أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محيي هادي - عن المسيح و عذرية مريم













المزيد.....

عن المسيح و عذرية مريم


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 3561 - 2011 / 11 / 29 - 14:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عن المسيح و عذرية مريم


إنني لا أقول جديدا عندما أذكر أن الكتب الدينية تحتوي على الكثير من الترهات و الخرافات الاسطورية. و قد رأيت من خلال التعليقات على كتاباتي أنه عندما أنتقد الخرافات الاسلامية ينزعج منها المتدينون الاسلامويون و يصفق لها غيرهم من المتدينين، و يصبح الأمر معكوسا إذ أنه عندما أنتقد الترهات المسيحية ينزعج منها متدينو المسيحية و يفرح لها غيرهم.
إن هناك كميات لا تحصى من الخرافات التي يدخلها الدين في عقول المتدينين. و هل يوجد دين لا يحتوي في داخله على خرافات، و خاصة تلك الأديان التي يقال عنها أنها أديان توحيدية سماوية؟؟!!

إن الأديان تسير نحو التحطم الذاتي ، بسبب خرافاتها أو بسبب سيرتها العامة، و هكذا فإن 100.000 راهب مسيحي قد ترك الكنيسة الكاثوليكية خلال العقود الأربعة الأخيرة، و لا تجد الكنيسة رجالا يقومون بقود أتباعها. هذا بالنسبة لرجال الدين فكيف يكون الأمرلعامة الناس في الدول الاوروبية المتحضرة.

إن الدول الاوروربية التي أبعدت الدين المسيحي عن مؤسساتها الحكومية قد تقدمت و تقدمت فيها العلوم بجميع أنواعها كما أننا نرى أن الاديان، كلها، لها حماية من قبل الدولة فيحترم المعتنق لأي منها مثلما يحترم الذي لا يعتقد بها. و أصبح الدين هو العلاقة بين المؤمن و ربه، لا يجبر الشخص على اعتناقه أو رفضه. و لا نرى شخصا ككوبرنيكو يحرق بمحرقة الكنيسة لانه يؤكد حقيقة دوران الأرض حول الشمس، على عكس ما تؤمن الكنيسة.

أما بالنسبة للمسلمين فإننا نجد الدعم المالي، و خاصة السعودي الوهابي، من جانب و الإرهاب من جانب آخر يجعلهم صامتين لا يجرأون على انتقاد رجال دينهم والخرافات التي يدخلونهم فيها. و إنني على يقين بأن الحرية و الاطلاع على العلوم ستجعلهم أقل اهتماها بالدين و أكثر ابتعادا عن الخرافة و الجهل.

و هنا سأستمر على انتقادتي لكل خرافة، مهما كانت، رضي بانتقاداتي هذه زيد أو انزعج منها عمرو، فلقد مضت محاكم التفتيش المسيحية الأوربية التي كانت تحرق و تقتل كل من لا يؤمن بما تعتقده الكنيسة. و ستندثر عصابات و محاكم "الأمر بالخرافة و المنكر" الاسلامية و سيكون هذا باصرار منتقدي خرافات الدين الذين يرفضون الترهات و الشعوذة التي تكثر في مجتمعنا.

*

هناك (مزحة) اسبانية تقال للأطفال الصغار بان المولود الجديد يأتي من باريس (*1) يحمله بمنقاره إلى أسبانيا ، لقلق ما. هذه المزحة يؤمن بها الأطفال الذين كانوا يسمعون بها. أما الآن فإن الأطفال أصبحوا "فاتحين" لعيونهم و يعرفون بأن المولود الجديد لا يأتي من باريس بل من الجماع بين الجنسين الأنثوي و الذكري. يعرفون هذا لأن الثقافة الجنسية لهم أصبحت علمية و حقيقية بعيدة عن الترهات و الخرافات و حكايات العجائز.

و على شاكلة الأطفال الاسبان الذين كانوا يعتقدون بمزحة كيفية مجيء الوليد الجديد، فإن المؤمنين، المسلمين و المسيحيين، يصدقون بمجيء المسيح عن طريق نفخ الإله لروحه في أم المسيح العذراء ماريا (أو مريم). و كذلك فإن اليهود يؤمنون بأن هناك ملك بعثه يهوه إلى أم شمشون لـ "ينفخ" فيها و يولد شمشون بعدئذ ليصبح هذا "محررهم" من الفلسطينيين..

