أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أنور نجم الدين - تونس: هُبُّوا ضحايا الاضطهاد! هُبُّوا إلى العمل المجالسي!














المزيد.....

تونس: هُبُّوا ضحايا الاضطهاد! هُبُّوا إلى العمل المجالسي!


أنور نجم الدين
(Anwar Nori)


الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 15:52
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لقد زعزعت حركتكم العرش الجمهوري المقدس، وإنها بالفعل نصر اجتماعي عظيم، والآن آن الأوان لبرنامج العمل، فقبل مواجهة حالة من الخراب يجب تنظيم العمل، فحسب كل التجارب التاريخية الكبرى في العالم، يجب توحيد القوى وتوجيهها في مجرى واحد مشترك.
وهذا التوحيد لا يعني سوى تجميع القوى في المجالس المنتخبة من قبل المجتمع، وفي كافة مجالات الإدارية والإنتاجية، فالمجتمع الآن يواجه حالة حرجة للغاية، ففي الوقت الذي تحاول السلطة إعادة الحياة إلى الماضي، على المجتمع أن يبنوا المستقبل، فَلْيَسْتَفِدْ أبطال الثورة بهدوء الحرية الحالية؛ لكي يقوموا بتوطيد تنظيمهم الاجتماعي بشكل منهجي. وهذا ما يعطي الثوار المنتفضين حيويةً عميقة لسحق كل ما بقي من قوى الماضي، وتوجيه مجالسهم الاجتماعية لترسيخ قاعدتهم المادية لتحقيق مهمات اجتماعية مشتركة، فعلى قوتكم الموحدة يتوقف مصير انتفاضتكم العظيمة التي ستجعل من شرارة الثورة أمرًا واقعًا في المنطقة كلها.
والآن تعمل كل القوى الرجعية جديًّا لتجزئة حركتكم باسم المصالح المختلفة، ولكن مصالح المجتمع هي نفسها بالنسبة لكل فرد من أفراده. فبدون تنظيم العمل وتوحيد القوى في المجالس في الجامعات، والمؤسسات، والمعامل، والمزارع، فسوف يحرز فرسان السيف في إعادة سيطرة طغيان المال على المجتمع من جديد، أو تستولي عصابات جديدة على الحكم، وتغتصب كل ثروات المجتمع باسم المجتمع نفسه، فالسلطة السياسية تستطيع أن تزحف سريعا لسحق كل ما لا يُخْضِعُ رأسَه أمام جبروتها.
والآن وبعد ركوع الدولة أمام إرادتكم الغريبة بالنسبة للمتسلطين، فإن الوقت قد حان للشروع في العمل المجالسي.
وسوف تتراجع حركتكم ويعود الجلادون السافلون إلى احتكار حريتكم الاجتماعية من جديد ما لم تتحول انتفاضتكم الرائعة إلى عمل منهجي يستهدف إعادة تنظيم المجتمع لمصلحة كل فرد من أفراده.
وحسب التجارب التاريخية فلا يُوجِد هذا النوع من التنظيم سوى المجالسية، فالعمل المجالسي سيكون ضمان انتصار انتفاضتكم إلى النهاية؛ لأن العمل المجالسي سيعطي فرصة إدارة الحركة من جهة، وتنظيم الأمور الحياتية اليومية للمجتمع كله من جهة أخرى. وإن اندفاع الثوار المنتفضين يكفي لتحقيق هذا العمل، العمل الذي سيعزل كل حزب طامح إلى احتكار السلطة، أو تقاسم الغنيمة مع الأحزاب الأخرى، فالحركة الحالية هي حركة الجماهير لا هذا الحزب أو ذاك، ولا هذه النقابة أو تلك.
أما إذا سنحت فرصة مؤاتية لمحبي السلطة فسوف يقوم الأحزاب بتحويل اتجاه حركتكم نحو تحقيق أحلامهم الحزبية والسياسية القديمة، وحتى فرض أيديولوجيتهم الخاصة على المجتمع كله، وسوف تقوم هذه الأحزاب في المستقبل القريب بنسج قصص سياسية عن بطولاتهم، وإنقاذ المجتمع من الحكم الحالي، وإخضاع المجتمع لإرادتهم الخاصة بحجة حقهم في التصرف بثروات الوطنية، والتسلط على المجتمع باعتبار أنهم موهوبون وعالمون بكل شيء، فلذلك على المجتمع ترك كل القرارات إلى هؤلاء الأوغاد الذين لا يعرفون شيئًا سوى حب السلطة، والتصرف بأموال الدولة، فهم ليسوا سوى مجموعة مثقفة معجبين بأنفسهم.

