أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حافظ - الثورة العربية الكبرى - ثورة الشعب المصرى بين الحقيقة والخديعة















المزيد.....


الثورة العربية الكبرى - ثورة الشعب المصرى بين الحقيقة والخديعة


محمود حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3439 - 2011 / 7 / 27 - 20:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد إنصرف ثوار الشعب المصرى من ميدان التحرير بعد إحتفالهم بنجاح ثورتهم بعدما تم خلع رأس النظام هكذا خيل إليهم أن ثورتهم السلمية قد أوتت ثمارها وسقط النظام خاصة وسط إنبهار كونى بنجاح هذه الثورة الأمر الذى أعطى الشعب جرعة كبيرة من الزخم الثورى وكأن الكون يشاركه فى إنجاح ثورته دون أن يدرى الشعب الثائر أن هناك إعجاب بثورة وهناك أيضا مصالح للآخر هل ستدعم أو تقصى فى حالة نجاح الثورة فى إسقاط النظام الإستبدادى فى مصر .
هذا الإنصراف المبكر للشعب الثائر من الميادين فى كافة أنحاء القطر والذى أعقبه دعوة لئيمة تنادى بإستقرار المعيشة فى مصر قد أطاح بالشرعية الثورية هذه الشرعية الكفيلة حتما بتغيير النظام ففى الشرعية الثورية والتى تقوم بالإزاحة الكاملة للنظام بمعنى إسقاط دستوره وهيكلته المؤسساتية فى سلطاته الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية ثم الإزاحة الكاملة لكافة رموزالنظام الساقط حتى يصبح النظام صفحة بيضاء تسطر فيها الشرعية الثورية نظامها الجديد البديل وأول ملامح هذا النظام هو وثيقة رسم الملامح للعلاقة بين القوى الإجتماعية من خلال عقد إجتماعى ينظم الحدود والمصالح لكافة القوى الوطنية هذا العقد يقوم بكتابته كافة ممثلى الأمة بكل فئاتها وأطيافها وطبقاتها ولا تقوم به فئة أو شريحة إجتماعية بصياغته نيابة عن بقية الفئات والشرائح الإجتماعية هذه الوثيقة العقد الإجتماعى هى ما يسمى بالدستور لقد إستمر الزخم الثورى حتى تاريخ 19 مارس (آذار ) حتى تم الإنقلاب على الشرعية الثورية بمحاولة إلتفاف خادعة بما يسمى تعد-يل بعض موماد دستور 1971 م وتم طرحها فى إستفتاء على الشعب المصرى والذى وافق على التعديلات وسط حملة إعلامية تدعو إلى عودة الإستقرار والأمكن والأمان إلى الشعب المصرى أيضا وسط حملة تخويف ورعب على الدين الإسلامى فى مصر حتى خرج الشعب المصرى ليوافق على التعديلات الدستورية وهو طامعه أن هذه التعديلات سوف تمنحه الأمن المفقود وقد رافقف التعديلات خريطة طريق لإجراء الإنتخابات التشريعية ثم يقوم المجلس المنتخب للموافقة على دستور جديد ثم إنتخاب رئيس للجمهورية هكذا تم خداع الشعب وهكذا تم عودة الشرعية الدستورية الساقطة بإسم الشعب وهكذا تم إقصاء مرحلة الشرعية الثورية والتى بمقتضاها يتم وضع الأسس لبناء نظام جديد يحل محل النظام القديم .