إن القول بأن المسيح لم يكن له أب لكي "يزرع" في الأم بذرته، يجعل السامع لهذا القول أو قارؤه يشكك في أخلاق مريم، و ليس هذا فقط بل أن هذا القول يدفعه إلى التشكيك في وجود مثل هذا الابن الذي ولد بدون أب.

و ليس هذا فقط إذ أنه على الرغم من أن الأناجيل المسيحية تبين وجود أخوة أشقاء لعيسى، أي أبناء لماريا، إلا أن الكنيسة لا تعترف بهم، لان تقاليدها لاتسير على ذلك، و تصر على العذرية الخالدة لماريا و على وحدانية ابنها عيسى المسيح.

إن سانتياغو (يسمى يعقوب أيضا) هو أحد أخوة عيسى و يعتبر المؤسس الأول للكنيسة المسيحية. و كان سانتياغو قد أعدم عام 62م

و في الاول من تشرين الثاني من عام 1950 كان البابا بيوس الثاني عشر قد أصدر قرارا أعلن فيه عن العذرية الخالدة لماريا، جاء فيه:
....نُعلن بسلطان سيدنا يسوع المسيح، والرسولين بطرس وبولس، وسلطاننا الخاص، ونصرِّح ونحدِّد أن مريم المنّزهة عن الخطيئة الأصلية، أم الله الدائمة البتولية، والتي رُفعت بالنفس ِ في نهاية حياتها إلى مجد ِ السماء. و لهذا فليعلم أي واحد يتجرأ (لا سمح الله له ذلك) على نكران ما نقرره، بشك أو بشكل إرادي، بأنه قد أصبح مارقا عن الإيمان الإلهي و الكاثوليكي....

و لا أعرف ماهي الخطيئة التي ارتكبتها ماريا لكي يأتي البابا بيوس الثاني عشر لينزهها منها! هل هي اتصالها الجنسي بزوجا يوسف النجار؟ أم هو اختلاق الحبل الالهي لها؟ و هذا الاختلاق هو الكذب و الخطيئة بالفعل.

إن كل من لا يسير خلف ما تأمر به الكنيسة يسقط في النار الخالده. هذا ما قرره المجمع الكنائسي في فلورنسا عام 1442. و هكذا فإن الذي لا يعتقد بعذرية ماريا فليحسب نفسه من أصحاب النار الخالدين.

*

إنه في إنجيل مرقس، و هو أول انجيل كتب في حدود عام (75-80م)، لا يظهر و لا سطر واحد يتحدث عن موضوع عذرية ماريا، ذا الاعتقاد المهم جدا بالنسبة للعقيدة المسيحية. أما انجيل يوحنا، آخر الأناجيل الذي كتب في نهاية العقد الأخير من القرن الثاني الميلادي، فإنه كذلك لم يذكر و لا آية بسيطة تتحدث عن الطبيعة العذرية لأم المسيح.
لقد جعلوا من أم المسيح عذراء بعدما مات المحررون الحقيقيون للعهد الجديد و الرسل أصحاب عيسى وتركوا الوجود.

و على الرغم من قول الكنيسة بأن ماريا كانت لها عذرية خالدة إلا أننا نرى أن الانجيليين لم يتركو الذكر بأن ماريا كان لها أبناء آخرون إضافة إلى المسيح. فهل يمكن أن تحقظ ماريا على عذريتها على الرغم من إنجابها لعدد من الأبناء؟ فنجد مثلا:
- في متي ( 12 ، 46-50) إشارة إلى عائلة المسيح، أمه و اخوته:
....... 46 وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُ الْجُمُوعَ إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا خَارِجًا طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ......
....... 74 فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجًا طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ».....

_ و في مرقس (3، 31-35) نقرأ:
...... 31 فَجَاءَتْ حِينَئِذٍ إِخْوَتُهُ وَأُمُّهُ وَوَقَفُوا خَارِجًا وَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ يَدْعُونَهُ....
...... 32 وَكَانَ الْجَمْعُ جَالِسًا حَوْلَهُ، فَقَالُوا لَهُ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ خَارِجًا يَطْلُبُونَكَ».....

