أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حافظ - الثورة العربية الكبرى - ثورة الشعب المصرى تصحح مسارها















المزيد.....

الثورة العربية الكبرى - ثورة الشعب المصرى تصحح مسارها


محمود حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3558 - 2011 / 11 / 26 - 15:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى التاسع عشر من شهر نوفمبر ( تشرين الثانى ) وفى صباح هذا اليوم وعقب مليونية الإنقلاب على العسكرى الذى نظم لها الإسلام السياسى وكان الفصيل الحاشد فيها والذى قرر فيها فك إرتباطه رسميا وعلى ارض الواقع بالمجلسالعسكرى بعد تحالف أتاح لهذا الفصيل الإنفراض بالساحة السياسية خاصة بعد مشاركةفصيل الإسلام السياسى فى صياغة وإعداد التعديلات الدستورية والتى تم فيها وفى إستفتاء 9 مارس ( آذار ) تنحية الشرعية الثورية لثورةالشعب المصرى وإحياء الشرعية الدستورية بما يسمى بالإرادة الشعبية والتى تم فيها الترويج الإعلامى بأن نعم تعنى الأمن والإستقرار إضافة أن نعم تعنى أنك مؤمن وموحد لله وأن لا تعنى عدم الأمن وعدم الإستقرار وتعنى أيضا غنك مع خلاف مع الله بمعنى أن تكون خارج الملة أو كافرا بمعنى آخر إنه قد تم إعتماد الخطاب الأيديولوجى وتغيب خطاب المنطق والعقل ولهذا كانت النتائج كارثية فالإنفلات الأمنى كان كارثيا وبالتالى إنعدم الإسستقراروأصبح هدير الصوت العالى لايسمع إلا من فصيل الإسلام السياسى المدعم محليا من السلطة الحاكمة وإقليميا ودوليا من الرأسمالية المالية والذى عمادها البترودولار.
إذاً كانت الساحة السياسيةللثورة المصرية خاضعة من بداية 9 مارس حتى 18 نوفمبر تحت تصرف فصيل الإسلام السياسى والذى يجمع فصائل الإخوان المسلمين المتحالفين سابقا مع السلطةالإستبدادية وفصائل السلفيين الوهابيين بشقيها الدعوى والجهادى .
إن إندفاعة الأمن لفض إعتصام أهالى شهداء ثورة 25 يناير ومصابيها الذين يعانون من إصاباتهم دون تطبيب هذه الهجوم الأمنى كان الشرارة التى أيقظت الجماهير الثورية والتى أحبتطها سيطرة فصيل معين على مقدرات ثورتها الشعبية وكما قيل كان التاسع عشر من نوفمبر هو تكملة للثامن عشر من فبراير وفى هذا اليوم المجيد تدفق الثوار والشعب ليعلن من ميدان التحرير أن ثورته مستمرة وأن العطب الذى أصابها قد تم محوه وإزاحته ورجع هدير صوت الثوار والشعب يعلو فى الميدان مستمداً طاقته الجبارة من الدماء الذى سيلت من شهداء التحرير لنصرة هذه الثورةالعظيمة بكل معانى الكلمة .
لقد حدث ما لم يكن فى حسبان القوى الظلامية بخطابهاالأيديولوجى وبفعل سيطرتها بالمال السياسى وبخطابها الكريه الذى يعمل على التفريق والتشتيت للقوى الإجتماعية للشعب المصرى بواسطة إثارة الغرائز والنعرات .
حدث هذا بواسطة الدماء التى سيلت على أرض التحرير فقد كان واقع الدماء أقوى من خطب المبشرين فالواقع ملموس والخطب تتناثر كلماتها فى الهواء فالدماء التى سالت من الشهداء سالت لأن أصحابها قدموا حياتهم فداءاً للوطن ولتغييره سالت من أجل الحرية والكرامة الإنسانية والديموقراطية والعدالة الإجتماعية ولابد لهذه الدماء أن تكون طاقة وقدرة للتغيير فالشهداء الذين قدموا أنفسهم قرباناً للوطن قدموه طواعية لأجل الآخر هذا الآخر الذى لايجد علاجا لجرحه أو قوت يومه ويفترش الأرض ويلتحف السماء ببردها القارص فى حين أن هناك فريقا فى الوطن تمتلئ جيوبهم بعشرات أومئات الألوف بل ملايين الجنيهات تستنزف من دماء هذا الشعب وهناك فريقا آخر تمتلئ جيوبهم أيضا بعشرات أو مئات بل ملايين الدولارات تأتيهم عبر قنوات لتكون مهمة هذا الفريق هى العمل على إسكات الجماهير الكادحة عن طريق تزييف وعيهم وإثارة حماستهم الدينية والعرقية ويساعد هذا الفريق وغيره فريقا عبر قنوات فضائية سواء قطرية أوإقليمية ( الجزيرة والعربية ) أو عالمية أمثال البى بى سى البريطانية والحرة الأمريكية وفرانس 24 الفرنسية وجميعها ناطقة باللغة العربية هذا الضخ الإعلامى يسانده إعلام ظلامى يعمل على بيع صكوك الغفران للشعب حتى يضمن الفقير مكانه فى الجنة مثال قنوات الحكمة والرحمة والناس وغيرها من القنوات التى تعطى صكوكا للغفران وعلى الطرف الآخر تجد للشباب الماجن قنوات الهلس والتت .
إذاً الإعلام داعم وساند للقوى التى تعمل على تأبيد الخطاب الأيديولوجى والذى مهمته فى النهاية فرق تسد وقد ساعد فى ذلك فريقا على الأرض كان نتاجا للإنفلات الأمنى وخارجا من رحم الأمن المنفلت وهو فريق جيش البلطجية الذى يعيث فى الأرض وبين المواطنين فسادا من ترويعهم وقتلهم وسرقة مقتنياتهم مثال سرقة السيارات الخاصة والتى يتم رجوع بعضها بعد دفع القيمة المطلوبة فدية للسيارة المسروقة والغريب أن كل هذا يحدث تحت سمع وبصر السلطة الحاكمة دون أن تحرك ساكنا ولماذا ؟ .
