أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع شامخ - ميليشيات على جرح العراق















المزيد.....

ميليشيات على جرح العراق


وديع شامخ

الحوار المتمدن-العدد: 3347 - 2011 / 4 / 26 - 19:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عراقيون .. لكن بعد هذا الفاصل


مهاد

يبقى العراقٌ مائدةً للجميع ، َتنورا يفور، نجمة ساطعة ، قمرا مثلوما ،حكاية لا تنتهي وحلما لا يصدأ .العراق عراقنا نحن أحفاد السومريين والاكديين والبابليين والاشوريين ..و المعتزلة والمتصوفة ،أحفاد الملاحدة والمناطقة والزنادقة والقرامطقة، أحفاد الجور ومسلات الدم، أخلاف الخلفاء والحكماء، ، الجهلاء والبلهاء والعيارين والشطارين ،أحفاد كلّ ماضٍ لا نأسف عليه ، كل لحظة من التاريخ ،نحن صنّاع الحاضر ومؤولوا المستقبل .
العراق جغرافية روحية وليس تابوتا لعهد مكاني ، ليس لأحدٍ أن يرث ناسوته ولاهوته..
ولا نريد الإقتراع على جلبابه الممزق فوق صليب الزمن.
العراق درس مديد ، سبورة لا تصدأ ..
مَنْ يحمل روحه ؟؟
ْمن يحمل طبشورة ؟
ْمن يرث قصاصة ؟
....................

الجرح الأول

"مجاهدو خلق"


كانوا ورقة في شجرة نظام صدام البائد.. تاجرَ وهاترَ بها، واستثمر الوضع الإنساني للكثير منهم، وانتصر بهم على " العدو المشترك، إيران " في حرب ضروس دفع الشعبان العراقي والإيراني ثمنا باهظا، ولم يجنِ العراق غير وهمٍ كارتوني زيّن للطاغية بأنه هو الأقوى .
والحق أن هذه المنظمة كانت اليد الطولى لنظام صدام في وأد وتفتيت إنتفاضة العراقيين في 1991 وخصوصا في محافظة ديالى " وأنا شاهد حيّ على وجود الدبابات في شوارع ديالى والخالص من قبل أفراد هذه المنظمة" وهم يحظون بعناية خاصة من قبل الحكومة البعثية على مستوى التجهيزات والتغذية والتسليح ،.كما أن لهذه المنظمة مقر مركزي يحتل بناية في قلب بغداد لا أحد يجرؤ على الإقتراب منه، وعندما سقط صدام لابد، ومن المنطقي أن يرحلوا معه تاريخيا ،سياسيا وواقعيا ، لأنهم لم يحملون صفة اللاجئين لا على المستوى الإنساني ولا السياسي. ..
وان على قادتهم السياسيين: مسعود رجوي وزوجته اللذين رحلا الى فرنسا أن يعلنوا افلاسهم السياسي ويتركون الناس لحالهم الإنساني، وبذا سيكون مصير الأفراد مرهونا بإرادة الفرد واختياره في الرجوع الى وطنه أم في الهجرة الى بلد اخر .
إن وجودهم في العراق الآن، ودون الخوض في " التأثير الإيراني"، هو وجود غير شرعي إطلاقا ، سيما وأن "مجاهدي خلق" لم يسّلموا دباباتهم وأسلحتهم الثقيلة إلا للإمريكان .. وانهم ظلوا ينكرون شرعية الحكومة العراقية ، وحتى أن ساسة من العراق يحتلون الآن مواقع مهمة في الدولة كانوا يشتركون في احتفالات مجاهدي خلق ويتضامنون معها ، ويدخلون الى معسكراهم بودًّ عميق ، متناقضين مع منهج العملية السياسية العراقية والذين هم يشتركون فيها علنا، ويجنون أرباحا من وراء ظهر العراق .
إذن لابد من رحيل إنساني لهؤلاء عن العراق ورحيل من كان ورائهم من العملية السياسية العراقية، ورحيل القوات الأمريكية أيضا في وقت يحدد الشركاء " الأمريكي العراقي" . الوقت الناضج تماما للعراقيين كي يكونوا قادرين فعلا على تسلّم كلّ الملفات من الجانب الأمريكي،، وليس التلويح بخروج القوات الأمريكية أمرا للإستهلاك السياسي المحلي والمتاجرة بمغازلة الجارة الشرقية التي تمتد على جرح العراق من خط التالوك في شط العرب الى أقصى قمة من جبال كردستان العراق!!
.........................
الجرح الأسود

