أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أنور نجم الدين - مهزلة الليبرالية وضرورة الاشتراكية















المزيد.....

مهزلة الليبرالية وضرورة الاشتراكية


أنور نجم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3557 - 2011 / 11 / 25 - 21:45
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


مدخل:

كيف ندخل الموضوع: من خلال العقل السليم أم الواقع الفعلي؟

في العقل السليم لا يدور الحديث إلا عما يجري في ذهننا ومن ثم اجتهاداتنا الشخصية. لذلك، فالصراع يبقى هنا صراعًا بين العقول والعقائد، وسيكون أساس هذا الصراع التجريدات العقلية -المنطقية والديالكتيكية- أو البحث عن الخطأ والصواب من خلال الجدل لا الدراسة. أما في البحث عما يجري في الواقع، فنقترب حد الإمكان، مما يحدث بالفعل تحت أقدامنا، فعلينا إذًا الانطلاق من الحياة التجريبية، وعلاقات البشر بدرجة معينة من تطور الصناعة والمدنية والتجارة، وبالتالي درجة معينة من تطور الحياة السياسية أيضًا – الدولة، الحق، القانون، إلخ.

يتعلق موضوعنا هنا بالليبرالية، وسيصبح المجتمع السويدي ميدان بحثنا، وهو مجتمع برجوازي ديمقراطي -ليبرالي- متطور في حضارته وصناعته وحياته الاجتماعية. ولكن هل الليبرالية تستطيع السيطرة على المصاعب الاقتصادية، والمشاكل الاجتماعية، وإنهاء صراع الإنسان مع الإنسان، وسيادة الإنسان على الإنسان؟

ما الليبرالية؟

حسب الليبراليين البرجوازيين، فإن الليبرالية نور العالم، ولا يمكن تصورها إلا لمصلحة المجتمع كله. وهؤلاء الليبراليون لا يرون الصراع في العالم سوى الصراع بين الليبرالية والستالينية، ولكن دون النظر إلى ما حدث في تاريخ العالم من المجازر المشتركة واقتسام العالم بالتحالف من قبل هاتين القوتين المتنافستين. لذلك، سيصبح من المستحيل الوصول إلى نتائج صحيحة عن التاريخ الكلي للعالم.
ويحاول المثقفون الليبراليون أن يضعونا أمام سؤال جديد حول ما هم يبدعونه من خلال رؤوسهم بدلا من الواقع الفعلي. ويريدون أن يجعلوا مما ينتجه عقلهم، عقيدة إنسانية نقية. والآن لنكرس وقتًا لشرح الليبرالية بإيجاز في صورتها السويدية.

الليبرالية السويدية:

في حقل الحديث عن السويد، كثيرًا ما نسمع من الليبراليين البرجوازيين الشرقيين الذين يعيشون هناك، مجتمع ليبرالي خالٍ من الفقر، والبطالة، والانتحار، والجرائم، والإدمان، والأمراض النفسية، والأزمات الاقتصادية، و، و، و .. بالضبط كما كنا نسمع من الماركسيين – اللينينيين نفس الحكاية بخصوص المجتمع السوفيتي.

في القرن السابق كان الشرق فقيرًا في الحصول على البيانات حول المجتمع السوفيتي. لذلك فقد كان يكتفي بما يستعيره المثقفون من الأفكار حول السوفيت وتكوين عقائد جامدة عن التاريخ العالمي في ظروف تاريخية كانت مؤهلة جدًّا لانتشار هذه الأفكار. أما اليوم، وفي عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وفي غياب الشروط التاريخية القديمة، فمن الممكن التأكد عن كل ما يقوله الآخرون خلال دقائق عما يجري في السويد مثلا. لذلك لا نحتاج اليوم نسج جملة جديدة من العقائد والأيديولوجيا الفلسفية العقيمة عما يجري خارج بلدان العربية. فالسويد بعيد بعد ضغطة واحدة على زر الحاسوب (Click) منا فقط، لذلك فليس من الضروري تشييد تصورات وهمية عنها، بل يجب البحث عن ظواهرها من خلال البيانات المتوفرة في الإنترنت مثلا. ومن خلال جمع المعلومات ومعاملتها بصورة مادية، سيكون ممكنًا طرح أسئلة واقعية لا خيالية، ثم وجود استنتاج صحيح عما يجري في القطب الشمالي. مثال؟