وعندما نتحدث عن الحقيقة نقول هل كان هناك ثورة حقيقية قام بها الشعب المصرى ؟ فبالتأكيد ستكون الإجابة بنعم
وفى الحقيقة أيضا هل ثورة الشعب المصرى تعدت القطر المصرى ليتحول الإقليم العربى إلى حالة ثورية متأثرا بهذه الثورة العظيمة للشعب المصرى ؟ أيضا ستكون الإجابة نعم والدليل ما حدث فى ليبيا واليمن والأردن والبحرين وعمان حتى الأطراف فى المملكة العربية السعودية فهذا الزخم الثورى قد تحرك ككرة الجليد حتى باتت الشعوب العربية تعى مصالحها وباتت تنادى بحقوقها المشروعة فى ثروتها الوطنية المنهوبة وطالما وصل الأمر إلى حد الوعى بالمصالح والبحث فى مسألة الثروات المنهوبة هنا تكون الثورة العربية الكبرى قد تعدت المرحلة القطرية وايضا المرحلة الإقليمية لتمس الدائرة الكونية فالحراك الشعبى فى الإقليم العربى فى حالة تماس بالحراك الكونى وبمعنى آخر فإن المصالح الشعبية العربية لها ثقل كبير فى التأثير على المصالح الكونية وخاصة بالهيمنة الإمبريالية فالإمبريالية العالمية بالقيادة الأمريكية قدقامت بشن حروب كونية فى أفغانستان والعراق وقد قامت بإحتلال الدولتين لضمان عدم المساس وتأمين مصالحها فى المنطقة العربية خاصة تأمين منابع الطاقة خاصة فى منطقة الخليج وأكثر خصوصية فى المملكة العربية الاسعودية والذى يقدر إنتاجها اليومى من النفط بما يقدر بإنتاج من 4 إلى 5 دول نفطية وأن أى حراك ثورى فى منطقة الخليج العربى سوف يؤثر تأثيرا كبيرا على هذا الإنتاج وأن الحروب التى أنهكت الدولة الإمبريالية الكبرى أمريكا من حرب على الإرهاب أو على القاعدة بزعامة أسامة بن لادن وكذا إحتلال أفغانستان والعراق كل هذه الحروب كانت بسبب المحافظة على تدفق النفط الخليجى فما بالك أن يظهر فى الخليج ملايين أسامة بن لادن تدعوا إلى حقوقها المشروعة فى ثروتها الوطنية من منطلق العيش بحرية وكرامة وإسقاط النظم الإستبدادية وكذا إسقاط النظام العنصرى فى إسرائيل والتى تمثل مرحلة حراسة وتفتيت للإقليم العربى .
هنا نستطيع القول بأن الثورة الشعبية المصرية والتى سعت وقامت بإسقاط نظام مستبد وتابع للإرادة الإمبريالية قد تحول تأثيرها من الخاص إلى العام فبدلا من أن تكون ثورة شعب مصر تنادى بالحرية والديموقراطية والعدالة الإجتماعية هذه الثورة إنتقل تأثيرها إلى كافة الشعوب العربية والتى يجمعها مصيرا مشتركا ووحدة عربيية عضوية فاصبحت الثورة المصرية هى الثورة العربية الكبرى وبإنتقال هذا التأثير إلى العام اصبحت الثورة المصرية هدفا له تأثيره الكونى هذا التأثير أدى إلى تأثر كيانات إقليمية بهذه الثورة مما أنتج حالة من التناقض فهناك من هو مع هذه الثورة طبقا لما أعلنته من شعارات فى إسقاط الإستبداد وقيام حياة ديموقراطية بمظلة العدالة الإجتماعية وهناك من هو ضد هذه الثورة من نظم إستبدادية وأبوية وتابعة لهيمنة الآخر الذى يقوم بنهب الثروات الوطنية وتوفير الحماية لهذه النظم والذى أصبح إسقاطها أمرا هينا بالتفعيل الثورى وطالما كان هناك تناقضا طالما وجد صراعا محتدما ولما كان الأمر دخل فى مرحلة الصراع الكونى العام وجب على كافة الأطراف المتصارعة تجميع تشتتها ذلك لتشتت الطرف الآخر وبما أن هناك طرفا قطريا وإقليميا متجمعا بالفعل الثورى فى مقابل طرفا عالميا متشتتا بفعل إخفاقاته فى حروبه وأزماته المالية المهددة بتفتيت نظامه وإسقاطه ولما كان هذا الطرف هو الطرف الذى مازال رغم كوارثه مهيمنا على مقدرات الكون فى ظل قوى إقليمية صاعدة وما زال هذا الطرف بيده مقاليد القوة الغاشمة فإن هذا الطرف قد شعر بوهج الثورة الكفيل بالتعجيل بإسقاط نظامه العالمى المهيمن فكان لابد لهذا الطرف المهيمن من تجميع شتاته لإيقاف المد الثورى هذا التجميع الذى أدى إلى تحالف قوى إمبريالية قديمة وجديدة للعمل على ضرورة إجهاض الثورة العربية الكبرى بالعمل على إجهاض ثورة الشعب المصرى الناجزة ومن هنا تأتى الخديعة .