ميليشيات الوطن

في الشأن الوطني ، الناس منا ونحن منهم يأكلون من خير العراق بعد أن شهدوا قَحطه وذاقوا المرّ مثلنا من الحكم الدكتاتوري البائد، نزفوا دماءً طاهرة على طريق حرية العراق ، وكان منهم العلماء والعوام ، ولكنهم وبعد إشراقة الحرية في العراق أسسوا جيشا في زمن الفراغات الأمنية وغياب الدولة والقانون معا . وصاروا ميليشيات غير قانونية ، أوجدها ظرف محدود ومخصوص، ميليشيا تنسب الوهم الى الواقع وتعالج الأمور بالحديد والنار .. حكموا الناس في بلدة عراقية مقدسة في زمن محدد جدا فوجدنا في أثرهم محاكم شرعية وإعدامات عشوائية وقبورا بلا شواهد .. تحولوا الى جيش مفخخ بالنوايا ،مؤدلج من وراء الحدود والأسوار.
لصاحب الجيش الشاب " مقتدى" سُبات لا يدانيه مكر الحيات، وله سطوة على ناسه كمحضر أرض السواد في سطوة الثقفي الحجاج ، يصفهم بالجهلة وهم يوغلون سمعا وطاعا !!
يقتات صاحبهم من عباءة التاريخ زادا للشهوة والسلطة معا ، والعبيد يقفون في الطوابير إيذانا بالنشور ثانية .
يحرقون العراق على فحم نزواتهم ..
ويشربون الحاضر بمزاج رائق.. يحملون أكفانهم رمزا للموت فقط، في الوقت الذي ُيولد العراق من خلف عجاف الزمن ..
الميليشات َتنورٌ والعراق سمكة تقاوم البقاء في ضحالة النهرين ..
أثارني فعلا منظر المظاهرات المليونية التي يقودها أصحاب الجيش " اللاقانوني" تطالب برحيل "الإحتلال القانوني" أو ظهور المهدي" عفوا أعني جيش المهدي" ثانية ! وكأن ميليشيات المهدي هي البديل النوعي عن العراق حكومة وشعبا ودستورا وجيشا لمقاومة واجبار "الاحتلال " إن لم يرحل !!!!المفارقة الكبرى أن هؤلاء القوم يمتلكون أصواتا مهمة في برلمان العراق " تحت الإحتلال!!" وُيوصفون دائما " ببيضة القبان" لترجيح دفة الرابح في تشكيل الحكومة العراقية! ، والإنكى من هذا أن التيار الصدري لم يخرج للتظاهر مع الشعب العراقي الذي انتفض في ساحة التحرير في بغداد وكافة المحافظات وتصرف ب" تقيّة سوداء" أزاء هدير صوت الشعب الرافض للفساد الحكومي والدستوري في جمعة الغضب العراقي !. أين كانت هذه التظاهرات المليونية التي أرعبت " حكومة المالكي ، والنواب ، وكل الرئاسات "؟؟ والتي جعلت السيد المالكي يظهر مرتبكا ويطلب من المتظاهرين، مهلة قدرها 100 يوما أو " عطوة" في المصطلح العشائري الجنوبي ، لإرجاع الحق الى إصحابة وتصحيح كل المسارات الخاطئة!
تخيلوا حجم هذا الارتباك من لدن السيد المالكي وكذلك ما صدر عن الرئاسات الاخرى من مواقف غاية في المراهقة السياسية .
لمذا تَُساق الملايين الى التظاهر الآن وليس غدا..؟؟ أهي حكاية فقهية شرعية لا أحد يفهم خيوطها إلا الله والراسخون في علم الحوازات خارج حدود جرح العراق الطويل.؟؟!!