ما العزلة، وما سببها في السويد؟
لماذا العائلة متفككة في السويد؟ ما السبب؟ هل الخلل موجود في الفرد ذاته أو في الطبيعة أو في المجتمع؟
لماذا الزواج مسموح بين رجل ورجل –أو امرأة وامرأة- قانونًا، ثم تبني الأطفال من رجل ورجل؟ ما السبب؟ هل البرجوازية هي التي تعيش اليوم نمطًا جديدًا للحياة أم الخلل هو الفرد نفسه أو علاقته بالطبيعة في السويد؟ هل هو انحلال العائلة القديمة والحداثة في تكوين العائلة أم ماذا؟
ما سبب الانتحار، أو الإدمان؟ هل الخلل موجود في الفرد نفسه، أم الطبيعة، أم المجتمع مسؤول عن هذه المهزلة الإنسانية؟

إن كل هذه الظواهر اجتماعية وناتجة في النهاية عن تنظيم الحياة الاقتصادية والسياسية وطابع العائلة الليبرالية في المجتمع، وللبحث عن السبب يجب دخول العلاقات البشرية في درجة معينة من التطور الصناعي والتجاري والسياسي والمزاحمة لا الطبيعة، فالعلاقات البرجوازية للإنتاج ستجعل للمال يشكل الرابطة الأساسية بين الرجل والمراة في الأسرة في المجتمعات الليبرالية. وهذه العلاقة هي الخلفية الواقعية لتفكك العائلة القديمة وظهور شكل غريب من العائلة لا نسميها العائلة بالمعنى التاريخي للعبارة.

في 1846، أي قبل 165 سنة بالتحديد، يكتب كارل ماركس عن الأسرة في المجتمع الليبرالي ويقول: "ان التاريخ يبين ان البرجوازية تسبغ على العائلة طابع العائلة البرجوازية حيث الملل والمال يشكلان الرابطة الوحيدة، وهو الطابع الذي يتضمن أيضًا الانحلال البرجوازي للعائلة .. إن الرابطة العائلية الداخلية قد انحلت، والعناصر المنفصلة التي تشكل مفهوم العائلة قد انحلت، ومثال ذلك الطاعة، والولاء للأسرة، والإخلاص في الزواج، إلخ" (الإيديولوجية الألمانية، ص 185).

وهكذا، ففي المجتمع نجد جواب أسئلتنا لا في الطبيعة أو سايكولوجيا الفرد. وإذا أردنا التحقق من وجود الفقر، والبطالة، والانتحار، والإدمان، والسرقة، والجرائم، وأزمة السكن، وتلوث البيئة، وغلاء المعيشة .. إلخ في المجتمعات الليبرالية، فعلينا العودة إلى مستوى معين من تطور الإنتاج والعلاقات الإنتاجية - الاجتماعية الناجمة عنه لا الطبيعة أو الفرد المنفصل عن الحياة الاقتصادية للمجتمع.

في السويد نجد كل ظاهرة من هذه الظواهر بهذا القدر أو ذاك، ولكن لا يعترف المثقفون الليبراليون الذين يعيشون هناك بذلك حفاظًا على سمعة الليبرالية الذائعة الصيت، ويحاولون مثلا إقناع الناس بانعدام الفقر والانتحار في السويد، كما كان يحاول الماركسيون – اللينينيون إقناع الناس بانعدام هذه الظواهر في المجتمع السوفيتي المتخيل. والغريب هو أن الدولة الرأسمالية نفسها لا يمكنها إنكار الفقر، والبطالة، والانتحار.. إلخ، أما الليبراليون الشرقيون الذين يسكنون في السويد، فوفاءً لهذه الدولة الليبرالية يحاولون إنقاذ سمعة السويد من شوائب الاشتراكيين، لأنهم لا يعرفون أن الغرض من وجودهم هناك، هو حاجة السوق الرأسمالية للأيدي العاملة الأجنبية لمنافسة الأيدي العاملة المحلية، وسد حاجات سوق الأعمال الخدمية.. إلخ، فهم يتصورون أن قبولهم من الدولة الليبرالية السويدية هو شفقة الرأسمالية الليبرالية، ووجدانها، ومحبتها للبشر، وأخلاقها الإنسانية الرفيعة. لذلك فمن الصعب جدًّا عليهم فهم البيئة الاجتماعية السويدية إلا من خلال الحس السليم. وعلى عكس تخيلات هؤلاء الليبراليين، فالحالة الاقتصادية السويدية تشير إلى ما لا يمكن لمسه إلا من خلال دخول العلاقات الواقعية في السويد. ولندع الآن أفكارهم ولنقترب من الواقع من باب سري ولنرَ ماذا يجري هناك. هل يوجد فقر وما شابه ذلك؟