إذا كانت الحقيقة يمكن التعبير عنها ببعض الكلمات فإن الخديعة تحتاج إلى كثير من الصفحات حتى يمكن إكتشافها والوصول إلى نواياها الخادعة فدوما الخديعة تظهر عكس ما تبطن ودوما أيضا نجد أن الخديعة تدغدغ المشاعر والعواطف وتقصى المنطق العقلى وحتى لانسهب طويلا ندخل مباشرة فى قراءة موضوعية لمرحلة مخاض الثورة المصرية حتى تم ولادة الجديد وهل هذا الجديد أمات القديم أم أن القديم تعايش مع الجديد وعمل على إقصائه .
نحن هنا نحدد مرحلة المخاض وطبقا لرؤيتنا منذ بدأ إعتماد نجل الرئيس المخلوع ليكون وريثا لحكم مصر ثم أتبعه مباشرة رؤية القوى الثورية لإكتشاف هذه الخديعة ثم ثارت هذه القوى تحت شعار كفاية فى ظل دولة ذات قبضة بوليسية قوية .
- بداية بدأ النجل المدعو جمال مبارك إعداد مسرح التوريث بتحالف سلطة الدولة البيروقراطية المركزية مع سلطة رأسالمال والناشطة فى إعتماد سياسة إقتصاديات السوق بتكريس نمط إنتاج تبعى يعتمد على الإنتاج الريعى والقائم على إستخدام أرض الوطن باطنها فيما هو مستخرج منها وسطحها فى إستخدام عوائد المستخرج فى الإستهلاك العقارى مع خصخصة كافة الخدمات مع الإستفادة من المناخ فى إنتاج زراعى يخدم مصالح الخارج وفى المقابل سوق مفتوحة للداخل بدءا من الحبوب اللازمة للإنسان والحيوان نهاية بإبرة الخياطة وأدى هذا التحالف بين السلطة المركزية وربمات قيل عنه تزاوج وسلطة رأسالمال لتصبح العملة بوجهيها الخارج والداخل فى منظومة واحدة .
- من خلال هذا التحالف والذى جمع فى يد واحدة القطاع الإنتاجى والسوق تم الإمساك ووضع اليد على كافة مؤسسات الدولة وأخذ الوريث يقوم بوضع رجاله من خلال ما يعرف بلجنة السياسات على رأس السلطة التنفيذية البيروقراطية فمن الوزير مرورا بالمحافظين ورؤسالء الوحدات المحلية وكافة مفاصل الدولة من رؤساء الهيئات والمصالح الحكومية إلى رؤساء وعمداء الكليات حتى الخفير حتى يضمن ولاء الجسم الابيروقراطى ومن السلطة التنفيذية إلى السلطة القضائية ثم السلطة التشريعية لضمان الولاء الكامل حتى وصلت هذه السلطة الأخيرة إلى تكوين مجلس يدين بالكامل للولاء للرئيس القادم .
- لم يخلو هذا الولاء من ضمان مؤسسات المجتمع المدنى بدءا من المحليات والمجالس المتخصصة وخاصة المجلس القومى للمرأة وقطاع الرياضة والشباب ونهاية بالجمعيات الأهلية والتى باتت واقفة لإستجداء الدعم المالى وخاصة ذو الإجندات الخارجية والذى يتم عبر السلطة التنفيذية .
- الذهاب إلى الجماهير الشعبية وإستمالتها بمشروعات بإسم الرئيس لتأبيد إستبداد الرئيس ونجله فالإسكان الشعبى لابد من إرتباطه بإسم إسكان مبارك وكافة الخدمات تقدم بإسم مبارك حتى أصبح نجل الرئيس الرئيس القادم يتحكم فى إنشاء الكبارى وإنشاء الطرق فى القرى والنجوع حتى يضمن ولاء الطبقات الشعبية فى عمق الريف المصرى .
