أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع شامخ - لماذا يعود البعث؟















المزيد.....

لماذا يعود البعث؟


وديع شامخ

الحوار المتمدن-العدد: 3531 - 2011 / 10 / 30 - 21:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عراقيون .. ولكن بعد هذا الفاصل
وديع شامخ



لماذا يعود البعث؟

عاش العراق هذه الأيام على أخبار ووقائع نار سياسية حامية تعلقت بقيام الأجهزة الأمنية بإحباط محاولة إنقلابية يعدّها حزب البعث العربي الاشتراكي المحظور في العراق للإطاحة بالعملية السياسية بعد إنسحاب القوات الامريكية ، عبر سلسلة من الإجراءات المُحكمة تنظيميا تبدأ بسلسلة اغتيالات وتفجيرات ..الهدف منها زعزعة الأمن في محافظات العراق كافة ما عدا محافظة صلاح الدين وأقليم كردستان ، مرورا بالقيام بهجوم عسكري مُنظم من قبل قطعات من الجيش العراقي يقودها ضباط كبار ينتمون الى حزب البعث أو يأتمرون بأمره .. مع مساعدة من دول مجاورة ليس من مصلحتها رؤية التجربة العراقية وهي تسير منتصبة القامة بعد خروج القوات الامريكية .. هذه هي الرواية الرسمية للحكومة العراقية والتي أقدمت على أثرها بإعتقال أكثر من 500 شخصية بعثية ناشطة أو متورطة في هذه التهمة .
جاء على لسان المالكي رئيس وزراء العراق في مقابلة خاصة مع قناة العراقية الحكومية :"إن أعتقال هؤلاء المتورطين في هذه العملية جاء بجهود لجنة "الازمة" التابعة لوزراة الداخلية والمكلفة بمتابعة إعادة نشاط البعثيين في العراق ، مع مساعدة من مصادر خارجية لم يسمها !" وهي بالتأكيد سوريا والمجلس الانتقالي الليبي ممثلا بمحمود جبريل في زيارته المفاجئة الى بغداد قبل أيام .
وحسب الرواية الرسمية العراقية وبناءً على نص دستوري عراقي فأن حزب البعث المنحل محظور العودة الى نشاطه في العراق وهذا سبب كافٍ لاعتقال من يروج لعودة البعث ، فما بالنا بوجود عميلة انقلابية مسلحة ضد الحكومة العراقية !
إذن الحكومة العراقية ووفقا للدستور وبإعتراف قيادة حزب البعث الحالية ممثلة ب" عزت الدوري " بوجود نشاطات للبعث في العراق، لها الحق في إعتقال اي بعثي منظم رسميا في العراق وكما جاء في لوائح لجنة إجتثاث البعث ,, أو المساءلة والعدالة لاحقا . والعين بالعين والسن بالسن والباديء أظلم !!!.. وهذا ليس
أمتيازا عراقيا فقد حدث في التعامل مع الاحزاب الحاكمة في كلّ من تونس ومصر بعد سقوط الانظمة .
تأكيد الدستور العراقي على منع حزب البعث من العودة هو إجراء سليم جدا نتيجة لتاريخ حزب البعث السيء الصيت مع العراقيين في فترة حكمه عام 1963 وما رافقها من انهار دم، وكذلك التجربة الثانية عام 1968 وما رافقها من حروب وحصارات .
هذا يعني أن العراقيين قد خبروا البعث في عهدين، إذ فشل فشلا ذريعا في تأسيس دولة عراقية عصرية أو المحافظة على أرث هذه الدولة والذي تشكّل عام 1921،رغم إمتلاك العراق لمخزون مادي وبشري هائل.
وعودا على سؤالي لمذا يعود البعث؟؟ وهل نحن بحاجة الى بعث دائم ؟؟

بغض النظر عما يقوله خصوم الحكومة العراقية من داخل العملية السياسية وخارجها ، في تبريرهم لهذه الاعتقالات بوصفها عملية تصفية خصوم وإحكام طوق السيطرة على مقاليد الأمور والانفراد بالعراق بعد خروج الامريكان وسأبتعد عن نظرية المؤامرة والتي تشكل هاجس السياسي العراقي عندما يفقد بوصلته الوطنية .

سأعرض لأهم الأسباب التي تدعو البعثيين الى العودة :

1- إن البعثيين يراهنون على ذاكرة العراقي المصابة بالعطب تارة والرحمة تارة ، إذ ان العراقي عموما غير جاد تماما بترك حقبة الماضي والتطلع الى بناء عراق ديمقراطي عصري دستوري حديث لأسباب تاريخية وواقعية .. والبعثيون خير من يصطاد في ماء العراق العكر ولديهم خبرة تنظيمية عالية في خلط الاوراق وهو ما حصل في أستغلالهم لمفهوم المقاومة وتجييره لصالحهم .


2- إن الحاضر السياسي العراقي لم يقدم برنامجا وطنيا ُمحكما يمثل الخيار العراقي لمرحلة مابعد الديكتاتورية الصدامية البعثية . فصار هذا الفراغ، الذي استطاعت الجهات في داخل العراق وخارجة والمتضررة من العراق الجديد من استغلاله لجعل العراقي في حنين الى الماضي دائما ..وهذا الماضي يرتبط شرطيا بعودة البعث بأشكال ومسميات متعددة ولكنها تمثل جوهر البعث الدموي.
3- ان عودة البعث يؤكد أن العراق الآن غير محميّ تماما من الاختراقات سواء في أجهزة الامنية الداخلية أومن حدوده مع دول الجوار جميعا .

