أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أنور نجم الدين - رسائل من تونس: ما الخطوة اللاحقة؟















المزيد.....

رسائل من تونس: ما الخطوة اللاحقة؟


أنور نجم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3249 - 2011 / 1 / 17 - 19:43
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الرسالة الأولى:
تونس، 15/1/2011

"الانتفاضة وبقدر قوتها في مواجهة الدولة فانها تعاني من نقص فادح في انبثاق أشكال تنظمها الذاتي وعدم جراتها في الانقضاض على الملكية البورجوازية بحيث أن مراكز الانتاج لم تمس بتاتا ومراكز التوزيع قد تم الاستيلاء عليها لكن بدون أن يكون ذلك بشكل منظم وفي الغالب فان المستلين على المغازات العامة والخاصة يكتفون بالاستحواذ على ما ينهبونه بدون التفكير في توزيع البضائع على الناس. والدولة تقوم الآن بخلق حالة من الرعب والحرب النفسية لتخويب الجمهور وعزل القطاعات المنتفضة عن بقية الجمهور ومن أجل اضفاء شرعية على قوات الجيش ودفع الجماهير للاتفاف حول هذا الجهاز. مع العلم أن حالات التآخي بين الجمهور وقوات الجيش لم تأخذ مغزى انضمام الجنود الى الانتفاضة بل بقاءه كجهاز يحاول الظهور بمظهر المحايد في الصراعات لكنه في الواقع طبعا وفي حدود قدرته يحاول ضبط الحركة وتطويقها شيئا فشيئا وهو عمليا قد استطاع منع الجمهور اليوم من التظاهر".

الرسالة الثانية:
تونس، 15/1/2011

"لقد كانت الانتفاضة من القوة بحيث أنها قد استطاعت تهرئة أجهزة الدولة بما دفع الى انسحاب اعداد كبيرة من أعوان البوليس سواء جراء الخوف من المحاسبة أو نتيجة تفكك الجهاز البوليسي نفسه وظهور صراعات داخله. لهذا عمدت الدولة الى الالتجاء أولا الى قوات الجيش ثم لاحقا وبعد هروب الرئيس بن علي الى خلق حالة من الترويع والتخويف من خلال ميليشيات تقوم بالنهب والسرقات والاعتداء على الناس وهذا ما يدفع الأهالي الآن الى تشكيل ما سموه بلجان لحمايتهم. لا نستطيع أن نعرف الآن طبيعة تطور هذه اللجان أو ان كانت قادرة على التحول فعليا الى مجالس شعبية لإدارة شؤون الناس في الأحياء والبلدات والمدن. لكن للأسف فان الأمر تحول من الهجوم الى حالة الدفاع. والجميع يتحدث هنا عما حدث في الصومال وعندكم في العراق والخوف من تحول الأمر الى فوضى. اضافة للنقص الفادح لدى الجماهير في القدرة التنظيمية وانعدام الثقة في النفس في القدرة على التجرئ على تعويض الدولة ومؤسساتها. والنقابة كانت قد دعت لتشكيل لجان لحراسة المصانع والشركات لكن بمعنى الحفاظ عليها وليس الاستيلاء عليها وادارتها ذاتيا. ربما سيحتاج الأمر لفترة زمنية أطول. لكن الايجابي في الأمر أن النظام السياسي برمته الآن لا يملك شرعية وكل الأحزاب لا تحظى بالقبول بحيث هناك حالة ما يشبه جس النبض بين الأطراف المتقابلة وكل طرف خائف من ردة فعل الطرف الآخر. فالدولة عاجزة الآن على السيطرة سيطرة مطلقة على الوضع والجماهير عاجزة على التقدم في الثورة والتحويل الاقتصادي والاجتماعي.

الرسالة الثالثة:
تونس، 16/1/2011

"لقد كنا طيلة هذا اليوم نناقش الموقف من اللجان التي شكلها الأهالي للدفاع عن أنفسهم في مواجهة حملة الترهيب والترعيب التي تقوم بها الدولة من أجل فرض حالة الطوارئ ومنع تواصل المسيرات وكل أشكال الاحتجاج. المشكلة العظيمة اليوم هي الوهم الكبير الذي يحمله الجمهور حول الجيش. فهذه اللجان تتعاون كليا مع أجهزة الجيش وتقريبا تكاد تتحول الى تابع ومساعد له بدون أي استقلالية، فمع انخفاض وتيرة الانتفاضة فان امكانية تحول هذه اللجان الى مجالس تسيير حقيقية تبتعد أكثر. ربما تحتاج الانتفاضة الى عوامل تدفعها للتصادم مع الجيش وبذلك يمكن للدولة أن تفقد شرعيتها الأخيرة وتدفع الجمهور الى ادارة أموره بشكل ذاتي.
رفاقنا لو تمدنا برأيكم حول ما يجب أن يفعله المناضلين الآن وما الذي يجب أن يكون عليه موقفهم العملي؟