هكذا تم إعداد مسرح دعم حملة جمال مبارك للرئاسة على المستوى الداخلى وكان لابد من دعم وتأييد المجتمع الدولى أو بالأحرى أمريكا وإسرائيل والإتحاد الأوربى وكان كفيلا بذلك الخارج من الناتج الريعى كقطاع البترول والغاز وأيضا القضاء على النخب الوطنية الفذة بتصفيتها وضمان خنق المقاومة العربية والوقوف بحزم وقوة فى ما يسمى بدول الممانعة والعمل على إشعال الفتن الطائفية والمذهبية فى هذا الجناح الممانع وما حدث من فك الإرتباط بالنظام السورى والموقف العدائى من هذا النظام وأيضا الموقف العدائى من إيران والعمل على دحض حزب الله اللبنانى المقاوم وحركة حماس كل هذا الدعم كان يصب فى تأبيد نظام مبارك المستبد بتولية نجله وتوريث الحكم فى مصر وكان الناتج الأسوء لهذا النظام إنعدام التنمية الإجتماعية والإقتصادية وإزدياد البطالة لعدم خلق فرص عمل وإزدياد الفقر للسواد الأعظم من الشعب مع إرتفاع الغنى الفاحش لأركان النظام وحلفائه والؤيدين له فى ظل دولة بوليسة قامعة .
إذا كان هذا المخاض الذى أنتج المولود الثورى والذى أنجز إسقاط رؤوس النظام فهل تمكن هذا المولود من إسقاط النظام والذى حمل جنينه قبل الولادة خريطة إسقاط النظام ؟ .
عودة مرة أخرى إلى البحث فى الخديعة
- بداية ولى الثوار وأعطوا الثقة لحكومة عصام شرف وكان التصريح الذى صرح به عصام شرف نفسه هو الملامح الأساسية للنظام والذى أوجزه فى إعتماد سياسة إقتصاديات السوق ولا عجب فى ذلك فعصام شرف نفسه وإذا إعتبرناه نخبة ومثقف عضوى فقد كان أحد وزراء حكومة النظام السابق حكومة زاوج السلطة ورأسالمال وبهذا التصريح يسقط رأس النظام ويبقى النظام .
- القضاء فى ظل هذه الحكومة على الشرعية الثورية بإعادة دستور النظام السابق مع تغيير بعض بنوده الخادمة لنظام التوريث وطرح هذه التعديلات للإستفتاء الشعبى ونيل الأغلبية المطلقة لعودة الشرعية الدستورية وإقصاء الشرعية الثورية .
- الحفاظ على الجسم البيروقراطى كما أعده الوريث برموزه وفساده وهو الجسم الذى يدير مقاليد الأمور فى الدولة المركزية وأن رجال جمال مبارك مازالوا يمارسون سلطتهم طالما تم إقصاء الشرعية الثورية .
- تأتى الخديعة الكبرى وهى الكفيلة على إجهاض الثورة العربية الكبرى ووأد مولودها الثورى وهذه الخديعة هى التى تم الإتفاق عليها من الإستعمار القديم الأوربى والإستعمار الجديد الصهيوأمريكى وهو إعادة إنتاج نظام الإستبداد الإسلامى بتمكين الإسلام السياسى من وضع يده على مقاليد السلطة ويكون الشكل الثورى فى إزاحة نظام إستبدادى قائم على السلطة المركزية البيروقراطية بنظام إستبدادى آخر قائم على سلطة الإسلام السياسى .
وعندما نتحدث عن إعادة إ نتاج هذه السلطة يجدر الإشارة إلى التاريخ الإستعمارى حينما مكنت بريطانيا العظمى فى القرن الثامن عشر تحالف محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود من تكوين تحالف إسلام سياسى فى الجزيرة العربية أكثر تطرفا وعندما قضى محمد على على هذه الحركة بجيوش إبراهيم باشا فى بداية القرن التاسع عشر قامت برطانيا بإعادة إنتاج هذا التحالف فى القرن العشرين وهذا التحالف الأكثر تطرفا فى الإسلام السياسى هو مازال حاكما فى جزيرة العرب حتى الآن وهو ما يراد له الحماية والتأمين رغم ما ينتج عنه ويصدره من إرهاب دولى متطرف بإسم الإسلام السياسى .
وإذا كانت الثورة العربية قد قامت للقضاء على كافة أشكال الإستبداد فإن شكل الإستبداد السعودى هو أكثر الأشكال إستبدادية ولكنه فى نفس الوقت هو الشكل الذى تم إسقاطه ستسقط معه الهيمنة الإمبريالية سواء كانت أمريكية أو أوربية .
