أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - دلور ميقري - آخر خطاب لمسيلمة الكذاب















المزيد.....

آخر خطاب لمسيلمة الكذاب


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 24 - 16:04
المحور: كتابات ساخرة
    


ـ أين مسودّة الخطاب، الأخير، الذي سألقيه غداً بمناسبة استقبالي لوفد من الضحايا .. أعني، لوفد من أهالي الضحايا؟
° ها هي، سيّدي.
ـ هم م م. أهذه مسودّة أم محمرّة.. سوّد الله وجهك، يا مستشارتي؟
° لقد نقِحَ خطابُ سيادتكم، كما تعلمون، من قبل الأجهزة الأمنية؛ ولهذا السبب فإنّ الصفحة مملوءة بالتصحيحات بالقلم الأحمر.
ـ بالقلم الأحمر، أم بالدم الأحمر؟ هاهاها
° في الحقيقة، أنّ أجهزتنا الأمنية سفكت الكثير من الدماء في يوم الجمعة العظيمة.
ـ معلوم. ولماذا إذن اسميت " الجمعة العظيمة "؟
° أعتقد أنها اسميت بذلك، لأنّ المسيح عليه السلام كان يومها على طريق الجلجلة و..
ـ ماذا؟ كان هو أيضاً مشاركاً في الجمعة العظيمة؟؟ هذا دليلٌ آخر، قاطع، على التورّط الخارجي في الفتنة ضد سورية. فالمسيح من الجليل، كما هو معروف. ونحن كنا قد أوعزنا إليك، يا مستشارتي العبقرية، باتهام الفلسطينيين المقيمين في اللاذقية بإشعال المظاهرات هناك.
° أنتَ قائد عظيم، محنك، تعرف ربط الأمور بعضها ببعض.
ـ نعم، نعم، كل مرة لدينا من نربطه بالفتنة. فبعد اتهامنا لفلسطينيي اللاذقية في الجمعة الأولى، انتقلنا في الجمعة التالية لاتهام عصابة متسللة إلى درعا من الحدود الأردنية. ألا تقولي أنّ الأحداث انتقلت إلى دوما، في الجمعة الثالثة؛ فقلنا أنها مجموعة سلفية، إرهابية، تقتل الناس. ولكن، في الجمعة الرابعة، تفجرت الأوضاع في بانياس؛ فقلنا أنها قريبة للحدود اللبنانية واتهمنا تيار المستقبل بتمويل وتسليح عصابة أخرى تروّع المحتجين والأمن على حدّ سواء. في الجمعة الأخيرة، ويا للهول، صارت سورية كلها كأنها بركان من الغضب. عند ذلك، قلنا ونحن نرتجف هلعاً أنه تمرّد مسلح، يقوده أمراء سلفيون وعلى رأسهم الزرقاوي و..
° المعذرة، سيدي، لمقاطعتكم. فالزرقاوي قتلَ قبل كم سنة في العراق.
ـ بماذا تجدّفي، أنت؟ ألست امرأة مؤمنة؟ إنّ الآية الكريمة، نقول: " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل هم أحياء ".
° أنا مؤمنة، والحمد لله. والدليل على ذلك، أنني كنت أصلي في حضن.. أقصد، في حضرة والدكم الراحل، القائد الخالد.
ـ أجل، عندي تقرير بذلك. وبالرغم من اعتراض والدتنا، عليها السلام، فإنني عينتك وزيرة، ثم مستشارة، بعدما كنت مجرّد مترجمة لدى المرحوم والدنا.
° لحم أكتافي هو من خيركم، سيّدي..
ـ اللحم الأبيض المتوسط، كما قال عادل إمام. هاهاها
° بمناسبة حديثنا عن الزرقاوي، ألا ترى سيادتكم تفاني رفاقنا البعثيين، العراقيين، في نقل الإحتجاجات إلى الموصل وبغداد؛ لكي يبعدوا الفضائيات العربية عما يجري لدينا في سورية؟
ـ ماذا؟؟ هل سمحتم للفضائيات العربية بالعمل عندنا؟
° لا، لا يمكن أن يحصل ذلك أبداً. ولكنّ هذه الفضائيات، في كل الأحوال، تبث على مدار الساعة أخباراً عن احتجاجات سورية.
ـ العمى في عيونهن، العمى. ولكن، ألا يمكننا توجيه مذكرة قضائية، لجلب أصحاب هذه الفضائيات إلى محكمة أمن الطائفة.. أقصد، محكمة أمن الدولة؟
° سيّدي، ممكن ذلك على ما أعتقد. إنما سنقدمهم للقضاء المدني، بعدما ألغيتم سيادتكم محكمة أمن الدولة و..
ـ كيف؟؟ أنا لا أتذكر شيئاً من هذا. آه، نعم نعم، تذكرت. قصدك ما يسمى بحزمة الإصلاح، التي أوحيَ إليّ بها، كما أوحيَ على من قبلنا لعلكم تذكرون.
° على من، سيّدي؟
