أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع شامخ - قذافي .... مَن هو الجرذ حقا؟؟















المزيد.....

قذافي .... مَن هو الجرذ حقا؟؟


وديع شامخ

الحوار المتمدن-العدد: 3522 - 2011 / 10 / 21 - 20:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القذافي .... مَن هو الجرذ حقا؟؟

طغاة العرب بين الحفر ومجاري الصرف الصحي..

في متابعات مصورة نَقلت إلينا القنوات الإخبارية مقتل الطاغية المجنون معمر القذافي، وهذا أمر مفرح تماما ، لا بمعنى الفرح بموت إنسان له الحق في الحياة، ولا تشفيا .
لكن القذافي كما غيره من الطغاة ذَهب الى موته بيده ، فأصبح الموت خير هدية للشعب الليبي الذي سوف يظل قلقا لوجود القذافي حيّا لما يمتلكه هذا المجنون من أموال ومرتزقة وعشيرة سوف تسبب بلا أدني شك مشاكل محتملة أمام قيام دولة ليبيا الحرة والديمقراطية .
مات القذافي وكان يحلم بالبقاء في السلطة الى آخر العمر، حيث خرج يصف شعبه بالجرذان ويطاردهم : " زنكه ..زنكة.. دار دار".. متوعدا بحرقهم !
لكنه صار يفقد نفوذه كلّ يوم ويكتشف الشعب الليبي والعالم كلّه كم كان هذا الإمبراطورعاريا جدا من كل غطاء .. العقيد " قائد ثورة الفاتح ، ملك ملوك افريقيا ، وقائد الجماهيرية الليبية الديمقراطية الاشتراكية العظمى" ..يظهر مذهولا والدماء تغطي وجهه وهو أسير بيد شباب الثورة الليبية، ذليلا غير مصدق ما يحدث ويردد بيأس " خيركم .. خيركم .. شو في "!!
بدأ العد التنازلي لإفول مملكة القذافي بعد أن تمّ تقليم أجنحة قوته العسكرية من قبل قوات حلف الناتو .. وكانت الأيام تمر والطاغية المجنون ُيضيّع كلّ فرصة للخروج مع أسرته بأقل الخسائر لشعبة وله شخصيا .. وظل يرفض ويتوعد ويعربد ويزبد كما كان صدام حسين حيث كان مصيره الموت شنقا بعد أن ألقي القبض عليه في حفرة مهينة .. يا لها من نهاية بشعة ومستحقة لطاغية بغداد والعصر الحديث حينما هرب من المواجهة العسكرية واختبأ كالجرذي بحفرة بعد أن كان العراق ُملكا عضوضا له ولابنائه ولمن والاه..
لم يعيّ الحكام العرب الدرس جيدا ، وأولهم القذافي الذي صرح في مؤتمر القمة الذي عقد في ليبيا ومن مدينة سرت تحديدا وهو يتحدث عن ضرورة الكشف عن ملابسات إعدام صدام حسين ، ووجه كلامه للقادة العرب يومذاك بعبارته الشهيرة " الدور جاي عليكم".
القذافي الذي عملّ جاهدا على إرضاء الغرب وخصوصا بعد حادثة " لوكربي" فقدم كل ملفات برنامجه النووي ومدافعه العملاقة للأمريكان ، وكذلك عوض بسخاء ضحايا حادث لوكربي، لكنه لم يستطيع الخلاص من القصاص ، لان عصر الطغاة العرب أفل ولا رجعة له ...
لقد جاء الدور سريعا على زين العابدين بن علي ، الذي حسم أمر رحيله مبكرا لما يملكه من حساسية بوليسية، ففر الى السعودية وجنب تونس شر القتال . ثم جاء الدور الى الاخ الأكبر حسني مبارك والي مصر ، الذي لم تسعفه الحيلة للهروب بجلده رغم تخّليه عن السلطة متأخرا ، وهو الآن بين يدي القضاء المصري ممددا على سرير لم يتفوه بكلام غير جملتين ،واحدة تؤكد حضوره للمحكمة " موجود يا فندم " وغيرها " انا انفي كل التهم الموجهة اليّ" بعد أن كان مبارك " ربان مصر" أم الدنيا ورجل التوازن السياسي في منطقة الشرق العربي

.................