4- تخبط الامريكان في الدفاع عن مشروعهم " الشرق الاوسط الجديد" عبر جهلهم أو تجاهلهم لطبيعة المجتمع العراقي ، رغم تقدمهم في الخبرة في التعامل مع المجتمعات بعد هزيمتهم في تجربة " فيتنام " وافغانستان!!
5- سيطرة الاحزاب الاسلامية على مقاليد الحكم طوال فترة ما بعد سقوط الصنم قد جعل العراقي العلماني النزوع والتاريخ في خوف وقلق من المستقبل ، لان الاسلاميين ربطوا الدستور العراقي بالشريعة الاسلامية وهذا عامل لا يتناسب مع بناء دولة عصرية علمانية حديثة .

6- الغرماء في المشهد السياسي العراقي لم يقدموا حنكة سياسية في مشروع إدارة البلاد ، فجاء مشروع الفيدرالية أكبر من أحلام العراقي الخاضع تاريخيا لسلطة المركز المطلقة .. فبين المحاصصة الطائفية والتوافقات السياسية السائدة في الحكم واقعيا وبين أحلام المواطن في الدستور صار الشرخ كبيرا ، ومن هذه الفجوات صار دخول الماضي واقعيا .
7- غياب الجهد الحكومي الخدمي تحديدا أذكى في نفس المواطن المتحرر حديثا من سطوة المركز أسباب الانتفاضة .
8- تأخر المشروع الوطني العراقي في جني حصاده بعد مرحلة السلطة المركزية ، وأثر الربيع العربي في سيادة الاسلاميين في كلّ من تونس ومصر وليبيا .
9- شيوع المد العشائري والطائفي وتبني الحكومة لهذا الخطاب للخروج من أزماتها وهو ما كان صدام حسين يفعله في تفريغ الازمات من حقيقتها.

10- أثبتت تجربة شعوب الربيع العربي أنها مخلصة للثأر والانتقام أكثر من إهتمامها ببناء مستقبل موضوعي ، وهذا ما يقود الكائن للحنين الى الماضي .

...................................................................................................................................
تكريت إقليما

من محاسن المجتمعات الديمقراطية إنها تنتج المشاكل والحل معا .. والضمانة الأكيدة لأي مجتمع مدني وعصري هو الدستور..

العراقيون عاشوا دهرا طويلا في ظل دستور مؤقت .. تفرض السلطة المركزية في بغداد سطوتها على العراق بقبضة من نار وحديد .. رغم وجود فقرات دستورية وقانون وهيئات تشريعية وتنفيذية وقضائية ، ولكنها في حقيقة الامر لم تكن سوى مطيّة لتنفيذ رغبة الحاكم الديكتاتور في بغداد.
في العراق الجديد صار لكلّ محافظة أو عدّة محافظات الحق أن تكوّن أقليما كما جرى الامر واقعيا في أقليم كردستان." الذي كان وجوده قبل إقرار الدستور العراقي الجديد ، وقد تم قبوله من باب الامر الواقع".
وقد حدد الدستور فقرات ومتطلبات لحصول المحافظة على حقها في إقامة الاقليم ، وهي التقدم بطلب الى مجلس الوزراء للموافقة على الطلب ، واذا تم القبول..فسيرفع الطلب الى مجلس النواب للموافقة عليه واذا ما تم التصويت عليه في المجلس، يذهب الى الاستفتاء الشعبي للحصول على النسبة المتوافق عليها لاقرار الأقليم :
لنناقش الاخوة في مجلس محافظة صلاح الدين .. هل قاموا حقا بهذه الإجراءات ، ولماذا هذه الرغبة المستعرة وتهديد الحكومة الاتحادية في قطع الماء والكهرباء .. الخ .
ماالمغزى من جعل تكريت أقليما رغم أن هذه المحافظة لا تمتلك من خيرات العراق ما يعينها واقعيا على الاكتفاء والسلطة الى التهديد .!!!؟؟
السؤال خطير والاجابة عنه مسؤولية العراقي في الداخل.. سياسيا كان أم مواطنا .
هل يراد لهذه المنطقة أن تجترّ تاريخ الطغاة من ابنائها ؟؟
هل يراد معاقبة تكريت . المدينة العراقية بأمتياز ؟؟
هل أوكار البعث قد صحت من غفوتها لكي تجد ملاذا آمنا ؟؟
اعتقد جازما أن أقليم تكريت هو بؤرة الشؤم للاجهاز على العراق من خواصره الغربية ..
لمصلحة َمنْ نجتث العراق ؟؟
العراق الذي ...
خواصره رخوة في جنوبة وشرقه ..
في شماله أيضا.
أما آن لنا أن نحب العراق فقط ..


..................................................











#وديع_شامخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قذافي .... مَن هو الجرذ حقا؟؟
- جلعاد شاليط بأكثر من ألف.. والدم العراقي بالمجان
- السيادة الوطنية وأمرضها
- مازن لطيف .. نورس المتنبي وبشير عراقي ثقافي ..
- الفيدرالية والعماء السياسي العراقي
- كاظم إسماعيل الكاطع والقوافي النشاز
- دمعتي على فأس الحطاب
- التلصّص على الذات
- عرس الدجيل... واقعة الدم العراقي المجاني
- الفرح مهنتي
- ميليشيات على جرح العراق
- أوراق من دفاتر الشهور
- أفول المُلك العضوض
- ثقافة الإحتراب في المشهد الإبداعي العراقي
- جمعة العراق العظيمة
- عصر ما بعد الخوف
- زين الهاربين - بن علي-
- المسيحيون لا ينقرضون..... حذار .. حذار ..
- ثقافة العراق والمحاصصة
- على مقربة من النجاة


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع شامخ - لماذا يعود البعث؟