لقد بدأت الخديعة ومن منظور الحراك الشعبى الثورى بداية من سوريا حيث تم وصول المد الثورى فى سوريا هذا المد الذى قامت على إثره جماعة الإسلام السياسى فى سورية والمنفية خارج القطر بالتنظير للخطر الداهم على المصالح الإمبريالية فى الإقليم العربى نتيجة المد الثورى الذى يمثل توسونامى عربى خرج من أرض الكنانة وأن أول مظاهر هذا المد هو تلاقى هذا المد مع دول الممانعة وحركات المقاومة العربية وأن هذا المد سيكسح الإستبداد الخليجى الذى بانت ظواهره فى اليمن والبحرين وعمان والتحرك فى الشمال الشرقى للمملكة العربية السعودية والذى سارعت على قمع الثورةفى البحرين بالتدخل المسلح وسرعان ما تم تشغيل الآله الإعلامية الخليجية ذات الأجندة الإعلامية الخارجية بالتحريض ضد النظام السورى ( بعيدا عن كون هذا النظام محق أومخطئ وفى العام يحتاج هذا النظام إلى إصلاحات نحو الدمقراطية ) وبدأ خبير الإرهاب الدولى المعتمد أمريكيا بندر بن سلطان تحركاته تجاه تمكين الإسلام السياسى وإعلان الحرب على النظام السورى فبدءا من درعا حيث منطقة الحدود السورية الأردنية والمشتعلة آنذاك بالإسلام السياسى الأردنى بمعنى تحركات جماعة الإخوان المسلمين الأردنية حيث بدأ التدخل فى الأراضى السورية بالمال والسلاح إلى منطقة تلكلخ وبنياس مع حدود شمال لبنان منطقة نفوذ سعد الحريرى التلميذ النجيب والتابع الأمين لبندر بن سلطان حيث تكرر سيناريو درعا إلى منطقةجسر الشغور على الحدود التركية وتزامن ذلك بقيام الإسلام السياسى مع عناصر الفساد السورية فى عمل مؤتمراتها فى تركياوتزامن ذلك مع التصريحات التركية المناوئه للنظام السورى المفترض أنه حليف إقليمى مع النظامالتركى هذا مع التجييش الإعلامى لقناة الجزيرة والعربية وحتى دخلت بصورة أو أخرى القنوات الفضائية المصرية والذى أفسحت مساحة إعلامية لرموز الإسلام السياسى فى سوريا والذين يمثلون معارضة الخارج فى تحريض الثوار المصريون على النظام السورى إضافة ما يتعرض له هذا النظام من العبث به بواسطة التحالف الأوربى – الصهيوأمريكى .
إن أكثر ما ظهر على الشاشة المصرية للفضائية الإخبارية المصرية منذ أيام قليلة معارض سورى من المعارضة الخارجية وقال بالحرف الواحد ما المانع أن تقوم السلطة القادمة فى سوريا ( بعمل إتفاقية مع إسرائيل مثل الإتفاقية المصرية واتفاقية وادى عربة بالأردن ) وقد نسى أوتناسى أو فسح له المجال من خلال فعل الخديعة بأن يقول ذلك من شاشة التلفزيون المصرى فى ظل ثورة الشعب المصرى حتى أنه وفى السياق نفسه صب جام غضبه على نبيل العربى أمين الجامعة العربية حينما زار سوريا وصرح أن مسؤولية تغيير النظام فى سورية هى مسؤولية الشعب السورى وليست مسئولية الدول الخارجية ردا على تصريح مسزكلينتون بوجوب إسقاط النظام فى سوريا .
إن إجتماعات فندق السان جيرمان فى باريس والذى تمت بين هذا التيار من الإسلام السياسى فى سوريا ( جماعة الإخوان المسلمين ) وبين ممثلين فرنسيين وأمريكان وصهاينة قد قام هذا الضيف على القناة المصرية بنقل قراراتها .
نحن هنا نتحدث عن الخديعة هذه الخديعة التى تم فتح قنوات الإتصال وربما بواسطة أمثال بندر بن سلطان وجماعة الإخوان المسلمين فى سوريا بين الإمبرياليةالأمريكية وبين جماعة الإخوان المسلمين الأم فى مصر والتى تمثل لمنظور الخديعة هى الجماعة التى تعد لإستلام سلطة مبارك الإستبدادية .