الطغاة وخرافة الشجاعة

يجب أن نعرف أولا ان طغاة العرب هم صنيعة غربية وتحديدا أمريكية ، وهذا ماجاء في قول علي صالح السعدي القيادي البعثي الكبير بقولته " جئنا بقطار أمريكي"، ثم نتذكر ما قاله ولي العهد السعودي عبدالله آنذاك في مؤتمر قمه عربي للقذافي " وانت منو جابك غير الامريكان؟"
فالسر في قوة الطغاة ليس عبقريتهم ولا حضورهم الشخصي أو الحزبي ،والعشائري .. الخ.
إنما السر في قوة الغطاء الذي يقف خلفهم .
القذافي الذي مات عمليا كطاغية منذ أن ارتفع الصوت الليبي بلا خوف من السلطان نتيجة لبداية "عصر ما بعد الخوف العربي"، واليوم يموت جسديا وكما جاء في الخبر " ان الرجل وجود في سرداب وهو مصاب اصابة بليغة حيث فارق الحياة وهو في الطريق الى مصراته، وكما هو متوقع من جبن الطغاة أن الرجل وبشهادة الثوار الذين اعتقلوه لم يبدّ اية مقاومة وسار الى موته مستسلما لقدره.. ومهما أختلفت الروايات في مقتله .. يبقى السؤال المهم : هل يمتلك الطغاة كلّ هذه الشجاعة لتقبل الموت وترك كلّ الخيارات الباذخة والمتاحة لهم والتي تجنبهم هذا المصير ؟؟
سنذهب الى صدام حسين وهو تلميذ الطغاة العاق وإستاذهم لاحقا،سنجد أن الرجل لا يثق بالإمريكان ويؤكد مطاردتهم له قانونيا حتى عند خروجه من العراق ، وهذا ما جاء في تصريحه لمحاميه خليل الدليمي ! كما أن صداما ترك مسدسه بلا طلقات وسلّم نفسه للقوات الامريكية بجبن فاضح ، وأكد صدام قوة الامريكان للقاضي العراقي بقوله " لولا الامريكان لا تستطيع انت وابوك جلبي الى هنا"! .. يعني أن صداما كان مهرجا أمام العراقيين وهو يعرف قوة أسياده!!
ولنا في درس الأمريكان مع شاه إيران محمد رضا بهلوي خير دليل على إرتباط قوة الحاكم بالدعم الخارجي – الامريكي تحديدا- .
عندما تجرد صدام من قوته على يد أسياده، ذهب الى حفرته كالجرذ وتم إصطياده بشبكة من دولارات خضراء ، يعرف الأمريكان حياكة خيوطها .
وهكذا سقط القذافي في أنابيب الصرف الصحي في سرت وبلع الطعم وهو يشهد أن مملكته أفلت وطالع النحس سيرافقه اينما حلّ ..
لاشك انه كان يريد الحياة التي يراها في نظاراته ولكن شمس الحرية كانت وستظل أقوى من الطغاة ، لقد راهن القذافي على إحتمالات ذهنية وليست واقعية فوقع في الشباك المخصصة له.
حاكم اليمن اليوم " علي غير الصالح " يرى نهاية الحكام فيقاتل للحصول على ضمانات أمريكية وأوربية له ولجلاوزته ضمانا للعيش وعدم الملاحقة بعد التخلي عن السلطة .
ماذا كان يريد هذا الطاغية اليمني .. يريد هروب من المساءلة القانونية .. وحماية لكل من والاه ..
يريد ان يعيش ليس على طريقة زين العابدين ولا حسني مبارك ، ولا يريد الموت على طريقة صدام حسين والقذافي ، انه يريد الحياة بمنصب ديكتاتور أزلي .
هكذا يعيش الطغاة في خيالهم ولكنهم في الأخير سيخضعون خانعين طائعين لقوة الأمر الواقع .