حسب الإحصاءات الرسمية، قد زاد الفقر في السويد بين عامي 2008 – 2011، وخاصة بين الأطفال (حسب منظمة إنقاذ الأطفال). والفرق بين الأطفال السويدية والأجنبية قد ارتفع خمسة مرات. وهذا ما لا يمكن أن يحسه ليبرالي شرقي، لأن الحس المجرد يحل هنا محل التحليل العلمي المقارن. أما البطالة في السويد فارتفعت نسبتها لأكثر من 40% في بداية العقد الثاني للقرن 21 بالمقارنة من العقد الأول، وهذا بدافع الأزمة الاقتصادية التي ستمر عبر كل وريد من أوردة الرأسمالية العالمية، الأزمة التي سيغلي قريبا كل أوهام بصدد معجزات الليبرالية.
حسب إذاعة سويدية في آذار 2010 - Sveriges Radio P4 28 mars 2010- هناك 230.000 طفل يعيشون في خط الفقر، و 18.000 شخص بلا مأوى في السويد (انظر تقارير منظمة إنقاذ الأطفال أيضًا). هذا وبالإضافة إلى هؤلاء الذين يعيشون على المساعدات الاجتماعية، والعاطلين عن العمل، والمدمنين. وحسب القاعدة السويدية –في الواقع حسب القاعدة الأوروبية- يمكن قياس الفقر بنسبة الاختلاف في الدخل وهو أقل من 60% من متوسط الدخل. أما الانتحار في السويد في السنوات الأخيرة، يصل إلى أكثر من ألف شخص سنويًّا. أما بخصوص المخدرات ومشكلة الإدمان، فحسب دراسة ثلاثة منظمات مختلفة منها النقابات السويدية، فــ 400.000 شخص - من مجموع 9 مليون نسمة – لديهم مشكلة الإدمان، وما السبب الأساسي؟ حسب نتائج الدراسات، هو الإجهاد والإرهاق في العمل، هذا وبالإضافة إلى نسبة كبيرة نسبيًّا من مشاكل المخدرات بين الشباب على الأخص.