- و في سفر أعمال الرسل (1، 14):
..... 14 هؤُلاَءِ كُلُّهُمْ كَانُوا يُواظِبُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ عَلَى الصَّلاَةِ وَالطِّلْبَةِ، مَعَ النِّسَاءِ، وَمَرْيَمَ أُمِّ يَسُوعَ، وَمَعَ إِخْوَتِهِ.....

- و في رسالة بولس إلى الغلاطيين(1، 18-20) يكتب بولس عن رؤيته لأخ المسيح يعقوب:
...... ثُمَّ بَعْدَ ثَلاَثِ سِنِينَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ لأَتَعَرَّفَ بِبُطْرُسَ، فَمَكَثْتُ عِنْدَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا....
.....19 وَلكِنَّنِي لَمْ أَرَ غَيْرَهُ مِنَ الرُّسُلِ إِلاَّ يَعْقُوبَ أَخَا الرَّبِّ....
.....20 وَالَّذِي أَكْتُبُ بِهِ إِلَيْكُمْ هُوَذَا قُدَّامَ اللهِ أَنِّي لَسْتُ أَكْذِبُ فِيهِ....

و على الرغم من أن بولس يدعي بأنه لا يكذب إلا أنه يمكن قراءة سبابه للغلاطيين بقوله في هذه الرسالة (3، 1):
1.... أَيُّهَا الْغَلاَطِيُّونَ الأَغْبِيَاءُ، مَنْ رَقَاكُمْ حَتَّى لاَ تُذْعِنُوا لِلْحَقِّ؟ أَنْتُمُ الَّذِينَ أَمَامَ عُيُونِكُمْ قَدْ رُسِمَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ بَيْنَكُمْ مَصْلُوبًا!...
و لهذا فلا ينزعج المؤمنون بالخرافات، من أصحاب بولس، عند نعتهم بأنهم أغبياء أو جهلة أو خرفون.

و لم يكتف بولس بذلك بل أنه جعل المسيح ملعونا عند قوله في نفس الرسالة (3):
......13 اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ»......
و المسيح كان قد صلب معلقا على خشبة، كما تقول قصة موته. فهل حقا أن المسيح أصبح ملعونا؟

إن بولس قد ذكر في رسالته إلى الغلاطيين أنه قد رأى يعقوبا، أخا المسيح، و هو يعود ثانية في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس ليشير إلى اخوة المسيح بـ "أخوة الرب"
.......9: 5 العلنا ليس لنا سلطان ان نجول باخت زوجة كباقي الرسل و اخوة الرب و صفا....

و على الرغم مما تذكره الأناجيل و رسائل بولس فإن الكنيسة لا تعترف بأخوة المسيح فتجعلهم أولاد عم له لكي تدعم بهذا النكران مقولتها في وحدانية عيسى و عذرية ماريا.

*

) الاسبانية تعني الولادة و هي مشابهة لكلمة باريس.Parir( (*1) إن كلمة


محيي هادي
29/11/11



#محيي_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى أعراب النفاق في شأن القذافي
- خرافة الأناجيل الأربعة
- الأديان -السماوية- تطمس التاريخ الفلسطيني
- الرشوة في مؤسسات الدولة العراقية
- فخر المسلم
- أمة إقرأ
- وأد الأنثى
- شرفاء مكة
- إنَّ الذِكرَ توراةٌ
- هلْ القرآنُ دستورٌ؟
- لحى الجهل
- خُلِق الجمل من شيطان ِ
- مواخير الأردن
- نكتة موسى
- خريجو سوق مريدي
- اللحية و الجلباب القصير
- من الأندلس: النخلة
- من الأندلس: عبد الرحمن الداخل
- سلفي آل الرياض
- إلى المالكي


المزيد.....




- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على القمر الصنا ...
- الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان يعلن تنفيذ 25 عمل ...
- “طلع البدر علينا” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- إعلام: المرشد الأعلى الإيراني يصدر التعليمات بالاستعداد لمها ...
- غارة إسرائيلية على مقر جمعية كشافة الرسالة الإسلامية في خربة ...
- مصر.. رد رسمي على التهديد بإخلاء دير سانت كاترين التاريخي في ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لقوات الاحتلال الاس ...
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي: الكيان ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان: مجاهدونا استهدفوا تجمعا لقوات ا ...
- قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء سلامي مخاطبا الصهاينة: أنتم ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محيي هادي - عن المسيح و عذرية مريم