافية. إنما المشكلة مع هذا الأخير أنه لا يعي قربَ آخرته، بل هوَ يخطط بدوره لتوريث ابنه و..
° ولكي تتمّ، أيضاً، في عهد الحفيد " دراسة " مطالب الإصلاح وإحالتها إلى القيادة القطرية للحزب القائد ومن ثمّ إلى مجلس الصمّ البكم.
ـ أتعني مجلسَ الوزراء، أم مجلس الشعب؟
° لا فرق، في الواقع.. فكلهم صم بكم، وسيادة الرئيس هو الديكُ الفصيح. وفي خطابه التوجيهي لمجلس الوزراء الجديد / القديم، طالب سيادته بالحوار مع المنظمات والنقابات.. أي كما فعل أبوه، قبل ثلاثين عاماً، عندما كان يدمّر المدن السورية على رؤوس ساكنيها ثمّ يطلب من أعضاء القيادة القطرية أن يذهبوا لمحاورة الكتاب والمثقفين.
ـ ما شاء الله، كأننا نعيشُ في غابة: قردة وكلاب مسعورة وديوك؟
° نعم، ألا نقرأ هذا السجعَ المكتوبَ تحت صور سيادته: سلمتَ أيها الأسدُ..
ـ عشتَ وخربَ البلدُ.
° لا حول ولا قوة إلا بالله. نفس العبارات الممجوجة لثلاثين عاماً، كان النظامُ يريدنا أن نرددها لثلاثين سنة أخرى.
ـ ولكن شعبنا، الثائرَ اليوم، لم يمهل النظامَ أكثر.
° ورأس هذا النظام، الفائق الذكاء الخارق للصوت، يريد إقناعنا بأنّ حزمة الإصلاح تعدّ على نار هادئة..
ـ على نار الرصاص، الذي أطلقه زبانيته على المحتجين المسالمين في جميع المحافظات.
° وأيضاً على صدور ضباط وأفراد الجيش، الذين رفضوا أوامره بقتل الناس.
ـ ثمّ يردد كالأبله، ويردد إعلامه معه، أنّ عصابة تخريبية مرتبطة بتيار المستقبل اللبناني هي من قتل هؤلاء وأولئك.
° لا داعي لـ " كاف " التشبيه؛ فإنه أبله وعلى البركة منذ أن كان صبياً صغيراً. وأمه شاهدة على ذلك، فهي ما زالت أفعى ترزق.. أقصدُ، ما زالت حيّة ترزق.
ـ ولكنه صارَ رئيساً شاباً، وقبل ذلك طبيباً. ثمّ أنه تعلم بعض الجمل الانكليزية، خلال دراسته في بريطانية.. ولا أدري لماذا لم يتعلمَ هناكَ دروسَ الديمقراطية أيضاً؟
° ومن قال لكَ، أنّ سيادته ذهب لبريطانية لكي يتعلم الديمقراطية أو حتى اللغة الانكليزية؟ لقد ذهب للدراسة في الخارج، مثله في ذلك مثل كل أبناء الزعماء. وأصلاً كانَ صبيّنا المسكين بلا حول في وجود شقيقه الأكبر؛ المفترض أنه كان هو الوريث الطبيعي للأب القائد. ويقالُ، أنّ الأمّ تساءلت بقلق مشيرة إلى هذا الأصغر: " وماذا نفعل معه؛ وهوَ بهذه الحالة؟ ". فأجابها الأبُ: " نفعل معه مثلما يفعلون مع كل أبله في سورية الأسد: نرسله في دورة مظليين تابعة لشبيبة الثورة، لكي يحصل من ثمّ على علامات إضافية في البكالوريا تؤهله لدخول طبّ العيون.. ". هنا، تساءلت الأمّ بقلق: " طب العيون؟ ألا تخاف أن يعمي الناس بعد تخرجه؟ ". فأجابها الأبُ ضاحكاً: " وهو المطلوب. بل ليت أن الناس يصبحون أيضاً صماً بكماً؛ فهذا أريح لنا ولأجهزتنا الأمنية ".
ـ ولكنه صارَ رئيساً، لسوء حظ الناس. فهو إذ لم ينجح في تحقيق أمنية والده تلك، عن جعل الناس عمياً بكماً صماً؛ فإنه راحَ يقتلهم بدون رحمة. ولهذا سألتكَ منذ بداية حديثنا عن ذاك المسلسل المصري..
° بل قل أنّ سيادته يجب أن يكونَ ، هذه المرة، بطل مسلسل سوريّ جديد، عنوانه: " ما زلت أعيش في جلباب أبي ".



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طير وفرقع يا بشار
- أنا والرئيس في باريس
- أسكي شام: استهلالٌ، أو اكتشافُ الأسلاف
- أعمالي غير الكاملة في موقع متكامل
- خاتمَة السيرَة: الشام القديمَة
- الأمكنة الكمائنُ 14: المَبغى المُقدّس
- الأمكنة الكمائنُ 13: الجدرانُ الأخرى
- الأمكنة الكمائنُ 12: السّفح المُتسكع
- الأمكنة الكمائنُ 11: المَخطر المَشبوه
- الأمكنة الكمائنُ 10: الجوار المُتأجّج
- الأمكنة الكمائنُ 9: المَحفل المُزدوَج
- الأمكنة الكمائنُ 8: أسطحُ الأصحاب
- الأمكنة الكمائنُ 7: خرائبُ الرّغبة
- الأمكنة الكمائنُ 6: أوابدُ الوَجاهة
- الأمكنة الكمائنُ 5: بيتُ بَديع
- الأمكنة الكمائنُ 4: مَأوى آموجنيْ
- الأمكنة الكمائنُ 3: كهف الفتوّة
- الأمكنة الكمائنُ 2: حجرة الحَديقة
- الأمكنة الكمائنُ: جنينة جَميل
- الأوانس والجَواري 5


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - دلور ميقري - الواد طالع لأبوه