هبوا ضحايا الاضطهاد! وليَجْعَلْ انتصارُكم الشعبي، وشجاعتكم، وصوتكم الصاخب، وأصالتكم الاجتماعية من كل الوسائل المتوفرة في حوزتكم وسيلةً للصعود إلى مسرح العمل المجالسي، فبدون تحقيق هذا العمل بسرعة، سوف تخفي الأحزاب القزمية قريبًا وجوههم خلف قناع خداع على العرش السياسي، وسيجرون المجتمع كله وراء المطامح الشخصية للقادات السياسية، وسوف يصبح كل شيء وهمًا وضلالا إلا كلماتهم المثقفة المنتفخة البراقة، وهم لا يتسلمون سوى النظام الفاسد الحالي، ولا يمكنهم القيام بأي شيء سوى تجميل وجه السلطة، وسيبقى كل شيء كما كان في الماضي: الفقر، البطالة، أزمة السكن، والاستيلاء على ثروات المجتمع باسمكم، فاليوم تعود الكلمة الأخيرة للثوار المنتفضين جميعًا، أما البكري فسوف يحتكر السلطة وسياستها الخسيسة الدنيئة كل مصادر حياتكم، وكل قرار سوف يعود إلى كوادرهم الحزبية المتقدمة وناخبيهم البرلمانيين بدل المجتمع. وسوف تعود (محمد بوعزيزي) إلى نفس الساحة التي انطلقت منها انتفاضتكم لانقاذ حياة آلاف بوعزيزي من السلطة التي لا تؤسس إلا على اغتصاب ملكية المجتمع.

هبوا ضحايا الاضطهاد!
هبوا إلى العمل المجالسي!
Email: [email protected]



#أنور_نجم_الدين (هاشتاغ)       Anwar_Nori#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس: هُبُّوا إلى السماء، هُبُّوا إلى المجالس!
- التعاونيات الشيوعية والتعاونيات الصينية
- لينين صانع رأسمالية الدولة الاحتكارية!
- المجالسية: من إيران عبر كردستان إلى المغرب ومصر وتونس
- من كردستان إلى تونس: شرارة ثورة الشغيلة
- الكومونة والسوفييتات -13: حركات التحرر الوطنية
- رأسمالية الدولة
- الكومونة والسوفييتات -12: ماركس والثورة الروسية
- الكومونة والسوفييتات -11: ماركس وباكونين
- الإدارة الذاتية في ضوء تكنولوجيا المعلومات
- الكومونة والسوفييتات -10: الفترة الانتقالية
- الكومونة والسوفييتات -9: الجنة الموعودة
- الكومونة والسوفييتات -8: ثورة السوفييتات عام 1917
- الكومونة والسوفييتات -7 : ثورتي البرجوازية والبروليتارية الر ...
- بولندة عام 1980: ثورة الكومونة من جديد!
- الكومونة والسوفييتات -6
- ثورة السوفييتات الهنغارية عام 1956
- الكومونة والسوفييتات -5
- الكومونة والسوفييتات -4
- الكومونة والسوفييتات -3


المزيد.....




- صاحب “الصندوق الأسود” يتهم عضوين بمجلس نقابة الصحفيين بالتظا ...
- لجنة “سجناء الرأي” تقرر تنظيم فعاليات متنوعة للمطالبة بتبييض ...
- عامل مصري يقود إضرابات في إيطاليا: «ثورة يناير شكّلت وعيي ال ...
- Post-Modern Colonialism: The Scandalous Barter of the SDF an ...
- Mark Davison Slaps Retired Oregon Teamsters with 31% Out-of- ...
- Trump’s Original 28-Point Peace Plan is the Least Bad Option ...
- في لندن .. الشيوعيون العراقيون يشاركون في تظاهرة تضامن مع ال ...
- الحزب الاشتراكي الحاكم في إسبانيا يتكبد هزيمة قاسية في الانت ...
- انتخابات إسبانيا الإقليمية تكشف تراجع الاشتراكيين وتقدم اليم ...
- م.م.ن.ص// يريدوننا ان نموت في صمت.. الموت هو الموت...


المزيد.....

- بين قيم اليسار ومنهجية الرأسمالية، مقترحات لتجديد وتوحيد الي ... / رزكار عقراوي
- الاشتراكية بين الأمس واليوم: مشروع حضاري لإعادة إنتاج الإنسا ... / رياض الشرايطي
- التبادل مظهر إقتصادي يربط الإنتاج بالإستهلاك – الفصل التاسع ... / شادي الشماوي
- الإقتصاد في النفقات مبدأ هام في الإقتصاد الإشتراكيّ – الفصل ... / شادي الشماوي
- الاقتصاد الإشتراكي إقتصاد مخطّط – الفصل السادس من كتاب - الإ ... / شادي الشماوي
- في تطوير الإقتصاد الوطنيّ يجب أن نعوّل على الفلاحة كأساس و ا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (المادية التاريخية والفنون) [Manual no: 64] جو ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية(ماركس، كينز، هايك وأزمة الرأسمالية) [Manual no ... / عبدالرؤوف بطيخ
- تطوير الإنتاج الإشتراكي بنتائج أكبر و أسرع و أفضل و أكثر توف ... / شادي الشماوي
- الإنتاجية ل -العمل الرقمي- من منظور ماركسية! / كاوە کریم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أنور نجم الدين - تونس: هُبُّوا ضحايا الاضطهاد! هُبُّوا إلى العمل المجالسي!