أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع شامخ - لى محمود عبد الوهاب في القبر..














المزيد.....

لى محمود عبد الوهاب في القبر..


وديع شامخ

الحوار المتمدن-العدد: 3570 - 2011 / 12 / 8 - 19:49
المحور: الادب والفن
    


الى محمود عبد الوهاب في القبر..

"شعرية العمر الذي إنتهى"




حين لفظت َأنفاسكَ وودعت الحياة التي تحب وتشتهي، َحملكَ مُحبوك وطلابك ورفاق دربك الطويل في ضمائرهم وقلوبهم قبل أكتافهم في موكب تشييع يليق بك ايها الكبير ..

وانتَ تنهي إطلالتكَ على الحياة التي وطأت غمارها قبل أثنين وثمانين عاما .. نكون قد فُجعنا بتوديع علم من أعلام الحياة الإنسانية والإبداعية والإخلاقية العراقية والعربية ..
هل سترقد محشورا في قبر يضيق بقامتك يا عاشق الحياة الأول !!؟

سوف تكون أمسيتك الأولى قي "مقبرة الحسن البصري" حافلة بالشعر وأسئلة الوجود وقلقها ، حيث سيُحييّ لكَ بدر بن السياب ومحمود البريكان صديقا عمرك ، اللذان سبقاك لكأس المنية، .. أمسية لتبديد وحشة الليلة الاولى .. وسنرفع نحن تلاميذك أنخابا من خمرة العيون و نبيذ القلب بصحتكم ..
هنيئا لك شيخنا الحسن البصري بمريدٍ عاشق كمحمود بن عبد الوهاب .

اليوم إنتهت قصة الحياة التي كافحتَ لتلسقها بكلّ مجدها وشقائها ، بخيرها وبقحطها ، بجمالها وتكشيرة أسنانها .. مضيت الى الضفة الاخرى من الزمن .. لكنك ستخلد هنا أبدا ....

خمسون عاما أنتظرتَ وأنتظرنا لنرى مجدك في " رائحة الشتاء" .. كم كنت وفيا وأمنيا وقلقا على الأدب والقصة تحديدا لتصبر كلّ هذه السنين لولادة أبنك السردي البكر ..
أيها الفتى الذي أغتسل بماء الجمال سحرا وتمرأى بطين الجنوب قامة .. كنت حالما كبيرا وحكيما عتّقتَ الزمان في روحك َ لينضح قلمك " رغوة السحاب" رواية ...
أشمّكَ اليوم رائد حكواتيا متفردا تنحت القصة بأزميل روحك وطراوة موهبتك بدقة متناهية ..
سانتظر " شعرية العمر" كتابك َ الذي سيصدر بعد أيام .. أنتظرك في رواية " سيرة بحجم الكف" لارى كيف أختصرت فبل الموت ،سيرةً طويلة لحجم كف .. ربما ستكون نبؤة لحجم قبرك الآن ..
ها أنت تضع رأسكَ الجليل المتوقد جمالا وخيرا وأدبا داعيا دود الأرض لطبق شهي .. بعد أن كنت فاكهة الجلسات ونور القلوب ورائد الدرس وفارس القص!!!
أيّ شعورٍ يخالجني وأنا أرقب من بعيد بعيد نعشك المهيب وصورتك الكبيرة وحناجر الأصدقاء المتيبسة وعيونهم الدامية وهم يذهبون بك الى حيث تعلم ونعلم ..
أأتذكر نوادرك في مواقف مماثلة كنت فيها مشيعاً لاحبائك ؟؟ أأتذكر طاقتك الخلاقة لتحويل الحزن الى أسئلة مرحة ودعابات مرّة؟؟
لم يخبرني الأصدقاء عن أخر الكلمات التي نطقت بها قبل رحيلك ولكن الأكيد انك كنت ساخرا من هجوم الكبد والكلى على صفاء حياتك..
أعتقد أنك كنت تسخر من تجاعيد وجهكَ كما كان الشاعر الحطيئة يهجو وجهه .. وتقول في سرك :
أرى اليوم لي وجهاً فلله خلقه ... فقبح من وجه وقبح حامله !!
حاشاك قبحا ولكنك ساخرا من كلّ شيء ولكن بمحبة عالية ..
، كما كنت ساخر يوم أُصيبت أختك الحبيبة ب" جلطة الدماغ" !!!
حزنيّ عليك أعمق من خيوط الشمس لأنك شعلة من حب ..
حزني عليك اليوم يتخطى مصيرك الوجودي الحتمي .. لأستشرف صومك عن الزواج وإنجاب ذرية بايولوجية فتزوجت الحياة وأخلصت لها أيما أخلاص وجنون معا .
لم تنقطع يا أبن عبد الوهاب عند ربك َ كما يقولون ، لستَ أبترا ولا أقطعا أبدا .. أنت الولود الولود حتى في موتكَ. .
كنت تلد كلّ يوم معنى وتزرع في كلّ قلب شهقة وفرحة . كانت سبورتكَ مديدة لولادة الأجيال .. يا أدم "البصرة " ونوح" العشار".
لا أرثيك أبدا لإنك َ حيّ في عمق شعورنا ..
لأ ابكيك لأن بحر دموع لا يوازي غيابك
سأدعو ظرفاء البصرة وكبيرهم كاظم الحجاج أن يحفظوا العهد ويصدروا كتابا عن نوادر محمود بن عبد الوهاب لانها شاهدة على تاريخ وأحداث وهي وثيقة لها وزنها التاريخي والإجتماعي . والجمالي .
أطلب من صنوك وتوأم روحكَ الكبير محمد خضير أن يشرف على" تراث محمود ومقتنياته وملابسه ومكتبته واقلامه وارشيفه وكل شوارده .. لتكون مادة اساسية عندما يتحول بيته الى متحف لاحقا .. "
محمود كنت كائنا استثنائيا بمرورك في هذه الحياة .. لنجعل من غيابكَ الطارىء وجودا يليق بكَ .
أيها المعلم .. الصديق .. المربي .. الحكواتي .. الظريف .. المشاكس .. البطل .. الضحية .. الجثمان المسجى للصلاة المعقوفة لمآربها ...
يا محمود بن عبد الوهاب .. أنت أمام صاحب الموت فلا تكتم ُظرفكَ .. ولا تضع روحك في برزخ ..
هكذا سأتذكرك لا أُرثيك :
" في عام 2001 ،يوم السبت من شهر آب .. نشرت ُفي جريدة الزمان نصا عنوانه " حديقة الأصدقاء" وكنت أنتَ مع مجموعة من الاصدقاء . بدر السياب .. محمد خضير .. محمود عبد الوهاب ، خالد عبد الزهرة ، قصي الخفاجي ، فايق حنون ، وهو جزء من مشروع شعري طويل انتظر انجازه ..
قلت فيك " محمود عبد الوهاب :
من صحنك أكلّ تلاميذ البصرة " لسان اللغة"
كنت فينا القطار الصاعد .. نفتح الشبابيك لنشمّ "رائحة الشتاء".
سبورة بخمسين جناح .. ايها العابر الاستثنائي .. تركتنا وحّّلقت – يا سندباد البصرة الطائر- بعيدا عن الحياة التي تبغي
ما علّمتكَ المدن أن تكون أنت وما خدعتك الحكمة بثمارها ..
أنت حلو ومرٌّ
يعبرون كلهم .. وتبقى " العابر الإستثنائي"
لم يتعشى العشاء الأخير ..
لن يشي به أحد .. لأنه سارق أخر ورقة من الحياة .."