لقد تمكن الثوار المصريون من ضبط إيقاع الثورة المصرية فى جمعة الثامن من يوليو ( تموز ) حيث ثاروا على بقاء أركان النظام السابق فى حكومة الدكتور عصام شرف وإنتقاد هذه الحكومة فى بطء القضاء على الفساد وتمييع قضية قتل المتظاهرين شهداء الثورة فى بطء محاكمات أركان النظام السابق والذين قاموا بإرتكاب مجازر قتل المتظاهرين وقاموا بكشف خديعة الإستفتاء بتمكين عناصر الإسلام السياسى من وضع خريطة الطريق للإنتخابات أولا قبل وضع الدستور أولا والذى تم الإلتفاف حوله بخدعة الإستقرار إلا أن ما حدث فى ج-معة 22 يوليو ( تموز ) كان بمثابة كشف المستور ففى حين كان الثوار فى ميدان التحرير يعلنون عن تفعيل مطالبهم كان هناك مجموعة أخرى فى مسجد الفتح بميدان رمسيس وبوجه سافر تعلن عن المستور فقد أعلنت الجماعة الإسلامية على لسان أحد قياداتها عن الهدف المراد بإعلان إسلامية لا علمانية ولا مدنية وعن التوجه فى الجمعة القادمة لميدان التحرير لتحريره من الثوار أصحاب الموبقات تقاطع معهم مجموعة فى ميدان روكسى بمصر الجديدة تتحدث بإسم الأغلبية الصامته تهتف ضد ثوار التحرير وللعلم فإن ميدان روكسى بمصر الجديدة وكذا ميدان مصطفى محمود بمنطقة الدقى والمهندسين يمثلان الشريحة الأكبر من البرجوازية المصرية قديمها فى روكسى وجديدها فى المهندسين .
فى نفس اليوم الجمعة توجهت مجموعة تنتمى إلى ثوار التحرير إلى مبنى وزارة الدفاع القريب من ميدان العباسية وتم محاصرة هذه المجموعة بميدان العباسية بواسطة الشرطة العسكرية وأصدر المجلس العسكرى الذى يمثل رأس النظام الحاكم فى هذه المرحلة بيانا يتهم فيه إحدى الحركات المشاركة فى الثورة بالعمالة وهى حركة 6 إبريل الأمر الذى نفته الحركة وأعلن ثوار التحرير توجههم لليوم الثانى إلى مبنى وزارة الدفاع للإعلان عن إحتجاجهم إلا أن صدر من بعض العسكريين بيانا يتهم فيه هذه المرة بالإضافة إلى حركة 6 إبريل حركة كفاية أيضا بالعمالة وقام هذا المصدر بتحريض أهل ميدان العباسية ضد الثوار القادمون لمهاجمتهم الأمر الذى أدى إلى موقعة جمل ثانية بميدان العباسية حيث تم محاصرة الثوار فى ركن من الميدان وتم مهاجمتهم .
عندما نتحدث عن الخديعة نتحدث من واقع القراءة الموضوعية والتى لالبس فيها وهنا وفى هذا السياق نتحث عن أول قانون صدر من المجلس العسكرى بخصوص تشكيل الأحزاب المصرية وقد صدر القانون غريبا بمنع قيام احزاب على خلفية دينية وهذا أمر مستحب ولكن أن يصدر القانون عدم قيام أحزاب على خلفية طبقية فهذا هو الغير مفهوم فربما المجلس العسكرى ومستشاريه لديهم فكرا جديدا بخلاف ما عرفناه فالأحزاب أساسا تقوم على أساس طبقى وإذا إنتفت الطبقية فى تشكيل الأحزاب فعلى أى خلفية تنشأ الأحزاب ؟ الأمر الأخطر من ذلك أن أول الأحزاب التى تم إعتمادها تعتبر مخالفة للقانون كحزب الوسط وحزب الحرية والعدالة ( حزب الإخوان المسامين ) وحزب النور حزب السلفيين وجميعها أحزاب دينية .