لقد بعثت دماء الشهداء والعيون المصفاه للمصابين الروح فى ميدان التحرير فاندفع إليه الثوار والشعب ليعلن أن ثورته المجيدة لم تمت بل لها صفة الصيرورة والديمومة حتى يتم إسقاط النظام وتحقيق أهداف الثورة وأن الشعب قد علق هذه العبثية التى تتخذها السلطة بإسم الثوار الذين أسقطوا هذه السلطة التى تدعى أنها خرجت من الميدان , لقد أعلن رئيس حكومة السلطة منذ اليوم الأول إنحيازهلمنهجية النظام البائد عندما أعلن أن الإقتصاد الحر هو طريق التطور الإقتصادى وبهذا الإعلان القبيح قضى قضاءاً مبرما على أهم مبادئ الثورة وهو تحقيق العدالة الإجتماعية والتى هى الطريق لنيل الكرامة وتحقيق التوازن بين فئات الشعب .
لقد طالب الثوار فى مناسبات عديدة تحقيق العدل الإجتماعى وما لبثت أن خرجت عليهم ما يسمى بحكومة الثورة بتحقيق حد أدنى للأجور دون تحقيق الحد الأقصى والذى كان من تداعيات ذلك هو لإستنزاف موارد الدولة فالمستفيد من إطلاق الحد الأعلى والذى تم الإشارة إليهم بعاليه هم كما هم إضافة إلى إطلاق الحكوكة حزمة لإرضاء الجماهير الكادحة بإمتصاص جزء من البطالة ببطالة مقنعة ورفع الحد الأدنى الأمر الذى عمل على هذا الإستنزاف للموازنة العامة وهنا لابد من طرح سؤالنا لماذا لم يتم تحقيق الحد الأقصى للأجور ؟
إن سقف الأجور يعلو فى مصر من بداية العشرة آلاف إلى مضاعفتها حتى يصل دخول بعض الفئات إلى عدة ملايين شهريا وليكن لدينا مثلا لتحقيق العدل الإجتماعى وإرتباطه بالتنمية فى مسألة العدالة الإجتماعية ونفترض أن هناك أحد أفراد البلوتوقراط الذى يتقاضى مليونا من الجنيهات شهريا هذا الفرد كم يقوم بصرفه من دخله شهريا هل نقل مثلا مائة ألف فليكن ويتبقى من المليون ما قيمته تسعمائة ألف جنيه تم إكتنازها وحجبها من التعامل فى السوق وسوف يكون مصيرها ومآلها إلى النزوح خارج حدود القطر لتذهب فى الحسابات الخارجية .
فى المقابل عندما يتم توزيع هذا المليون بقيمة ألف جنيها للفرد كقيمة لفرصة عمل يتم تشغيل الفرد فيها سنجد أن المليون تم توزيعه على ألف فرد نالوا ألف فرصة عمل قدموا فيها قوة عملهم والذى ستنتجفى النهاية سلعة تتداول فى السوق ونجد أن الألف فرد الذين نالوا قيمة ألف جنيها قد قاموا بصرف هذه المبالغ فى السوق نتيجة المأكل والملبس بمعنى إشباع الحاجة وبالتالى ماأخذه كقيمة لعمله قام بصرف الجزء الأكبر منه فى تجديد طاقة قوة عمله ورعاية أسرته وأن العدد الألف الذى تقاضى مليونا من الجنيهات قد قام بصرف معظم هذا المليون إن لم يكن كله الأمر الذى يعمل على تنشيط حالة السوق ورواجه بدلا من ركوده وكساده الأمر الذى يدفع فى نهاية إلى تنشيط حالة الإقتصاد وتنميته لخلق فرص عمل أخرى .
إن هذا المغزى من تحقيق العدالة الإجتماعية هو توافر فرص العمل لتشغيل البطالة نتيجة تحديد الحد الأقصى للأجور وأن تكدس أموال الفئة البلوتوقراطية بدلا من إكتنازه وتهريبه سوف يذهب للتداول فى السوق مما يدفع نحو التنمية وخلق مزيدا من فرص العمل الأمر الذى يعمل على إنتعاش الإقتصاد وإمتصاص البطالة هذا هو الطريق الذى نهجه الثوار وتحديد مبادئ ثورتهم بالحرية والكرامة والديموقراطية والعدالة الإجتماعية وأن تصحيح مسار الثورة معناه هو وضع السلطة الثورية على طريق تحقيق العدالة الإجتماعية وأن تنحية السلطة التنفيذية التى سيطرت عقب الموجة الأولى من الثورة كان ضرورة ملحة لعدم قدرتها على تحقيق العدالة الإجتماعية لمنهجية صيرورتها الدافعة نحو إتباع منهجية الحرية الإقتصادية ومنهجية إقتصاد السوق وأن وقوفها فى وجه الثوار لعدم تحقيق العدالة الإجتماعية جعلها تنحاز إلى آلية إثارة الفوضى الخلاقة التى تم إعتمادها بالتفرقة بين أطياف المجتمع والذى هو فى لحمة منذ تكوين مجتمعه المدنى تناريخيا هذه السلطة التى تحالفت مع طبقة البلوتوقراط المصرية والتى هى نفسها تنتمى إليها وتحالفت مع الهيمنة الدولية والإقليمية والتى تملك ضخ المال النفطى لدى أتباعها حتى تثار الفوضى وتبقى هيكلية الدولة البيروقراطية باقية كما هى بفسادها وسيطرة الطبقة البلوتوقراطية عليها كما تبقى سيطرة رجال الأعمال بتحالفهم السابق مع البلوتوقراط وتبقى منهجية الدولة الريعية – الإستهلاكية هى المحرك الأساسى للدولة .
لقد نحى الثوار بقوتهم وقدرتهم هذه السلطة وأعادوا إنتاج مطالبهم الثورية وعلى الثوار والشعب حراس الثورة أن يكون تحقيق مبدئ العدالة الإجتماعية على رأس أجندة أى حكومة مقبلة كمطلب أساسى كما أن يكون القضاء على الفساد الإدارى فى هيكيلية الدولة هو المطلب الرئيسى والذى يصاحبه ويتماهى معه مطلب القضاء على الإنفلات الأمنى بإعادة هيكلية جهاز الأمن والقضاء على بلطجية النظام البائد .
إن تصحيح مسار الثورة ضرورة ملحة حتى تستطيع ثورة شعب مصر أن تكون نبراسا ورائدا للثورة العربية الكبرى وأن على حراس الثورة أن يكون ما قدموه للعالم لتحقيق العدالة الإجتماعية كإلهام ثورى كحل للبطالة وإزاحة السلب الواقع على القوى الكادحة هو النموزج المحقق على أرض الواقع وأن تحقيق هذا النموزج لديه الدم الملهم من أجساد الشهداء وكذا الدم المسال من عيون مجاهدى الثورة الأبرار .
عاشت ثورة الشعب المصرى لتحقيق الحرية والديموقراطية والعدالة الإجتماعية .
وعاشت الثورة العربية الكبرى لتحقيق هذه المبادئ الثورية .