ولكن الليبراليون يتهمون الفرد نفسه من جهة والطبيعة من جهة أخرى لا شكل الإنتاج الاجتماعي، فالخلل موجود في هذه الكائنات البشرية أنفسهم أو في الطبيعة لا في مجتمعهم الليبرالي. وبهذا المعنى الفلسفي، هذا التخيل، فالفرد يقع خارج الحياة المادية، ومتصوَّر في الفكر لا في الواقع، وحين يصبحون عاطلين عن العمل، فالخلل يعود إلى أنفسهم لا إلى القوانين الاقتصادية التي تحكم البشر أينما كانوا، قانون العرض والطلب مثلا، وكأن ضمان العمل للفرد هو الفرد نفسه لا مجتمعه، لذلك فعليه رفع كفاءته بما تتفق مع حاجات سوق العمل، والمجتمع يساعده ويضع أمامه فرصة كاملة لمنافسة الآخرين، فالفرد عليه التفكير بنفسه لا بالآخرين. هذه هي فلسفة الليبرالية، فليتفسخ هذا الفرد مدمنًا أو منتحرًا. وهذه هي جمهوريتهم الأفلاطونية في شكل المَلَكية السويدية، وبشكل مختصر هذه هي مهزلة الحياة الفردية في ظل كلية الحياة الليبرالية، فالفرد كائن مستقل عن العلاقات الإنسانية، أما في الواقع فما يربط بين فرد وآخر، فهو المال والمنافسة والقانون لا أكثر، لذلك فحرية الفرد لا تعني سوى حرية منافسة الآخرين منافسة أخلاقية. هذه هي فلسفة الليبرالية.
إن حياة الفرد خاضعة كليًّا لما يجري في المجتمع وموقعه هو نفسه في الإنتاج وتموجات السوق ومحيطه الاجتماعي والسياسي، فالتضخم مثلا، أو القوى الشرائية، أو أسعار البضائع الاستهلاكية، أو عدم توفر المواد الأولية أو أسعارها، أو، أو، أو .. هي التي تحدد حياتنا لا الطبيعة أو الحالات النفسية التي تعكس في الواقع الحالات الاجتماعية للمجتمع نفسها.
لكنَّ لكل بضاعة ثمنًا متقلبًا مع التقلبات السوقية في العالم لا في البلد المعني فحسب، ثم إن لكل فرد حياة متقلبة مع تموجات هذه السوق وما يدور حولها من الصراعات التنافسية والسياسية والحروب الرأسمالية. والمسألة هنا تتعلق بالربح التجاري لا بحياة الفرد وحاجياته الاجتماعية، فالربح في الليبرالية هو مسألة الأساس لا الحاجيات الضرورية للأفراد الاجتماعية، والاعتراف الرسمي بالملكية الخاصة هو أساس القانون، ولا تضمن السلطة السويدية قاعدتها السياسية هي الليبرالية، سوى الحق الخاص التابع لعلاقات الإنتاج الرأسمالية، العلاقات التي هي أساس مهزلة الحياة في ظل الليبرالية. أما الليبراليون الشرقيون الساكنون في السويد، فيحاولون تضليل الناس ويضعون نتائج مهزلة الحياة في الليبرالية على عاتق الطبيعة أو الفرد الذي تعزله الليبرالية بحيث لا يبقى شيء أمامه سوى الاستسلام للإدمان أو الانتحار. والليبرالي البرجوازي يتحدث عن السويد وكل ما يجري فيها من آلام البشر مغمض العينين. ويحاولون إقناع الناس بعظمة الليبرالية في الحفاظ على حق الفرد في التملك الخاص، والمزاحمة الأخلاقية العالية التطور، والسيطرة على المزاحمين الغشاشين .. إلخ.
أما في الواقع، ففي كل اتجاهاته وأبعاده، ليس الاقتصاد الليبرالي سوى سيطرة الاحتمالات على الأفراد الاجتماعية، الاحتمالات التي تشبه كوارث طبيعية نتيجة للقوانين الطبيعية التي تجري دون وعي، مثل البركان، والهزات الأرضية، والفيضان، وإنها بالطبع نتاج تنظيم الإنتاج الاجتماعي في صورة اقتصادية ليبرالية لا أكثر، فالفرد في ظل الليبرالية سيكون عاجزًا كليًّا عن التحكم بحياته بأي شكل كان. والسبب هو أن الفرد نفسه لا يكون مشاركًا في القرارات بخصوص مسار حياته اليومية وهي غير مستقرة نتيجة لعدم الاستقرار في الإنتاج الرأسمالي. لذلك فمطلب العصر ليس هو سيطرة الليبرالية على العالم، بل إنهاءها، والتخلص من النظام الليبرالي في الإنتاج والتوزيع، أي من نمط تطور معين للحياة، وهو مهزلة الرأسمالية، والاستعاضة عنها بنظام جديد قائم على سيطرة الأفراد على الاحتمالات. وما هذا النظام الإنتاجي إن لم يكن الاشتراكية، أي التعاونيات الإنتاجية الخاضعة لسيطرة الأفراد المتضامنين -الكومونات؟

ضرورة الاشتراكية:

إن ضرورة الاشتراكية هي كما يقول كارل ماركس:

"إلغاء الطابع المستقل للظروف القائمة بالنسبة إلى الأفراد وخضوع الفردية للاحتمال، وانقياد علاقات الأفراد الشخصية للعلاقات الطبقية ذات الطابع العام" (الأيديولوجية الألمانية، ص 478).

إن ضبط الإنتاج الاجتماعي والسيطرة الجماعية للمجتمع على كل الاحتمالات والحالات الاقتصادية الطارئة التي يواجهها الأفراد كل يوم وكل ساعة في ظل النظام الليبرالي، هو الغرض النهائي للاشتراكية. وهذا النظام الإنتاجي لا يؤسس حسب وصفة أيديولوجية من هذا العالِم أو ذاك السياسي، بل يؤسس على الأرضية التي تصل إليها الإنتاج الرأسمالي بصورة طبيعية، وهو كامن في المجتمع الرأسمالي من جراء تطوره الخاص، فالانتظام الصناعي وتعاون الأفراد في الإنتاج فيما بينهم والتناسق الإداري، هو الأساس المشخص للاشتراكية، فلا يمكن الحديث عن الاشتراكية خارج هذا التطور الرأسمالي المسبق، أو كما يقول كارل ماركس:

"إن هذا التطور محدد على وجه الدقة بارتباط الأفراد فيما بينهم، وهو ترابط يستقيم جزئيًّا في المقدمات الاقتصادية وجزئيًّا في التضامن الضروري لتطور المجتمع الحر، وأخيرًا في الطابع العمومي لفعالية الأفراد على أساس القوى المنتجة القائمة. وبالتالي فإن المقصود هنا هم الأفراد الذين بلغوا مرحلة معينة من التطور التاريخي وليس في حال من الأحوال الأفراد الذين وقع الاختيار عليهم كيفما اتفق، بصورة اعتباطية، حتى دون الاعتبار للثورة الشيوعية التي لا غنى عنها والتي هي بحد ذاتها شرط عام لتطورهم الحر" (نفس المصدر، ص 479).