رسالتنا للرفاق التونسيين:
كردستان العراق، 17/1/2011

"إن الخطر الذي نواجهه الآن في تونس هو سيطرة الفوضى بدل الانتظام، وإن الدولة وقواها المنظمة لا تزال تتمتع بقوة ازاء التطور السلمي للحركة، وسوف تسيطر السلطة قريبًا ما لم تتطور النشاطات الاجتماعية.
حسب التجارب السابقة يمكن بل يجب تطوير النشاط من خلال تنظيم الاجتماعات الجماهيرية في المدارس، أو الجامعات، أو الأماكن العامة.. إلخ، ومحاولة تطوير اللجان الدفاعية التي أصبحت مألوفةً الآن في العاصمة.
كما يمكن الاتصال مع الجماهير أيضًا عن طريق الزيارات للمعامل، والجامعات، وبعض الأماكن الأخرى، والبدء بانتخاب مندوبي هذه الأماكن وتنظيم الأمور من قِبَلِهم.
ويمكن أن يشارك الجنود معنا في هذه اللجان، بوصفهم أيضًا من أبناء العائلات التي تواجه مخاطر النهب والسلب.
كما يجب الاستفادة من الحرية والوسائل المتوفرة الآن في حوزة الجماهير؛ فسوف تختفي هذه الحرية بسرعة، فلذلك من المهم جدًّا القيام بنشر خلاصة الاجتماعات، وتعميم محتواها، وصنع شعارات ملخصة ومفهومة منها، وتوزيعها في المدينة على شكل شعارات جدارية، أو لافتات، أو من خلال الوسائل الاعلامية المتوفرة في حوزة الجماهير، ويجب محاولة الحصول على وسائل الطبع والنشر الخاص بالجماهير.
من الممكن بل يجب الاتفاق مع التنظيمات الموجودة في الساحة -والشباب على الأخص- على تشكيل الفرق؛ لنشر وتوزيع الشعارت الجماهيرية، وتنظيم الاتصالات مع المعامل والمؤسسات، ويجب الحذر من صَبْغ الشعارات الجماهيرية بصِبْغَة سياسية أو أيديولوجية أو حزبية.
علينا نقل التقاليد والدروس العظيمة التي اكتسبناها من الثورات الكومونية، وخاصة انتخاب كل الوظائف الإدارية، والتعليمية، والقضائية، والبلدية، والإنتاجية الخاضعة للنقض في أي وقت كان.
فلو كنا نستفيد بهدوء من الحرية الاجتماعية الحالية لكان يمكن أن تصبح لجانُ اليوم -والتي اكتشفتها الجماهير بنفسها- أساسًا لإداراتٍ مجالسيةٍ للغد، ويمكن أن تتحول هذه اللجان إلى وسائل تنظيمية فعَّالة لضبط النشاطات الاجتماعية، وحتى الاستيلاء على المستودعات العسكرية، وتوجيه الجماهير في مجرى واحد مشترك.".


الرسالة الرابعة:
تونس، 17/1/2011

"سنضطر لقضاء غالب اليوم في وسط المدينة لذلك سوف لن نتصل بكم الا في المساء...نركز جهودنا الآن على كسر حالة الطوارئ وفرض حق التعبير والتظاهر.. سنوافيكم لاحقا بتقييم للوضعية".


رسالتنا للرفاق التونسيين:
كردستان العراق، 17/1/2011

“يقوم الجيش الآن بعزل المدن عن بعضها البعض، وعلى الثوار بالمقابل التركيز على المدن الأخرى، ومنها خاصة المراكز الصناعية لتفريق قوى الجيش.

ولا بد الاستفادة من تبادل الخبرات مع المناضلين في المنطقة كلها، وعلى الأخص الجزائر، والمغرب”.


