أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أنور نجم الدين - الدولة وثورة الكومونة – 3-5




الدولة وثورة الكومونة – 3-5


أنور نجم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3565 - 2011 / 12 / 3 - 13:05
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


حسب دروس ثورة الكومونة ذاتها، وحسب استخلاص النتائج من تلك الدروس من قبل ماركس نفسه، لم يقم ماركس باكتشاف أشكال سياسية محددة للمجتمع المقبل، وحتى إذا قام ماركس أو أي شخص آخر، بتقديم اقتراحات للمجتمع المقبل، فلا يعبر هذا إلا عن التفلسف. وحسب ماركس، فالكومونة هي الشكل السياسي الذي اكتشفته أخيرًا الثورة البروليتارية بنفسها، والذي يمكن أن يكون التحرر الاقتصادي للعمل من خلالها، أمرًا واقعًا.
أما لينين فيحاول تخويف البروليتاريا مما وصلت إليها بنفسها من خلال ثورتها الكومونية، فتعريف ثورة الكومونة بالفوضوية محاولة لخنق الكومونة في مهدها من خلال جر البروليتاريا إلى محاربة مبادئها الاجتماعية - مبادئ الكومونة - فالتاريخ جعل من علاقة البروليتاريا بالدولة علاقة سلبية، فالدولة وصلت إلى نهايتها في شكلها البرلماني. وطرح التاريخ مسألة إنهاء دور الدولة على بساط البحث في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وبعد ذلك، فكل محاولة لاعادة الحياة إلى الدولة باسم أكثر الطبقات الثورية في التاريخ، أي البروليتاريا، لا يعني سوى محاولة رجعية لإعادة الماضي، فالبروليتاريا لا يمكنها أن تصبح طبقة محافظة نظرًا لطبيعتها التاريخية التي لا تعطيها فرصة الامتلاك الخاص للوسائل الإنتاجية. لذلك، فهي مكلفة تاريخيًّا بالقضاء على سيادة الإنسان على الإنسان لا على تغيير شكلها.

فلننظر الآن إلى التغيير العجيب الذي صنعته الكومونة في مدينة باريس.
______________________________________________________________________________

كومونة باريس، كارل ماركس - تعريب فارس غصوب

"أي تغيير عجيب في الحقيقة صنعته الكومونة في باريس! لم يعد هنالك أثر لباريس الداعرة، باريس الامبراطورية الثانية، ولم تعد باريس ملتقى لكبار أصحاب الاراضي الانجليز والمتغيبين الارلنديين وللامريكيين من مالكي العبيد السابقين وحديثي النعمة ولمالكي الاقنان الروس السابقين وللنبلاء الولاشين. فليست هناك جثة واحدة في معرض الجثث؛ ولا جرائم ليلية ولا حوادث سرقة إلا فيما ندر جدًا. وبالفعل، أصبحت شوارع باريس، لأول مرة منذ شباط 1848، مأمونة بالرغم من أنه لم يكن فيها شرطي واحد.
وقد قال أحد أعضاء الكومونة:
(لم نعد نسمع بالاغتيالات والنهب والاعتداء على الانفراد، ويبدو حقًا أن الشرطة قد جرت معها إلى فرساي جميع زبائنها المحافظين) (ص 71).

"وتبعت النساء الساقطات بائعات اللذة أولياءهن – هؤلاء الفارين، حماة العائلة والدين، وفوق كل شيء، حماة الملكية. وظهرت من جديد نساء باريس الحقيقيات، البطلات المخلصات، شأنهن شأن نساء الماضي السحيق الكلاسيكي؛ باريس العاملة المفكرة المقاتلة النازفة دمًا، ولكنها باريس المتقدة حماسًا بوعي مبادرتها التاريخية، وكانت شبه غافلة، وهي منهمكة بالدفاع في بناء مجتمع جديد، عن اكلة لحوم البشر الواقفين قرب جدرانها!
ووجهًا لوجه أمام هذا العالم الجديد في باريس، كان العالم القديم في فرساي- تلك العصبة من مصاصي الدماء للعهود المنقرضة جميعًا – ومعهم ذيل من جمهوريي ما قبل الطوفان، يؤيدون بوجودهم في الجمعية الوطنية فتنة مالكي العبيد؛ آملين الاحتفاظ بجمهوريتهم البرلمانية بفضل غرورالمشعوذ الهرم الواقف على رأس الحكم، ومسخوا صورة 1789 بعقد اجتماعات أشباح الماضي في جودي بوم -(صالة لعب كرة)-. هكذا، فان هذه الجمعية التي كانت تمثل كل ما هو ميت في فرنسا، واصلت حياتها بفضل سيوف جنرالات لويس بونابرت! باريس، الحقيقة كلها، فرساي، الكذب كله؛ وداعي هذا الكذب كان تيير" (ص 72).

".. عندما فتحت الخيانة أبواب باريس أمام الجنرال دويه في 21 ايار، كشف تيير في 22 منه، لنوابه الريفيين عن "الغاية" من مهزلة المصالحة التي مثلها والتي أصروا هم بعناد على عدم فهمها:
(قلت لكم منذ بضعة أيام اننا نقترب من غايتنا، وجئت أقول لكم اليوم، اننا أدركنا الغاية. لقد تحقق أخيرًا انتصار النظام والعدالة والمدنية!)

