أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - دلور ميقري - مواطن سوري عادي، جداً














المزيد.....

مواطن سوري عادي، جداً


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 3365 - 2011 / 5 / 14 - 20:51
المحور: كتابات ساخرة
    




ـ تعالَ، يا ابن خالي، وأعطيني دقيقة من وقتك، الغالي جداً.
° استغفر الله، سيّدي. أنا مواطن سوري عادي، كما تعرفون..
ـ آه، افتكرت. قصدكَ، تصريح سفيرنا في واشنطن؛ الذي قال فيه أنّ رامي مخلوف هوَ كذا وكذا.
° هوَ..؟؟ من هوَ، سيّدي؟
ـ هوَ، باللغة العربية، يعني أنتَ.
° بالله عليك، دعنا من اللغة العربية. فقد كانت سببَ رسوبي المرة تلوَ الأخرى في الإعدادية. ولولا أوامر والدكم المرحوم، القائد الخالد، لما نلتُ حتى شهادة الابتدائي.
ـ ما شاء الله.. معك شهادات علمية عالية، جداً؛ ابتدائي وإعدادي، وكلها بالواسطة أيضاً. ولكنك، يا ابن خالي الحبيب، خلِقتَ لتكونَ رَجُل أعمال لا رجل كرسي.
° كرسي السلطة، سيّدي؟
ـ بطبيعة الحال، يوجد لدينا أرجل عديدة لهذا الكرسي؛ الذي أجلسُ الآنَ عليه.
° وسيادتكم كنتم خير خلف لخير سلف.
ـ ولهذا السبب، فإنني تركتُ معظمَ رجال أبي في مراكزهم الأمنية والعسكرية. اللهمّ إلا من شاخ وخرف منهم.
° أهؤلاء من يُطلق عليهم " الحرسُ القديم "، على أساس أنهم يعيقونَ خطوات الإصلاح؟
ـ نعم، على أساس. ولكنكم، أنتم الحرس الجديد، تؤمنون بمبدأ سرعة الإصلاح وليسَ تسارعه.
° عفواً، سيّدي. كلامكم كله فلسفة، ومن الصعب أن يُدركه مواطنٌ سوريّ عاديّ، مثلي.
ـ ألم تفهمَ ما قلته لكَ؟
° لا.
ـ ولا أنا. يعني، أقصد أنه ببسيط العبارة، هكذا..
° هكذا؟؟
ـ تقريباً. على كل حال، إنها معادلة صعبة جداً.
° إذا كانَ الأمرُ يتعلق بمعادلة، أعفيني إذن من سماعها؛ لأنّ مادة الرياضيات كانت، أيضاً، سببَ رسوبي المرة تلو الأخرى في الإعدادي..
ـ مفهوم، مفهوم. أصلاً، ما هي حاجة رجل أعمال ناجح، مثلكَ يا ابن خالي، بالرياضيات والمعادلات؟
° ناجح، أجل. ولكن، آآآه من ثمن النجاح. فالحسَد يأكل قلوب الناس، لدرجة أنهم أحرقوا مقرات شركاتي في معظم المحافظات الثائرة و..
ـ ولكن، قوووط اماتهن كلن. والله، لقد جعلتهم يدفعون ثمنَ هذه الأفعال اللصوصية، الإجرامية. فقد أمرتُ أفرادَ الأمن والجيش أن يسرقوا أثناء مداهمة البيوت كلّ ما يجدونه فيها من مال ومصاغ.
° آه، يا ابن عمتي. إنه مالي، مالي المسروق.
ـ لا تبكِ، أرجوك. أنا رئيس شاب، مرهف المشاعر.
° كيف لا أبكي وقد سرقني، أولئك الأوباش اللصوص؟ تصوّر، سيّدي.. سنوات طويلة من جهدي وتعبي ضاعت.. سنوااات، وأنا أسرق مؤسسات القطاع العام والخاص؛ وأنا أستولي على عقود الاستثمارات الأجنبية والأهلية..
ـ كلنا أهلك، يا ابن خالي، قيادة وشعباً. ولكن، لا تزيدها. شوية مقرات احترقت مع كراسيها و..
° إلى الجحيم، تلك الكراسي. كلها فداء الشعب والقائد. المهم، هو بقاء كرسي سيادتكم.
ـ وطنيتك هذه، الرفيعة، هي من جعلت الأوربيين والأمريكان يضعون اسمك في لائحة العقوبات تلك.