أما الأمر الأخطر فى الخديعة هو أمر متعلق بالثوار أنفسهم وبطريقة الإلتفاف عليهم بتسرب عناصر إنتهازية ومندسة بين الثوار هذا الإلتفاف التى تقوم به القوى المناوئة للثورة والتى تعمل على إجهاضها وأن هذه القوى تعمل بأسلوب مخابراتى لتشتيت قوى الثورة ويتأتى هذا الأمر من تسليط الأضواء إعلاميا على بعض النشطاء وظهورهم الإعلامى فى القنوات الفضائية المرتب له سلفا على أساس أن هذه العناصر الإنتهازية تنتمى إلى بعض الحركات الثورية وتتحدث بلسان هذه الحركات ثم يتم الإلتفاف على هخذه العناصر بالدعم المادى لنشطاء الثورة ثم يتم فضحهم بعد ذلك وربما أن هذا السيناريو هو ما تم ترتيبه لحركة 6 إبريل وهنا نتحدث عن النقاء الثورى فهناك بعض من يوصفوا بالنشطاء يطلون على الإعلام ويكذبون كذبا فاضحا وينتمون أو يدعون إنتمائهم إلى بعض الأحزاب فعندما يخرج ناشط سياسى ويقول أن أحد القيادات الأمريكية تحدث إليه وعندما تسأله المذيعة الفضائية وتحديدا فى قناة الجزيرة مباشر مصر وتقول له هل تحدثت معه بالإنجليزية ويرد عليها الناشط بعدم إكتراث ويقول لها طبعا فأنا خريج كلية السياسة والإقتصاد بالجامعة الأمريكية فهو بالتأكيد ناشطا سياسيا ودارسا فى الجامعة الأمريكية بمعنى أنه يتحدث بلباقة وعندما تسأله عن مهنته يرد أنه محاضر فى أحد الأحزاب وهنا نسأل عندما يتحدث هذا الناشط بإنتمائه لأحد الأحزاب المشاركة بقوة فى الثورة فهل مثل هذه الأحزاب لاتعرف هوية ناشطيها ؟
ما نسوقه بهذا الخصوص هو صور من الخديعة التى تعمل على زعزعة الثقة فى الثوار الحق وأن على الثوار الناشطون تدبر أمرهم لعدم إختراقهم أما بخصوص القوى البديلة فى الإسلام السياسى فهى قوى معروفة منابعها ولن يأت أحدعلى ذكرها .
لقد أوضحنا رأينا فى حقيقة الثورة وأوضحنا رأينا فيما تتعرض له الثورة من خديعة وعلى القوى الثورية التى تمثل بحق مصالح شعبها ألا تكون عرضة للإنتباذ وأن تعمل على وحدتها العضوية وهذا دور مثقفيها العضويين فى مواجهة القوى المناهضة للثورة .
عاشت ثورة الشعب المصرى
عاشت الثورة العربية الكبرى .



#محمود_حافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة العربية الكبرى فى مواجهة المكارثية
- ملف الثروة السمكية بمصر - حكاية بلد إسمه كفر الشيخ 4
- الثورة العربية الكبرى - فى مسألة القضاء
- الثورة العربية الكبرى والإعلام
- الثورة العربية الكبرى - فى الصراع
- الثورة العربية الكبرى - مسألة رى المنابع
- الثورة العربية الكبرى - فى مسألة تجفيف المنابع
- الثورة العربية الكبرى وخطر الإلتفاف
- الثورة العربية الكبرى فى مواجهة إستراتيجية الشرق الأوسط الجد ...
- الثورة العربية الكبرى - فى المسألة الليبية ( الصحراوية )
- ثورة الشعب المصرى - 10 - كلام حول الدستور
- ثورةالشعب المصرى -والتأثير الإقليمى
- ثورة الشعب المصرى - 8 نحوتحقيق أهداف الثورة
- ثورة الشعب المصرى والفساد-7
- ثورة الشعب المصرى -6
- ثورة الشعب المصرى-5
- ثورة شباب مصر -4
- هل يتم الآن إجهاض ثورة شباب مصر ؟ ثورة شباب مصر -3
- ثورة شباب مصر -2
- ثورة الشعب المصرى


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حافظ - الثورة العربية الكبرى - ثورة الشعب المصرى بين الحقيقة والخديعة