أجل، كان هذا انتصارًا. ان مدنية النظام البرجوازي وعدالته تطلعان بضوئهما الحقيقي المشؤوم، كلما هب عبيده ومظلوموه ضد أسيادهم. وعندها، تكون هذه المدنية وهذه العدالة بربرية غير مقنعة وثأرا لا يعرف القانون. وتزيد كل أزمة جديدة في النضال الطبقي بين منتجي الثروة وممتلكيها، هذا الواقع سطوعًا. حتى فظائع التي ارتكبها البرجوازيون في حزيران 1848، قد خبت ازاء قبائح سنة 1871 التي يعجز عنها الوصف. والبطولة المتفانية التي قاتل بها سكان باريس أجمعهم – رجالا ونسوة واطفالا – لمدة اسبوع كامل، بعد دخول جنود فرساي إلى المدينة، لتعكس عظمة قضيتهم بنفس السطوع الذي تعكس به فظائع العسكر الوحشية كل الروح التي جلبت عليها تلك المدنية التي كان هؤلاء المرتزقة المأجورون يدافعون عنها ويتغنون لها. وانها لمجيدة حقًا هذه المدنية التي واجهت مشكلة صعبة هي مشكلة التخلص من أكوام جثث الذين غدرت بهم بعد انتهاء المعركة" (ص 78، 79)

"ان تلك المدنية المجرمة التي تستند إلى استعباد العمل، تعمد كل انتصار دموي إلى اغراق صيحات ضحاياها، الابطال الذين يضحون بأرواحهم في سبيل مجتمع جديد أفضل، بزعيق من الملاحقات والافتراءات يتردد صداها في كافة أنحاء العالم. ان باريس العمال الهادئة، باريس الكومونة، تتحول فجأة إلى جهنم على أيدي كلاب (النظام) العطشى إلى الدماء. وماذا يثبت هذا التحول الوحشي للعقد البرجوازية في جميع البلدان؟ انه يثبت فقط ان الكومونة قد تآمرت على المدنية! ان شعب باريس ليستميت بحماس في سبيل الكومونة: لم يقتل هذا العدد من الناس في أية معركة في التاريخ من قبل" (ص 80).

"بعد أفظع حرب من حروب الازمنة الحديثة، اجتمع الجيش الغالب والجيش المغلوب ليشتركا في ذبح البروليتاريا .. فالسيطرة الطبقية لم تعد قادرة على التنكر في ثوب قومي؛ ان الحكومات القومية هي يد واحدة ضد البروليتاريا.
وبعد يوم العنصرة من عام 1871 لم يعد هنالك مكان لا لصلح ولا لهدنة بين عمال فرنسا وممتلكي نتاج عملهم. فاليد الحديدية للجنود المرتزقة قد تستطيع ان تسحق هاتين الطبقتين، بعض الوقت، غير ان المعركة بينهما تنشب من جديد ولا بد ان تحتدم بشدة متزايدة؛ ولا يمكن أن يكون هنالك شك فيمن سيكون المنتصر في نهاية المطاف – الاقلية المتملكة أم الاكثرية الساحقة من الشغيلة. وما الطبقة العاملة الفرنسية إلا طليعة البروليتاريا الحديثة قاطبة" (ص 83)

"ان باريس العمال وكومونتها ستظلان إلى الأبد موضع التكريم، بوصفهما البشير المجيد بمجتمع جديد. ومثوى شهدائها الابدي قلب الطبقة العاملة الكبير. وقد سمر التاريخ الآن جلاديها على خشبة العار التي لن تجدي في تخليصهم منها جميع الصلوات التي يرددها كهانهم" (ص 84).

يتبع



#أنور_نجم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة وثورة الكومونة – 2-5
- الدولة وثورة الكومونة – 1-5
- مهزلة الليبرالية وضرورة الاشتراكية
- كل شيء لأجل تطوير الحركة الاشتراكية العالمية: التضامن لا الج ...
- الأخلاق الإسلامية والأخلاق الشيوعية
- الاشتراكية بداية التاريخ
- نقد الأخلاق عند لينين
- الأزمة المعاصرة في تأملات الليبراليين الأخلاقية
- رسالة من مصر: ما الأهمية التاريخية لانتفاضة مصر؟
- الموجة اللاحقة: إسرائيل، السعودية، الصين، وقناة السويس
- اشتراكية لينين صورة كاريكاتورية لرأسمالية الدولة
- رسائل من تونس: ما الخطوة اللاحقة؟
- السيد علي الأسدي: رأسمالية الدولة
- تونس: هُبُّوا ضحايا الاضطهاد! هُبُّوا إلى العمل المجالسي!
- تونس: هُبُّوا إلى السماء، هُبُّوا إلى المجالس!
- التعاونيات الشيوعية والتعاونيات الصينية
- لينين صانع رأسمالية الدولة الاحتكارية!
- المجالسية: من إيران عبر كردستان إلى المغرب ومصر وتونس
- من كردستان إلى تونس: شرارة ثورة الشغيلة
- الكومونة والسوفييتات -13: حركات التحرر الوطنية


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أنور نجم الدين - الدولة وثورة الكومونة – 3-5