° وهذا أكبر دليل، سيّدي، على أننا نتعرض لمؤامرة خارجية تهدف لإفراغ كرسيكم من مضمونه.
ـ ولكنّ تصريحكَ الأخير، يا ابن خالي الحبيب، كادَ أن يهز كرسينا..
° هل كفرتُ، سيّدي، إذا أعطيتُ مرة واحدة في حياتي بتصريح لصحيفة أمريكية؟
ـ لا، ليس هذا القصد. تصريحك كان رائعاً، ومنسجماً تماماً مع أفكارنا. ولكن، المشكلة كانت في تأويل هذا التصريح من قبل خصومنا.
° تأويم..؟؟ وما علاقة التأويم والتأميم بتصريحي؟
ـ أنا قلتُ، التأويل. وهي كلمة عربية، فصيحة جداً، مصدَرُها أوّل وثاني وثالث و..
° وهل تعودَ بي، مرة أخرى، إلى اللغة العربية وشجونها؟
ـ المهم، أنّ المعارضة في الخارج، غير الوطنية، اتهمونا بناء على تصريحكَ بأننا نحن من يضمن استقرار إسرائيل.
° إذن، إذا كانوا وطنيين أكثر مننا، فليتفضلوا هم لكي يحكموا بدلاً عنا ويؤمنوا استقرارَ إسرائيل بشكل أفضل مما نفعله نحن.
ـ برافو عليك، يا ابن خالي. فعلاً أنكَ عبقري بالسياسة. صدقني، لو لم تكن رجلَ أعمال لجعلتكَ محللاً سياسياً، جنباً لجنب مع محللينا البارزين؛ مثل د. أحمد الحاج علي ود. بسام أبو عبد الله ود. طالب ابراهيم ود.عصام تكروري ود. أحمد صوان ود. شريف شحادة ود. محمد حبش و..
° سيّدي، كلهم ددد.. وأنا ليس عندي " د " مثلهم؟
ـ بسيطة. زوج عمتك، القائد الخالد، منحكَ شهادتي الابتدائية والإعدادية.. فهل كثيرة على ابن عمتك، سيادتنا، أن يأمرَ بمنحك شهادة الدكتوراه؟
° دكتوراه بماذا، سيّدي؟
ـ بالتاريخ، مثلاً..
° لا، لا. هذه المادة، أيضاً وأيضاً، كانت سبباً في رسوبي المرة تلو الأخرى في الإعدادية.
ـ قررر، ومن قال لكَ أنه في سورية الأسد من يحمل دكتوراه في التاريخ يجب أن يكون قد نجح في مادة التاريخ بالإعدادية؟
° مفهوم، سيّدي. أصلاً، ما هيَ حاجة المرء بالشهادة الإعدادية إذا كان يحمل شهادة الدكتوراه.
ـ مبروك، سلفا، هذه الشهادة السامية..
° شكراً، وأرجو أن أكون دائماً محلّ ثقة سيادتكم.
ـ هذا أكيد. والمهم، أن تكونَ دائماً محلّ ثقة الشعب و..
° ولكن، ليس قبل أن يعوضني الشعب عن خسائري؛ بعدما انقضّ كالحرامي على مقرات شركاتي. لأ وبلغت الوقاحة بمعظم أولاد هذا الشعب أن يطلقوا عليّ لقبَ " حرامي مخلوف " خلال مظاهراتهم واعتصاماتهم.
ـ العمى في عيونهن، العمى. ألا يعلمون أنكَ مواطن سوري عادي، جداً.



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خالي يا خالي
- المعارضحالجية
- حميرُ الإعلام وخنازير الفنّ
- أهم شخصية في سورية
- لا عزاء لأيتام بن لادن
- عن قائد جيش سوريائيل
- النظام السوري وتفجير مراكش
- أقدم زبون للمحكمة الدولية
- الرئيس القرد يحرر البلد
- آخر خطاب لمسيلمة الكذاب
- ....المقاومة الإسلامية
- ارحل يا حمّار
- يوم الأسير السوري
- سيادته يوجّه الإعلامَ للإصلاح
- سيادته يأمر الشبيحة بتطبيق الإصلاح
- الواد طالع لأبوه
- طير وفرقع يا بشار
- أنا والرئيس في باريس
- أسكي شام: استهلالٌ، أو اكتشافُ الأسلاف
- أعمالي غير الكاملة في موقع متكامل


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - دلور ميقري - مواطن سوري عادي، جداً