السياحة والمناحة

عبدالله صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3574 - 2011 / 12 / 12 - 03:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

السياحة أحد أعمدة الآقتصاد المصرى , فهى صناعة كبقية الصناعات , لآنها تدردخلا لكثير من الآسر المصرية , فالسياحة عائدها السنوى ما يوازى 12 مليار جنيه , حيث تمثل 12 فى المئة من الناتج القومى .
وللأسف الشديد أنى قرأت منذ أيام فى أحدى الصحف اليومية بأن أحد الجماعة السلفية من ذوى اللحاة الطويلة يصرح ويقول إن شاء الرحمن , ها نمنع السياحة ونجعلها مقتصرة على السياحة الدينية فقط , بصراحة بقدر ما أدهشنى هذا التصريح المتخبط , وكأنه صادر من واحد سكران , أو عنده سخونة عالية , بقدر ما جعلنى أضحك , ضحكات هستيرية , لآنه لا يعرف أهمية السياحة للدخل القومى المصرى !!!

مثل هذا التصريح , إن دل على شيئ , إنما يدل على أن هناك من يتاجر بمصالح البلد دون وعى وإدراك ومسؤولية إطلاقا , وهو فى نفس الوقت يدل على تأخر فى الفهم وتخلف عقلى مردوده لضيق الآفق , الذى يدور فى فلك الدين فقط بعيدا عن المصلحة العليا للوطن , وكان لزاما عليه أن يدرك بأن مصر بلد فرعونى منذ الآول , قائم على السياحة قبل ولادته من بطن أمه , وهذا من ألاف السنين , مصر مغمورة فى حضارة قدماء المصريين , وكثير من الدول يحسدوننا على تلك الحضارة الفرعونية .
إن السياحة ليست مناحة , وهى لها تاريخ وجزور , لآنها من صميم حضارة شعب عاش ونما وتأقلم وبنى هذه الحضارة , وستبقى أبد الدهر , لنا ولآجيالنا من بعدنا , ولزاما عليه أن يدرك جيدا أن الشعب المصرى لديه قناعة بأن السياحة جزء من تراثنا الآثرى ,وهى جزء لا يتجزأ من الآقتصاد المصرى .

فالسياحة تمثل 25 فى المئة للشعب المصرى من إجمالى النقد الآجنبى , وهذا فى حد ذاته يدعم الدخل القومى للبلد , وتعتبر مصر من الدول التى تحظى بأهتمام العالم الخارجى نظرا لما تملكه من مقومات تاريخية وثقافية , حيث تمتلك ثلثى أثار العالم تقريبا , وهذه الآثار السياحة تتمثل فى كل من سياحة الآثار الفرعونية والشاطئية والترفيهية والعلاجية والدينية والرياضية والبيئية والسياحة الشتوية وسياحة السيارات, إذن لا غنى عنها بحكم أنها عمود من أعمدة الآقتصاد القومى , ولا غنى عنها مثل الصناعات المتقدمة , فأهميتها لنا مسألة حياة أو موت , لآن هناك أسر تعتاش على تلك السياحة , فهى تعتبر صناعة لآن مصر من المنظور الدولى ضمن منظومة السياحة الشاملة , لما لها من أثار سياحية منتشرة فى شتى بقاع مصر , ولذا نجد الحكومات المتعاقبة على مصر تولى أهتماما كبيرا وبالغا لصناعة السياحة , لآنها تعمل على تحسين ميزان المدفوعات وذلك لعائدات العملة الصعبة التى نجنيها من وراء السياحة ,

ونحن فى حاجة ماسة لتطوير تلك الصناعة الهامة لحياتنا , وبأساليب علمية بحتة حتى نستطيع أن ننهض بها , وتأخذ مسارا أجود من ذلك , وهذا لن يتأتى إلا بالتخطيط السليم لرفع الطاقة الآنتاجية , حتى نستطيع جذب أعدادا كبيرة من السائحين على مدار السنة , فكان لزاما على من يسن فرمانات من عنده حتى تتفق مع لحيته أن يدرك أن السياحة جزء لا يتجزأ من خطط التنمية فى الدولة , لآننا فى حاجة ماسة أن نغسل عقول صدأة , عاف عليها الزمن , تفكر بعقلية القرون الوسطى , إنهم يحرمون السياحة ويريدون تدمير جزء كبير من أقتصاد مصر , بدعوى أنها حرام , لا تتفق مع ميولهم وأهوائهم ونسوا الآسر التى تفتح بيوتها من السياحة , , كما أنهم أدعوا أن الديمقراطية حرام , لآن المسمى أت من دول الغرب , فلا يصح لنا أن ندع هؤلاء أن يعبثوا بمقدرات الشعب, لآن شعب مصر متطور فكريا , وهذه الآفكار تصلح لدولة طالبان , لا تصلح لشعب واعى وعلى قدر كبير من الثقافة وبه مفكرين وعلماء أجلاء , حقا إنها دعوة للجهل والآنحطاط الفكرى , والرجوع الى عصر الجاهلية الآولى ,

#عبدالله_صقر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل