أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أنور نجم الدين - ثورة السوفييتات الهنغارية عام 1956















المزيد.....

ثورة السوفييتات الهنغارية عام 1956


أنور نجم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3202 - 2010 / 12 / 1 - 14:18
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الطلقة الأولى

بعد ظهر يوم 23 أكتوبر 1956 اجتمع ما يقارب من 20.000 متظاهر في مدينة بودابست، عاصمة هنغاريا. وفي الساعة 6 مساءً وصل عدد المتظاهرون الى 200.000 شخص.

لقد عبر المتظاهرون نهر دانوب، واتجهوا نحو مبنى البرلمان. وأول من طرح المتظاهرون من الشعارات هو: إزالة تمثال ستالين البرونزي!

لقد ازداد عدد المتظاهرون ساعة فساعة، وواجهت الدولة ثوارًا يهددون سيادتها علنًا. فجابهت القوات الحكومية المظاهرة بالغاز المسيل للدموع، وإطلاق النار من أعلى النوافذ في المدينة، مما أسفر إلى مقتل العديد من المتظاهرين، فتحولت المظاهرة السلمية إلى هجوم عنيف على القوات المسلحة الحكومية.

لقد قام المتظاهرون بالاستيلاء على المستودعات العسكرية مباشرة، وتوزيع الاسحلة على الجماهير. واعتبارًا من ذلك اليوم 23 أكتوبر 1956، أعلن الهنغاريون أمام العالم أن نظامهم هو نفس النظام العبودي للعمل، وأن العلم الأحمر الذي رفعه الحزب الشيوعي ليس سوى غطاء على العبودية، وليست هناك اشتراكية في العالم.

في ليلة 23 أكتوبر 1956، طلب الحزب الحاكم الهنغاري التدخل العسكري السوفييتي لقمع هذه الثورة غير المسبوقة. ودخلت القوات السوفييتية بودابست في صباح 24 أكتوبر، ولقد تمركزت الدبابات السوفييتية حول مبنى البرلمان، وقام الجنود السوفييتيون بحراسة الجسور الرئيسية في المدينة.
ورغم ذلك، فلقد قامت مجموعة من الثوار بوضع المتاريس في المدينة، والبدء بالهجوم والاستيلاء على دبابات سوفييتية. وبدأ راديو بودابست بنشر الوعود لبدء الإصلاحات. ولكن لم يتوقف جماهير البروليتارية عن تسليح أنفسهم، بل استولى الثوار بسرعة على مبنى الإذاعة أيضًا.

يوم 25 أكتوبر 1956، اجتمعت مجموعة متظاهرة أمام مبنى البرلمان. وبدأت الوحدات من القوات الخاصة بإطلاق النار على الجماهير من أسطح المباني المجاورة. وبعدها بسرعة انضم الكثير من الجنود الى الثوار، وبدأ الهجوم نحو بناية البرلمان، ولقد اضطر السكرتير الأول للحزب الشيوعي ورئيس الوزراء للهرب إلى الاتحاد السوفييتي.

بدأ الهجوم على القوات السوفييتية وبقايا القوات الخاصة من كل الجهات وباستخدام قنابل المولوتوف في شوارع بودابست، وظهرت أخيرًا مجالس العمالية -الإدارة الذاتية للمصانع- على الصعيد الوطني، دعا إلى إضراب عام، وتمت عملية إزالة تامة لرموز الحزب الشيوعي المزيف، والنُصُب التذكارية المزيفة للحرب السوفييتية، ونشأت ميليشيا ثورية، وانسحبت القوات العسكرية السوفييتية إلى المناطق الريفية.

المجالس العمالية:

بدأت المجالس العمالية -جنين الكومونات- مباشرة بتنظيم الإدارة الذاتية للمعامل والمناجم، خالية من سيطرة الأحزاب، ومفاهيم الإيديولوجيين، وأوهام الفترة الانتقالية.

وإزاء قلقه الشديد بصدد انتشار الثورة الكومونية إلى المعسكر الاشتراكي المزيف، قام القائد السوفييتي خروتشوف بالاتصال مع قادة دول أوروبا الشرقية، مثل قادة الرومانية، والتشيكوسلوفاكية، والبلغارية، واليوغوسلافية.
وقرر السوفييت أخيرًا الزحف العسكري نحو هنغاريا بحجة استعادة النظام، والحفاظ على وحدة وارشو، وضد الفاشية الهتلرية، ومثيري الشغب، ومموليهم -الغرب وأمريكا- علمًا بأن الولايات المتحدة والغرب لم تمانع دخول القوات السوفييتية هنغاريا لاستعادة النظام، فالوطنيون الهنغاريون حطموا الثورة المجالسية بمساعدة الجيش الأحمر السوفييتي، ألد أعداء ثورة السوفييتات.


ورغم العقاب الشديد للثوار المجالسيين، وإعدام الآلاف منهم، أو ترحيلهم، وفرار ما يقارب من 150.000 شخص إلى البلدان الأخرى كلاجئين فلم تتوقف المحاولات الثورية لإنهاء ما بدأت البروليتاريا به. ولقد استمرت النضالات والمجالس إلى منتصف عام 1957م. وفي مايو 1957 قامت القوات العسكرية السوفييتية في هنغاريا بسحق الثورة المجالسية.

ماذا كانت النتيجة؟

لقد لقَّن الثوار الهنغاريون خروتشوف درسًا مما أدى إلى اللجوء إلى نوع من الراديكالية باسم نقد (الفترة الستالينية)، ثم إلى المناورات المختلفة للأطراف الذين قاموا بالاحتكار ثم تقسيم العالم بينهما باسم المعسكر الرأسمالي والمعسكر الاشتراكي.
لقد قامت الدول المنافسة للشرق بتشكيل اللجان للتحقيق في "أحداث هنغاريا"، كما قاموا باستخدام أعلامهم لتشويه الوجه الحقيقي للشيوعية، فالشيوعية أصبحت رمزًا للإرهاب، وقامت الثورة الهنغاريا ضد الشيوعية. هكذا كان الوجه الاعلامي المزيف للغرب. أما الاعلام المزيف الشرقي، فقد كان يدعي بأن الملايين من العمال كانوا مخدوعين من قبل الغرب، وكأن الموضوع ليس له العلاقة بحياتهم في ظل نظام عبودي.

دروس الثورة:

إن أغنى درس من دروس ثورة السوفييتات -المجالسية- الهنغارية هو أن البروليتاريا لا يمكن خدعها بخدعة الاشتراكية الإصلاحية البرجوازية، وأن الاشتراكية المزيفة السوفييتية والشرقية، ليست سوى محاولة لإصلاح أمراض المجتمع الرأسمالي، فلا (دكتاتورية البروليتاريا والفلاحين الديمقراطية الثورية) اللينينية ولا (الديمقراطية الشعبية) الماوية بمستطاعهما إخفاء الوجه الأسود للدولة وأحزابها وقاداتها البيروقراطية من البروليتاريا، فالدولة هي المستهدفة حين تنطلق ثورة البروليتاريا -ثورة الكومونات- ولا يمكن إخفاء وجه الدولة والطبقة المستغِلة التي تحكمها من البروليتاريا خلف (مطرقة ومنجل).
وإذا كانت حركة عمال برلين الشرقية في عام 1953م، وحركة عمال بوزنان البولندية في عام 1956 درسًا من دروس العمال في المعسكر التنافسي الشرقي، فكانت الثورة المجالسية الهنغارية، مدرسة كومونية لعمال هذه الدول أجمع، وأثبتت الثورة أن إدارة المجتمع الذاتية للأنتاج هي الهدف، لا الاشتراكية المزيفة، ورغم هزيمة الثورة السوفييتية الهنغارية، فلم يتأخر الوقت قبل عودة البروليتاريا إلى ساحة النضال في بولندة والتي بدأت من طلب بروليتاري جديد، ألا وهو تذويب الصنم البرونزي للينين.

وسوف ندخل الحركة البروليتارية البولندية التي انتهت في النهاية بسحق الاشتراكية المزيفة في الموضوع القادم، فذبح البروليتاريين الهنغاريين من قبل دبابات الجيش الأحمر، الجيش الذي لم يؤدِّ في تاريخه سوى سحق التعاونيات والكومونات الإنتاجية والإدارة الذاتية للعمال، لم يكن سوى ناقوس الخطر واقتراب الساعات الأخيرة للاشتراكية البرجوازية المزيفة، فنتيجة لسلسلة متواصلة وغير منقطعة من النضالات البروليتارية في الثمانينات، قد انهارت الاشتراكية الإصلاحية من مصدرها، وهي السوفييت، فالحركات البروليتارية صاحبَت الاشتراكية المزيفة منذ البداية، وبعد وقفة قصيرة، انطلقت النضالات المجالسية من جديد، فالنصف الثاني من القرن العشرين، تتميز بنضالات عمالية صاخبة ضد الدولة المقنعة بالشيوعية في ألمانيا الشرقية، وهنغاريا، وجيكسلوفاكيا، وبولندة.



#أنور_نجم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكومونة والسوفييتات -5
- الكومونة والسوفييتات -4
- الكومونة والسوفييتات -3
- الكومونة والسوفييتات -2
- الكومونة والسوفييتات -1
- جاسم محمد كاظم وفؤاد النمري: 3) خرافات جديدة في الاقتصاد الس ...
- جاسم محمد كاظم وفؤاد النمري: 2) خرافة انهيار الاشتراكية
- جاسم محمد كاظم وفؤاد النمري: 1) خرافة عودة لينين
- نظام لينين نظام العمل المأجور: 3- التخطيط الشيوعي للإنتاج
- نظام لينين نظام العمل المأجور: 2- كيف يجري التوزيع في الإنتا ...
- نظام لينين نظام العمل المأجور: 1- طبيعة الاقتصاد السُّوفيتي
- لينين: تراجيديا السوفيتية!
- نظام لينين نظام تايلوري -2
- نظام لينين نظام تايلوري -1
- الاتحاد السوفيتي في ضوء قانون القيمة
- الاتحاد السوفيتي السابق: كيف نبحث أسباب انهياره؟
- الدين بين المادية الألمانية والمادية الإنجليزية -3
- الدين بين المادية الألمانية والمادية الإنجليزية -2
- الدين بين المادية الألمانية والمادية الإنجليزية -1
- لينين: عدوا لدودا لثورة الكومونة


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أنور نجم الدين - ثورة السوفييتات الهنغارية عام 1956