...............................
الحبر السري

الأحلام الوطنية وهي تتأرجح بين شك و يقين.
يصبحُ الوطن السبورة الملساء والمخالب من كلّ أسلاف العراق ..
مخالب وطنية
مخالب دينية
أظافر أقليمية
كوارث دولية
مجاعات ، أوبئة ، حروب ، حصارات ..
الحبر السري يكتب سيرة ظاهرة:
للذين كسروا قلب العراق وبنوا مسلات
للذين: كانوا نشازا على أوتار قيثارة السومري.
للذين شربوا في جماجم العراقيين كؤوسا من نبيذ الإنتصار.
للذين أقعوا في حقول القمح وبالوا على البيادر.
...........


إحذروا وصايا الجمر القادم من وراء الزفرات..
والذين يتناسلون في جبة الله.
إحذروا" الخلق" والذين ناموا في رداء الموت.
أخلعوا " أقنعة الوقاية" لا ترجموا النحل.
إخلعوا رداء الحشمة أمام الذي قام مقام الله.
إنشروا عطركم لتقتلوا رائحة الميليشات العطنة.
................
حبر الروح

به ِ إكتبوا خلاصةََ الطريقِ ..
به .. تناوبوا الوقوف على العراق كي لا تُفسدكم الوصايا
إكتبوا عراقا بوسعَ الحلمِ، وعلى كف الواقع .. إرسموا ظلا تنامون فيه..
لا تبالغوا في الغفوة تحت أشجار الوطن ..
أرفعوا الحب شارة ، والعراق أيقونة الجميع
.............................................





#وديع_شامخ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق من دفاتر الشهور
- أفول المُلك العضوض
- ثقافة الإحتراب في المشهد الإبداعي العراقي
- جمعة العراق العظيمة
- عصر ما بعد الخوف
- زين الهاربين - بن علي-
- المسيحيون لا ينقرضون..... حذار .. حذار ..
- ثقافة العراق والمحاصصة
- على مقربة من النجاة
- غبار اليقين
- وَبَيْنَ عِرَاقِ وَسُؤَالِ ؟؟؟
- نص في الازمة ....
- حافلة الديمقراطية .. والسائق السكران
- الانتخابات القادمة .. حبر الضمير وصوت العقل
- باسم فرات .. تراجيديا الكائن.. وكمائن الشعر
- رابطة ابداع للثقافة في البصرة .. تحتفي بالشاعر المغترب وديع ...
- غيلان وينابيع الشعر الصافية
- سرير بروكرست*
- يتجلى في صمته والبئر يوقظه
- الشاعر وديع شامخ في ( ما يقوله التاج للهدهد ): أسئلة مثقلة ب ...


المزيد.....




- -أخطر التهم-.. خلاصة الحكم في اتهام شون -ديدي- كومز بالاتجار ...
- مصدر سوري رسمي: التصريحات حول توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل ...
- تنديد دولي بقرار إيران تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطا ...
- موقع روسي: أذربيجان تهاجم روسيا في لعبة تتجاوز حجمها
- كاتب إسرائيلي: عدنا إلى نقطة الصفر في غزة
- وزراء إسرائيليون يدعون لضم الضفة الغربية والسلطة والعرب يدين ...
- في غياب الدعم الأميركي.. أوكرانيا تواجه صعوبات لاحتواء التقد ...
- -غموض إيران النووي- هل يقودها إلى بر الأمان أم يعجّل بحرب ثا ...
- وتارا وغباغبو.. 30 عاما من الصراع على السلطة بكوت ديفوار
- ما لم يُقال عن نهاية المعركة بين إيران وإسرائيل


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع شامخ - ميليشيات على جرح العراق