ـ اعلمي يا مستشارتنا، العبقرية، أنّ هناك وحياً صحيحاً، ووحياً كاذباً. ونحن كرّمنا بالكذب، طالما أنّ الإصلاح الحقيقي، المطلوب، يعني انتهاء نظامنا. هاهاها
° مفهوم. لهذا السبب أعطيتم أوامركم للأجهزة الأمنية، وفي اليوم التالي مباشرة، بتنفيذ مجزرة الجمعة العظيمة.
ـ نعم، طلبت منهم أن يستعملوا الرصاص الحي، لا المطاطي الذي يستخدمه جنود الاحتلال الصهيوني. لكي لا يقول أيّ مغرض، بأننا نتعامل مع شعبنا السوري كما يتعامل العدو الصهيوني مع شعبنا الفلسطيني.
° أنتم رمز الأمة العربية، سيّدي. ولهذا السبب حيى أخوتنا المقاومون، في حماس وحزب الله، تعاملكم الحصيف مع شعبنا السوري طوال فترة الانتفاضة و..
ـ انتفاضة؟؟
° عفواً، أقصد الفتنة.
ـ آه، من هذه الفتنة. على فكرة، لقد رأيتُ في منامي، ليلة أمس، زعيم هذه العصابة التي تروّع الناس. أنت ربما لا تعلمين بأنني صرتُ مُلهماً بالرؤى الإصلاحية، المخضبة بالدم؟
° خير، سيّدي. ممكن تقص عليّ هذا الحلم، علني استطيع تفسيره لكم؟
ـ يا ستي، دخل عليّ زعيم العصابة ووقف أمام المرآة، الموجودة فوق البيرو في حجرة نومي. أخذ يتأمل نفسه في المرآة، قبل أن يلتفت إليّ. عند ذلك، قمتُ وواجهته قائلاً بغضب شديد: " ولاه، عديم الناموس.. أليسَ لديك زوجة مثقفة، على أساس، ومتخرجة من دورة المياه.. أعني، من دورة المعلوماتية؟ ولاه، مسعور.. أليس لديك أولاد، أكبرهم لا يتجاوز عمره ست سنوات وهو مع ذلك، ما شاء الله، يستطيع أن يخطب ويعظ في علماء الإسلام، الذين هم في أرذل العمر؟ ولاه، ديّوس.. أليس عندك أخوة ثلاث، بقي منهم واحد متفرعن في الأرض، وأخت واحدة برتبة عقيد ركن في جيش النهب وزوجها برتبة لواء في جيش القمع وابن خالها برتبة جنرال في جيش السلب ؟ ولاه، ابن كذا وكذا.. كيف إذن تطلق النار على الناس المسالمين، الذين لا يحملون بأيديهم سوى أغصان الزيتون ولا يهتفون سوى بالحرية والكرامة والوحدة الوطنية؟ يا حيف، عليك.. يا حيف. تقتل أطفالاً بعمر الورد، وتعتقلهم، كيف؟ وتقتل بأولادي، وظهرك للأعادي، يا حيف.. يا حيف ".
° وماذا أجابكَ، يا سيّدي؟ فلقد أصبتني بالرعب من هذا الحلم..
ـ قال لي وهو يضحك بخبث: " أنظر إلى نفسك في هذه المرآة، وستعرف الجواب ". ثمّ اختفى، فجأة. قمتُ إلى المرآة، ونظرت فيها.. ويا لهول ما رأيته.. كانت قامتي تتطاول شيئاً فشيئاً، وكذلك رقبتي. وما لبثتُ أن رأيتني بوجهٍ صفيق، بليدٍ، وصرتُ شبيهاً تماماً لزعيم العصابة نفسه ".
° ها، وبعد..؟
ـ وبعد..؟ لا شيء. لقد قلت لك، يا مستشارتي العبقرية، أنّ أحلامي هي رؤى إصلاحية مخضبة بلون الدم الأحمر.



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ....المقاومة الإسلامية
- ارحل يا حمّار
- يوم الأسير السوري
- سيادته يوجّه الإعلامَ للإصلاح
- سيادته يأمر الشبيحة بتطبيق الإصلاح
- الواد طالع لأبوه
- طير وفرقع يا بشار
- أنا والرئيس في باريس
- أسكي شام: استهلالٌ، أو اكتشافُ الأسلاف
- أعمالي غير الكاملة في موقع متكامل
- خاتمَة السيرَة: الشام القديمَة
- الأمكنة الكمائنُ 14: المَبغى المُقدّس
- الأمكنة الكمائنُ 13: الجدرانُ الأخرى
- الأمكنة الكمائنُ 12: السّفح المُتسكع
- الأمكنة الكمائنُ 11: المَخطر المَشبوه
- الأمكنة الكمائنُ 10: الجوار المُتأجّج
- الأمكنة الكمائنُ 9: المَحفل المُزدوَج
- الأمكنة الكمائنُ 8: أسطحُ الأصحاب
- الأمكنة الكمائنُ 7: خرائبُ الرّغبة
- الأمكنة الكمائنُ 6: أوابدُ الوَجاهة


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - دلور ميقري - آخر خطاب لمسيلمة الكذاب