في عام 2000 بدأت بكتابة روايتي " العودة الى البيت" وانهيتها عام 2004 وكان " لمحمود عبد الوهاب حصة الاسد فيها " والرواية ستصدر قريبا .
هل أبكيك .. نعم ..
هل أوفيت َ حقك َ....
لا
أنت خسارتنا الجمعية ..
كيف ُنرمّم الخلود ؟؟

.......................................................................................






#وديع_شامخ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يعود البعث؟
- قذافي .... مَن هو الجرذ حقا؟؟
- جلعاد شاليط بأكثر من ألف.. والدم العراقي بالمجان
- السيادة الوطنية وأمرضها
- مازن لطيف .. نورس المتنبي وبشير عراقي ثقافي ..
- الفيدرالية والعماء السياسي العراقي
- كاظم إسماعيل الكاطع والقوافي النشاز
- دمعتي على فأس الحطاب
- التلصّص على الذات
- عرس الدجيل... واقعة الدم العراقي المجاني
- الفرح مهنتي
- ميليشيات على جرح العراق
- أوراق من دفاتر الشهور
- أفول المُلك العضوض
- ثقافة الإحتراب في المشهد الإبداعي العراقي
- جمعة العراق العظيمة
- عصر ما بعد الخوف
- زين الهاربين - بن علي-
- المسيحيون لا ينقرضون..... حذار .. حذار ..
- ثقافة العراق والمحاصصة


المزيد.....




- الجمعة.. انطلاق نادي السينمائيين الجدد في الرياض
- غدا.. اجتماع اللجنة الفنية للسياحة العربية بمقر الجامعة العر ...
- “مبروك لجميع الطلاب ” رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور ...
- مذكرة تفاهم رباعية لضمان التمثيل القانوني المبكر للأحداث بين ...
- ضحك طفلك طول اليوم.. تردد بطوط على القمر الصناعي لمتابعة الأ ...
- الياباني أكيرا ميزوباياشي يفوز بالجائزة الكبرى للفرنكوفونية ...
- كيف تحولت شقة الجدة وسط البلد إلى مصدر إلهام روائي لرشا عدلي ...
- القهوة ورحلتها عبر العالم.. كيف تحولت من مشروب إلى ثقافة
- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لكل التخصصات “تجاري، زراعي، ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع شامخ - لى محمود عبد الوهاب في القبر..