أما السيد بشار الأسد حاكم سوريا فله فسحة زمنية معقولة لإستيعاب الدرس قبل فوات الآوان تماما ..
.....................




الشعوب ومرحلة ما بعد الطغاة


لاشك أن إنهيار إنظمة عربية حديدية قد شكّل صدمة لايمكن إستيعابها بسهولة من قبل المواطن البسيط الذي تكرست لديه فكرة القائد الضرورة، القائد البطل ، القائد الملهم . كما أن المستفيدين من تلك الانظمة سيظلون أبواقا صارخة للتبشير بعودة الماضي ، وترهيب الناس بحجة مقاومة الاستعمار والإحتلال وغيرها ..
ولكن الدرس الإنساني قد بلغ كماله ولا بد من الإعتراف بغروب زمن الطغاة ، وهذا الأمر ُيرتب على الشعوب مسؤوليات جسيمة في عهد ما بعد الطغاة .. على شعوبنا اليوم أن تستوعب المرحلة التاريخية الجديدة ولن تسمح لقوى أيديولوجية دينية متشددة أن تسحب البساط من الثوار وتغنم إنتصارهم وتجيره لصالحهم .. وهذا ما حدث في تونس ومصر وبدأت تباشيره في ليبيا حيث كشّر التيار الإسلامي عن أنيابه للفوز بالسلطة وهذا أمر متوقع جدا إذ لا حرية ولا ديمقراطية دون دفع اثمان غالية ، فليس المهم أن تتسيد التيارات السلفية الإسلامية المشهد اليوم رغم خطورته على مستقبل شعوبنا، فالديمقراطية هي التي أوصلت هتلر والنازية الى سدة الحكم مثلا، ولكن الشعب الالماني إستوعب الدرس لاحقا و كما نراه بهذه العافية اليوم .
المهم جدا أن نركز على صياغة دستور مدني يمثل عقدا اجتماعيا ضامنا لحقوق الجميع في الحقوق والواجبات ، يجب ان يكون الشعب مصدر السلطات وليس عقيدة دينية أو تعليم أيديولوجي ما .. الدستور الدائم هو ضمانة الشعوب بعد عصور الديكاتاتوريات .
علينا أن لا نتحجر بتوصيفات سياسية جامدة في علاقتنا مع الآخر الذي ساعدنا للخلاص من هذه الأنظمة ، لأن النظام العالمي يحتاج الى إعادة صياغة العلاقات داخليا وخارجيا .
والدرس الليبي كان ثمينا في توصيف علاقتنا مع الآخر " المنقذ".



#وديع_شامخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلعاد شاليط بأكثر من ألف.. والدم العراقي بالمجان
- السيادة الوطنية وأمرضها
- مازن لطيف .. نورس المتنبي وبشير عراقي ثقافي ..
- الفيدرالية والعماء السياسي العراقي
- كاظم إسماعيل الكاطع والقوافي النشاز
- دمعتي على فأس الحطاب
- التلصّص على الذات
- عرس الدجيل... واقعة الدم العراقي المجاني
- الفرح مهنتي
- ميليشيات على جرح العراق
- أوراق من دفاتر الشهور
- أفول المُلك العضوض
- ثقافة الإحتراب في المشهد الإبداعي العراقي
- جمعة العراق العظيمة
- عصر ما بعد الخوف
- زين الهاربين - بن علي-
- المسيحيون لا ينقرضون..... حذار .. حذار ..
- ثقافة العراق والمحاصصة
- على مقربة من النجاة
- غبار اليقين


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع شامخ - قذافي .... مَن هو الجرذ حقا؟؟