الرسالة الخامسة:
تونس، 17/1/2011

"لقد حاولنا اليوم اقناع المناضلين بشتى مشاربهم على التوحد حول دعم اللجان وتطوير أداءها. وفي تجمع بمدينة صفاقس تدخلنا ونادينا بأن تتحول اللجان من الدفاع على الأحياء والمدن والبلدات الى لجان لتسيير شؤون الناس الحياتية وضمان قضاء شؤونهم العادية كما قلت بضرورة أن تتطور هذه اللجان لتتحول الى مجالس بلدية (وكلمة مجلس بلدي موجودة مسبقا في النظام الاداري القائم) كما قام العديد من المناضلين بالدعوة الى تعميم لجان التسيير لتشمل خاصة المعاهد والجامعات (لكن الدراسة الآن منقطعة)...واليوم عادت الادارات للعمل وقام العمال والأعوان باسقاط يافطات الحزب الحاكم في مقراته المهنية وتمت كتابة لجان تسيير الأعوان في بعض المؤسسات وقامت بعض النقابات الأساسية بوضع شعار الإتحاد بدل تلك اللافتات...بالنسبة للأحزاب السياسية فانها للأسف تركز فقط على الجانب السياسي وتشد الجمهور كليا الى موضوع الحكومة. بالنسبة لأحزاب المعارضة القانونية التي أخذت مكانا في الحكومة فانها قد سحبت عمليا مناضليها من الحركة لكن هناك استياء من طرف بعض هؤلاء المناضلين وحركة جزئية من الاستقالات غير الرسمية ضمنهم. أما أحزاب المعارضة غير القانونية التي لم تأخذ نصيبا في الحكومة فقد دفعت مناضليها الى الشارع للتظاهر مركزة على اسقاط الحكومة والحزب الحاكم فأهم حزبين وهما حركة النهضة (الاسلامية) وحزب العمال الشيوعي التونسي (وهما يقيمان تحالفا سياسيا مسبقا في ما كان يسمى حركة 18 أكتوبر) يرفعان أكثر الشعارات السياسية قصووية مثل الدعوة الى مجلس تأسيسي ودستور جديد...الخ وذلك ردا على عدم تشريكهما في الحكومة ومحاولة منها لخلق توازن سياسي جديد يسمح لهم أخذ نصيب في جهاز الحكم...أما بقية الاطراف السياسية اليسارية وهي فرق غير منظمة عموما وليس لها تأثير كبير فانها للأسف لا تفعل كثيرا من أجل توحيد الجهود لدعم اللجان الشعبية وتبحث في أغلب الأحيان على بناء جبهة سياسية.
بالنسبة للجيش فانه في نفس الوقت يحاول مساعدة الناس في حفظ الأمن (والناس متعاطفون معه في هذا الجانب) وفي نفس الوقت فانه يحاول تقزيم هذه اللجان ويرفض التعامل معها بشكل رسمي. وبالأمس فقد منع التظاهر أما اليوم فانه ترك المجال وفي العاصمة استعادت قوات البوليس دورها وقامت بتفريق مظاهرة في الشارع الرئيسي باستعمال القنابل المسيلة للدموع...الاتصالات صعبة ليس بين الجهات فقط بل أيضا بين الأحياء نتيجة حالة الفزع والخوف ورفض أي أجنبي للدخول".


وليشارك الآن المناضلون في إبداء آرائهم، ونقل تجاربهم إلى رفاقهم المناضلين في تونس.

وشكر خاص للرفاق في (الحوار المتمدن) لهذا الدور الرائع في نقل أخبار وآراء المناضلين حول ثورة الفقراء في تونس بصورة مستمرة، الثورة التي يقودها (محمد بوعزيزي).
Email: [email protected]



#أنور_نجم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد علي الأسدي: رأسمالية الدولة
- تونس: هُبُّوا ضحايا الاضطهاد! هُبُّوا إلى العمل المجالسي!
- تونس: هُبُّوا إلى السماء، هُبُّوا إلى المجالس!
- التعاونيات الشيوعية والتعاونيات الصينية
- لينين صانع رأسمالية الدولة الاحتكارية!
- المجالسية: من إيران عبر كردستان إلى المغرب ومصر وتونس
- من كردستان إلى تونس: شرارة ثورة الشغيلة
- الكومونة والسوفييتات -13: حركات التحرر الوطنية
- رأسمالية الدولة
- الكومونة والسوفييتات -12: ماركس والثورة الروسية
- الكومونة والسوفييتات -11: ماركس وباكونين
- الإدارة الذاتية في ضوء تكنولوجيا المعلومات
- الكومونة والسوفييتات -10: الفترة الانتقالية
- الكومونة والسوفييتات -9: الجنة الموعودة
- الكومونة والسوفييتات -8: ثورة السوفييتات عام 1917
- الكومونة والسوفييتات -7 : ثورتي البرجوازية والبروليتارية الر ...
- بولندة عام 1980: ثورة الكومونة من جديد!
- الكومونة والسوفييتات -6
- ثورة السوفييتات الهنغارية عام 1956
- الكومونة والسوفييتات -5


المزيد.....




- ما بعد المهزلة: حزب العمال يقترح نقاطًا برنامجيّة
- -ليس هناك من لحظة مملة أبدًا-.. ثنائي يغادر كندا للعيش في بل ...
- م.م.ن.ص// يعممون القمع والتشريد، لنعمم النضال والتضامن.. ...
- تركيا: تحييد 24 مسلحا من حزب العمال الكردستاني شمالي العراق ...
- الشرطة الباكستانية تشتبك مع متظاهرين بعد حظر جماعة حقوقية من ...
- لماذا تؤجل فرنسا الإفراج عن المناضل جورج عبد الله؟
- بيان حزب النهج الديمقراطي العمالي بجهة الجنوب
- الاعلام العبري: صفارات الانذار تدوي في قيسارية ومحيطها
- آلاف المحتجين في تيرانا يطالبون بإسقاط حكومة إدي راما وسط اش ...
- رسالة تعزية ومواساة ،من الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أنور نجم الدين - رسائل من تونس: ما الخطوة اللاحقة؟