#محمود_حافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها فى ثورات الربيع ال ...
- السقوط المدوى
- الثورة العربية الكبرى فى المسألة الإثنية والطائفية
- الثورة العربية الكبرى فى مواجهة الفوضى الخلاقة والرأسمال الم ...
- الثورة العربية الكبرى فى مواجهة الهيمنة العالمية
- الثورة العربية الكبرى - ثورة الشعب المصرى بين الحداثة والأصو ...
- الثورة العربية الكبرى - ثورة الشعب المصرى بين الحقيقة والخدي ...
- الثورة العربية الكبرى فى مواجهة المكارثية
- ملف الثروة السمكية بمصر - حكاية بلد إسمه كفر الشيخ 4
- الثورة العربية الكبرى - فى مسألة القضاء
- الثورة العربية الكبرى والإعلام
- الثورة العربية الكبرى - فى الصراع
- الثورة العربية الكبرى - مسألة رى المنابع
- الثورة العربية الكبرى - فى مسألة تجفيف المنابع
- الثورة العربية الكبرى وخطر الإلتفاف
- الثورة العربية الكبرى فى مواجهة إستراتيجية الشرق الأوسط الجد ...
- الثورة العربية الكبرى - فى المسألة الليبية ( الصحراوية )
- ثورة الشعب المصرى - 10 - كلام حول الدستور
- ثورةالشعب المصرى -والتأثير الإقليمى
- ثورة الشعب المصرى - 8 نحوتحقيق أهداف الثورة


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حافظ - الثورة العربية الكبرى - ثورة الشعب المصرى تصحح مسارها