وهكذا، فان كل حركة جماهيرية شاملة في العالم المعاصر وفي الدول الليبرالية على الأخص –اليونان، بريطانيا، أمريكا، السويد، تونس، مصر- مهما يكن من درجة تطورها، فهي في الأساس، احتجاج المجتمع على شكل الإنتاج، والطابع الاستغلالي لنظام العمل، وهي بالأحرى محاولة لتغيير نظام العمل ودفع المجتمع نحو أسلوب أعلى للإنتاج. أما أمر إنهاء هذا الصراع ضمن الإنتاج نفسه، فيعود إلى: "ذلك الاتحاد للأفراد على الأساس الذي خلقته القوى المنتجة الراهنة والتعامل على نطاق العالمي" (نفس المرجع، ص 479).
وفي توقيت الحركات القائمة حاليًا في كل مكان، نجد التحول نحو النقطة التاريخية التي ستدق فيها ساعة الثورة، فاليوم نعيش في عصر لا بد أن تعلن فيها طبقة الشغيلة تمردها عن النظام الإنتاجي القائم في العالم، وان أمر انتصارها يتوقف على الاستقطاب الطبقي في المستوى العالمي والاتحاد والتضامن الضروري لتطوير الحركة المعاصرة نحو الحد من الإنتاج الرأسمالي ونظامه البشع في العمل.



#أنور_نجم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل شيء لأجل تطوير الحركة الاشتراكية العالمية: التضامن لا الج ...
- الأخلاق الإسلامية والأخلاق الشيوعية
- الاشتراكية بداية التاريخ
- نقد الأخلاق عند لينين
- الأزمة المعاصرة في تأملات الليبراليين الأخلاقية
- رسالة من مصر: ما الأهمية التاريخية لانتفاضة مصر؟
- الموجة اللاحقة: إسرائيل، السعودية، الصين، وقناة السويس
- اشتراكية لينين صورة كاريكاتورية لرأسمالية الدولة
- رسائل من تونس: ما الخطوة اللاحقة؟
- السيد علي الأسدي: رأسمالية الدولة
- تونس: هُبُّوا ضحايا الاضطهاد! هُبُّوا إلى العمل المجالسي!
- تونس: هُبُّوا إلى السماء، هُبُّوا إلى المجالس!
- التعاونيات الشيوعية والتعاونيات الصينية
- لينين صانع رأسمالية الدولة الاحتكارية!
- المجالسية: من إيران عبر كردستان إلى المغرب ومصر وتونس
- من كردستان إلى تونس: شرارة ثورة الشغيلة
- الكومونة والسوفييتات -13: حركات التحرر الوطنية
- رأسمالية الدولة
- الكومونة والسوفييتات -12: ماركس والثورة الروسية
- الكومونة والسوفييتات -11: ماركس وباكونين


المزيد.....




- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- حزب يساري بألمانيا يتبنى مقترحا بالبرلمان لدعم سعر وجبة -الش ...
- الشرطة الألمانية تفرق مئات المتظاهرين الداعمين لغزة في جامعة ...
- -لوسِد- تتوقع ارتفاع الإنفاق الرأسمالي لعام 2024
- بيرني ساندرز يقف في مواجهة ترامب ويحذر: -غزة قد تكون فيتنام ...
- الشرطة الهولندية تداهم مخيم متظاهرين طلبة مؤيدين لفلسطين وتع ...
- طلبة محتجون في نيويورك يغلقون أكبر شوارع المدينة تضامنا مع غ ...
- تايمز: مجموعة ضغط إسلامية تحدد 18 شرطا للتصويت لحزب العمال ا ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- استطلاع يورونيوز: تقدم اليمين المتطرف في إيطاليا قبل الانتخ ...


المزيد.....

- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أنور نجم الدين - مهزلة الليبرالية وضرورة الاشتراكية